تعليق: الخليج وإيران وأمريكا: غزة خارج الحسابات | تعليق: دماء على الأسفلت . | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، وأقول : | تعليق: هذه الأحاديث شكلت عقلية من الصعوبة بمكان إصلاحها فما السر في ذلك ؟ | تعليق: مفيش فايدة .. | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا استاذ حمد ، واقول : | تعليق: ... | تعليق: الطفل لا يحتاج للعُمرة يا شيخ الأزهر . | تعليق: أستاذ رضا .. نرجو الإلتزتم بشروط النشر . | تعليق: قاضى ظالم ربنا ينتقم منه | خبر: هجرة 76٪ من الأطباء المصريين تهدد بانهيار المنظومة الصحية الوطنية | خبر: استطلاع: أكثر من نصف الأمريكيين يشكون من التأثير السلبي لرسوم ترامب | خبر: العراق يكشف اتفاقاً مع تركيا لإطلاق كميات من المياه في نهر الفرات | خبر: 500 مليون دولار حجم عمليات غسل الأموال سنويا في مصر | خبر: وصمة المجتمع تزيد الانتحار في العراق | خبر: أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي يلتقون كارني ويعرب عن تفاؤله بإصلاح العلاقات مع كندا | خبر: قاضٍ فدرالي يجمّد قرار ترامب بمنع تسجيل الطلاب الأجانب في هارفارد | خبر: طالبان تجري محادثات مع روسيا والصين بشأن معاملات تجارية | خبر: رويترز تفضح صورة مغلوطة استخدمها ترامب ضد حكومة جنوب أفريقيا | خبر: إدارة ترامب توقف برنامج قبول الطلاب الدوليين في جامعة هارفارد.. بهذه الذرائع | خبر: خطب الجمعة الموحدة في المغرب.. تنظيم للشّأن الديني أم تقييد رسمي؟ | خبر: لطلاب الجامعات.. 10 دول بالعالم تسمح بالدراسة والعمل معًا | خبر: نساء أكثر تعليماً... هل تتبدّل قواعد الزواج؟ | خبر: مصر: موجة تجديدات وحبس بلا تحقيقات لصحافيين وسياسيين | خبر: رامافوزا يواجه ترامب ويرد على مزاعم الإبادة بجنوب أفريقيا |
إهانة صلاح الدين الأيوبى

خالد منتصر Ýí 2013-05-05


حتماً ستموت كل تهم إهانة الرئيس والملك والسلطان، حتماً ستتوارى جرائم الازدراء والبلبلة وإثارة القلاقل ليعيش العقل والفكر ولتظل الحرية وعلامة الاستفهام حاضرة حية جلية شاهدة على أن الأفكار الجديدة دائماً تحمل قلقاً وتخاصم الاستقرار والسكون والدعة ويكرهها المجموع العاشق لما تربى عليه وألفه وحفظه ودسه فى الوجدان والعقل كهنة التبرير ووعاظ السلاطين، ولابد أن نتذكر دوماً أن كل الأفكار الجديدة، ومنها الأديان والفلسفات وحتى النظريات العلمية التى غيّرت مسار البشرية كان يُطلق عليها فى البداية من خصومها إهانة وازدراء وبلبلة!، ولكن لكى يتحقق ذلك لابد أن ندخل من آن إلى آخر معمل التاريخ ونعيد غربلته ونفرز ونجنّب المبالغات ونعيد تصنيف وتحليل الأبطال والحرافيش ونقيّم أدوارهم الحقيقية بعيداً عن دروب السياسة الثعبانية التى تنصف وتظلم حسب الهوى، وهنا تحضرنى حكاية بسيطة، وهى حكاية صلاح الدين الأيوبى والفيلسوف «السهروردى»، فقد تربيت وتشكل وعيى الطفولى والمراهق على أن صلاح الدين لا يُمس، وأن من كان يطبب أعداءه لا يمكن أن يقهر مفكراً، وبالطبع أسهم فى هذه الصورة الملائكية فيلم صلاح الدين إخراج العبقرى الراحل يوسف شاهين، الذى كانت ظروف إنتاجه وإخراجه وصناعته لها أبعاد وملابسات سياسية وسينمائية لا مجال هنا لمناقشتها، المهم أن يوسف شاهين صنع صورة ذهنية لصلاح الدين الأيوبى من الصعب أن تتمرد كمشاهد على ملائكيتها وشفافيتها، ظلت هذه الصورة «الأحمد مظهرية» تحتل وجدانى وعقلى غير قابلة للخدش إلى أن قرأت لـ«السهروردى» وعرفت أن قاتله هو صلاح الدين الأيوبى!، أما ما هى الجريمة التى قُتل من أجلها «السهروردى»؟ فهى لأنه مفكر مختلف عبقرى لم يحاججه أحد أو يجادله شيخ إلا وصمد أمامه بالحجة والبرهان والثقافة الواسعة!، هل إلى هذه الدرجة خاف الناصر صلاح الدين من رجل كل سلاحه وثروته، عقله وحجته وبرهانه وقلمه؟!، تعالوا نقرأ تفاصيل الحكاية من ابن أبى أصيبعة فى كتابه «عيون الأنباء فى طبقات الأطباء» ص ٦٤١، يقول عن «السهروردى»: «كان أوحد فى العلوم الحكمية، جامعاً للفنون الفلسفية، بارعاً فى الأصول الفلكية، مفرط الذكاء، جيد الفطرة، فصيح العبارة، لم يناظر أحداً إلا بزّه، ولم يباحث محصلاً إلا أربى عليه، وكان علمه أكثر من عقله. فلما أتى إلى حلب وناظر بها الفقهاء كثر تشنيعهم عليه. وعملوا محاضر بكُفره وسيروها إلى دمشق إلى الملك الناصر صلاح الدين. فبعث صلاح الدين إلى ولده الملك الظاهر بحلب كتاباً فى حقه بخط القاضى الفاضل يقول فيه إن هذا الشاب (السهروردى) لابد من قتله، ولا سبيل أن يطلق ولا يبقى بوجه من الوجوه، ولما بلغ (شهاب الدين السهروردى) ذلك، وأيقن أنه يُقتل، وليس جهة إلى الإفراج عنه، اختار أنه يُترك فى مكان مفرد ويُمنع من الطعام والشراب إلى أن يلقى الله، ففعل به ذلك. وكان ذلك فى أواخر سنة ست وثمانين وخمسمائة بقلعة حلب 586هـ، 1190م».

تخيلوا، خاف صلاح الدين على ابنه حاكم حلب من الفتنة الفكرية، واغتاظ من عدم إقامة الحجة على «السهروردى» من جيش الوعاظ الذين جادلوا وحاججوا «السهروردى» الذى لم يشكل جيشاً لقلب نظام حكم صلاح الدين ولم يحاربه ولا حتى انتقده، ولكن كل جريمته أنه فكر بطريقة مختلفة وبنى نظريته الفلسفية على غير ما يعتقده عوام الناس فى مجتمعه، فاستحق القتل!، كانت هذه هى الجريمة ولكن الظاهر أن هذه جريمة لا تُغتفر عند السلطة الفاشية.

اقرأوا التاريخ حكامنا الأعزاء لعلكم تتعلمون، أما نحن عابرى السبيل المحكومين فسنضم إلى التاريخ الشعر، لأن الحكام لا يقرأون الشعر ويكرهونه كراهية التحريم، ولنتذكر شعر الفقيه ابن حزم الذى يقول:

فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذى

تضمنه القرطاس بل هو فى صدرى

يسير معى حيث استقلت ركائبى

وينزل أن أنزل ويدفن فى قبرى.

اجمالي القراءات 11856

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-12
مقالات منشورة : 445
اجمالي القراءات : 3,639,705
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 400
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt