عمر أبو رصاع Ýí 2007-04-24
القراء الكرام
عطف على ما بدأناه من طرح ما نراه نحن ظاهرة مفادها سلبية المثقف لدينا وأن الثقافة في بلادنا صارت مجرد عرض ازياء ، جاتني العديد من الردود القيمة والمفيدة في اطار الحوار الخلاق كما نتمنى وسأبدأ هذا القسم الثاني من الموضوع بمداخلتين هامتين ربما تدور أيضاً في خلد الكثيرين من الأحبة :
الأولى :
"يجب على المجتمع أن يهدم الكثير من الافكار المتخلفة حتى يتطور ..... لا يجب لوم المثقف إذ تم تكميمه و تهديده بالقتل و التكفير ... إلخ . إذا تكلم المثقف بالدين فسيت&atildtilde; تكفيره و تحليل دمه.
إذا تكلم بالسياسة فمصيره الاتهام بالخيانة و السجن المؤبد في احسن الاحوال. هذا غير الارهاب الفكري و الاقتصادي و النفسي الذي يتعرض له المثقف .... المثقف الحقيقي مغلوب على أمره ... لو كان هناك في المجتمع من يقف خلف المثقف و يدعمه لكان ثائرا و لما اضطر للاختباء في برج عاجي ... أعتقد ان اليقظة لن تأتي إلا بعد صدمات و هزائم كبرى توقظ هذه المجتمعات ..... كتبها معلق فاضل تحت اسم فلسطيني كنعاني"
والثانية :
"أرى أن الكاتب يتحامل و بشكل مبالغ فيه على المثقف. أراه كذلك يلمح على موقف" سيد القمنى" - هو تخمين يمكن أن أخطأه- عندما تراجع عن كتاباته خوفاً من أن يلقى مصير "فودة". عموماً المثقف الشرق أوسطى يعيش محنة الإنعزال الفكرى و الإجتماعى. فالبنسبة لى أن نرمى المثقف بالتهم و نترك مجتمع إقصائى متأخر دون أن نُقر بتأخره، أراه أمراً شديد الظلم. على أى حال، كما أن هناك جاهل شُجاع.. فسيكون أيضاً هناك مثقف جَبان. ........كتبها معلق فاضل يتخذ من اسم فولتير اسماً"
عزيزي القارئ ، دعني ابتدرك بسؤال : لأي مدى يصح ان نفصل بين المثقف والمجتمع هل هما منفصلان؟! لنحدد من الذي يدان بالضبط بشكل أساسي وفي ماذا على وجه الدقة؟
وما هي حدود هذا الفصل ؟ ثم هل يمكن ان نقبل الفرض ان المثقف لا يتحمل الوزر لأن المجتمع جاهل فهل المطلوب ان يكون المجتمع مستنيراً ليقوم المثقف بدوره العضوي بقيادة التغير والذي هو هنا تماماً اخراجه من الجهل ليصبح مستنيراً؟!!!!
يعني نطالب بمجتمع واعي لنخلق الوعي ؟ أنا معك أن الجهل يعيق دور المثقف لكن الجزء الأهم في دوره عند الحديث عن حالتنا هو تماماً انتاج الوعي ونشره والتخلص من الجهل.
ربما يفيدنا في هذا الإطار ان نستعين بمفهوم المثقف بداية لنحدد نقاط التقاطع والانفصال.
هناك تعريف اجرائي مستمد من الاشتقاق اللغوي : ثقف الرمح أي هذبه ، فالمثقف هو الشخص الذي هذبت معارفه أي نظمت. وأيضاً ثقف الشيء (فعل على وزن فَعَلَ) تمكن منه . إلا ان هذا كله يضيق عن احتواء معنى مثقف حتى في مستوى الاستعمال الشائع.
الحقيقة ، شخصياً أميل إلى تعريف كولن ولسن للمثقف على انه اللا منتمي ، وقبل ان نتسرع في اصدار فهم شكلي لكلمة لا منتمي نوضح ان اللا منتمي هو من وصل إلى حالة جعلته لا ينتمي لما هو سائد سواء كان هذا السائد ثقافة او تصور عقيدي او وضع ....الخ من اشكال الهيمنة لانماط متباينة التركيب ، انه يتناقض مع هذا النمط ويشكل حالة رفض للشكل السائد او المهيمن سميه كما شئت.
إذن الثقافة في جوهرها موقف ذا طابع جدلي ، على أسس أن الجدل حالة صراع في الواقع ، صراع منتج يمثل المثقف فيها طرف ايجابي يسعى لتغير النمط المهيمن إلى نمط يتجاوز اشكالياته الداخلية التي انتجت تماماً لا انتمائه لهذا النمط السائد .
نحن نعاني على مستوى لغتنا العربية اشكالية عميقة في مستوى المفاهيم ، القصاصة الصغيرة أعلاه محاولة لاعادة تعريف المثقف ان شئت بلغة بسيطة تصل لاوسع شريحة ممكنة (إن المثقف موقف رافض ومتصارع مع الواقع السائد بشكله السلبي يمثل قوة ايجابية من اجل تغيره وتجاوزه ) .
أنا سيدي الفاضل أعرف العشرات من المثقفين الذين تلقوا بيانات تهديد بالذبح كما حصل مع القمني لكنهم لم يستسلموا لهذه الحالة بل على العكس تماماً ، لكن ليس المهم من رفض التهديد بل الأهم التأثير السلبي الهائل لمن رضخ لهذا التهديد هذا التأثير الذي يشد جهودنا للوراء مئة ميل مقابل اميال للأمام ، فهل ترى معي حجم النتيجة السلبية التي لحقت بحركة التنوير عامة جراء موقف القمني الذي اتخذه رغم انه عاد وتراجع عنه مرة أخرى ، عموماً ليس موضوعنا الدكتور سيد كشخص وأنا كنت واحد من معجبي الرجل خصوصاً في المستوى الأسلوبي بغض النظر عن مدى اتفاقي مع منهجه و لا شك اني تأثرت بكتاباته ، لكن المسألة أعمق ، ليس المطلوب ان تنتحر وكما قلنا في غير مقامنا هذا ليس المطلوب تحطيم الصخر عن طريق ضربه بالرأس بل عن طريق ضربه بما في داخل الرأس ، وبالتالي نحن لسنا بحاجة لا لجاهل شجاع ولا لمثقف جبان ، نحن بحاجة لمثقف يمارس دوره كمثقف ، قادر على خلق سبله قادر على التعاطي بايجابية مع الواقع وهنا مربط الفرس.
أن يتخذ المثقف موقفاً لا تعني الانتحار
إن الاشكال التي يستطيع من خلالها المثقف ان يسهم في الحراك النضالي من اجل التغيير لا حصر لها ، ليس هنا بطبيعة الحال تغير بدون تضحيات نضالية ، وليست التضحيات النضالية بالضرورة تقديم الحياة فداء وقرباناً ، بالعكس أنا شخصياً ضد هذا المنطق فأنا مقتنع أن النضال هو فعل حياة وليس فعل موت (مع كل الاجلال لتضحيات الشهداء)، لكن هذا لا يعني التنظير من ابراج عالية على الناس وعدم المساهمة ، المثقف يجب ان يكون له نصيب الأسد في قيادة التغيير ، المطلوب أن تتحرك هذه النخب تناضل في الاطر المتاحة بل وتخلق اطراً جديدة للعمل النضالي ، وأول ما يمكن أن يطرحه الانسان على نفسه سؤالين جوهريين :
1- ماذا قدمت في إطار النضال من اجل التغيير؟
2- كيف يمكن توجيه النضال ليصبح قوة قادرة على تحريك المجتمع وتغير الواقع؟
واسمحوا لي ان اضيف
3- لأي مدى انا اعيش قناعاتي واناضل من اجل ان اعيشها.
نحن بحاجة لثقافة فعل وليس لثقافة عارضي الأزياء.
تحياتي ومحبتي
عمر أبو رصاع
www.mi3raj.com
تاريخية المصحف -3- (في نقد المرجعية التراثية: أ- الأسس العقيدية)
تاريخية المصحف -2- (القطيعة المعرفية وعمى الزمن)
دعوة للتبرع
ترتيب سور القرآن: يرجي نشر هذا المقا ل في موقع أهل القرأ ن بارك...
Death: Assalamual ykum. I have some very sad news. One of my cousins, she is only 23 years old,...
ميراث ابن الزنا: أكتشف أنه ابن زنا . فهل يطالب بميرا ث أباه...
الحساب الفلكى : السلا م عليكم استاذ نا, قرأت لكم الكثي ر من...
التعمد فقط: هل يحاسب الله الإنس ان علي الألم النفس ي ...
more