التشريع الاسلامى بين التنزيل المكى والتنزيل المدنى فى لمحة سريعة

آحمد صبحي منصور Ýí 2015-12-10


التشريع الاسلامى بين التنزيل المكى والتنزيل المدنى  فى لمحة سريعة:

 أولا :  بين الايجاز والتفصيل   

نزل التشريع فى مكة يتحدث عن عموميات لأن التركيز فى الوحى المكى كان على العقيدة وتطهيرها من الشرك ، ثم جاء التنزيل المدنى بالتفصيلات .  ونعطى أمثلة

المزيد مثل هذا المقال :

فى الزينة والطيبات والمحرمات

  يقول جل وعلا فى سورة الأعراف المكية : ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (33) الاعراف ) . ونضع ملاحظات :

  1 : عمومية الخطاب للبشر ذكورا وإناثا فى قوله جل وعلا:( يَا بَنِي آدَمَ ) و(عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) أى عند أى إجتماع ، والأرض كلها موضع للسجود والصلاة ، و( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ ). وهذا خطاب للجميع .

 2 : القاعدة الكلية فى التشريع الاسلامى ، وهو أن الأصل هو الإباحة ، وأن التحريم هو الاستثناء ، وأن التحريم حق لله جل وعلا وحده ، وأنه لايصح لمخلوق أن يحرم شيئا مباحا .

  3 : جاءت المحرمات باسلوب القصر ( إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي ). وبالصيغة العامة : ( الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ). وعلى صيغتها العامة فهى تنقسم الى : محرمات سلوكية : الفواحش ، والإثم والبغى ظلما . والإشراك بالله جل وعلا والإفتراء عليه جل وعلا بوحى كاذب ، كالأحاديث السنية والمنامات الصوفية . ومع الإيجاز فى صياغتها فقد جاء شرحها : فالفواحش ( ما ظهر منها وما بطن ) والبغى ( بغير الحق ) تمييزا عن رد البغى بمثله ، وجاء تنويع الشرك الى الشرك (العملى ) بعبادة وتقديس غير الله والشرك (العلمى ) بالتقوّل على الله جل وعلا .

وجاءت تفصيلات له فى التنزيل المدنى :

1 ـ موضوع الزينة الذى جاء فى الايات السابقة جاءت له تفصيلات لاحقة فى سورة النور المدنية عن زينة المرأة وزينتها ( النور 30 : 31 ، 60 )

2 ـ التحريم الاجمالى للإثم جاء تفصيلاته فى تحريم الخمر ، فالخمر من ضمن الإثم المحرم. وجاء تحريمه على سبيل الإجمال فى مكة ضمن عموميات التشريع المكى، ثم جاءت التفصيلات فى المدينة حين سئل النبى عليه السلام عن حكم الخمر فنزل قوله تعالى:  ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نّفْعِهِمَا﴾ (البقرة 219) . وطالما كان فى الخمر إثم كبير فهى محرمة فى مكة قبل المدينة، لأن الإثم القليل حرام فكيف بالإثم الكبير؟!! ثم يأتى تفصيل آخر يؤكد تحريم الخمر وذلك بالأمر باجتنابها فى قوله جل وعلا  : ﴿يَـَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ إِنّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنصَابُ وَالأزْلاَمُ رِجْسٌ مّنْ عَمَلِ الشّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (المائدة 90). إذن لم تكن الخمر حلالاً ثم نزل تحريمها، ولم ينزل وحى بالسماح بالخمر ثم نزل تشريع آخر يلغى ذلك السماح.. وإنما نزل تحريمها اجمالا ضمن تحريم الإثم، ثم نزل التفصيل يؤكد ما سبق.  أما قوله تعالى ﴿يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىَ حَتّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ﴾ (النساء 43) فلا شأن لها بالخمر وسكرة الخمر، بل أن كلمة (سكر) و(سكارى) لم تأت فى القرآن عن الخمر، إذ جاءت بمعنى الغفلة عند المشرك فى قوله تعالى ﴿لَعَمْرُكَ إِنّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ (الحجر 72). وجاءت بمعنى المفاجأة عند قيام الساعة ﴿وَتَرَى النّاسَ سُكَارَىَ وَمَا هُم بِسُكَارَىَ﴾ (الحج 2). وجاءت بمعنى الغيبوبة عند الموت فى ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ﴾ (ق 19). وجاءت بمعنى الغفلة وعدم الخشوع وغلبة الكسل والانشغال عن الصلاة عند أداء الصلاة فى قوله تعالى ﴿يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىَ﴾ وإذا قام الإنسان للصلاة وعقله غائب وقلبه مشغول بأمور الدنيا فهو فى حالة غفلة ولن يفقه شيئاً مما يقول فى صلاته، لذا تقول الآية ﴿لاَ تَقْرَبُواْ الصّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىَ حَتّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ﴾.

3 ــ وبالنسبة لقيام بعضهم تحريم الطيبات من الرزق  وإستنكار ذلك فى الآية : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ  ) فقد تكرر فى التنزيل المدنى تحديد المحرمات فى الطعام ومنع تحريم اى طعام خارجها وإعتبار تحريم الحلال الطيب إعتداءا على حق رب العزة فى التشريع . جاء هذا فى الايات المدنية الآتية : ( النحل : 114 : 119  ) ( الأنعام  118: 121، 136 : 150) ( البقرة 172: 173 ). ( المائدة 1 ، 3 : 5 ،  87 : 88  )

الشورى

نزل الأمر بالشورى فى سورة الشورى المكية :( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38). وجاءت تفصيلاتها فى أواخر سورة النور : ( 62 : 64 ) مع أمر للنبى بممارستها بالتأكيد على ان الأمة هى مصدر السلطة فى قوله جل وعلا فى سورة آل عمران : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)

  تحريم الربا ( ربا الصدقة )،

 جاءت الاشارة اليه فى سورة الروم المكية فى رفض إقراض الفقير بالربا مع الحث على إعطائه الصدقة    فى قوله جل وعلا : (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (38) وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُضْعِفُونَ (39)   ) وجاءت التفاصيل فى سورة البقرة ( 261 : 281 ) ، مع إباحة الربا فى التجارة إن كان عن تراض ، وبدون فوائد مركبة .يقول الله جل وعلا فى سورة آل عمران -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )  130 ) ويقول الله جل وعلا فى سورة النساء : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ ) 29 ). والتفاصل فى مقال منشور هنا عن (معركة الربا )

الهجرة

  جاء الحث على الهجرة فى سورة مكية هى العنكبوت ( 56 57   ) ثم نزل فرضها وتكفير من يتعرض للإضطهاد فى دينه ثم لا يهاجر مع قدرته على الهجرة فى سورة النساء ( 97  100  ) .

ثانيا : فى تفصيلات لأصل تشريعى سابق :

توارث العرب العبادات من ملة ابراهيم ، ونزل فى المدينة إصلاحات وإضافات لهذه العبادات فى الصلاة و  الصوم والزكاة المالية والحج  . وتعرضنا لهذا بالتفصيل فى كتب لنا منشورة هنا .

ثالثا : فى تشريعات جديدة :

 فى الدولة الاسلامية المدنية جاء تشريع العقوبات فى موضوع  الفواحش والبغى الظالم فى التنزيل المدنى ، مثل عقوبة الزنا والقذف ( النور ) وتشريعات اجتماعية ودينية مثل كفارة اليمين ( المائدة 89 البقرة  224 225 ) والحيض ( البقرة  222 ) الأحوال الشخصية فى الزواج والطلاق والانفصال والعدة والميراث والوصية ورضاعة الطفل فى سور البقرة والطلاق والنساء والأحزاب والممتحنة . وجاء تشريع العقوبات فى موضوع البغى الظالم فى تشريعات القتال الدفاعى فى سور: الحج  و الانفال والبقرة والنساء والتوبة ، وفى قتال الحاربين البُغاة فى سورة المائدة وفى عقوبة السرقة فى سورة المائدة والقصاص فى سورة البقرة .

 رابعا : التشريع فى العلاقات المتغيرة

 العلاقات  متغيرة بين الدول والجماعات ـ ويشمل هذا المسلمين وأعداءهم  ــ وهى تتذبذب بين الضعف والقوة، والقرآن يضع التشريع المناسب لكل حالة.. فإذا كان المسلمون أقلية مستضعفة مضطهدة فالهجرة واجبة على القادر ، وليس مطلوباً منهم أن يقاتلوا وإلا كان ذلك انتحاراً.وإذا كان المسلمون فى دولة فعليهم أن يقرنوا المٌسالمة بالاستعداد الحربى لردع من يفكر فى الاعتداء عليهم ، ثم إذا تعرضوا لعدوان فعليهم أن يردوا العدوان بمثله، وإذا كان المشركون يقاتلونهم كافة فعليهم أن يردوا العدوان بمثله . وعلى المسلمين فى كل حالة أن ينفذوا التشريع الملائم لهم.

ان تشريع القرآن فيما يخص العلاقات بين المسلمين وأعدائهم فى أروع ما يكون التشريع، إذ أن له ركائز ثابتة تتمثل فى المبادئ الأخلاقية الدائمة من السلام والاحسان والعدل وحسن الخلق والتسامح والصبر على الأذى والاعراض عن الجاهلين ورد السيئة بالتى هى أحسن ورعاية الجواروحفظ حق الجار والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يقولوا للناس حسنا . ثم له قوانين متغيرة حسب الأحوال ، فالمسلمون فى ضعفهم لا يجب عليهم القتال لدفع الاضطهاد، وإنما عليهم الصبروالتحمل والهجرة اذا أمكن . أما إذا كانت لهم دولة فدولتهم الاسلامية تقوم أساسا على قيم الاسلام الكبرى من السلام والحرية المطلقة للعقيدة وتحريم الاكراه فى الدين وتطبيق العدل الصارم والمساواة بين الناس جميعا والديمقراطية المباشرة وهى التوصيف الحقيقى للشورى الاسلامية ، ورعاية حقوق العباد أو حقوق الانسان.

دولة بهذه المواصفات لا يمكن أن تعتدى على دولة أخرى بل تلجأ للحرب الدفاعية اذا هوجمت فقط اذا لم يكن هناك من سبيل آخرلتفادى الحرب لأن الحرب فى تشريع القرآن هى مجرد استثناء . وحتى اعداد القوة القصوى ( الانفال60) ليس للاعتداء وانما للردع وتخويف القوة الباغية من الهجوم على الدولة المسلمة المسالمة. وبهذا الاستعداد الحربى يمكن اقرار السلام ومنع الحرب وحقن دماء العدو المتحفز للحرب والذى يغريه ضعف الآخر. وطبيعى أنه لا يوجد دولة مستضعفة للأبد كما لا توجد قوة مسيطرة إلى مالا نهاية، وبذلك تظل تشريعات القرآن سارية فوق الزمان والمكان بجوانبها الأساسية الثابتة والقانونية المتغيرة.وعلى المسلمين ـ أفرادا وجماعات ودولا ـ تطبيق التشريع الملائم حسب وضعهم من القوة أو الضعف ، وتطبيق القيم العليا الثابتة فى كل حال من العدل والاحسان والسلام والتراحم وحُسن الخلق .

هذه القيم العليا عى القاسم المشترك فى التشريع الاسلامى ، سواء ما نزل منه فى مكة أو المدينة . وهو يحتاج وقفة .

اجمالي القراءات 8523

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (6)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الخميس ١٠ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[79667]

تصريح مهم وخطير .


استاذى العزيز  والمُفكر الإسلامى الكبير دكتور منصور . اكرمكم الله وبارك فيكم وفى علمكم ..



لى بعض  الإستفسارات  لو سمحت  عن تصريح حضرتك  فى المقالة الذى تقول فيه ((((الهجرة  ======  جاء الحث على الهجرة فى سورة مكية هى العنكبوت ( 56 57   ) ثم نزل فرضها وتكفير من يتعرض للإضطهاد فى دينه ثم لا يهاجر مع قدرته على الهجرة فى سورة النساء ( 97  100  ) .))))



    بصراحة  أنا حدثت لى صدمة  ،ولكنها صدمة إفاقة  وضرورة التدقيق فى كل كلمة قرآنية بشكل أعمق . ووخاصة ما يحث على عظم تحمل المسئولية  تجاه الدين وقول الحق  حتى لو أُضطر صاحبه إلى الهجرة من بلده وترك وطنه وموطنه من اجلها  . فالتصريح بكُفر من يتعرض للإضطهاد والسجن والإغتيال المعنوى والتعذيب  بسبب دينه ،  ثم واتته  الفرصة والقدرة والإستطاعة على  الهجرة  بدينه وحريته ،ولم  يفعل  ، بل وظل مُقيما تحت سطوة الطغاة والغلاة  مُستسلما ،  صامتا، كاتما للحق  (عايش جنب الحيطه أو جواها –زى ما بنقول )  يكون كافرا بالقرآن كما قلت حضرتك  فى فقرة  المقالة اشرت لها أعلاه.



n    فهذا تصريح  خطير ،ويضع من يستكين ويرضى بالذل والطغيان ولم يهاجر أمام  مسئولية  كبيرة وصعبة توصله دون أن يدرى للكفر .فمعظمهم  مع قدرته على الهجرة والفرار بدينه وحريته  يؤمن ويتكىء  على قول الله تعالى  ((((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))) المائدة 105.   .



    وسؤالى  هنا .



عمن بالفعل معهم إقامات أوجنسيات  لدول  أخرى  يستطيعون بسهولة  أن يعودوا لها ويقيموا فيها    من اجل دينهم وحريتهم وقدرتهم على قول الحق دون خوف او فزع او محاسبة جنائية عليه  ،ولكنهم لم  يفعلوا ،ويعيشون  تحت الذل والإستبداد  وقمع الحريات الدينية .ويؤمنون  بآية سورة المائدة 105  على أنها مُبرر شرعى  قرآنى  لسكونهم وسكوتهم  وصمتهم ،فما  هو موقفهم قرآنيا بين آيات سورتى العنكبوت والنساء ،وآية سورة المائئدة ؟؟


2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الخميس ١٠ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[79668]

2-


    السؤال الثانى ...



هل المُستطيع على الهجرة عليه  أن يقيم فى بلده و أن يستمر  فى محاولات  دائمة مستمرة إلى أن يحصل على فيزا للعالم الأول فى ظل تعقيدات  إجراءات الحصول عليها لهذا الأول الحر  ،ام أنه من باب الفرض عليه فى الهجرة سريعا أن يهاجر  حتى لو لدولة من العالم النامى (الثالث ) ولكن سيتمتع فيها بحريته الدينيه ؟؟

وشكرا لحضرتكولسعة صدركم .



    هذه هى آيات  سورتى العنكبوت والنساء التى إستدل بها استاذنا الدكتور منصور فى تصريحه عن الهجرة ::



nالعنكبوت



nيَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ56




nكُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ57




nالنساء.



n    إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرا- 97     إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً  98 فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا -- 99 وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا



3   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الخميس ١٠ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[79669]

تحريم الخمر


السلام عليكم



الآية 219 في سورة البقرة عرّفت الخمر لأول مرة في القرآن على أنها اثم، فأصبحت حسب الآية 33 من سورة الاعراف، بعد هذا التعريف، حراما. معنى هذا أنها لم تكن محرمة في مكة لأنه لم يأت بعد وصفها كإثم. فعلى أي شيء استندتم في اعتبار تحريمها أيضا في مكة؟



الآية ﴿يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىَ حَتّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ﴾ (النساء 43): أنا أفهم من الآية أن حالة السكر يمكن أن توصل إلى حالة عدم العلم بما يقال، وعندها لاتجوز الصلاة. شرط الصلاة هنا هو "العلم بما يقال" وليس عدم السكر. أي يمكن أن يكون الانسان سكران ولكنه لا يزال يعلم ما يقول، ويمكنه الصلاة. أبعد من ذلك: الشرط اللازم والكافي للاقتراب أو عدم الاقتراب من الصلاة هو العلم بما يقال أو عدمه، وليس السكر (كل من لا يعلم مايقول يكون سكران، لكن ليس كل سكران لا يعلم مايقول). إذا كان المقصود من السكر هو شرب الخمر أو الكحوليات، فالانسان يمكنه شرب قليل منه ويبقى على علم بما يقول، فيمكنه بذلك الصلاة. بكلمة اخرى يمكنك أن تتناول الكحوليات، وطالما أنت على علم بما تقول يمكنك الصلاة، وهذا مخالف لآية 219 من سورة البقرة، والتي عرفت الخمر بأنه فاحشة فأصبح حراما. ولكي تستوي الامور بين الآيتين (علما بأن سورة النساء نزلت بعد سورة البقرة) يجب استبعاد تعريف السكر بشرب الخمر.



سؤال: إذا هوجم المسلمون وليس لديهم القوة الكافية لرد الهجوم، فهل يجوز لهم الاستسلام أم العمل ب (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿البقرة: ٢٤٩﴾



4   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ١٠ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[79670]

أهلا د عثمان ، وشكرا على سؤالك ، وأقول


الآية الكريمة تؤكد أن مصيرهم جهنم من كانوا مستضعفين  وقادرين  على الهجرة ورفضوا أن يهاجروا، وهم  موصوفون بأنهم ظلموا أنفسهم. . الاستضعاف هنا المستوجب للهجرة يعنى التعرض للإكراه فى الدين أو الفتنة فى الدين بمنعهم من الصلاة ،أو إكراههم بالتعذيب على تغيير عقيدتهم ، وهو ظلم هائل والرضا به هو ظلم للنفس ، لذا جاء وصفهم بأنهم ( ظالمى أنفسهم ). ومصير الظالمين هو جهنم . هناك من يكون فى حاله لا يتعرض له أحد لأنه هو لا يتعرض لأحد طبقا لقوله جل وعلا :(  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))) المائدة 105.) هذا لا تنطبق عليه الاستضعاف المستوجب للهجرة . 

ثم أن الهجرة هى لبلد فيها حرية يتمكن فيها من ممارسة دينه بلا إضطهاد . 

5   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ١٠ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[79671]

أهلا استاذ بن ، وشكرا وأقول


1 ـ جاء تحريم الإثم فى سورة الأعراف المكية ، ثم جاء وصف الخمر بأنها إثم كبير فى سورة البقرة المدنية ، أى طالما فيها إثم فهى حرام. وقلت ان كلمة سكارى فى سورة النساء لا علاقة لها بالسكر  من الخمر ، بل تعنى الغفلة وعدم الخشوع فى الصلاة ، ويؤكد هذا ما جاء فى سورة المؤمنون من وصف المؤمنين المفلحين بأنهم الذين هم فى صلاتهم خاشعون ، وفى سورة الماعون وصف لمن يكذب بالدين بأنهم عن صلاتهم ساهون ، ولنا مقال منشور عن ( السهو عن الصلاة والسهو فى الصلاة ). ومن المهم جدا أن يكون المؤمن واعيا وهو يبدا صلاته ، وخصوصا عندما ينطق ( الله أكبر ) أى هو جل وعلا الأكبر من كل شىء يشغل المؤمن عن خشوعه لربه فى الصلاة . والخشوع يعنى أن يركز المؤمن فى فهم وعلم ما يقوله .

2 ـ  تعرض المؤمنون فى أول عهدهم فى المدينة الى غارات هجومية من الكافرين ، ولم يردوا عليها إلا بعد أن نزل لهم الإذن بالقتال الدفاعى ، ودخلوا فى دور الاستعداد.

6   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ١١ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[79674]

شكرا جزيلا استاذى دكتور منصور .


شكرا جزيلا استاذى دكتور -منصور . على التعقيب الجميل الشافى الوافى ،والذى إستفدت منه  كثيرا فى الفصل بين الحالتين (حالة الفتنة فى الدين ،وحالة إمكانية تحمل الأذى الذى لا يصل للفتنة وعدم ضرورة الهجرة من الوطن فى حالته ) ...



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4981
اجمالي القراءات : 53,351,450
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,622
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي