النبى محمد فى حوار مع ال ( سى إن إن ): كيف وصل بنو اسرائيل الى الجزيرة العربية

آحمد صبحي منصور Ýí 2016-10-28


النبى محمد فى حوار مع ال ( سى إن إن ): كيف وصل بنو اسرائيل الى الجزيرة العربية  

 قال المذيع : كيف بدا صدُّ أهل الكتاب عن القرآن الكريم فى عهدك ؟

قال النبى محمد عليه السلام : هذا له جذور تاريخية قبل نزول القرآن الكريم ، وممكن أن نعرفها من القرآن الكريم

قال المذيع : أسمعك

قال النبى محمد عليه السلام :. قصة بنى اسرائيل مع فرعون ومع موسى تكررت فى القرآن الكريم ، ونقتصر منها هنا على ما يخص موضوعنا . فبعد غرق فرعون وجند وقومه فى البحر ورث أملاكه بنو اسرائيل . قال ربى جل وعلا :( فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ ) 136  :  137  ) الاعراف ) ، و قال ربى جل وعلا :( فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ) 57 : 59 ) الشعراء )

 قال المذيع متعجبا : بنو اسرائيل حكمت مصر بعد هلاك فرعون موسى ؟ ليس هذا مذكورا فى التاريخ . هدأ المذيع ، ثم قال : عموما نحن لا نعرف كل خلفيات التاريخ المصرى القديم ، وما نكتشفه هو الذى نعرفه فقط ، وهى إكتشافات عشوائية ومتفرقة ، والمصريون القدماء معروفون بتجاهل التأريخ لفترات النكسة والضعف ، وبعض الفراعنة كان يمحو سجل السابقين من على المعابد ويضع إسمه مكانها . وبالتالى فإن ما يذكره القرآن عن تاريخ لا نعرفه عن فرعون موسى وبنى اسرائيل مقبول ويُضيف معرفة تاريخية مسكوتا عنها .

عاد المذيع يسأل : إذن ورث بنو اسرائيل الدولة المصرية بكنوزها وصاروا ملوكا على مصر فترة من الزمن .؟

قال النبى محمد عليه السلام : بعد ملكهم وتنعمهم جاءهم الأمر بدخول الأرض المقدسة ، وذكّرهم موسى بما أنعم الله جل وعلا عليهم ، وكان مما قاله لهم :( يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ) 20 : 21 ) المائدة )

قال المذيع : جعل فيهم أنبياء يعنى موسى وهارون ، وجعلهم ملوكا أى ملوكا على مصر ، وبهذا أتاهم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين . فهل شكر بنو اسرائيل هذه النعمة ؟

قال النبى محمد عليه السلام : بعد أن عبر بهم البحر مباشرة رأوا معبدا فرعونيا فطلبوا من موسى أن يجعل لهم إلاها مثله ،قال ربى جل وعلا : ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ إِنَّ هَؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ) 138 : 140 الاعراف )

قال المذيع : فعلوا هذا بعد أن رأوا عصا موسى تفلق البحر قسمين ، وبعد أن شهدوا غرق فرعون وجنده وقومه ؟ وماذا بعدها ؟

قال النبى محمد عليه السلام :تركهم موسى لكى يكلم رب العزة على جبل الطور ، وفى غيابه عبدوا العجل   الفرعونى . قال ربى جل وعلا : ( وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ  ) 148 ) الاعراف )، وقالها ربى جل وعلا لبنى اسرائيل فى عهدى يذكرهم بما فعل أسلافهم : ( وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ ) 51 ) البقرة ).

قال المذيع : ولكن بنى اسرائيل فى عهدك لم يعبدوا العجل ؟!

قال النبى محمد عليه السلام : هذا على سبيل الوعظ لهم لكى لا يكرروا خطايا أسلافهم ، وكان هذا فى معرض حوار رب العزة جل وعلا معهم فى القرآن الكريم يدعوهم للإيمان بالقرآن الذى نزل مصدقا لما معهم ويذكرهم بنعم الله جل وعلا عليهم وعلى أسلافهم .

قال المذيع : سنتوقف مع حوار الله مع بنى اسرائيل كما جاء فى القرآن ، ولكن دعنا الآن فى التتبع التاريخى لجذور صدّ أهل الكتاب عن القرآن .

قال النبى محمد عليه السلام :بعد خطيئتهم بعبادة العجل تابوا ، وإختار موسى منهم سبعين رجلا لميقات مع رب العزة قال ربى جل وعلا:( وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا )155 الاعراف)  

قال المذيع : لماذا ؟

قال النبى محمد عليه السلام :ليأخذ عليهم العهد والميثاق . قال ربى جل وعلا:( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) 63 ) البقرة )

 قال المذيع : رفع فوقهم الطور ؟ رفع فوقهم جبل الطور ؟ لماذا ؟

قال النبى محمد عليه السلام :ربى جل وعلا رفع فوقهم جبل الطور ليشعروا برهبة الموقف وخطورة العهد عليهم  ،رأوا أنفسهم تحت الجبل وهو مرفوع فوقهم ، ونظروا اليه فى رعب ، قال ربى جل وعلا :( وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ  )  171 ) الاعراف ).

 قال المذيع : هذا موقف فظيع بلا شك ، ماذا حدث لهم ؟

قال النبى محمد عليه السلام : أخذتهم الرجفة ، وغضب موسى ودعا ربه . قال ربى جل وعلا :( وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ )  155 الاعراف )

 قال المذيع :وهل إستجاب له الله ؟

قال النبى محمد عليه السلام : قال له ربى جل وعلا : ( عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) 

قال المذيع : العذاب لمن يشاء الله عذابه ، والله لا يظلم أحدا ، أى إن العذاب لمن يستحق ، وهذه مشيئة الله .

قال النبى محمد عليه السلام :نعم .

قال المذيع : فماذا عن رحمته التى وسعت كل شىء ؟ هل هى عامة ينتفع بها المجرمون ؟ إذن لا داعى للجحيم ؟

قال النبى محمد عليه السلام : قال ربى جل وعلا عن رحمته تلك : ( فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ )

قال المذيع :أى سيكتبها فى المستقبل للمتقين الذين يؤتون الزكاة والذين يؤمنون بآيات الله . هذا الوعد المستقبلى يخصُّ من من الناس ؟

قال النبى محمد عليه السلام : يخص أهل الكتاب الذين سيتبعون القرآن الكريم ، قال ربى جل وعلا:( فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ )

قال المذيع :أفهم أن الرسول النبى الأمى هو أنت ، أليس كذلك ؟

قال النبى محمد عليه السلام :نعم .

 قال المذيع :فما معنى أنهم يجدونك مكتوبا عندهم فى التوراة والانجيل ؟

قال النبى محمد عليه السلام :يعنى إنها البشارة بأسمى وصفتى رسولا نبيا أميا أى من العرب  موجودة  عندهم فى التوراة وفى الانجيل .

 قال المذيع :ولكن الانجيل لم يكن قد نزل بعد .!

قال النبى محمد عليه السلام :هذا إخبار من رب العزة ــ بالغيب  ــ بنزول الإنجيل وفيه البشارة بى ، وهذا ما حدث بعدها .

قال المذيع :كيف ؟

قال النبى محمد عليه السلام :إسمى مذكور فى التوراة الحقيقية ( محمد ) و ( احمد ) . وقالها عيسى عليه السلام يبشر قومه ، هذا مذكور فى قول رب جل وعلا : ( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) 6 ) الصف  )

قال المذيع : ليس ( محمد ) أو ( احمد ) مذكورا فى التوراة .

قال النبى محمد عليه السلام :ليس بالعربية بل معنى (محمد /  احمد ) بلسان بنى اسرائيل .

قال المذيع : وكيف جاء وصفك ؟

قال النبى محمد عليه السلام :هذا مذكور فى نفس البشارة التى قالها ربى جل وعلا لموسى والسبعين رجلا حين رفع فوقهم جبل الطور وأخذ عليهم العهد والميثاق ، قال ربى جل وعلا : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . )

قال المذيع :إذن المفلحون من أهل الكتاب هم الذين (آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ )

قال النبى محمد عليه السلام : وهنا فإن الإتّباع ليس لى شخصيا كبشر ولكن للنور القرآنى .

قال المذيع : على ذلك فأنت رسول لأهل الكتاب والعرب وللجميع ؟

قال النبى محمد عليه السلام : قال لى ربى جل وعلا فى الآية التالية : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ، أى أن رسالة القرآن الكريم هى للناس جميعا ، بعبادة الله جل وعلا وحده .

قال المذيع :وهل آمن بهذا قوم موسى وقتها ؟ هل آمنوا بالنبى الخاتم ؟

قال النبى محمد عليه السلام :نعم . قال ربى جل وعلا فى الآية التالية : ( وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) 155 : 159 ) الاعراف ). المهتدون من قوم موسى ـ من بنى اسرائيل ـ كانوا يهدون بالحق وبه يتمسكون بالعدل .

قال المذيع :هل ظل هذا الايمان بالنبى خاتم النبيين سائدا حتى ظهورك ؟

قال النبى محمد عليه السلام :نعم . ردا على كفر العرب الأميين بالقرآن قال جل وعلا : ( قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا )107 : 109 ) الاسراء ). كان مؤمنو بنى اسرائيل حين يسمعون القرآن يُتلى عليهم يخرون حتى أذقانهم ساجدين .

قال المذيع :لماذا هذه الطريقة الغريبة فى السجود ؟ المعروف أن السجود هو وضع الجبهة على الأرض ، وليس وضع الذقن على الأرض

قال النبى محمد عليه السلام :هذا سجود خاص يماثل سجود السبعين رجلا الذين أُخذ عليهم العهد والميثاق ، وكانوا ساجدين ينظرون الى جبل الطور وهو مرفوع فوقهم . وضعوا ذقونهم على الأرض ، ونظروا للجيل ، وسمعوا ما قاله رب العزة لموسى ، ومنه البشارة بخاتم النبيين ، وأن المفلحين هم الذين سيتبعون النور الذى أُنزل معه .

قال المذيع : من أجل هذا فإن أولئك الاسرائيليون الأبرار كانوا إذا سمعوا القرآن خروا للأذقان سجدا ، فقد تحققت البشارة وتحقق الوعد .

قال النبى محمد عليه السلام: لذا يقولون وهم يسجدون للأذقان:( سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً )

قال المذيع : ولماذا تكرر القول بسجودهم على الأذقان : ( يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا )

قال النبى محمد عليه السلام : السجود الأول تعبير عن المفاجأة ومعه التسبيح للرحمن الذى حقق الوعد . السجو الثانى مرتبط بالبكاء وبالخشوع .

قال المذيع : هؤلاء من ذرية بنى اسرائيل ، عاشوا فى مكة والمدينة وبقية الجزيرة العربية . كيف وصلوا الى هناك ؟

قال النبى محمد عليه السلام :  فى فترة التية الأربعين عاما تاهوا فى الجزيرة العربية  

قال المذيع :كيف ؟

قال النبى محمد عليه السلام :طلب منهم موسى دخول الأرض المقدسة التى كتبها الله جل وعلا لهم ، فرفضوا ، فكان عقابهم أن يتيهوا فى الأرض أربعين سنة ، قال ربى جل وعلا : ( يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ  ) 20 : 26 ) المائدة )

قال المذيع : وما هو الدليل على أنهم ذهبوا وعاشوا وتجولوا اربعين عاما فى الجزيرة العربية ؟

قال النبى محمد عليه السلام :قال ربى جل وعلا  عن قريش : ( فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ  ) 48 ) القصص )

قال المذيع : يعنى ماذا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كفرت قريش ، وطلبوا منى معجزة حسية مثل التى كانت مع موسى وهارون ، وجاء الرد من رب العزة بأنهم قد كفروا من قبل برسالة موسى وهارون وإتهموهما بالسحر ، أى أن موسى وهارون عليهما السلام دعوا قريش الى الاسلام وأظهرا معجزات لأسلاف القرشيين فإتهموهما بالسحر . أى أن موسى وهارون ومعهما بنو اسرائيل وصلوا الى مكة ، وتركوا آثارا فى تجولهم فى الجزيرة العربية .

قال المذيع : فى الجزيرة العربية إكتشفوا آثارا مكتوبة اسرائيلية وأسماء مدن توراتية جعلت بعض الباحثين يقول أن بنى اسرائيل ومعهم موسى وهارون عاشوا فى الجزيرة العربية وليس فى غيرها .

قال النبى محمد عليه السلام :بسبب البشارات بالقرآن الكريم ومبعث خاتم النبيين هاجرت قبائل إسرائيلية الى يثرب ، عارفين أنها مهجر النبى الخاتم ، وعاشوا فيها مجاورين للعرب من الأوس والخزرج ، وفى النزاع بينهم كان الاسرائيليون يتوعدونهم بأنه حين يهاجر النبى الخاتم الى يثرب سيتبعونه ويهزمونهم . ولهذا عرف العرب فى يثرب بنبوتى قبل أن أكون نبيا ، وبعضهم آمن بالقرآن قبل نزول القرآن تأثرا بما سمعوه من تلك القبائل اليهودية ، لذا حين هاجرت ومعى المهاجرون الى ( يثرب / المدينة ) كان الأنصار من أهل المدينة هم الأسبق من المهاجرين فى الايمان بالقرآن .

قال المذيع : كيف نعرف هذا  ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : قال ربى جل وعلا : ( لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ  ) 8 : 9 ) الحشر )، أى وصف الأنصار بأنهم تبوؤا الدار والايمان قبل المهاجرين . أى عاشوا فى المدينة قبل المهاجرين وآمنوا قبل المهاجرين .

قال المذيع :وماذا كان موقف بنى اسرائيل أو القبائل الاسرائيلية منك ومن القرآن بعد الهجرة ؟

قال النبى محمد عليه السلام : فى المدينة بعد الهجرة آمن العرب وكفر الاسرائيليون حقدا ، قال ربى جل وعلا : ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ فَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) 89 ـ البقرة )

قال المذيع : جئت لهم بالقرآن مصدقا لما معهم ، وهم يعرفون من كتابهم أنك خاتم النبيين ، ومع ذلك نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ..

قال النبى محمد عليه السلام :قال ربى جل وعلا عنهم : ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ  ) 101 البقرة ) 

اجمالي القراءات 9049

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5124
اجمالي القراءات : 57,076,296
تعليقات له : 5,453
تعليقات عليه : 14,830
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي