بمناسبه العيد تذكرت حادثه حدثت لي في العيد الذي مر علينا في أحلك سنه مرت علي مصر ايام احتلال الجماعة الإرهابية الدمويه . كنت قد ذهبت لركوب ميكروباص من موقف التحرير الي المقطم ووقفت علي باب الميكروباص امراه عجوز للغايه بملابس رثه جدا. ورائحتها كأنها لم تستحم منذ ولادتها .وبالطبع لم تستطع الركوب لكبر سنها وظهرها المنحني .ف بادرت كعادتي بمساعداتها فهي لم ولن تستطع ابدا فعل ذلك بمفردها . واجلستها علي أول كرسى وجلست بجانبها . وما أن امتلأ الميكروباص و اغلق الباب . وطلب السائق الاجره . فقالت له بصوت واعي قوي واثق من نفسه ( ممعاييش ) . ف أسرعت ودفعت لها بكل حب وطيب خاطر . ووضعت في يدها ممن أعطاني الله . ف أخذته ووضعت في صدرها وساد الصمت فتره . وأثناء سير السياره فوجئت بصوتا قويا عفيا منغما .فالتفت حولي ودهشت عندما ادركت انه منها . وهي تغني بلحن العيد جانا وفرحنابو اهلا بالعيد ......العيد فرحه ... أجمل فرحه ... وبعد دقائق من غناءها غيرت الاغنيه وبدات تردد بنغم ( العيد عدنا والنصارى كلابنا ) كررتها عشرات المرات وتلحنها بطرب بمزاج عالي. وانا جالس بجانبها ودمي يحرق مليون مره . مره من الدهشة من هذا الصوت الصادر منها. فكنت لا اصدق .لان صوتها قوي واعي يعرف اللحن لايمكن ابدأ أن يصدر من هيئاتها. ومره اخري لأن صوتها عالي للغايه بيلعلع باحترافيه ويخرق طبله اذني وهي ملتصقه بي .و الميكروباص مغلق النوافذ لأنه كان شتاء. ومره اخري .لان الكلمات لايمكن ابدأ ان تصدر من مسلم .يعرف معني الإسلام الحقيقي . وهي لايمكن ان تكون عجوز مخرفه . فيبدوا تماما انها مدركه تفعله بوعي . وشككت انها مدسوسه لتفتعل فتنه وتبث الكراهيه .و بالقطع ماتقوله فيه اهانه غير لائقه. ولكن ماقهرني بعمق انه لايوجد احد ينهرها علي الاطلاق. أو يقول لها عيب . دا غلط وترددت عشرات المرات قبل أن ابادر انا بذلك منتظرا غيري . ومرت الثواني كالسنين .ولكن عندما دمرني صوتها العالي وخاصا انه عرف عني أنني سريع التوتر جدا من الصوت العالي. و اذ بي دون ان ادري وجدت نفسي بحماس اقول لها أن هذا يسئ للدين وهو ضد الاسلام . وعندما سكتت وجدت نفسي مكلف بشرح للجميع ما قرءته وعرفته من خلال دراستي المتعمقه للاسلام . وسردت عشرات الأحاديث النبويه والآيات القرآنية. وقصص الصحابه الأوالين التي تنم عن السماحه. والدعوة بالحسني واحترام الآخر مهاما كان معتقده وهي كثيره جدا . استغرقت مني أكثر من ساعه وهي مده الطريق كله بالاشارات المزدحمة . حتي أتت محطتي . وطلبت من السائق ان ينزلني .ونزلت وانا اتأسف من كل قلبي الذي يمتلا مراره وحسره والم . علي إخوتي واخواني الذين لايوقفون أذية الجهال ولايمنعوا عنهم مايقترفونه من شر في حق أنفسهم وحق دينهم. أين من رأي منكم منكرا من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم . لماذا اكتفوا جميعهم بأضعاف الايمان والله اعلم بمافيهم القلوب هل لا يعرفون حقا سماحه دينهم ؟ ام يعرفون ويسكتون ؟ إلا تعلمون انه لايزال الكثيرون جدا جدا مدسوسون بينها من تلك الجماعه الارهابيه الدمويه لتحقيق نفس الهدف ؟ واهداف اخري مدمره لوحدتنا ولكن بطرق وباشكال مختلفه متعدده ؟ هل حقا تعلمون ذلك ؟ اذا وما دور كل فرد منا في مقاومه هذا السرطان الذي يدمر وحده مصر والمصريين . هل سنكتفي بالصمت . ف الساكت عن الحق شيطان أخرس. ؟ هل ترضي علي نفسك ان تكون هذا الشيطان الاخرص .؟ ومتى سنخوض غمار المعركه الشرسه لمحاربة أفكارهم المدمرة بشجاعة تتطلبها الروح الوطنيه ؟ وان قصرت الدوله و الاجهزه الحكوميه فهو ليس دورها بمفردها .ولكن ما هو دورنا نحن ؟