ف 13 : المرأة ورئاسة الدولة الاسلامية :
ف 13 : المرأة ورئاسة الدولة الاسلامية :
ب 2 : تفاعل المرأة فى المجتمع . كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى)
ف 13 : المرأة ورئاسة الدولة الاسلامية
مقدمة :
بناءا على ما سبق نؤكد أن للمرأة حقا فى رئاسة الدولة الاسلامية ، بمفهوم الديمقراطية المباشرة أو الشورى الاسلامية ، والتى يحكم فيها الناس أنفسهم بأنفسهم وفق نظام شرحناه من قبل فى كتاب عن الشورى الاسلامية ، ويتصدره أصحاب الكفاءة والاختصاص ، أو ( أولو الأمر ) ليس مهما إن كان ذكرا أو أنثى . ونعطى لمحة
أولا : لمجرد التذكير :
قوله جل وعلا : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ )ٌ(25 ) الحديد ) إقامة القسط له مرحلتان :
1 ـ الجهاد بالدعوة والتثقيف وأن يغيّر الناس ما بأنفسهم من ثقافة العبيد الى ثقافة الأحرار ، أى ثقافة الديمقراطية والعدل والمساوة والمواطنة ، وألّا يعلو على الناس سوى رب الناس جل ( وعلا ).
2 ـ الجهاد فى إقامة نظام حكم عادل يشمل القسط فيه
2 / 1 : القسط السياسى بالديمقراطية المباشرة التى يتساوى فيها الجميع فى المشاركة فى الحكم من الرجال والنساء .
2 / 2 : القسط القضائى بالحكم بالعدل ( بين الناس ) رجالا ونساءا ، والقضاء مهنة متاحة لمن تأهّل لها من الرجال والنساء .
2 / 3 : القسط الاجتماعى أو العدل الاجتماعى للمستحقين من الرجال والنساء.
ثانيا :
قوله جل وعلا فى سورة مكية ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ )( 38 ) الشورى )، مفهوم منه :
1 ـ أن الأمر بالشورى جاء مبكرا فى مكة وقت أن كان المؤمنون تحت الاضطهاد والمتابعة من أكابر المجرمين القرشيين . أمر الشورى نزل فرضا دينيا على المسلمين فى مكة قبل أن تقوم لهم دولة ، وذلك ضمن آيات وصفت ملامح المجتمع المسلم فى سورة الشورى المكية . ولنا أن نتصور أن تدبير الهجرة من مكة الى المدينة كان باجتماعات للشورى ، خصوصا وأن معظم من هاجر كانوا من المستضعفين الواقعين تحت سيطرة أكابر المجرمين ، خدما وأتباعا وعبيدا لهم .
2 ـ أن الأمر بالشورى جاء بصورة فريدة ، ليس بفعل الأمر ولكن بالجملة الاسمية التى تؤكد الأمر وتجعله فوق الزمان . الفعل له زمن ، ماضى ومضارع ومستقبل ، تقول :( نجح فلان ) أى نجح فى الماضى وقد لا ينجح فى الحاضر والمستقبل . و ( ينجح فلان ) أى فى الحاضر دون الماضى . لكن حين تقول بالجملة الاسمية ( فلان ناجح ) فهو ناجح فى كل وقت .
فى فرضية الحج لم يقل جل وعلا ( حجُّوا البيت ) ولكن قال بالجملة الاسمية ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّه غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) ( 97 ) آل عمران ). نفس الحال فى فرضية الشورى ، لم يقل فى خطابه للمؤمنين ( تشاوروا فى أموركم ) ولكن قال ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ) .
3 ـ قوله جل وعلا : ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ) غاية فى الإيجاز والإعجاز . فالأمر منسوب للجميع ، ليس لفرد أو طافة أو للرجال دون النساء ، هم جميعا فيه سواء ، هم جميعا يملكونه على قدم المساواة لأنه ( أمرهم ) الذى يختصُّ بهم ، ولا أسرار هنا لأنه ( أمرهم ) جميعا . ولأنه ( شورى بينهم ). فالتشاور فيه فرض على الجميع لأنه أمر الجميع ، ويهمُّ الجميع .
4 ـ جاء الأمر بالشورى بين فريضتى إقامة الصلاة والانفاق فى سبيل الله : ( وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ). إنها المرة الوحيدة فى القرآن الكريم التى يأتى فيها فاصل بين فربضتين : إقامة الصلاة والزكاة المالية، وهذا الفاصل هو فرضية الشورى . والمعنى المراد أن الشورى فريضة كالصلاة ، وكما لا يصح الاستتابة فى الصلاة فكذلك لا يصح الاستتابة فى تأدية الشورى . أى إنها فريضة شخصية على مؤمن ومؤمنة ، فى البيت ، والمصنع والشارع والمجتمع وفى السياسة والاقتصاد وشتى مناحى الحياة. بهذا تعلو الشورى الاسلامية على معظم الديمقراطيات الحديثة : ( الديمقراطية غير المباشرة : التمثيلية النيابية )، حيث ينتخب الناس من ( يمثلهم / أو يمثّل عليهم ) و ( ينوب عليهم ). هذه الديمقراطية غير المباشرة يتحكم فيها ــ من وراء ستار ــ الأثرياء الذين يريدون حماية أموالهم ، وبأموالهم يختارون نوابا يستطيعون التأثير على الناس ، علاوة على مهاراتهم فى الكذب والخداع ومعسول القول . هذا ما تفعله كبرى الشركات الضخمة . إن بالديمقراطية غير المباشرة فسادا كبيرا ، لكنه يظل أفضل كثيرا من الاستبداد الذى يجعل أكابر المجرمين يستعبدون شعوبهم .
5 ـ تبدأ الآية الكريمة بقوله جل وعلا عن أفراد المجتمع المؤمن : ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ )، فما جاء بعدها يكون تنفيذه إستجابة لله جل وعلا ، رب العالمين .
ثالثا :
لا يجوز الإستئذان فى فرضية الشورى ، كما لا يجوز فى فرضية القتال الدفاعى
1 ـ تطبيق مجالس الشورى كان أهم مظهر جماعى للدولة الاسلامية فى بداية عهدها بالمدينة . كان أمرا جديدا غير معتاد ، خصوصا مع الذين كانوا من قبل مستضعفين بعيدين عن ( دار الندوة ) فى مكة ، والذين كانوا فى يثرب تحت سيطرة الأثرياء فيها والذين تحولوا الى ( منافقين ) يتمتعوا بالمال والأولاد الى درجة ان الله جل وعلا نهى النبى محمدا عن الاعجاب بأموالهم وأولادهم ( التوبة 55 ، 85 ). ثم إن حضور مجالس الشورى كان ـ مثل الصلاة والإنفاق فى سبيل الله ـ فرضا على النساء كالرجال تماما .
2 ـ من المتوقع فى تطبيق مجالس الشورى أن يتغيب البعض وأن يستأذن البعض بأعذار حقيقية أو كاذبة ، وأن يتسلل البعض خارجين أثناء المناقشات . هذا ما حدث فعلا ، ونزلت فى سورة النور ــ أول ما نزل من تشريعات فى المدينة . قال جل وعلا : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ( 62 ) لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 63 ) النور ). نلاحظ
2 / 1 ـ البدء بالمؤمنين وهذا يشمل الرجال والنساء الذين آمنوا بالله جل وعلا ورسوله .
2 / 2 ـ وصف موضوع الشورى بأنه ( أمر جامع ) أى يجمعهم مع القائد وهو هنا النبى ، ولأنه خاتم النبيين فلا قائد بعده للدولة الاسلامية ، بل هم فى هذه الدولة متساوون تحكمهم مجالسهم الشورية والتى تختار أصحاب الاختصاص من الرجال والنساء ليكونوا ( أولى الأمر ) . وهذا الأمر الجامع هو أمر يخُصُّ المجتمع ( جميعا ) ، لذا فالحضور فيه مع النبى واجب على الجميع ، إنه مثلما نقول عنه الآن ( جمعية عمومية ) فى شركة يجتمع فيها من يحمل أسهما لهذه الشركة .
2 / 3 ـ بالتالى فالاستئذان غير وارد إلا إذا كان بعذر يسمح به النبى محمد عليه السلام ، وعليه أن يستغفر لهم . ثم التهديد للمؤمنين والمؤمنات الذين يتسللون خارجين من الاجتماعات بلا إذن لأنه مخالفة لأمر الله جل وعلا ، وهنا تهديد إلاهى بفتنة أو عذاب أليم لأولئك المؤمنين فى الدنيا . وبعدها قال جل وعلا فى تحذير آخر يخص اليوم الآخر : ( أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) 64 ) النور ).
3 ـ الشورى الجماعية فريضة جماعية كالصلاة فى جماعة . ولكن التخلف عن صلاة الجماعة لم يأت فيه هذا التهديد والوعيد .
4 ـ بعدها لم يأت هذا التهديد أو التعليق على إستئذان والتخلف عن حضور المجالس العامة للشورى ، بما يعنى أن المؤمنين إعتادوا حضورها ، بل تناثرت آيات أخرى عن موقف المنافقين الكارهين لهذه الشورى ، والتى جعلت من كان من قبل فى نظرهم من أراذل الناس يصبح لهم دور ، بل ويعطيهم النبى أذنه يسمع لهم وينصت ، فاتهموا النبى بأنه ( أُذُن ) ، وقد إعتبره رب العزة إيذاءا للنبى فقال مدافعا عنه ( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) 61 ) التوبة ). بل يستفاد وجود تزاحم على الصفوف الأولى فى هذه المجالس إستدعت قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ( 11 ) المجادلة ). واستدعى نجاح مجالس الشورى أن يعقد المنافقون مجالس للنجوى يتناجون فيها بالاثم والعدوان ومعصية الرسول ، متمتعين بالحرية الدينية والسياسية المطلقة فى الدولة الاسلامية ، ونزلت آيات فى هذا فى سورتى المجادلة والنساء .
5 ـ كما لا يجوز الإستئذان إلا بعذر فى فريضة الشورى ، فلا يجوز الإستئذان كذبا فى الخروج والنُفرة فى القتال الدفاعى . تخصّص فى هذا الصحابة المنافقون . قال جل وعلا :
5 / 1 : ( وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا ( 13 ) الأحزاب )
5 / 2 : ( لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ( 42 ) عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ( 43 ) لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ( 44 ) إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُون ( 45 ) التوبة )
5 / 3 : ( وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ ( 86 ) رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ ( 87 ) التوبة )
5 / 4 : ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ( 93 ) التوبة )
5 / 5 : ( وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ( 90 ) التوبة ).
أخيرا :
1 ـ كانت مجالس الشورى نبضا للمجتمع المسلم فى عهد النبى محمد ودولته المدنية ، حيث الحيوية والفاعلية والتفاعلية بين أفراد هذا المجتمع .
2 ـ فى العصر العباسى عصر الاستبداد والفساد بدأت كتابة السيرة والتأريخ للصحابة و المعارك ( الغزوات ) وكتابة ما أسموه بالأحاديث والسُّنن . ولا تجد فيها ــ أبدا ـ أى إشارة لمجالس الشورى المُشار اليها فريضة إسلامية قرآنية . هذا يجعل كلامنا عن الشورى الاسلامية غريبا ، مع أننا لا نعتمد على ما قاله مونتيسيكو وفولتير وجان جاك روسو ، آباء الديمقراطية فى الغرب ، بل نعتمد على القرآن الكريم الذى إتخذه المحمديون مهجورا .
اجمالي القراءات
3186
سلام الله عليكم
وجهة نظر في الديموقراطية المباشرة وفي مقارنتها مع الديموقراطية التمثيلية
من المهم طبعًا أن يبدي كل شخص في مجتمع ما رأيه في اتخاذ القرارات، ويمكن القول أيضًا أن له الحق وعليه الواجب في ابداء الرأي. لكن المشكلة في كيفية ممارسة هذا الحق والقيام بهذا الواجب، فحجم المجتمع أو الدولة والآليات المتاحة وعامل الوقت يمكن أن يشكل عقبة في تنفيذ نمط معين لابداء الرأي أو تفضيب نوع للديموقراطية. الديموقراطية المباشرة لها ميزات وفي نفس الوقت لها مساوئ أيضًا، فهي:
- تحتاج إلى وقت طويل لكي يتشكل رأي معين لدى الافراد.
- لعدم وجود الكفاءات اللازمة لتبني رأي ما، يجعل اتخاذ القرار عند الافراد معرضًا للخطأ. سنة 1882 اسقِط وبأغلبية ساحقة قانون لإلزام التطعيم ضد الجدري في سويسرا من خلال استفتاء شعبي.
- وجود جهات ما تستغل بعض الامور أو الاحداث أو المخاوف لدى الجمهور للتأثير عليه وكسب الدعم السياسي فينتج عنه ربما قرار كارثي. والمشكلة في الديموقراطية المباشرة أن هذا يتكرر بصورة دائمة.
- نعم لابداء رأي كل انسان، لكن ليس من الضرورة أن يكون عبر استفتاء مباشر، وانما عبر حزب أو جمعية أو نادي أو أي مجموعة اخرى. عندكم في امريكا ما يسمى اللوبيات، هنا في ألمانيا الجمعيات. في المجالس المحلية يمكن أن يكون الخيار مباشرًا أيضًا، فعدد السكان محدود، وامكانية التأثير المباشر واقعية.
المشكلة الكبرى للديموقراطية ليست طريقة الانتخاب أو التصويت وإنما عزف الناس عن التصويب وتدني نسبة المشتركين فيه ، فهذه تصل أحيانًا للنصف أو أقل.