الكلام في المسجد يأكل الحسنات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مذ كنا صغارا ونحن نسمع هذا الكلام منسوبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رأيناه مكتوبا في لوحة مثبتة في الجدار بصحن المسجد الكبير ببلدنا وكم كنا نعظم هذا الكلام ونحاول الالتزام به ما دام ثابتا عن رسول الله ومثبت في جدار المسجد العتيق ونص هذا الحديث فيه زيادة عند بعض وهي ... كما تأكل النار الحطب الرقيق اليابس وبعد مرور الزمان تبين بأن الكلام منسوب إلى أحد الصحابة وليس بحديث نبوي والمشكل القائم هو مفهوم هذا الكلام على فرض صحته فمادام هذا الكلام معلق إلى وقتنا في بعض المساجد وخاصة في التل يجب علينا التعليق عليه بما نراه صوابا إن شاء الله .

للمسلم مرجعان في حياته يستمد منهما النور والهداية كتاب الله العزيز الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة التي تلقاها منه الصحابة الكرام  فبلغوها .

نرجع إلى القرآن فنبحث فيه عن قضية الكلام في المسجد فنجدها في قوله تعالى : في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال ... الآية .

ونرجع إلى السنة النبوية فنجد بأن الرسول صلى الله عليه اتخذ من المسجد مقر تربية وإدارة أمور المسلمين في جميع المجالات .

فالقرآن يبين بأن بيوت الله يجب رفعها بذكر اسمه فيها وتسبيحه بالغدو والآصال ويترجم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا بإقامة الصلوات الخمس فيها وقيام الليل وتعميره بالحلقات العلمية في أوقات مختلفة وهذا من ذكر اسمه وتسبيحه.

 فالكلام في المسجد إذا كان فيه ذكر اسم الله وفيه تسبيح الله فصاحبه مأجور وإذا كان خارج هذا النطاق فصاحبه مأزور فمن هنا نقول الكلام في المسجد أو خارجه بالغدو والآصال يزيد في الحسنات إذا كان فيه ذكر اسم الله والكلام في المسجد أو خارج المسجد إذا لم يكن فيه ذكر اسم الله فقائله مأزور والمقصود بذكر اسم الله هو كل ما له علاقة بما أمر الله تعالى به أو نهى عنه من أمور الدنيا أو الآخرة فالمكبوت داخل المسجد لابد أن ينفجر خارجه والناس ترى أن المسجد مكان للرهبة من الله والرغبة إليه بكل أصناف العبادة كالصلاة والأذكار والدعاء وخارج المسجد مكان للتفريج عن القلب والفرح والمرح وقد يقول بعضهم أحيانا عند الرغبة في الضحك والمرح الحمد لله لسنا في المسجد .

اجمالي القراءات 29065