الذين يكنزون الذهب والفضة

أحمد دهمش Ýí 2007-04-14


الإسلام يحرم اكتناز الذهب والفضة ويهدد من يفعل ذلك بعذاب أليم، يقول تعالى

 "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ماكنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون . التوبة/ 34 :35 .

المزيد مثل هذا المقال :


هذا هو الإسلام
وهؤلاء هم المسلمين


ولا يكتفي القرآن بمجرد التحذير من كنز الأموال وإنما يضع التشريعات التي تمنع تركز الثروة في أيدي الأÛe;أغنياء فما يفيء إلى بيت المال – أو ما يأتي إلى خزانة الدولة يوزع على المحتاجين فقط دون الأغنياء يقول تعالى" ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فالله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب.

 

 
جاء ذلك توجيهاً للنبي عليه السلام بشأن الفيء أو الإيراد الذي يأتي بدون حرب وذلك بتوزيعه على الفقراء والمحتاجين دون الأغنياء حتى لا يتركز المال في يد الأغنياء ويحتكروا الثروة وجاءهم الأمر بأن يأخذوا ما يأتيهم به الرسول من هذا الفيء وأن ينتهي من ليس له حق فيه عن المطالبة به .
ونقرأ في آية أخرى
" والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم "

أي جعل الله حق معلوم في أموال كل شخص للسائل والمحروم ، وجعل من المسلم المقتدر يتحسس حتى من لا يسأل ،فمن الممكن أن يكون هناك محتاج ولكنه متعفف عن السؤال وجاء هذا في قوله تعالى "لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ .البقرة273" أي أنك تعطي من يسألك ومن لا يسألك ( أي أنك تبحث حالته دون أن يدري بذلك )..


أنظروا إلى عظمة القرآن الذي يفرض علينا ليس فقط أعطاء السائل المحتاج فقط بل عليك أيضا أن تبحث على المحتاج المتعفف غير السائل ..
ونقرأ في قوله تعالى أيضا

 
"زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ "آل عمران14. وقد أخبرنا الله تعالى أن حب هذا المال يعتبر من الشهوات الدنيوية وأنه متاع الحياة الدنيا وأنه لا يغني في الآخرة وأن المتاع الحقيقي هو في الآخرة

هذا هو الإسلام .. ولكن حال المسلمين شيء أخر .. !!


* في القرن الأول الهجري، بل بعد الفتوحات الإسلامية صار بعض الصحابة أعجوبة في اكتناز الأموال حسبما نقرأ في كتب التراث فيذكر(ابن سعد) في (الطبقات الكبرى) أن الزبير بن العوام ترك عند وفاته ما قيمته(52 مليون دينار) بالإضافة إلى سيولة مالية قدرها(35,2 مليون دينار) مع عمائر بمصر والإسكندرية والكوفة والبصرة والمدينة!!
أما طلحة بن عبيد الله ـ الذي كان يتحلى بخاتم من ذهب فيه ياقوتة حمراء فقد ترك سيولة مالية قدرها(2,2مليون درهم) وقيمة ما تركه من أصول عينية (30 مليون درهم) بالإضافة إلى (100 بهار) في كل (بهار) ثلاث قناطير من ذهب .
وذلك طبقاً لما ورد في طبقات ابن سعد (3/ 1، 77 ،157 :158)


أما عمرو بن العاص فاتح مصر "فقد ترك عند وفاته (70 بهاراً من الذهب) أي(140 أرديا من الذهب)!! طبقاً لما أورده المقريزي في الخطط (654,1) .
والقاعدة القرآنية تجعل كنز المال وعدم إنفاقه في سبيل الله تعالى وقوعاً في التهلكة، "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ماكنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون" وقد انطبقت هذه القاعدة عليهم وقتها، ويكفي أن نعرف أن أولئك السادة الأعلام كانوا رءوس الفتنة
أيها المسلمون يجب علينا جميعا العودة للقرآن وتعاليمه ..

اجمالي القراءات 77813

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (6)
1   تعليق بواسطة   ايمان خلف     في   الأحد ١٥ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5651]

عندى سؤال للأستاذ دهمش ؟

السلام عليكم يا أستاذ دهمش
والله انا حزنت اوى لما قرأت الارقام الفلكية عن ثروات خلفء المسلمين كما أوردها المقريزى فى كتبه وكتب أخرى مثل مروج الذهب والطبقت وكثيرررررررررررررر من الكتب التى قد توصل الإنسان الى حد البكاء على حال المسلمين الذين أتهمو الرسول بأنه مات ودرعه مرهون عند يهودى فهل هذا يعقل ؟!!!!

الشىء الثانى نحن نعلم جميعا أن لبس الذهب موضة قديمة الأن يوجد الماس لأن طبيعه شعوب هذا لعصرتحب الجديد والفخم والأكثر ثراء فهل ينطبق عليهم هذه الأيات أم أن يقولوا أنها نزلت فى الذهب والفضه وليس الألماظ والجواهر لتى يبتكرون لها أسماء والقصور الفخمة ولسيارات الفارهة .

أخى الكريم هناك تحايل على القرأن وهناك تحايل وضعف ولصوصية فى ذمم كثير من المسمين أنفسهم المسلمين
إيمان خلف

2   تعليق بواسطة   لطفية احمد     في   الأحد ١٥ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5687]

توزيع الصدقات بالطريقة القرآنية

مقال رائع بارك الله فيك ياأخ أحمد: إن توزيع الثروة بالطريقة القرآنية لها حكم كثيرة منها ما ذكرته الآية الكريمة : "كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم"وحتى لا يأخذمن لا يستحق بغرض الطمع وقد تحدث عنهم القرآن {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ }التوبة58 وكنز الذهب له عقوبة يوم القيامة والسؤال لماذا خص الله سبحانه الجباه والجنوب والظهور ؟هل لحكمة لانعلمها ؟ !!!

3   تعليق بواسطة   نجلاء محمد     في   الإثنين ١٦ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5719]

من يبخل فإنما يبخل على نفسه

الأخ المحترم أحمد دهمش شكرا لك على هذا المقال القيم والذي يذكرنا بالإنفاق ما استطعنا .
إن الذي يبخل ويكتنز المال ولا يفكر في إخوانه المحتاجين هو في حقيقة أمره يبخل على نفسه لأنه لو أنفق وأعطى كل ذي حق حقه لعوضه الله أضعاف ما أنفق يقول تعالى
{هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }محمد38.

4   تعليق بواسطة   ناعسة محمود     في   الثلاثاء ١٧ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5797]

لن ينفع عند الموت..

مقال جيد ، فهو يذكرنا بضرورة الإنفاق مما أنعم الله علينا ، ولا نقتر على غيرنا ، ونكتنز الاموال بالأكوام ، وهناك من ينام بدون عشاء له ولأولاده، فلا ادرى كيف يكون الإنسان منا لديه المال الوافر الذى يستطيع به أن يسعد الكثير من الفقراء ويبخل به عليهم ، بل ويكنزه دون فائدة ، فهل سيأخذ هذا المال معه عند موته ، أو ماذا سوف يفعل به؟ إنه سوف يتركه ولا يستفيد سوى النظر له فقط ،لكن إذا نفذ أمر الله وساعد به الفقراء والمحتاجين ، فسوف يجد ذلك فى ميزان حسناته ، وينفعه الله بهذا المال الذى أنفقه ولم يكتنزه..

5   تعليق بواسطة   محمد شعلان     في   الخميس ١٩ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5919]

من يكنز الذهب .. ذهب مع الريح

الاستاذ أحمد دهمش مقال موجز وميسر للفهم ومؤثر في حال المسلمين قديما وما أشبه البارحة باليوم حيث يكنز ملوك وأمراء النفط التريليونات من الدولارات في البنوك الأمريكية والأوروبية في حسابات سرية و بموت صاحب الحساب السري ومكتنز الذهب نجد ماله وذهبه ذهب مع الريح الذي لا يعرف رقم حساب الريح أحد غير المتوفي المكتنز للذهب.

6   تعليق بواسطة   عمرو توفيق     في   السبت ١٦ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[8398]

شيوعي؟!

سلام عليك ياأحمد ،وأشكر لك مقالك الذي قل ودل. لكن يخشى عليك أن يتهمك الجهلاء بالشيوعية أويسميك البعض اشتراكياوبهذه المسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان!!
كما قال أحمد شوقي عن النبي عليه السلام:
الاشتراكيون أنت إمامهم؟
كما حاول الشيوعيون استثمار موقف أبي ذرالغفاري!
ونعت الشاعر مظفر النواب علي بن أبي طالب بأنه لو كان حيا لكان أول الشيوعيين؟
إنهم لا يعلمون أو لا يريدون أن يفهموا أن هذا هو الإسلام الحقيقي.لكن العيب مش عليهم لكن على من يسمون أنفسهم علماء وما هم بعلماء ولا حول ولا قوة إلا بالله!
مرة أخرى شكرا لك ونتمى لك مزيدا من الفتوحات.

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-10-05
مقالات منشورة : 3
اجمالي القراءات : 134,712
تعليقات له : 8
تعليقات عليه : 8
بلد الميلاد : Afghanistan
بلد الاقامة : Afghanistan