مختصر الكلام فى أعلام الكهان.

كنت ذات مرة ابحث فى التلفزيون عن شئ اشاهده فى ظهيرة يوم أحد,لا ادرى ما الذى دفعنى للبحث فى القنوات الدينية,ذهبت الى قناة سعودية تبث من دبى ,صرخ ابنى الصغير على صوت الفاصل الاعلانى ,فأصحاب المحطة ممن يحرمون الموسيقى,فأستعاضوا عن الفواصل الموسيقية بقرقعة تشبه سقوط كم هائل من اوانى المطبخ على البلاط بالتأكيد

يمكنكم تخيل اى صوت يمكن أن يصدر عن حادثة مثل تلك !أستأنفت المحطة برنامجها وعلى مايبدو هو برنامج أشتروه من محطة ديسكفورى شانل,ثم عدلوا فى التعليق ليناسب مذهبهم,على ما أتذكر كان البرنامج عن مملكة تدمر وملكتها ,انهى المعلق كلامه بتذكير الناس بحديث نسبوه الى الى النبى محمدا يقول لايفلح قوما ولوا امرهم أمرأة,ضحكت ساخرا فالعالم العربى والاسلامى ماشاء الله لايحكمه الا رجالا من قرونا ورغم هذا يقبع فى ذيل أمم الأرض!توالت برامج المحطة تناقش قضايا غريبة عجيبة يتصدى لها جمهور من كهنة الدين السنى بثيابهم الكهنوتية المعروفة,لكن الاشد اثارة للضحك برنامج للمرأة يقدمه رجلا بمصاحبة سيدة ما تصاحبه من على الهاتف ,لأن وجه المرأة عورة مثير لشهوة الرجال,لكن وجوه الرجال ليست عورة لاتثير شهوة النساء!لذا يقدم برامج المرأة رجل منظره يثير رعب الحوامل حتى يسقطن أجنهتن خيرا من أن تثار نزواتهن الجامحة.
ثم محطة شيعية تغنى ليل نهار للحسين وتلطم عليه مسبحة بحمده رافعة ذكره مشيدة بالحج الى مرقده,بين الفينة والفينة تعرض أفيشات من نوعية ذكر على عبادة ,ورضا الله معلق برضا فاطمة الخ , أغان دينية شيعية تمجد فاطمة ,الحسين وتلتمس منهما الرزق الشفاء صلاح الاحوال فأحوال الخلق موكلة لهما !!!!
ثم داعية أخر صيحة وهابية فى عالم دس السم بالعسل يرتدى البنطال النصرانى والبدلة النصرانية !!! ويتحدث كقس معمدانى فى قرية بيضاء بأمريكا الشمالية,يعمل بمحطة فضائية أخر ماتحرص عليه مكارم الأخلاق,يخرج بين الفينة والأخرى عليها مذكرا الناس بحرمة سرقة كروت الدش المضروبة لان هذا سرقة لايرضى الله ورسوله عنها فالله طيب لايرضى الا طيب !ثم يجلس مخاطبا جمهوره من الطبقة المخملية المصرية عن مكارم الاخلاق ولله الحمد فتلاميذه مشهورون بالمحافظة على مكارم الاخلاق ولاسيما النجم الشاب النذل الذى تصرف بمجوج ودناءة مع فتاة تزوجها عرفيا ورفض الأعتراف بأبنته من هذه الزيجة بل وصل الامر بهذا المنكود ان يقول على الملأ أنه زنا بهذا المرأة !!!وهو الشاب الواعد والداعية المودرن الذى كانت قنوات الوهابية تتخاطف برامجه!
الى قنوات مصرية رديئة الشكل والمضمون تضم نخبة من الكهنوت السنى الوهابى المصرى,اذا رأيتهم فررت منهم رعبا,يخرج كل منهم بملامح متجهمة صارخا زاعقا ,صدقا لا ادرى ماعلاقة التدين بالصريخ والزعاق هل هذا من لزوم الصنعة مثلا يعنى!!!متناولين قصصا تثير احيانا الرغبة فى الضحك وتارة الرغبة فى البكاء,من نوعية حبل المراة الانسية من رجل جنى !وهل يجوز القاء السلام على كافر! هل يجب قتل البهائيين جماعيا ام أحادا؟!
عاديكم مايسمونه بالنشيد الأسلامى وهو شئ أخر غير الموشحات التى كان يغنيها النقشبندى بصوته العذب الرخيم,فهو عبارة عن سرسعة مصحوبة بقرقعة حلل الطبخ ,أو أشبه بتفجيرات الالعاب النارية,فلأن الموسيقى عند هؤلاء القوم حرام فلم يجدوا بديلا لها الا صوانى المطبخ وبمب العيد,بالاضافة الى منشد ينشد كأنه يؤبن موتى!
بالطبع ليس شيئا من هذا مستغربا فكل أناء ينضح بما فيه,وليس لدى القوم أفضل من هذا السخافات على مستوى الأعلام ,لأنهم أيضا لم ينتجوا الا سخافات على المستوى الأقتصادى ,السياسى ,الصناعى والزراعى فلماذا نظن أنهم قادرين على أنتاج أعلامى جيد.