سعد و السعودية :
سعد و السعودية

أسامة قفيشة Ýí 2017-11-06


الكاتب: د. ناصر اللحام

منذ سنوات يتحدث المراقبون عن حتمية وصول الهزات الارتدادية للربيع العربي الى دول الخليج. ومنذ بدأت احداث يناير مصر وليبيا وسوريا واليمن، توقعنا أن الامور ستصل اآجلا او عاجلا الى قطر اولا، ومن ثم الى باقي دول الخليج وصولا الى السعودية. وهذا ما حصل ويحصل.

 

ولا يمكن لأي محلل مهما عظم شانه وثقافته ومصادره، أن يفهم ما يحدث في السعودية وفلسطين والعراق ولبنان الا اذا رأى الصورة بشكل كامل، وعرف تسلسل الأحداث في الوطن العربي كلّه. لان أزمة قطر لا تنفصل عن انهيار ليبيا ووصول أسلحة القذافي الى اوروبا، وان ما يحدث في السعودية لا يمكن فصله عما يحدث في النيجر وشمال افريقيا ونشوء "بوكو حرام"  وما اآلت اليه الامور هناك. كما لا يمكن فصل ما يحدث في لبنان عما يحدث في اليمن وهكذا.

 

الامر واضح، ولكننا أحيانا نميل الى  تعقيد الصورة حتى نتجاوز مرحلة الانكار ونبحث عن حيل دفاعية تساعدنا على المواجهة. أو الاختفاء والاختباء.

 

ان الحديث عن دول عربية غنية ودول عربية فقيرة، بدعة امبريالية استعمارية، فجميع الدول العربية غنية في حال حكمت نفسها بنفسها.

 

وان الحديث عن دول عربية قوية واخرى ضعيفة أمر مشكوك فيه. لان أقوى الدول العربية لا تملك قرارها السياسي والعسكري، فيما شاهدنا ان "أضعف" دول عربية واجهت أعتى الجيوش وانتصرت عليها.

 

ان الحديث عن (عدم التدخل في الشؤون العربية)، لا يعدو عن كونه (مجاملة دبلوماسية) مقبولة وليس أكثر من ذلك. فأمريكا لن تسمح بعدم التدخل وهي تفرض على الدول العربية أن تضغط على بعضها وتحارب بعضها وتقاتل بعضها وتقيم الحدود بين بعضها البعض.

 

كما أن الحديث عن أزمة عابرة، يعتبر هروبا من مواجهة الحقيقة، فالازمة العربية مستفحلة منذ انهزمت تركيا في الحرب العالمية الاولى وتركتنا فريسة لكل ناب، حتى اليوم.  وحين تملك الحكومات العربية الجرأة على تشخيص أمراضها ومواطن ضعفها. يمكن بعدها ان نتحدث عن العلاج.

 

ان ما يحدث في لبنان ودول الخليج، هو جزء من ثمار الشر التي طرحتها شجرة ترامب حينما زار المنطقة، وان استقالة سعد الحريري تركت فراغا سياسيا سوف يخلق أزمات متدحرجة وصولا الى تدخل عسكري او الحوار بلغة السلاح.

 

كما ان المصالحة الفلسطينية نفسها هي ثمرة رؤية امريكية دولية عربية اسرائيلية، وأنا استغرب من الذين لا يزالون يستغربون ذلك.

 

قطر "المحاصرة" بذبذباتها. والسعودية المهمومة باموالها ونفطها. والامارات التي تبحث في بنك الاعداء، عن صديق. وفلسطين الضائعة.  وغزة المنسية، ولبنان التي "تعاني من ذكائها"  .. ما هي الا نتائج لما وقع من تدمير على سوريا والعراق وليبيا واليمن.

 

ماذا بعد !!

 

سوف تواصل ادارة ترامب تنفيذ ما بدأته ادارة اوباما وهيلاري كلينتون، وصولا الى نهب اموال العرب، وافقار ايران بالتوازي . وبعد أن تبيع جميع الاسلحة في مخازن الولايات المتحدة، ستطلب من الجميع الهدوء حفاظا على الامن العالمي.

 

وبعدها يتصالح القائد الشاب محمد بن سلمان مع حكام طهران .. وتبدأ الشركات الامريكية والاوروبية بأخذ عطاءات اعادة الاعمار لما هدمته اسلحتها.

 

لن تترك امريكا الخليج قبل ان تمتص دمه لعشرات السنوات القادمة واضعافه حتى تصبح اسرائيل اغنى منه.

 

ولن تترك امريكا قطر حتى تقوم امريكا بتركيع الامير تميم وتجعل اسرائيل هي انبوبة الاكسجين الوحيدة له.

 

لن تترك امريكا مصر حتى تتاكد أن جيشها لن يحارب اسرائيل.

 

ولن تترك اسرائيل الكويت الا بعد ان تصرف خزائنها على محاربة داعش والاسلام المتطرف.

 

ولن تترك اسرائيل الامارات الا بعد ان تسرق منها كل التكنولوجيا والرفاهية والتفوّق وتورطها في مناطق النزاع والاستنزاف.

 

ومن اليوم نستطيع الاعلان عن انتهاء (حل الدولتين) .. ومنذ هذه اللحظة سوف يبدأ كبار المسؤولين الفلسطينيين بالحديث علنا، عن دولة واحدة متساوية في الحقوق.
اجمالي القراءات 8437

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ٠٦ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[87440]

هذا سعد ، فأين سعيد ؟؟؟


اهلا بك استاذ اسامه . اتفق معك فى بعض ما جاء فى (فضفضتك ) عن حال  وأحوال العرب ، ووضع المنطقة العربية الراهن . بل دعنى اقول لك خلينا (نلعن ابو شياطين امريكا ،والغرب والشرق والشمال والجنوب ) المُتآمرين علينا وعلى وطننا ووحدتنا العربية من المُحيط إلى الخليج ، ولنبكى على اطلال اجداد ( اردوغان ) الذين لم يستعبدوننا ، وكانوا يرسلون  لنا موائد (( المن والسلوى )) من إستنبول ،وانقرة وكل ما هو (( سستان )) تابعا لإمبراطوريتهم . ولكن عندى سؤال ،او إستفسار ،او إستيضاح وهو ..



إذا كُنا جميعا كعرب نعرف (امراضنا ، ومشاكلنا ) وتآمر القاصى والدانى والغريب والقريب علينا ،ولن يهدأ ويتركنا حتى يُزهق ارواحنا ويأخذ ثرواتنا ،ويحرق ارضنا ،ويلوث ،ويُسمم سماءنا  ، فلماذا نتركه يعبث ويتلاعب بنا كيف يشاء ؟؟؟؟



وسيقول قائل ،إنهم حُكامنا الخونة الملاعين الذين باعونا لهم كعبيد بأبخس الأثمان .... اوك ... اولئك حُكامنا الذين سأرمز لهم برمز ((( سعد )))   ، فماذا عن (( الشعوب )) ، فماذا عن (( سعيد ، ولماذا يصمت  ويصبر عليهم ويستعذب الذُل والهوان والإسترقاق )))))؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



===



ملاحظة لا ادرى هلو خطأ مطبعى منكم ،ام هو مُتعمد ، فإذا كان مُتعمدا فأرجو ان تُراجع نفسك فيه .. وهو (((  ولن تترك اسرائيل الامارات الا بعد ان تسرق منها كل التكنولوجيا والرفاهية والتفوّق وتورطها في مناطق النزاع والاستنزاف.  ))).



فهل حقا ستسرق إسرائيل التكنولوجيا والرفاهية والتفوق من الإمارات ؟؟؟



2   تعليق بواسطة   أسامة قفيشة     في   الإثنين ٠٦ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[87441]

سعيد في وادٍ بعيد


اهلا بك د عثمان , 



سلام من الله عليك , بداية هذا المقال هو للدكتور ناصر اللحام و ليس لي , نقلي لهذا المقال لا يعني توافقي الشخصي مع كل ما ورد فيه , و للامانه و المصداقية يتوجب علي نقله كما هو دون اي تلاعب او حذف ما لا عجني , 



الشعوب مغلوب على امرها , و لا يخفى عليكم ما تلاقيه حين تحاول رفع رأسها , نسأل الله جل وعلا بأن يهديها لصراطه القويم بدايةً حتى يقف الله جل وعلا معها و ينصرها , 



انا لا أرى أي خطأ مطبعي في قوله ( و لن تترك اسرائيل الامارات الابعد أن تسرق منها كل التكنولوجيا و الرفاهية و التفوق ) بل ما أفهمه شخصيا من هذا القول هو أن تسرق اسرائيل تلك المكانه التي بلغتها الامارات و تنفرد هي بها , فأنت بكل تأكيد تعلم بأن الامارات هي رمز هذا في منطقة الشرق الأوسط , و لا أعتقد بأن الكاتب كان يقصد ذلك المعنى السطحي . 



3   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ٠٦ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[87442]

معذرة لم الحظ انه لكاتب آخر .


معذرة استاذ اسامه . فلم انتبه  لكاتب المقال الأصلى ،ودخلت على قراءته مباشرة ...وبالتالى اتمنى ان يكون متابعا لموقع اهل القرآن ويقرأ تعقيبى على مقاله ..



==



اما عن إسرائيل والإمارات والتكنولوجيا ، فمن المعروف ان إسرائيل من اكبر دول العالم إنتاجا للتكولوجيا ،وادوات التطور العلمى ... اما الإمارات فهى معرض كبير فى الشرق الأوسط لعرض إنتاج الغير من التكنولوجيا والرفاهية .... ونتمنى ان تنتقل بما لديها من اموال وفيرة ، وبالإستعانة بعلماء العرب فى الداخل والخارج من عارض للتكنولوجيا إلى مُنتج للتكنولوجيا ...



تحياتى .



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-04-09
مقالات منشورة : 196
اجمالي القراءات : 1,415,258
تعليقات له : 223
تعليقات عليه : 421
بلد الميلاد : فلسطين
بلد الاقامة : فلسطين