البعبع:
البعبع

أسامة قفيشة Ýí 2017-01-25


البعبع

المجرمون عملوا بُعبعاً خاصاً لهم يرهبون به الناس و يرعبون و يهيمنون به على الناس , كي يسهل عليهم ركوبهم و السيطرة به عليهم , هؤلاء المجرمون يهابون من العقل و التفكير , فهو عدوهم الوحيد الذي يفضح بعبعهم و يفضحهم ,

هم يخوفون الناس من تدبر كلام الله جل وعلا , و يرهبونهم بأنهم لو فعلوا ذلك لربما يخطئون الفهم مما يؤدي إلى خروجهم من دائرة الأيمان , و يوهمونهم بأن للقرآن مفسرون شارحون متخصصون فيه , و يخبرون الناس بعجزهم و قصورهم أمام فهم كلام الله جل وعلا و كأنه سر لا يعلمه إلا القليل ,

فتجد الناس المخدوعين ينكبون على الشرح و التفسير بعقولهم و جوارحهم فيتعاملون بما ورد من شرح و تفسير لكلام الله دون أدنى شك فيه و لو كان مخالفا لنص كلام الله جل و علا في كتابه المبين , مصدقين لما جاء في شروحهم و تفسيراتهم مؤمنون له و به ,

فيتوقف الكثير من الناس أمام هاجس الخوف من التفكير و التمحيص و النظر في كتاب الله جل و علا متأملين له و لصيغه الإبداعية ,

يضعون أمام أعينهم الحواجز النفسية فلا يستطيعون أن يمسوا مقتضاه , يظنون أنه بحاجة إلى تفسير , و يظنون أن العرب القدماء كانوا أكثر إدراكا و وعيا لما يدعو له القرآن الكريم , و يظنون أن اختلاف الزمان يحول دون إدراكنا نحن الآن لمقتضاه ,

و هذا يعد انتهاكا صارخا لكلام المولى عز و جل في كتابه الكريم , و رفضا واضحا منهم لما ورد فيه من انه لكل زمان و إلى قيام الساعة ,

لا يجوز و لا يحق لنا استخدام مصطلح تفسير مع آيات الله جل وعلا , فكلامه سبحانه لا يحتاج لتفسير بشري قاصر , بل هو كلامٌ بينٌ واضح إن تمت تلاوته بشكل دائم بتدبر و إمعان و تفكر مع تجاهل الفكر المسبق الذي تحمله بداخلك و أن تضع صوب عينيك كلام المولى جل وعلا لا غير ,

هذا هو بعبعهم الذي يسيطرون فيه على الناس , أما ما يقض مضاجع هؤلاء المجرمين و يشكل بعبعاً لهم فهو العقل ,

إن أبشع أنواع الظلم و الإجرام هو الاستبداد الفكري و الاضطهاد الفكري حين يتم وضعك ضمن حدود فكرية معينة و لا ينبغي لك تجاوزها ,

و تفتح لك نوافذ في حين تغلق أمامك كل الأبواب , فإن سرت ضمن الهدف المخطط له فأنت ممن سعد , و إن قفزت بفكرك خارج تلك الأسوار تحل عليك اللعنة و تنزل على رأسك الضربات ,

إن كنت ممن سلم و استسلم لموجه التيار فلا بأس عليك , فلا بد لك بأن تأكل مما يوضع أمامك , و لا تحاول أن تتذوق ما أثمر به بستان الجيران , كل و لا تسأل عن نوعية الطعام , و لا تحاول أبدا ركوب هذا التيار فقط استرخي و سلم له فهو يأخذك إلى المكان الذي لا بد لك أن تكون فيه , هو أعلم و هو أخبر و هو أفصح و اذكي و أمهر ,

أما أنت فمن أنت ؟

لا تخف من بعبعهم , و واجههم بعقلك و فكرك الذي أنعم الله جل وعلا به عليك .

اجمالي القراءات 7123

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الخميس ٢٦ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84628]

ومازال الترهيب مستمرا


عنوان المقال  تم اختياره بحرفية منك أستاذ أسامة،  كنت أظن أن البعبع في الثقافة المصرية فقط ـ والشعبية منها تحديدا ، ولكن يبدوا أن هذا اللفظ شائع الاستخدام ، وكما ترى أن البعبع هذا شيء وهمي ليس بحقيقة  .. هم يخيفون أنفسهم بأنفسهم ربما ماتوا رعبا من لا شيء!! العقل فاصل بين المكلفين وغيرهم .. وجدوا راحتهم  في الاعتماد على الغير وقعدوا لذلك الاعتماد والتواني قواعد مثل : (حطها في رقبة عالم واطلع سالم )  فهل في تسليم عقولهم السلامة ؟ لا أعتقد .. تخلص الغرب من سيطرة الكنيسة مبكرا ، فهل سيأتي ذلك اليوم الذي  نتكلم فيه عن قضايا الردة والحسبة كتاريخ يؤرخ لفترة ماضية ولن تعود ؟! 



شكرا لك ،ودمت بكل الخير 


2   تعليق بواسطة   فتحى احمد ماضى     في   الجمعة ٢٧ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84630]

التفسير احد ادوات السلفية القمعية


نعم تفسير السلف الصالح كما يدعي السلفيون هو احد ادواتهم التي يتم استخدامها للحجر على التفكير وبقاء المسلمين يدورون في فلكهم ليسهل عليهم السيطرة على السواد الاعظم من المسلمين البسطاء بالخرافات والموضوعات التي تمنع المسلم من الاقتراب منها وفي ذلك عندي قصة حقيقية حدثت في منطقتنا تؤكد هذا المفهوم وهي وجود قبر عثماني قديم في منطقة سلفيت منذ الحقبة العثمانية البائدة وكنا ونحن صغار السن نذهب مع جدي وبعض كبار البلد الى تلك المنطقة التي يوجد فيها هذا القبر وكان اجدادنا واهل البلد يقولون عليكم قبل دخول باحة القبر ان تخلعوا نعالكم لان صاحب هذا القبر شيخ جليل ومن اولياء الله فكنا ندخل ونقرا له الفاتحة ويضع بعض الشيوخ شيئا من المال في احدى زوايا القبر ثم نخرج وبعد مرور الايام والسنين اكثر من ثلاثين سنه على تلك الحادثة حضر الجيش الاسرائيلي المحتل وحفر ذلك القبر لذلك الرجل المبارك دون ان يصيبهم بسوء من بركاته واخرجوا من القبر كميات لا باس بها من الذهب والقطع الاثرية التي كانت في القبر منذ ايام العثمانيين حينها اكتشفت كم كنا نحن واهل البلد جميعا اغبياء فلو استخدمنا عقولنا لكان الذهب من نصيبنا وليس من نصيب اليهود .. وهذه احدى الخرافات التي كنا نعيشيها حتى زمن قريب .. ارهبونا بالفكر وبالخرافات حتى عميت علينا اعيننا فتركنا كل تلك الخيرات والذهب لغيرنا من شدة غبائنا وما زرع في عقولنا عن السلف الصالح .



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-04-09
مقالات منشورة : 196
اجمالي القراءات : 1,414,917
تعليقات له : 223
تعليقات عليه : 421
بلد الميلاد : فلسطين
بلد الاقامة : فلسطين