تعليق: حفظك رب العزة جل وعلا أخى ورفيق الجهاد فى سبيل الله جل وعلا استاذ أمين رفعت | تعليق: سبحان الله . | تعليق: يتبع.../... | تعليق: يتبع.../... | تعليق: يتبع.../... | تعليق: طلبت من شات جبتي التعليق على تعليق الأستاذ يحي فوزي نشاشبي، ثم التعليق على ردي عليه، فكان كما يلي: | تعليق: جزيل الشكر لكم أستاذي يحي فوزي نشاشبي على التعليق الوجيز والمهم. | تعليق: استدراك أراه حيويا. | تعليق: أما عن الفقرة التي أراها في الصميم ، في هذا البحث الشيق الهادف فهي : | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب د عثمان ، اقول وأكرّر : | خبر: ترامب: كثير من الأميركيين يرغبون في ديكتاتور | خبر: FT: عودة المجاعات للعالم بعد تلاشيها والسبب استخدام الغذاء كسلاح | خبر: خطّة لترحيل السجينات الأجنبيات في العراق | خبر: ماذا ستجني أوغندا من استقبال المرحّلين من أميركا؟ | خبر: مصر: كيف تجاهل إعلان فائض الموازنة مدفوعات الديون وفوائدها؟ | خبر: تعتزم مراجعة طلبات الذي لا حق لهم بالإقامة بريطانيا لترحيل طالبي اللجوء | خبر: زبيب كامل الوزير وجاتوه ماري أنطوانيت | خبر: رؤساء بنوك مركزية يتوقعون زيادة حاجة الاقتصادات الغنية لمزيد من العمال الأجانب | خبر: الصومال: نساء يحولن الجفاف لزراعة أمل من أجل أطفالهن | خبر: أضحوكة “حقوق الإنسان”.. لماذا سخر الإعلام الغربي من تقرير حقوق الإنسان الأمريكي؟ | خبر: مجرم يروي أسرارا خطيرة عن أكبر شبكة لتجارة الأعضاء وغسيل الأموال في مصر | خبر: عمرو موسى: عبد الناصر كان ديكتاتورا.. ومصر عالقة حتى اليوم في يونيو 1967 | خبر: ماذا بعد إعلان الفصائل العراقية التمسك بسلاحها؟ | خبر: ترامب يتراجع عن الرسوم المرتفعة على الدواء وأشباه الموصلات | خبر: النيجر تعلن مقتل زعيم بوكو حرام بغارة جوية |
خواطر:
أشياء للحياة .. وللموت أيضا

عامر سعد Ýí 2016-11-27


 

 

(1)

فى الصيف تكون للشمس فى السابعة صباحا لسعة غريبة مع أن قطرات الندى ما زالت تكلل أوراق الذرة، يمضى إلى الجدول ... للحظات يتأمل مياهه الصافية .. تنساب فى رقة، الأعشاب الخضراء فى قاعه تزداد نضارة بالماء الذى يغمرها ... الماء الذى تتخلله اشعة الشمس، عشبة خضراء صغيره تتسلل الى السطح فينساب الماء بعدها متعرجا تعرجات صغيرة لا تفسد روعة  المنظر بل تزيده جمالا ورونقا وتلهب رغبة العاطش فى أن يمس ذلك المنظر بشفتيه دون أن يفسده، يرتكز بيديه على حافة الجدول، يدنو بشفتيه من الماء ... يشرب منه ... يرفع رأسه ويأخذ نفسا عميقا ثم يدنو من الماء مرة أخرى، يشرب أكثر مما يشرب ثم يعود إلى أعواد الذرة التى جمعها..يرفعها على كتفه ويتجه ناحية المنزل.

(2)

حقول من الذرة الطويلة وترعة وبضع بيوت، بعيدا فى وسط الحقول ماكينة مياه قديمة ... فى الليل هناك يخرج شبح، رجل يزداد طوله حتى يصل إلى السماء ... هكذا ظهر لأحدهم كما ظهر لكثيرين، الرجل هو الذى يذهب إلى بيته وحده ... أعمدة النور الممتدة إلى هناك جعلت من الحكاية أسطورة وجعلت من الكل رجال.

الولد لا يعرف الخوفتنقطع الكهرباء فجأه .."هذه فرصتى"..يمضى فى الطريق الترابى بين حقول الذره ... يكاد يتحسس طريقه ... قلبه يدق يدق ... يتوغل فى وسط الحقول ... يدنو من بغيته ... للصراصير تحت الجدران القديمة صوت مهيب وشجرة السنط متجهمة كشبح يضع جناحيه على السقف المتهاوى، النسيم المتثاقل يهيج رائحة الزيت العطن وغبار من الأخشاب الناخرة ...الولد لا يعرف الخوف .. قلبه يدق يدق .. جلده يقشعر .. يمضى بخطواته الهادئة..يرفع صوته .. "لو كنت رجلا أخرج  لى، أنا هنا أنتظرك"..هو لا ينتظره ... هو يمر مرورا سريعا ما يكاد بلامس شجرة السنط حتى يولى مدبرا...خطواته الهادئة ... قلبه المختلج ... أفكاره المجنونة ... كان يؤمن بأن الشبح موجود وبأنه خائف جدا ... كان إصراره على قهر خوفه أشد.

(3)

أقدام طفل صغير تمشى فى ذلك الطريق الترابى ... تحمل جبلا عاطشا ... تلتهب الشمس وأقدام الطفل عارية يلسعها التراب الساخن فيتعثر الطفل.

•  للقلب جبل من العطش ... سيحمل الطفل ذهابا فى الطريق وإيابا بين الحقول الخضراء وسيصير الجبل ربوة يكسوها الشجر فيكبر الطفل ويشتد عوده .. يجرى على الطريق الترابى .. يخلع ملابسه.. بقفزة واحدة يكون فى قلب النهر.

•  للنهر قلب يحس به الطفل يناديه فى الطريق فى كل خطوة تلهب أقدامه.

•  يشتد لهيب الشمس فيجف النهر وتجف الشجرة ويموت القلب.

•  أقدام طفل صغير وفروع شجرة جافة ملقاة على جانب طريق ترابى.

(4)

هنا القاهرةهنا المدينة والنجومهنا الحوارى والأديمهنا تتشرد خطاك بين المعابد والملاهى والقصور...خطوة وتكون فى غزة ... عد خطاك واستيقظ من النوم ... تنام من التاسعة مساء أمس .. ترتدى ملابسك وتخرج إلى الشارع ..الشمس ملتهبة والزحام خانق ... هم لا يريدون أن يفهموا أنه من العبث أن تجد عملا بتلك الطريقة .. وما الحل؟! هل  إلا أن تضع رقبتك تحت عجلات   تلك الشاحنة الضخمة ... لتفع اﻵن ... تمهل ... هذا  إعلان مسابقة للتوظيف..بعض الصور وشهادة وطابور طويل ثم تجلس على المقهى، تشرب الشاى ودخان النرجيلة يتصاعد منك إلى الأفق، تتبعه بنظرك ..أين القلعة ..القلعة مهدومة...هذه فرصتك...ترتقى ما بقى من المأذنة وتأذن للصلاة من جديد ... اخفض بصرك وانفض ذلك الصرصار الذى يتسلق قدمك ...المقهى ملىء بالصراصير ... المقهى كله صراصير والفأر خلف الجدار ... قفزة وتكون عند الفأر ... ادخر قوتك سيأتيك الفأر بنفسه ... ستهرب من المقهى وتجرى وتجرى معك جموع الصراصير.

(5)

قل لى يافتى ... إلى متى ستعيش؟! .. إلى أن ترى الجبال تتفجر ... إلى أن يطغى البحر ويكسو الماء وجوه الخليقة..ستغرق حينها يا فتى .. ستغوص بين وجوه الخليقة .. ستتعلق بكل قشة..ستغوص معك أكوام من القش .. ستتوه بين الوجوه .. ستتعلق على جدران العمائر..ستقف أمام السيارات وهى تسير بسرعة جنونية...ستجلس وحيدا على كرسى فى خمارة..ستجرك فتاة بحبل تربطه فى خصرها ... سيتراكم قشك فى الطرقات ... تدوسه العجلات الضخمة والأحذية الثقيلة .. ستذروه الرياح  يا فتى .. حتى الطيور.. .ستدوسها السيارات عندما تنزل لتلتقط قشك لتصنع منه أعشاشها ...إلى متى ستعيش؟! .. إلى أن تتساقط من فوق العمائر... إلى أن تنهال عليك الحجارة والشتائم وبصاق السائقين، ستموت غدا يا فتى...تلملم أعواد القش وتصعد فوقها وتشعل فيها النار ... النار لا تشتعل فى الماء يافتى ... ألا ترضى بالغرق ... إلى متى كنت ستعيش؟! .. إلى أن يغيض الماء ... إلى أن تشرق الشمس ... هذه الوجوه لا تتحمل الشمس، ستتوارى منها فى المظلات والزجاج المعتموأنت ستعرى يا فتى ... ستنبذ وحيدا على الشواطئ  ... لن تنبت عليك شجرة من يقطين ... ستأكل الطيور من رأسك ... سيتفجر الدم من جسدك كله ... سيسدون أنوفهم ويضعون أصابعهم فى آذانهم عند سماع اسمك يا فتى، سأقول لك وقتها ... إلى متى كنت ستعيش؟!..  ستنظر إلى وقطرات المطر تتساقط فى عينيك وأعواد القش تتهشم بين يديك، هل تحفر وقتهاحفرة وتدفن فيها نفسك ... هل تموت يوم يعز الموت ... مت الآن يا فتى.

 

كتبت 2005

 

 

 

 

اجمالي القراءات 8623

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-12-29
مقالات منشورة : 10
اجمالي القراءات : 89,846
تعليقات له : 14
تعليقات عليه : 15
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt