ف 1 : زى المرأة بين الاسلام ودين السنة الذكورى ( مقدمة أولى )

آحمد صبحي منصور Ýí 2022-12-29


ف 1 : زى المرأة بين الاسلام ودين السنة الذكورى ( مقدمة أولى )
القسم الثانى من الباب الثالث : التشريعات الاجتماعية
كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى)
ف 1 : زى المرأة بين الاسلام ودين السنة الذكورى ( مقدمة أولى )
1 ـ هناك نوعان من الوسواس القهرى يتحكمان فى المحمديين فى حياتهم الدينية ، هما معا يحتلان النصف الأسفل ، لأن النصف الأعلى وهو العقل معطل تماما . الوسواس الأول يخصّ الطهارة ، والثانى يخص زى المرأة وزينتها . وقد تحرر عقلى من زمن بعيد من هذه الوساوس ، ولكن عانيت ولا زلت بسبب كثرة الأسئلة فيهما ، وكثرة الاضطرار الى إعادة الاجابات ، خصوصا مع من يفد الينا أول مرة يحمل أوزارا من دينه السُّنّى ، ولا وقت لديه ليقرأ ويريد إجابات جاهزة معلّبة ( سانودتش تيك أواى ) . كتبت هذا الكتاب عن ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى) وتعرضت فيه للتفصيلات ، ومنها الطهارة والزى والزينة . ثم ضاع بين أتلال أوراقى الى أن عثرت عليه مؤخرا ، وأعيد نشره مع التنقيح اللازم . وفى نشره أرجع أحيانا الى بعض الفتاوى والمقالات التى تم نشرها من عام 2006 مع إطلاق موقع أهل القرآن ، وهى أيضا منشورة فى موقع الحوار المتمدن . فعلت هذا فى موضوع الطهارة ، وأفعل هذا الآن فى موضوع زى المرأة وزينتها . جدير بالذكر أن برامجنا فى قناة أهل القرآن نشرت الكثير أيضا .
2 ـ قبل نشر هذا الفصل من كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى) ستكون هنا مقدمات تعيد نشر أهم موضوعات عن زى المرأة وزينتها . والمقدمة الأولى هذا المقال : ( يسألونك عن النقاب ) ، وقد سبق نشره بتاريخ 22 نوفمبر 2006.
( يسألونك عن النقاب )
( 1 )
حكى أحدهم أنه كان فى بلد يعتنق فكرة النقاب للنساء، وانه كانت له علاقة غير شريفة
باحداهن ، وحدث أن زاره زوجها على غير موعد ، وكانت تلك المرأة عنده فى البيت ،
وتحير صاحبنا ماذا يفعل ، ولكن الزوجة المحترفة طمأنته، ولبست النقاب ودخلت عليهما تقدم لهما الشاى، ولم يعرفها زوجها ، ونجا صاحبنا بفضل النقاب . فى تلك القصة كان النقاب هو البطل الذى يتظاهر بالفضيلة والعفاف ويخفى داخله الرذيلة والنفاق ، وتلك كانت وظيفة النقاب فى مصرفى العصر المملوكى حيث ساد التمسك بمظاهرالتدين دون مراعاة لحقيقة الدين وومنهجه الاخلاقى القائم على التقوى .
(2)
وقد جاء لمصر المملوكية الفقيه المغربى ابن الحاج ( توفى سنة 737 هجرية )وكتب فيها أروع الكتب الفقهيه وهو ( المدخل ) فى ثلاثة أجزاء ، واتبع فيه ما أسميته بالفقه الوعظى, أى ان الفقيه لا يتكلم فى الفقه بالمنهج التصورى والتخيلى مثل ( من فعل كذا فحكمه كذا ) ولكن بالمنهج الواقعى ، حيث ينظر الفقيه الى ما يجرى فى الواقع ويذكره ويعلق عليه منبها على خروجه عن الشرع مستخدما لغة الوعظ والارشاد. والفقه الوعظى بهذه الطريقة سجل الكثير من خفايا الحياة الاجتماعية التى اعتاد تجاهلها المؤرخون المتخصصون. ولذلك فان كتاب ( المدخل ) فى الفقه لابن الحاج يحوى بين سطوره معلومات تاريخية ثمينة عن الحياة الاجتماعية والدينية والاقتصادية فى مصر المملوكية. ولقد كتب الكثير عن أحوال المرأة وقتها ، وأبرز الكثير من الانحلال الاخلاقى الذى كان يجرى تحت النقاب وهو الزى الرسمى والشعبى للمرأة فى العصر المملوكى فى مصر وخارجها.
مثلا .. كتب الفقيه ابن الحاج أن المرأة فى القاهرة المملوكية كانت لها حرية الخروج من بيتها كل أيام الاسبوع عدا يوم واحد ، وانها كانت تخرج من بيتها متنقبة فاذا ابتعدت عنه أسفرت عن وجهها وخالطت ـ اى صادقت وصاحبت ـ الرجال حيث لايعرفها أحد، فاذا عادت واقتربت من بيتها تنقبت .
وأقول إنه من هذه الحال الفريدة جاء التعبير المصرى عن المرأة الفاجرة ( دايرة على حل شعرها ) أى طالما هى فى المجتمع الذى يعرفها فهى متنقبة ، فاذا خرجت من نطاقه خلعت النقاب ودارت هنا وهناك تبحث عن صيد من الرجال و حلّت شعرها لدى أول طالب لها. وكان هذا حال معظم النساء التى تحدث عنهن ابن الحاج وغيره فى العصر المملوكى، وبالنقاب كانت المراة تخرج الى الموالد والافراح والى القرافة ( أى مدافن القاهرة ) وحفلات الأذكارالموسيقية التى يختلط فيها الذكر الصوفى بالرقص والطرب وتناول الحشيش و ممارسة الفواحش العادية والشاذة. وكانت تلك مفردات الحياة الاجتماعية المملوكية ، ظاهرها التدين باقامة الموالد و الأذكاروزيارة الأولياء الأحياء وأضرحة الموتى منهم وقبورهم المقدسة، وباطنها الانحلال الخلقى . وفى هذه المسرحية العبثية كان البطل الأعظم هو النقاب الذى يعلن الفضيلة ويخفى الرذيلة..
المظهر السطحى ـ النقاب ـ هو البطل هنا. مثله مثل الشعار المقدس للعصر المملوكى وهو تطبيق الشريعة ، وتحت هذا الشعار المقدس دارت أفظع جرائم الاستبداد والتعذيب والظلم والفساد، وفى ظل كل هذه الجرائم أقام المماليك أروع المبانى الدينية التى لا تزال تحفة معمارية تزين القاهرة حتى اليوم ، من مساجد وخوانق ورباطات وزوايا، بنوها بالسخرة والعسف والظلم والمال الحرام. وتحت نفس التدين السطحى المظهرى ـ ايضا ـ انتشر الانحلال الخلقى فيها وحولها متمتعا بالنقاب.
(3 )
وقد فوجىء العلامة عبد الرحمن بن خلدون بمظاهر الانحلال المعتاد و الطاغى فى شوارع القاهرة دون ان يستنكره أحد من علماء الشرع وقتها، فقال متعجبا عن القاهرة " ولاينكر فيها اظهار أوانى الخمر ولا آلات الطرب ...ولا تبرج النساء العواهر ولا غير ذلك مما ينكر فى بلاد المغرب . ". الفقه السنى الحنبلى المتشدد كان مسيطرا على شمال افريقيا حيث كان يعيش ابن خلدون قبل انتقاله لمصر، وبسبب سيطرة التشدد السنى فى المغرب وشمال أفريقيا فقد كان منكرا التظاهر بشرب الخمر و حفلات الموسيقى والطرب، وكان ممنوعا ظهور النساء العواهر فى الطريق. فلما جاء الى القاهرة المملوكية وجد كل ذلك منتشرا بسبب سيطرة التصوف وعقيدته القائمة على عدم الاعتراض. ولكن المشترك وقتها بين مصر وشمال افريقيا هو النقاب ، فالمرأة المصرية حينئذ كانت تتصرف كيفما تشاء طالما كانت ترتدى النقاب ولا يتعرف عليها أحد.
وقال المقريزى فى كتابه المشهور( الخطط ) عن المصريين فى ذلك العصر " ومن أخلاقهم الانهماك فى الشهوات والامعان فى الملاذ وكثرة الاستهتار وعدم المبالاة ، وقال لى شيخنا عبدالرحمن بن خلدون ان أهل مصر كأنما فرغوا من الحساب " . أى فرغ حسابهم فى الآخرة وضمنوا الجنة ولم يعودوا ملتزمين بأى التزام خلقى أو دينى. المقريزى هنا ـ متأثر بما قاله شيخه عبد الرحمن بن خلدون ، وقد حكى المقريزى عجائب من مظاهر الانحلال الخلقى فى ( الخطط المقريزية ) وقت أن كان النقاب هو الرداء الشرعى للمرأة ، ولا سبيل لخروجها بدونه. وتحت شعار النقاب كان فجور المرأة علنا فى الشوارع طالما لا يتعرف عليها أحد. يقول المقريزى فى الخطط : ولقد كنا نسمع ان من الناس من يقوم خلف الشاب أو المرأة عند التمشى بعد العشاء بين القصرين ، ويجامع ( أى يمارس الجنس مع المرأة أو الشذوذ الجنسى مع الشاب ) حتى يقضى وطره وهما ماشيان من غير أن يدركهما أحد لشدة الزحام واشتغال كل أحد بلهوه ..)
(4 )
ووصل الفجورالى أماكن العبادة مما دعا السلطات المملوكية الى تطهيرها من أصحاب الفجور كما حدث بالنسبة للجامع الأزهر سنة 818 وبالنسبة لجامع الحاكم 822 هـ .
واشتهرت المؤسسات الصوفية بذلك حتى كانت وثائق الوقف عليها تشترط تعيين خفراء
لطرد راغبى المتعة الحرام منها !!!
وازدهر الانحلال الخلقى فى الموالد ـ ولايزال ـ حتى أن السلطان جقمق أبطل مولد
البدوى 851 بسبب ما يقع فيه من مفاسد فاقيم مولد أخر بالقرب من المحلة الكبرى ليتنفس
فيه الفجور بحكم العادة !! وكانت المرأة تذهب لتلك المناسبات الدينية تلبس النقاب بحكم العادة أيضا !! والدولة المملوكية التى احترفت التدين وتطبيق الشريعة كانت تأخذ الضرائب من البغايا وتسميه" ضمان المغان" وكان للبغايا زى معروف وصفه المقريزى فى الخطط ، وارتبطت مهنة البغاء بالعجوز القوادة والمكارى الذى تركب العاهرة على حماره وهى ترتدى النقاب فى غاية الاحتشام!!
وأحيانا كانت السلطة المملوكية تمنع خروج المرأة ليلا لتحد من الفجور ، وتطرف بعضهم
فى عقاب النساء اللاتى يخرجن ليلا فكان نصيبه السخرية من النساء ، ولذا قلن فى الامير
دولات خجا سنة 835 ( راحت دولة عمر ـ أى عمر بن الخطاب ـ وجت دولة خجا...)"
وفى سنة 836 تندرت النساء على الامير منكلى بغا المحتسب الذى كان يضربهن مائى جلدة اذا خرجن ليلا ، فكتبت النساء فيه اغنية راقصة يقلن فيها:
لا تمسك طرفى منكلى خلفى
علقته ميتين قلّ ما يعفى .
وكن يرقصن بهذه الاغنية وهن يرتدين النقاب !!!
( 5 )
ونقول للاخوات المؤمنات العفيفات:
ان النقاب بدعة لم يعرفها عصرالرسول عليه السلام، اذ كان وجه المرأة وقتها مكشوفا معروفا ، فالله تعالى يقول للنبى "( لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ ) (الأحزاب /52 )" والحسن فى الوجه .
والله تعالى يقول عن مجتمع المدينة فى عصر الرسول محمد عليه السلام ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) ) ( التوبة ) فهنا تفاعل اجتماعى حىُّ ونشط يقوم على الايمان والتقوى والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والتناصح بالخير. ولا نتصور حدوثه فى مجتمع النقاب والنفاق.
هناك ارتباط بين النفاق والنقاب ـ فالنقاب رسالة موجهة للبشر تقول فيها من تتخفى خلف النقاب : انظروا ايها الناس اننى مؤمنة تقية نقية. مع أن الأولى أن تتجه النفس البشرية لله وحده بالتقوى والعفة و الخشية فى الخلوة والسر قبل العلن.
وهناك ارتباط بين النقاب والاستعلاء على الاخرين ، ليس فقط فى أنه رسالة لهم بالتميز عليهم ولكن أيضا لأن المتنقبة تعطى لنفسها الحق فى أن ترى الاخرين وتقتحمهم بعينيها دون أن تسمح للاخرين بأن يعرفوا هويتها ومن هى.
الأفظع من ذلك أن النقاب استعلاء على الله تعالى وشرعه ودينه.
النقاب فيه مزايدة على شرع الله تعالى ، وقد حرّم الله تعالى أن يزايد أحد على شرعه فقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) ( الحجرات ) فالله جل وعلا لم يحرم كشف وجه المرأة ، فكيف يأتى بشر من الناس ويجعل الحلال حراما ؟ هل يتهم الله تعالى بالتقصيرفى التشريع ؟ هل يتهمه جل وعلا باباحة الفاحشة على أساس أن وجه المرأة عوره وسفورها فاحشة؟ هل هو أعلم من الله جل وعلا بالدين والعباد ؟ ؟ اليس الله تعالى هو القائل (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) ( الملك ) أهو يعرف الخلق أكثر من الخالق جل وعلا؟ أهو صاحب الدين وصاحب الشرع ام الله تعالى ؟ ألم يقل جل وعلا عن ذاته العلية ( وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) ( النحل ) أى أنه جل وعلا هو مالك الدين ومالك يوم الدين وصاحب الحق الوحيد فى التشريع ، وأنه ليس لأحد أن يحل ما حرم الله تعالى أو أن يحرم ما أحل الله جل وعلا.
الذين يحرمون ما أحل الله تعالى يعتدون على حق الله تعالى فى التشريع ( المائدة 87 ) ويدخلون ضمن من قال عنهم ربنا الواحد القهار ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21) ( الشورى 21 ).
ان تعبئة المرأة فى النقاب ليس اهدارا فقط لكرامتها الانسانية ومحوا لشخصيتها البشرية التى تتحدد بالوجه الذى به تعرف وتتميز عن غيرها ـ ولكنه أيضا تضييع لاقامة الشريعة الاسلامية الحقيقية التى ترتكز على الشاهد والجانى والمجنى عليه. فاذا كانت المرأة جانيا أو مجنيا عليها أو شاهدا فلا يمكن التعرف عليها وهى فى النقاب .
من حق أى انسان أن يرتدى ما يشاء فى ظل القوانين المرعية. ومن حق المرأة ان تتنقب فهذه حريتها الشخصية, ولكن إذا ارادت ان تقرن ذلك بالاسلام وتجعله شعارا لدين الله تعالى فقد وقعت فى عداء مع الله تعالى لأن الدين الالهى ليس ميدانا للتلاعب السياسى والفقهى وليس مجالا للتنابذ بالأزياء والجلباب والألقاب والنقاب.
إن التقوى الاسلامية تعامل خاص بين العبد وربه تعالى الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى
الصدور ، والذى يتقى الله تعالى ويخشاه بالغيب ليس فى حاجة لأن يعلن ذلك على الناس.
لقد كان العصر المملوكى عصر النفاق الدينى حيث شاع الفجور وتقديس الأولياء، وعبادتهم
وممارسة الانحلال تحت شعار النقاب وفى حماية الأولياء وشفاعتهم المزعومة، وظل
الأمر كذلك الى أن بدأت الصحوة الاجتماعية بقاسم أمين . ولكن أطاحت بها ما يسمى بالصحوة السلفية التى تهدد بعودة ظلمات القرون الوسطى ..
(6 )
لذا لا بد أن نزداد علما بالاسلام وتاريخ المسلمين .. والقرون الوسطى..!!.
ولنبدأ بنزع النقاب المادى .. والعقلى أيضا ..
اجمالي القراءات 2182

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الجمعة ٣٠ - ديسمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93795]

حرية الحركة تحت النقاب


أذكر أن أحد المتمشيخين أعطى فتوى بالنقاب كما يلي: هو انطلق من حرمة الشعر واستغل "موهبته" ليقول – بما معناه: "بما أن الشغر عورة وإظهاره حرام، فبالأحرى أن يكون الوجه – وهو بطبيعته مغريًا أكثر بكثير من الشعر – أن يكون عورة أيضًا".



لدي بعض التساؤلات:



أولًا: الصلاة فريضة على النساء أيضًا، والوضوء مقدمة للصلات، ولم يذكر القرآن أن وضوء النساء يجب أن يكون "من خلف حجاب"، فكيف كان النساء يغسلن أوجههن وأيديهن إلى المرافق ويمسحن برؤوسهن؟ دون أن يراهن أحد.



ثانيًا: الآية 31 من سورة النور تقول: "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ... وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ...". أنا لست من "فطاحل" اللغة العربية، لذا يمكن أن يكون فهمي خطأ، فأنا أفهم أن الجيب هو المكان بين النهدين، والذي يسيل له لعاب كثير من الرجال. نفهم من الآية بصورة غير مباشرة أن هذا المكان كان مكشوفًا عند النساء عند نزول الآية، وهو – هنا سأستعمل موهبة شيخنا السابق – مغري أكثر بكثير من الشعر وحتى من الوجه – على الأقل عند بعض الناس. يعني بالعربي الفصيح ليس من المنطق أن النساء اللاتي كانوا يبدون الجيب، كانوا يغطون الرأس والوجه. ولم يذكر القرءآن هنا شيئا عن الشعر والوجه.



ثالثًا: هناك ظاهرة عند البشر في حب الظهور، وكثير من الناس من ليس لديهم هذا الابداع الذي يظهرهم إلى الناس ويبدي بروزهم أو وجاهتهم أو مهارتهم إلخ، يستخدمون وسائل غير اعتياديةملفتة للنظر ليتمكنوا من الظهور، ومن هذه الوسائل المبالغة والمغالات أو الإنكار أو إبداء الرأي المعاكس، وعلى كل الأحوال فأسهل الطرق لإثبات ما لديهم هو اختراع أقوال وإرجاعها لأناس مشهورين (أحاديث عن الرسول). المصيبة هنا دوام وجود أذن صاغية تؤمن وتنقل.



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   السبت ٣١ - ديسمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93796]

جزاك الله جل وعلا خيرا اخى بن ليفانت . واقول


قلنا ان ما يقع عليه الغسل بالماء يكون مكشوفا ، وهذا يشمل الرأس وما عليها من شعر . 

وقلنا ان تبرج الجاهلية الاولى المشار اليه فى سورة الأحزاب يعنى تعرية صدر المرأة . وهذا ما جاء الأمر بتغطيته بما يستره.

وقلنا انه فى العصر العباسى عمّ وانتشر وجود الجوارى ، وعمّ وانتشر تعريتهن فى البيع والشراء ، وكن ذوات حُسن باهر ، فاحتجت الحرائر الى التميز عليهن ، وأيدهن الفقهاء فصيغت أحكام فى الحجاب والنقاب وعدة الحرة وعدة الجارية ..

3   تعليق بواسطة   كمال بلبيسي     في   الثلاثاء ٠٣ - يناير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[93802]

دول اسلاميه متعصبة للنقاب


 السلام عليكم دكتور احمد واطال الله بعمركم  سؤالي استاذي الكريم عن انتشار النقاب  والحجاب في الدول الإسلاميه غير العربيه مثل افغانستان والباكستان ولم  يتطرق المؤرخين القدامى لذكر عاداتهم ودخوا الاديان الارضيه لبلادهم وتحكم رجالهم بالنساء اكثر من دولة الوهابيه  وظلمهن ظلم شديد واليوم الطالبان يمنعن النساء من الدراسة لتكون جاهلة وتربي اجيال من الجهلاء هل  يوجد مؤرخ ذكر تلك البلاد واوضاعها كما ذكروا عن مصر والسلام عليكم ورحمة الله



4   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ٠٤ - يناير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[93803]

شكرا جزيلا استاذ كمال بلبيسى ، وسؤال جيد ..


هو يستحق مقالا بحثيا فى الرد عليه . وباختصار أقول إن العوامل الخاصة بباكستان وافغانستان جعلت التطرف الوهابى سيد الموقف . أفغانستان لم تكن متطرفة وهابية بل كان فيها حكم ملكى عادى ثم حكم شيوعى وتعليم متقدم للبنات ، فى الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتى وأمريكا سقط النظام الشيوعى ودفعت أمريكا بالبديل الوهابى ، الذى يماثل فى تشدده الطبيعة الجبلية للمنطقة وسكانها . باكستان تم تخليقها على أساس التعصب بجيش هو الحاكم الحقيقيى وبدولة مدنية زائفة وديمقراطية هزلية ، وأساسها الدين المحمدى السنى الوهابى المتعصب ، والذى يجد فى الهند العدو الأول . سيطرت الوهابية على مسلمى الهند قبل استقلال الهند وتقسيمها الى باكستان . وتكونت باكستان من ولايتين متباعدتين : باكستان الشرقية فى البنغال ، وباكستان الغربية فى البنجاب ، والأخيرة هى الأقوى ومركز الحكم وأساس الوهابية ، بينما ساد دين التصوف فى باكستان الشرقية ، فاعتبرهم وهابيو باكستان الغربية كفرة وأقاموا لهم مذبحة قتلوا فيها بضعة ملايين مما ادى الى انفصال باكستان الشرقية تحت اسم بنغلاديش ، وذلك بمساعدة انديرا غاندى فى الهند . ولا تزال باكستان ( المسماة ظلما بأرض الأطهار ) محورا للشر مثل السعودية وبلاد النقاب والاستبداد . 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4981
اجمالي القراءات : 53,367,747
تعليقات له : 5,324
تعليقات عليه : 14,623
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي