تعليق: مفيش فايدة .. | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا استاذ حمد ، واقول : | تعليق: ... | تعليق: الطفل لا يحتاج للعُمرة يا شيخ الأزهر . | تعليق: أستاذ رضا .. نرجو الإلتزتم بشروط النشر . | تعليق: قاضى ظالم ربنا ينتقم منه | تعليق: شكرا أحبتى ، وجزاكم الله جل وعلا خيرا | تعليق: فلا تطع الكافرين و جاهدهم به جهادا كبيرا . | تعليق: أكرمكم الله أستاذ عبدالمجيد .. | تعليق: تحية لصمودكَ الملهم يا دكتور أحمد | خبر: ذي إكسبريس: وظائف آمنة من الضياع في زمن الذكاء الاصطناعي | خبر: مصر.. نقابة المحامين تصعد ضد الرسوم القضائية.. والنقيب: ارتفعت بنسبة 500% | خبر: القمة العربية تكشف عن مصفاة نفط عراقية منسية في الصومال | خبر: كندا تعلق رسوما جمركية مضادة على الولايات المتحدة | خبر: هجرة اللبنانيين إلى أفريقيا.. من باعة متجولين إلى قادة اقتصاد وتجارة | خبر: رايتس ووتش تدعو الاتحاد الأوروبي لحماية المدنيين بالساحل الأفريقي | خبر: حبس مصري نشر فيديو لاختطاف طفل بتهمة تكدير السلم العام | خبر: إجراءات “أكثر أهمية” قادمة.. هل تنتقم باريس من الجزائر بالتضييق على جاليتها المقيمة في فرنسا؟ | خبر: قمة بغداد ترفض تهجير الفلسطينيين وتدعو لعملية سياسية شاملة في سوريا | خبر: نقابة الصحافيين المصريين تطالب بتعديل قانوني يسمح بالتصوير في الشارع | خبر: «رويترز»: إدارة ترامب تخطط لنقل مليون فلسطيني إلى ليبيا | خبر: قانون الأحوال الشخصية يقسم المجتمع العراقي | خبر: تصاعد أزمة تأجيل جراحات القلب في مصر يهدد حياة آلاف المرضى فوراً | خبر: عدوى الانفصال.. لماذا ينقسم أرض الصومال إلى كيانين؟ | خبر: جولة ترامب في الخليج... صفقات وتعهدات بـ4 تريليونات في 4 أيام |
محاولات لتخريب الشخصية المصرية

محمد عبد المجيد Ýí 2007-07-14


Oslo 16.05.2007

تجْمَعُ النفسُ البشرية النقيضين معاٌ، فالخير والشر متلازمان، والقبيح والجميل متجاوران، والعنف والتسامح يسيران جنبا إلى جنب.

هناك صفاتٌ للفرد، ولكن هناك أيضا صفات تجمع طائفةً أو جماعةً أو شعباً من الشعوب، وهي قد تكون مكتسَبة أو تتاورثها أجيال وتحتفظ بها لصيقةً بالهوية.



كل التغييرات التي حدثت منذ بدء الخليقة قام بها رجال يقودون آخرين، وهؤلاء يملكون مقدرة عجيبة على الدخول إلى النفس، وتغيير مفا&Ecilde;فاتيحها وأزرارها وتوصيلاتها لتخرج إلى العلن مرة أخرى كأنها تركيبة جديدة لآلة قديمة.

المواطن الأوكراني الذي كان آلة تحركه يَدُ رجل عجوز في الكرملين فيتحول إلى قبضة حديدية أو جسد يرتعش أمام رجل استخبارات، هو نفس المواطن الذي يقضي الليل كله خارج مبنى البرلمان مدافعا عن حريته.

وأعضاء السافاك في ظل حكم شاه إيران هم نفس حراس الثورة الاسلامية تحت حكم آيات الله، فتتغير اللغة والطريقة والفهم الجديد، لكن يظل الانسان كما هو فيُخرج من داخل نفسه ما يناسب كل مرحلة، أو بالأحرى تُخرجها السلطةُ عنوة من أشد مناطق النفس اختباءً، ثم تُعيد ترتيب الأولويات.

والألماني المتحضر هو نفسه الذي رفع راية النازية، وأشعل العالمَ مُنطلقاً من العنصرية الآرية، فتحول الشعبُ كله إلى حالةٍ من الكراهية.

ويمكن لأيّ مُتحضر ومتمدّن أكثر وداعة من قِطة مُسالمة أنْ يتحوّل بفعل السلطة إلى وحش كاسر أو شارب لدماء ضحاياه.

لو وقف الرئيس حسني مبارك أمام الشعب وألقى خطاباً حاسماً وحازما ومميزا وانسانيا وطالب باحترام كرامة المواطن، وبعقد اجتماعي أخلاقي بين الأمن والشعب، وأقسم أنه سيعاقب كلَّ ضابط يهين مواطنا مصريا، وأن أجهزة رقابة ستقوم بالتفتيش المفاجيء على أقسام الشرطة، وأن وزير الداخلية سيفقد منصبه إن حدث أيّ تجاوز في تخشيبة أو سجن أو قسم للشرطة ضد مواطن مصري.

لحظات قصيرة بعد انتهاء خطاب الرئيس ويختفي الجانب الإبليسي من رجل الأمن، وتظهر صفات وموصفات جديدة وجميلة ومشرقة ، ويتحول هذا الضابط من وحش كاسر إلى انسان يقطر عذوبة ورقة وتهذبا.
أين اختفى الجانب الآخر؟

إنه موجود في مكان ما، وقد تمر سنوات ، بل العمر كله دون أن تظهر الصفات الخبيثة مرة أخرى.

عندما وقف الرئيس الراحل أنور السادات وقال بأنَّ من لا يصبح غنياً في عصري، لن تتاح له الفرصة مرة أخرى، كانت تلك كلمة السر، وظهرت ثقافة الفهلوة، وأصبحت العلاقات بين الناس كلعبة القط والفأر.

ولكن قد يحدث أن تتولى السلطةُ بدلا من عملية التبديل استخدام التخريب في عمق النفس، واستدعاء صفات تسبح على سطح المشهد كله، ومع مرور الزمن تصبح عادة، والعادة خصم للعقل، وعدو للمنطق، وعائق أمام أي تطور.

هل سمعت عن مصري واحد لم تكمم فاه تلك العادةُ، فرأى المشهدَ المصريَّ من الخارج ثم في الداخل، ثم من الخارج مرة أخرى؟

إن تكن رأيتَه فقد يصف لك أكثر مَشاهد مصر في عصرها الحديث حزنا وكَمَدا وأسفا لأن عهد الرئيس مبارك قام بحرب ناجحة على كل الجبهات ضد أرض وشعب مصر، فاستدعي قيَّماً خسيسة، وجعل التسول والفهلوة أمورا عادية، وقَرّبَ إليه لصوصا ومحتالين ونصّابين، وترك الكيف والمخدرات تتسلل إلى الحرم الجامعي وتُخرج للطالب لسانَها من دفتر المحاضرات.

قام مبارك باكتساح واسع للنفس المصرية، وتَحَكَم في الأذن واللسان والمعدة والرئتين وعبث بالعواطف عن طريق الفنون الفجّة، ثم نزع الشهامةَ والنخوةَ واستبدل بها لا مبالاةً وبلادةً وحِسّاً ثقيلا كأن صاحبه مصنوع من جماد.

كره المصريون الكتابَ والثقافةَ والعلومَ الانسانيةَ، وأدخلهم عهدُ مبارك في دائرة الاستغلال المتوالي، أيّ تسمح لسائق التاكسي أن يستغفلك، ويذهب هو لطبيب الأسنان فيفرّغ جيبه من يوميته ولا مانع من تخدير موضعي في الفم ملوث بفيروس، ويحتال المُدَرّس الخصوصي على جيب طبيب الأسنان، ولكن المُدَرّسَ الخصوصي يقف خارج غرفة العمليات في المستشفى في انتظار خروج ابنته، ولا يعرف أن استنزافه ماديا ومعنويا قد بدأ، وهكذا دواليك.
دائرة لا تنتهي صَنَعَها رجلٌ، ثم أكملها نظامٌ، وهي أشرس حرب في تاريخ مصر يشنها حاكمٌ ضد مواطنيه، لأنه عبث بكل أزرار النفس، حتى الأخلاق الدينية قام بتسطيحها فاغفلت الرسالاتِ السماويةَ لتضع مكانها قشورا تحيط بالنفس التي تم تخريبها.

كان مبارك من الدهاء ، أو الذين صَنَعَهم فصنعوه، وعرَف أنَّ تخريب النفس المصرية هو الشيء الوحيد الذي يضمن له ولابنه وللصوصه ولحيتان عهده الاستمرارَ والبقاءَ، فأضحى المصريون غيرَ المصريين، وتلوث المشهد وران عليه غبار.

تَحَدّثَ إلى أي عاشق لمصر غاب عنها عاماً أو بعضَ العامِ، ثم عاد لزيارتها فستُبكيك حكاياته، وستُغرق دموعُك وجهَك كلَّه إن كان عاشقُ مِصر قادراً على وصف أدق التفاصيل في مشهد هزيمة وطن.

مصر تسقط في براثن مُفترسيها، والشعبُ لا يعرف أن الهزيمة الداخلية للنفس المصرية هي أم الهزائم، وهي تعبيد الطريق لسقوط وطن وازاحته إلى هامش التاريخ وذيل ركب الأمم.

مسؤولية انقاذ مصر والمصريين تقع على عاتق كل من ليس له مصلحة في استمرار سيد العهد وابن سيد المستقبل المظلم القاتم الحزين. ولكن كيف تقنع المصريين أن الغزو الهمجي للنفس المصرية طوفان لا يبُقي ولا يذر؟

لن تستطيع قبل أن يتوقف المصريون عن كراهية المصريين!

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
http://taeralshmal.jeeran.com
http://www.taeralshmal.com
Taeralshmal@hotmail.com
http://Againstmoubarak.jeeran.com
http://blogs.albawaba.com/taeralshmal

اجمالي القراءات 14037

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-05
مقالات منشورة : 571
اجمالي القراءات : 6,485,760
تعليقات له : 543
تعليقات عليه : 1,339
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Norway