قراءة فى كتيب اضمنوا لي ستا أضمن لكم الجنة
قراءة فى كتيب اضمنوا لي ستا أضمن لكم الجنة
المؤلف عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر وقد تحدث البدر فى المقدمة عن الضمان فى السلع وحرص الناس على أن تكون لسلعهم بطاقة ضمان لمستقبل السلع وخلص من الموضوع الشائع لدى الناس إلى أن ألأولى بهم أن يأخذوا السلع المضمونة التى تحدث عنها النبى(ص) كما يقول البدر وفى هذا المعنى قال :
"وبعد: ... فإن من المعروف لدى الجميع أن لغة الضمان تجد في أوساط الناس اهتماما بالغا وعناية كبيرة في بيعهم وشرائهم وعموم تجارتهم، فليست السلع المضمونة، والبضائع التي عليها ضمانات، في المكانة لدى الناس، كالسلع التي ليس عليها ضمان، وهذا يؤكد شدة اهتمام الناس بالشيء المضمون، أكثر من غيره مما ليس كذلك على تفاوت كبير فيها من حيث مصداقيتها، ولهذا يشتد اهتمام الناس بهذا الأمر أكثر، إذا كان صاحب الضمان معروفا بالصدق، متحليا بالوفاء والأمانة، وكانت الأمور التي ينال بها الضمان أمورا يسيرة سهلة، لا تلحق الناس شططا، ولا تكلفهم عنتا. ... فكيف إذا كان الضامن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصادق المصدوق، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وكيف إذا كان المضمون جنة عرضها السماء والأرض، فيها مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وكيف إذا كانت الأمور التي ينال بها هذا الضمان أمور سهلة وأعمالا يسيرة لا تتطلب جهدا عظيما ولا كبير مشقة. ..."
والخطأ هو القول أن الجنة فيها مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر فالمسلمون يعلمون لأن الله وصف لهم الجنة فى القرآن ,اما من لا يعلم فهم الكفر كما قال تعالى :
"فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون"
ثم ذكر لنا رواية الضمان فقال :
فتأملوا _ رعاكم الله _ نص هذا الضمان العظيم: روى الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وغيرهم عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال «اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم» ... انظر السلسلة الصحيحة للألباني رحمه الله رقم (1470)"
والحديث لا يصح فالست لا تضمن الجنة فمثلا كما هو مشهور من يترك الصلاة كافر وهى غير مذكورة فى الست وقطعا الكثير من ألأمور التى فرضها الله كالصوم وغير ذلك لا ذكر لها
ومن ثم الرسول(ص) لو تحدث فسيقول :
اضمنوا لى طاعة الله فى كل أمر أضمن لكم الجنة
وحاول البدر شرح الحديث فقال :
"إنه ضمان بضمان ووفاء بوفاء ... «اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة» ... ستا من الأعمال ما أيسرها، وأمورا من أ بواب الخير ما أخفها وأسهلها، من قام بها في حياته، وحافظ عليها إلي مماته، فالجنة له مضمونة، وسبيله إليها مؤكدة مأمونة ... {وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد * هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ * من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب * ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود * لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد} ... فأما الخصلة الأولى- من هذه الخصال فهي: ... الصدق في الحديث، ... فالمؤمن صادق في حديثه، لا يعرف الكذب إليه سبيلا، ولا يزال محافظا على الصدق في حياته إلي أن يفضي به صدقه إلي الجنة، وفي الحديث «عليكم بالصدق، فإن الصدق في يهدي إلي البر، والبر يهدي إلي الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا». رواه مسلم. ..."
والحديث لا يعنى الصدق بمعنى مطابقة القول للفعل أو لما حدث وإنما يعنى الإسلام نفسه فالإسلام هو من يرشد لعمل البر وعمل البر يدخل الجنة ويستمر الفرد يطيع الله ويطيع الإسلام حتى يكتب مسلما
ثم قال :
وأما الخصلة الثانية فهي- ... الوفاء بالوعد والالتزام بالعهد، ... وهي سمة من سمات المؤمنين، وعلامة من علامات المتقين، فهم لا يعرفون خلفا في الوعود ولا نقضا للعهود , والوفاء صفة أساسية في بنية المجتمع المسلم , حيث تشمل سائر المعاملات , فالمعاملات كلها والعلاقات الاجتماعية والوعود والعهود تتوقف على الوفاء , فإذا أنعدم الوفاء انعدمت الثقة وساء التعامل وساد التنافر. ..."
والوفاء بالوعد مطلوب وإن كان معناه الأول العمل بالميثاق بين الله والفرد وأما عدم اخلاف الأقوال فهو جزء من الصدق المعروف بمطابقة القول للواقع أو للحدث
ثم قال :
"وأما الخصلة- الثالثة فهي ... أداء الأمانة , ... وهي من أعظم الصفات الخلقية التي مدح الله أهلها وأثنى على القائمين بها , وهي من كمال إيمان المرء وحسن إسلامه , وبالأمانة يحفظ الدين والأعراض والأموال والأجسام والأرواح والعلوم وغير ذلك ,
وفي الحديث «المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم» رواه أحمد. وإذا سادت الأمانة في المجتمع عظم تماسكه , وقوي ترابطه, وعم فيه الخير والبركة. ..."
والمعنى الأول للأمانة هو :
هو العمل بالحق الذى حمله الله للإنسان وأما المعنى الأخر وهو رد الأشياء لأصحابها فهو جزئية من العمل بالحق
وتحدث عن حفظ الفروج فقال:
"وأما الخصلة الرابعة- فهي ... حفظ الفروج , ... أي: من أن تفعل الحرام أو تقع في الباطل {والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين , فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} وفي حفظ الفروج حفظ للنسل , ومحافظة على الأنساب , وطهارة للمجتمع , وسلامة من الآفات والأمراض. ... الخصلة- الخامسة من هذه الخصال العظيمة هي ... غض البصر ... أي من النظر إلي الحرام , والله يقول ... {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن}. ... وغض البصر فوائده عظيمة , فهو يورث العبد حلاوة الإيمان ونور الفؤاد ,وقوة القلب , وزكاء النفس وصلاحها , وفيه وقاية من التطلع للحرام والتشوف للباطل. ... "
وحفظ الفروج هو أمر واجب على المسلم والمسلمة كما ذكر فى ألايات التى نقلها البدر من القرآن وهو عدم ارتكاب جريمة الزنى من قبل المسلم أو المسلمة
ثم ذكر السادسة وهى كف الأذى فقال :
"وأما الخصلة السادسة فهي- ... كف الأيدي , ... أي عن إيذاء الناس أو الاعتداء عليهم أو التعرض لهم بسوء , والمؤذي لعباد الله يمقته الله ويمقته الناس وينبذه المجتمع , وهو دليل علي سوء الأخلاق وانحطاط الآداب , وإذا كف الإنسان أذاه عن الناس دل ذلك على نبيل أخلاقه وكريم آدابه وطيب معاملته , وحظي بعظيم موعود الله في ذلك , فكيف إذا سما خلق الإنسان وعظم أدبه ولم يكتف بذلك , حتى أماط الأذى عن سبيل المؤمنين وجادتهم , روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «مر رجل بغصن شجرة على ظهر الطريق فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة» رواه مسلم. ..."
وكف اليد هى عن المحرمات وليس عن الأذى وحده فبعض ما يرتكب باليد لا يكون أذى ظاهر وأحيانا يكون لذة لصاحبه كما فى الاستمناء
ثم وجه البدر نصيحته فقال :
"فهذه أبواب الجنة مشرعة , ومنارتها ظاهرة , وسبيلها ميسرة , فلنغتنم ذلك قبل الفوات ولنستكثر لأنفسنا من الخير قبل الممات. أعاننا الله جميعا على القيام بذلك, ووفقنا لكل الخير"
اجمالي القراءات
2611