رقم ( 15 )
الملاحق (1 ) هجوم على الشيخ محمد سيد طنطاوى ، شيخ الأزهر السابق

ملحق رقم (1 )

هجوم على الشيخ محمد سيد طنطاوى ، شيخ الأزهر السابق :

 سبق نشره في موقع الحوار المتمدن ثم أعيد نشره في موقع أهل القرآن

المقال الأول :

مقالات متعلقة :

الى شيخ الأزهر .. لمجرد العظة والنصح والإرشاد :

آحمد صبحي منصور في الأحد 06 اغسطس 2006


 
الى شيخ الأزهر
لمجرد العظة والنصح والارشاد
 تعليقا على هجومه على مركز ابن خلدون
بقلم د. أحمد صبحي منصور
المدير السابق لرواق ابن خلدون والمستشار الاسلامي السابق للمركز
 
 
فى صحيفة الرأى العام الكويتية فى 8/10/2004 شن شيخ الأزهر هجوما ضاريا على مركز ابن خلدون بسبب المؤتمر الذى عقده المركز تحت عنوان "الاسلام والاصلاح" بهدف اصلاح المسلمين بالاسلام . وجاء هجوم شيخ الأزهر تاليا ومبررا لهجوم آخر بدنى ولفظى استهدف أعضاء المؤتمر أثناء عقدهم المؤتمر الصحفي ، ونقلت صحيفة الوفد هجوم شيخ الأزهر فى اليوم التالى 9/10/2004 ، ولأننى من علماء الأزهر المناضلين فى سبيل اصلاح الأزهر واصلاح المسلمين ، ولأن مركز ابن خلدون شهد جزءا من هذا النضال خلال مؤتمراته ورواقه الإسبوعي الذى أنشاته فيه منذ 2 يناير 1996 ، فإن من حقى أن أرد على شيخ الأزهر دفاعا عن المركز، وعن الاسلام الصحيح ، وليس هجوما على شيخ الأزهر ، وانما ابتغاء نصحه ووعظه وارشاده .
أولا :

 إن شيخ الأزهر يؤكد بين سطور هجومه "عقيدة الكهنوت" التى يرفضها الإسلام . وملامح الكهنوت فى حديث شيخ الأزهر تتلخص في  :

  الألقاب الدينية.
  ادعاء الاحتكار للدين

  تكفير الآخرين والدعوة الى محاكمتهم واستعمال العنف معهم.

الألقاب الدينية 
تقول جريدة الوفد " طالب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف :"

 وأقول :

 ليس فى الإسلام بعد لقب النبي والرسول ألقاب دينية تطلق على أي مسلم ، وليس بعد خاتم النبيين عليه السلام "إمام" ، إذ أنه – عليه السلام - هو إمام المسلمين بعده ، إذا أن شيخ الأزهر يجعل نفسه "الإمام الأكبر للمسلمين" فإذا كان هو الإمام الأكبر ، فماذا أبقى لخاتم النبيين عليه السلام عليه وعليهم السلام ؟.

ادعاء الاحتكار للدين 
وشيخ الأزهر يحتكر الاسلام لنفسه وللأزهر ، لذا يغضب أشد الغضب من مشاركة مراكز غربية لتتحدث عن الإسلام ، متجاهلا أن المتحدثين فى المؤتمر كلهم من المسلمين المتخصصين، ويدافع عن احتكاره للإسلام حين يطالب المسئولين بالتدخل بقوة لمنع هذه المهاترات ؟.. "خاصة أن التوصيات دعت دعوة صريحة فى البند الثاني الى التصدي لأفكار المؤسسات التى تحتكر الحديث بإسم الدين فى محاولة لخلق مدرسة اجتهاد جديدة تحمل مشاعل تجديد الفكر الديني فى الاسلام ، معتبرا أن مؤسسة الأزهر هى المقصودة بالتحديد بهذه التوصية".

 وأقول :

  كما أنه ليس فى الاسلام ، بعد خاتم النبيين شيخ للإسلام أو إمام للمسلمين ، فإنه ليس فى الاسلام أيضا مؤسسة دينية أو دولة دينية أو ألقاب دينية .
ان من حقائق الاسلام التى أكدها رب العزة جل وعلا فى القرآن الكريم أن من اهتدى فقد اهتدي لنفسه ، وأن من ضل فقد ضل عليها ، وهو يتحمل المسئولية عن نفسه واختياره أمام الله تعالى يوم القيامة . أى أن الهداية مسئولية شخصية منوطة بكل انسان ، وحتى النبي لا يستطيع أن يهدى من أحب . وعليه فليس من مسئولية الدولة أو المجتمع أو أى مؤسسة هداية الناس أو ادخالهم الى الجنة . ان مسئولية الدولة فى الاسلام تنحصر فى رعاية حقوق العباد "حقوق الانسان فقط" ولذا فقد أكد رب العزة جل وعلا فى أكثر من ألف آية قرأنية حرية الإنسان فى المعتقد ومسئوليته أمام الله تعالى فقط يوم القيامة ونفى الواسطة أو الكهنوت بين الناس ورب الناس ، وهذه هى عظمة الاسلام ودولته العلمانية بمفهومها الاسلامي ، التى تتناقض مع الدولة الدينية التى قامت فى تاريخ المسلمين وأفرزت مؤسسات دينية كهنوتية ، كان منها الأزهر . ومن هنا يأتي العلاج للمسلمين ، بالإسلام العظيم الذى يأبي أن يحتكر دين الله تعالى دولة أو مؤسسة أو طائفة أو شخص. ودين الله تعالى أسمى وأعظم من ذلك ويكفى ما قاله رب العزة لخاتم النبيين " فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ : الغاشية 21-22" ، " اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ، وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ : الأنعام 106-107 " ، " وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ : يونس 99"

واذا كان الاسلام يرفض أن يحتكره أحد فإن قانون الأزهر نفسه لم يخوّل للأزهر احتكار الدين ، بل أنه طبقا للقانون ، فإن الأزهر مؤسسة مدنية تتخصص فى الشأن الديني الإسلامي ، ولا تحتكره. واذا قيل أن الأزهر مؤسسة دينية كهنوتية ، فمعنى ذلك طبقا لاعتقاد الكهنوت أن الله تعالى هو الذى اختارها وفرضها على الناس ، وجعل رئيسها متحدثا بإسم الله ، ناطقا بالوحي الالهي. إلا أن الأزهر مؤسسة مدنية يقوم رئيس الدولة باختيار شيخ الأزهر ، الذى يتمتع بمنصب وظيفي يماثل رئيس الوزراء ، أو نائب رئيس الوزراء ، وللأزهر وزارة وقانون بشري مدني ، ومسئوليات ومرتبات وعلاوات شأن باقى الموظفين ، وهو ، أى شيخ الأزهر ، موظف كبير يخدم سياسة الدولة وتقلباتها ، ولذلك تتناقض فتاويه التى تعبر عن تقلبات السياسة ، أو عن وجهة نظره ، وتخالف الآخرين فى داخل الأزهر وخارجه ، وكل ذلك يخرج عن اطار الكهنوت المزعوم ويدخل فى دائرة التوظيف .

التكفير
ومن ملامح الكهنوت فى هجومه تكفير مخالفيه فى الرأى ، إذا أنه بعد ادعاء الاحتكار للدين ، يتهم مخالفيه فى الرأى بالخروج على هذا الدين الذى احتكره لنفسه ، وهو يتهمهم مرتين بأنهم "أعداء خارجون" ، (ان هؤلاء جماعة خارجون وسبق أن اتهم أحدهم بخيانة البلاد) ويدعو الى مواجهتهم بقوة لأنّ ما فعلوه (وصمة عار ونكبة يجب أن يتداركها المجتمع والمسلمون) ويطالب بقوة ( بمنع هذه المهاترات ) و (ضرورة ايقاف مركز ابن خلدون لدورها التخريبي فى المجتمع المصري) وأنه ( يجب ايقافها ومحاكمتها)

وأقول :

جاءت هذه الفتاوى التكفيرية مصحوبة بالمطالبة بالتدخل بالقوة والمنع وانشاء محاكم التفتيش ، وهنا يضع شيخ الأزهر الدولة المصرية فى مأزق: فإما أن تتدخل طبقا لفتاويه كما فعلت فى الماضي وبذلك يكسب مركز ابن خلدون عالميا ، وتخسر الدولة المصرية أضعاف أضعاف ما خسرته فى غارتها السابقة على المركز ، وإما أن تتجاهل الدولة فتاوى شيخها الأزهرى وتترك الفرصة للمتطرفين كي يقوموا عنها بذلك الدور ، وبذلك يتكرر ما حدث فى اغتيال فرج فودة ، حين أصدر الشيوخ ضده – وضدي- فتاوى الردة ، ثم بعد اغتيال فرج فودة أعلن أحدهم فى محاكمة القتلة أن فرج فودة مرتد ومستحق للقتل وأن القاتل افتأت على السلطة حين قتل من يجب أن تقتله الدولة. ان خطورة هذا التكفير محققة وتستهدف اغتيال د. سعد الدين ابراهيم ورفاقه ، خصوصا القرآنيين. والسوابق تؤكد ذلك من حادثة فرج فودة الى نجيب محفوظ وغيرهم . وهنا فإن شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي ، بشخصه ، يعتبر مسئولا مسئولية مباشرة عن أى أذى يلحقه المتطرفون الإرهابيون بشخص د. سعد الدين ابراهيم ورفاقه ، ويعتبر هذا بلاغا مقدما ، ليس فقط للنائب العام فى مصر ، ولكن لكل المؤسسات الدولية الداعية للاصلاح فى مصر والشرق الأوسط والمعنية بحقوق الانسان .

ثانيا :

 ان شيخ الأزهر فى اندفاعه للهجوم غفل عن حقائق علمية قرآنية وتاريخية وقانونية.

 انه يقول " ان توصية المركز بتنقية التراث الديني ، لا سيما ما يتعلق بالحديث النبوي والسنة واعتماد النص القرآني مرجعية حاكمة وحيدة هى دعوة صريحة لإغفال مصدر رئيسي فى الاسلام وهو السنة النبوية " 
وأقول أنه:

  ينكر أن يكون القرآن مرجعية حاكمة وحيدة.
   يهاجم تنقية التراث والأحاديث والسنن   
 .يعتبر السنة النبوية من مصادر التشريع فى الإسلام  ـ 

ونرد عليه بإيجاز قدر المستطاع :   
 ينكر أن يكون القرآن مرجعية حاكمة وحيدة:

وهو بذلك يتجاهل قوله تعالى "أفغير الله ابتغي حكما ، وهو الذى أنزل اليكم الكتاب مفصلا : الأنعام 114 " ، والقرآن هو وحده الذى نحتكم اليه حين نختلف ، وعادة ما يحدث الاختلاف بسبب الأحاديث الضالة المنسوبة كذبا للنبي عليه السلام أو لله تعالى ، ولذلك فإن الله تعالى يقول قبل الآية السابقة "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ الأنعام 112"، فهنا يشير الله تعالى الى الوحي الشيطاني بأحاديثه الضالة المزخرفة ، ثم يقول عمن يتبع هذا الحديث الضال "ولتصغى اليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ماهم مقترفون : الأنعام 113" ، أى يهواها الذين لا يؤمنون بالآخرة ويفسدون فى الأرض. ثم تأتى الآية التالية لتجعل الإحتكام الى القرآن وحده فى تلك الأحاديث الضالة ،"أفغير الله أبتغى حكما ، وهو الذى أنزل اليكم الكتاب مفصلا : الأنعام 114". ثم تأتى الآية التالية تؤكد تمام القرآن وصدقه وعدله "وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ، لا مبدل لكلماته ، وهو السميع العليم : الأنعام 115" .

ويدور سؤال: ماذا اذا خالف البشر جميعا آية قرآنية واحدة ، وتأتى الإجابة من رب العزة سبحانه وتعالى "وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ : الأنعام 116 "

 اذن هم يتبعون الظن بدلا من كتاب الله الذى لا ريب فيه . وعلماء الحديث يقررون أن الأحاديث تقوم على الظن ، وليس على اليقين ، وهم بهذا يؤكدون اعجاز القرآن ، فيما نبأ بما سيفعله بعض المسلمين بعد نزول القرآن ، حين ينسبون للنبي أحاديث بعد موته بقرون ، ويسندون تلك الأحاديث الى الصحابة الذين ماتوا بعد انهماكهم فى السياسة والفتوحات والفتنة الكبرى. ماتوا دون أن يعرفوا ماذا أسند اليهم الرواة بعد موتهم بقرون فى العصر العباسي .

والحقيقة المؤسفة أن شيخ الأزهر برفضه الاحتكام للقرآن فى تلك الأحاديث أنه يعترف ضمنا بتعارضها مع القرآن ويخاف عليها من الاحتكام الى القرآن بشأنها وينحاز اليها دفاعا عنها ، فيهاجم مركز ابن خلدون فى دعوته الى الاحتكام الى القرآن .

2 ــ تنقية التراث من الأحاديث والسنن 
ان شيخ الأزهر حين يهاجم تنقية التراث بأحاديثه وسننه انما يغفل حقائق تاريخية عليه أن يعرفها ويعترف بها .

فأئمة الاجتهاد فى الفقه والحديث انصب اجتهادهم على تنقية التراث الشفهى ، أو الأحاديث الشفهية. فمالك انتقى كتابه "الموطأ" بأحاديثه التى تزيد قليلا على الألف حديث من عشرات الألوف من الأحاديث الرائجة فى عصره. والبخاري انتقى صحيحه "حوالى 3 آلاف حديث" من بين ستمائة ألف حديث . ومسلم لم يقتنع باجتهاد البخاري ، فكتب "صحيح مسلم" بمقدمة رائعة عن الوضع فى الحديث ، أو الكذب فى الحديث ، و"الحاكم" استدرك على البخاري ومسلم معا. وجاء ابن حنبل ،فألغى أبوابا كاملة من الحديث ، حين قال "ثلاثة لا أصل لها ، التفسير والملاحم والمغازي" بل إن ابن حنبل ألغى "الإجماع" من مصادر التشريع لدى المسلمين حين قال "من ادعى الاجماع فى شيئ فقد كذب، ومن أدراه أن الناس قد اختلفوا ، وهو لا يعلم ؟" ، ثم جاء الحنابلة أتباع ابن حنبل ، فأكثروا من وضع الحديث ، ومنها حديثهم المشهور "من رأى منكم منكرا ، فليغيره " . وقد تصدى لهم أئمة الحنابلة أنفسهم ، ومنهم ابن الجوزي فى القرن السادس ، فى كتابه " اللألئ المصنوعة فى الأحاديث الموضوعة" وابن تيمية فى القرن الثامن فى كتابه " أحاديث القصاص" ، وابن القيم صاحب ابن تيمية فى كتابه "المنار المنيف فى الصحيح والضعيف" ، ثم السيوطي فى القرن العاشر فى كتابه المشهور عن الموضوعات فى الحديث. وحتى عصرنا الراهن كتب الألباني "وهو فى الأصل ساعاتي من البلقان" كتب موسوعته فى الأحاديث الضعيفة ، وكل ذلك فى نفس الإطار "تنقية الأحاديث ، أو تنقية التراث " وقد قام بها علماء من خارج الأزهر قبل وبعد انشائه .
على أن علماء أجلاء من الأزهر قاموا أيضا بنفس الدور ، فالشيخ محمد عبده فى تفسيره أنكر الشفاعة وأنكر علم النبي بالغيب ، محتكما فى ذلك الى القرآن العظيم. وصار على نهجه الشيخ شلتوت ، شيخ الأزهر ، فى كتابيه "الفتاوي ، والاسلام عقيدة وشريعة" وان لم يقترب من عبقرية الإمام محمد عبده. ولا ننسى جهد أستاذ المحققين أحمد أمين فى كتبه "فجر الإسلام ، ضحى الإسلام ، ظهر الإسلام. "".

والى عهد قريب كان يقال أن هناك لجان فى الأزهر لتنقية التراث ، وكان أولى لشيخ الأزهر د. طنطاوي أن يقوم بهذا العمل ، ليس فقط خدمة للإسلام ، واصلاحا للمسلمين بالإسلام ، ولكن أيضا لأن ذلك ما يمليه عليه واجبه الوظيفي . ان قانون الأزهر يفرض على أساتذة الأزهر " تجلية حقائق الاسلام" وهذا يعني أن هناك حقائق اسلامية خفية يجب اظهارها، وأن هناك أباطيل منسوبة للإسلام يجب كشفها وفضحها وازالتها ، والمعيار فى ذلك هو الميزان الكتاب الفرقان القرآن العظيم. ولكن شيخ الأزهر لم يتقاعس فقط عن هذه المهمة ، وانما تطاول على المجتهدين الذين تطوعوا للقيام بهذا العمل حبا فى الاسلام ، واصلاحا للمسلمين  .

 3 ـ ان شيخ الأزهر يعتبر السنة "سنة البخاري وغيره" من مصادر التشريع فى الاسلام وهذا خطأ فى التعبير ، فهل يعقل أن تظل مصادر التشريع فى الإسلام ناقصة الى أن يأتي البخاري وغيره بعض موت النبي بقرون ليكملوها ؟ وماذا نفعل بقوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا : المائدة 3" ان العبارة الصحيحة هي :ان القرآن الكريم هو المصدر الوحيد للتشريع فى الاسلام ، أما المسلمون فقد أضافوا له مصادر اخرى توسعت بها الفجوة بينهم وبين الاسلام ، وكان من بين تلك المصادر الأحاديث والسنن ، وكلهم مختلفون فيها جزئيا وكليا. .

إن تلك الأحاديث ليست جزءا من دين الاسلام .  وأولئك الذين يعتبرونها جزءا من الاسلام ، انما يتهمون النبي عليه السلام بأنه لم يبلّغ الدين كاملا وبأنه فرّط فى تبليغ هذا الجزء. وهذا اتهام نرفضه ، لأنه عليه السلام بلّغ الدين كاملا ، وهو القرآن العظيم المحفوظ الى يوم القيامة.

 

ولتأكيد هذا فإنني أورد تلك الحقائق الاسلامية لتذكير شيخ الأزهر وغيره :

1 ــ أن القرآن الكريم وحده هو الحديث الذى يجب الايمان به وحده " أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ :الأعراف 185 ، فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ : المرسلات 50 " ، وكما ينبغي الايمان بالله وحده الاها ينبغي الايمان بالقرآن وحده حديثا " تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ الجاثية 6" ويتكرر فى القرآن الكريم التأكيد على أن أفظع الظالمين ظلما هو من افترى على الله كذبا أو كذّب بآياته. وبعضهم يكذب آيات الله اذا تعارضت مع البخاري ، ويرفض الاحتكام الى القرآن فى أحاديث البخاري وغيره.

2 ـ القرآن وحده أصدق الحديث وأصدق القول " اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا " ، " : النساء 87، وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً : النساء 122" . والقرآن وحده هو أحسن الحديث ، وما عداه من كلام فى الدين هو طاغوت ، حتى ولو كان حسنا مزخرفا " الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) ---- ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ  )الزمر 17-23

3 ـ يكتفى المؤمن بالله تعالى ربا " أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ : الزمر 36 " ويكتفى أيضا بالقرآن كتابا وحيدا " أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ :العنكبوت 51" ، وكما أنه ليس لله تعالى مثيل " فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ : الشورى 11" فإنه ليس للقرآن مثيل " قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا :الإسراء  )88"

4 ـ النبي محمد والمؤمنون مأمورون بإتباع القرآن وحده " كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ، اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ: الأعراف 2-3" ، " وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ : الأنعام 153

 

5 ــ هناك فرق فى مفاهيم القرآن فيما يخص النبي محمد بين لفظى النبي والرسول.

محمد النبي هو شخصه وعلاقاته بمن حوله ، لذا يأتى له الأمر باتباع الوحي بصفة النبي" وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا الأحزاب 2" ويأتيه العتاب واللوم بصفة النبي "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ : التحريم 1" ويأتى الحديث عن علاقاته بمن حوله بصفة النبي "، " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا الأحزاب 28 ، " يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا الأحزاب 30"، " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ :الأحزاب 53"

 أما محمد الرسول ، فهو عندما يبلغ الرسالة . وبعد موت النبي وتبليغ الرسالة كاملة ، فإن الرسول هو القرآن وحده ، نفهم هذا من قوله تعالى " وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا: النساء 100 " ، " وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ : آل عمران 101" ، " أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ، رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا :الطلاق 10-11" ، بل أن كلمة الرسول قد تأتى بمعنى كلام الله أى صفة من صفاته ، ويستحيل أن يكون مقصودا منها النبي محمد ، نفهم هذا من قوله تعالى " لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا:الفتح 9" ، إن المطاع فى قوله تعالى "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ، هو واحد ، وهو الله تعالى فى كتابه الذى بلغه الرسول فى حياته ، وذلك فإن الضمير يعود بصيغة المفرد فى قوله تعالى "وإذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم : النور 48" لم يقل عن الله ورسوله "ليحكما بينهما" لأن التحاكم هو للرسالة ، للقرآن .

6 ـ لقد كانت وظيفته عليه السلام التبليغ فقط ، ويشمل التبيلغ أنه كان شاهدا ومبشرا ومنذرا وداعيا الى الله ومعلما للقرآن ومزكيا للمسلمين بالقرأن، ولكنه كان فى كل ذلك يتكلم بالقرآن فقط " كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ: الأعراف 2" ، " وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ : الأنعام 51 " ، " نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ : ق 45 ".

ومن الطريف أن النبي عليه السلام خطب الجمعة أكثر من خمسائة مرة ومع ذلك فلم يحفظ له العصر العباسي خطبة جمعة واحدة لأنه كان يخطب الجمعة بالقرآن ، ولأنه كان مبلغا فقط فلم يكن من حقه التشريع ، لأن التشريع حق الله وحده ، لذلك كان يسألونه عن أشياء تكرر ذكرها فى القرأن من قبل وكان فى وسعه أن يجيب بمجرد قراءة القرآن والاستشهاد به ، ولكنه كان ينتظر أن تأتى الإجابة من الله " يسألونك عن " ، "قل"".

7 ــ مفهوم السنة فى القرآن هو "الشرع والمنهاج" ولذلك تأتى السنة منسوبة لله فى شرعه ، كقوله تعالى للنبي " مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا : الأحزاب 38" ، فالسنة هنا هي سنة الله أو فرض الله أو أمر الله ، ويقول تعالى فى منهاجه فى التعامل مع المشركين "سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا:الفتح 23" والنبي محمد هو أول الناس طاعة لسنة الله تعالى وشرعه ، ونحن نتخذه قدوة حسنة لنا فى هذا ، يقول تعالى " لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة : الأحزاب 21" ، لم يقل سنة حسنة وانما قال أسوة حسنة .

8 ـ إلا أنهم يعتبرون ما كتبه البخاري وغيره هو السنة النبوية الالهية ويدعون أنها وحي من السماء ، وان ذلك الوحي قد امتنع عن كتابته الرسول فى عهده والخلفاء ( الراشدون) وغير الراشدين الى أن جاء بعض الناس كالبخاري وغيره فتطوعوا بدافع شخصي لتدوين تلك السنة ، فظل الاسلام ناقصا الى أن تطوع البخاري وغيره لإكماله فى عصور الفتن والاستبداد والانحلال. ولستر عورة هذا الافتراء يحرفون معاني القرآن ، ليجعلوا طاعة أحاديث البخاري طاعة للرسول ، أو يؤولون معني قوله تعالى " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ " فيقولون أن الذكر الأول هو السنة التي تبين للناس ما أنزل اليهم وهو القرآن عندهم . وهم بذلك يخرجون الآية عن سياقها اذ تتحدث عن أصحاب الكتب السماوية السابقة ودور القرآن فى توضيحها ، يقول تعالى " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ، بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ : النحل 43-44" ويتكرر نفس المعنى فى نفس السورة " تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ : النحل 63-64" ، ويتأكد هذا فى صورة أخرى " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ : النمل  76"

9 ـ وهم يدعون أن الحكمة هي السنة حين تأتى مرادفة للكتاب "أى القرآن" فى نحو قوله تعالى "وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة" : النساء 113" ويعتبرون واو العطف تفيد المغايرة ، اى أن الكتاب غير الحكمة ، وهذا خطأ ، فواو العطف فى القرآن تفيد التوضيح والتبيين ولا تفيد المغايرة ، يقول تعالى " ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكراً للمتقين : الأنبياء 48" ، فالفرقان والضياء والذكر كلها صفات للتوراة وتوضيح لها ، ويقول تعالى لعيسى عن الإنجيل والتوراة "واذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل" المائدة 110، فالكتاب والحكمة هنا وصف للإنجيل ، بدليل قوله تعالى عن عيسى ، "فلما جاء عيسى بالبينات ، قال قد جئتكم بالحكمة : الزخرف 63" .

وعليه فإن الكتاب والحكمة هما من صفات القرآن الكريم الذى أحكمت آياته وهي من صفات التشريعات فى القرآن ، والله تعالى جاء بأوامره فى العقيدة والشريعة فى سورة الاسراء ، بدءا من قوله تعالى "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين احسانا " وختم الأوامر بقوله تعالى : " ذلك مما أوحي اليك ربك من الحكمة : الاسراء -39 " وقال تعالى لنساء النبي " واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة: الأحزاب 34" ، فآيات الله القرآنية هى الحكمة المأمور بتلاوتها. ولذلك فإن الضمير يعود على الاثنين معا ، الكتاب والحكمة بصيغة المفرد ، لأنهما شيئ واحد ، يقول تعالى "وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به: البقرة 231 " ولم يقل يعظكم بهما ، لأن الحكمة هى الكتاب ، هى القرآن .

 10 ـ  وهم يحتجون بالصلاة وتفصيلاتها التى لم تأت فى القرآن ، ويتخذون من ذلك حجة لإتهام القرآن بأنه ناقص وأنه محتاج لتفصيلات البخاري وغيره ، ونقول أن ما ورد من أحاديث البخاري عن الصلاة يفسد الصلاة ويشكك فيها ، وقد تعلم أجدادنا المسلمون الصلاة والقرآن من الفاتحين العرب قبل مولد البخاري وغيره .
والصلاة والزكاة والحج متوارثة من ملة ابراهيم ، والقرآن الكريم ما فرط فى شيئ ، حيث يورد التبيين لكل ما يحتاج للتبيين . والصلاة وهى السنة العملية المتوارثة لا خلاف فى عدد ركعاتها وكيفيتها ، لذلك لم يوضح رب العزة فى القرآن من ملة ابراهيم المتوارثة الا ما أحدثه العرب فيها من تغيير أو ما أنزله الله فيها من تشريع جديد، مثل التشريع الجديد فى الصوم "البقرة 183-187" أو فى صلاة الخوف "البقرة 238، والنساء 101- 104"

11 ـ  إن البخاري الذى يخاف شيخ الأزهر من مناقشته والاحتكام فيه الى القرآن ، انما يحوي فى داخله أفظع الاتهامات للنبي عليه السلام ،ولدين الاسلام العظيم وتشريعاته .

12 ــ وكل ذلك كنا قد أوضحناه فى كتاب لنا بعنوان "القرآن وكفى مصدرا للتشريع" أثبتنا فى الفصل الأول أن القرآن وحده هو المصدر التشريعي للإسلام وفى الفصل الثاني عرضنا أحاديث البخاري التي تطعن فى النبي وفى الاسلام وتشريعاته ، وقد أبى الناشر إلا أن يغير عنوان الكتاب فجعله "القرآن لماذا" وإلا أن يغير اسم المؤلف ، فجعل اسمه د. عبد الله الخليفة ، ومع ذلك فقد صودر الكتاب من المطابع سنة 1991، وفهم الشيوخ –وهم أحيانا يفهمون- أن المؤلف هو كاتب هذه السطور .

 

وختاما نقول :

1 ـ إن عصرنا ، عصر الانترنت سينهى سطوة شيخ الأزهر وأمثاله من الذين يضعون المتاريس أمام حركة العقل والفكر ، ونذكر شيخ الأزهر بأن مشروع اصلاح التعليم الديني فى مصر ، الذى بدأه مركز ابن خلدون وكان لى شرف وضع مناهجه الدينية وتزعم الأزهر الحملة ضده ، حتى أسقط سنة 1999 ، هذا المشروع هو الذى نبه العالم الى خطورة الفكر المتعصب والى التناقض بينه وبين صحيح الاسلام. وذلك المشروع الذى رفضه الأزهر وحاربه فى أواخر التسعينيات أصبح مطلبا عالميا فى أوائل هذا القرن. وقد تمخض عنه رغبة العالم فى اصلاح الشرق الأوسط سياسيا ودينيا. وقد رفض المسئولون ذلك الاصلاح بحجة أنه اصلاح وافد وأن الاصلاح ينبغى أن يأتي من داخل الدين، وحين قام مركز ابن خلدون ببحث الاصلاح ، اصلاح المسلمين بالاسلام ومن داخل الاسلام وبعرض التراث المخالف للاسلام على القرآن الكريم جاء رد شيخ الأزهر  بالتكفير والتخوين ليؤكد أن القضية غاية فى البساطة ، هى قضية سلطة ومقاعد للحكم والتحكم ، يتمسك بها بعض أشخاص من الذين شاخوا على مقاعدهم حتى لو أدي الأمر الى خراب المجتمع والدولة .

2 ـ إن الاسلام هو قمة الاصلاح ، وكل نبي كان مصلحا لقومه وناصحا لهم "ان أريد إلا الاصلاح ما استطعت : هود 88" وكان من العادة أن يهلك القوم المفسدون ويأتي النبي يتأسف على هلاكهم ، يقول "لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين: الأعراف 79" ، وليس الاصلاح وظيفة الأنبياء فقط ، بل هي وظيفة كل من يقتدى بهم ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى ، مثل مؤمن قوم فرعون الذى قال لقومه "فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى الى الله" ، إن الله بصير بالعباد : غافر  44  .

3 ـ حين احتل صدام الكويت كنت قد كتبت بحثا عن قوانين الإهلاك فى القرآن الكريم مؤداه أنه حين يعم التكذيب بآيات الله وحين يرتبط ذلك التكذيب بتقسيم المجتمع الى أقلية نصف فى المائة تحتكر الثروة والسلطة فى مواجهة أغلبية جائعة من الشعب ، فإن الانفجار أو الإهلاك أو التدمير بألفاظ القرآن الكريم لابد أن يحيق بهذا المجتمع ، إما يأتيه من الداخل بحروب أهلية أو غيرها ، أو من الخارج ، وقد طبقت هذا على حالة العراق بعد احتلال الكويت ، وعلى حالة بغداد فى عصر الخليفة المستعصم العباسي حين دمره المغول هو ودولته ، ونشرت ملخص هذا البحث فى الأخبار تحت عنوان "ليس دفاعا عن هولاكو" وقد نقل الشيخ محمد الغزالى هذا المقال بأكمله فى كتابه "تراثنا الفكري" وقال "كتب الدكتور أحمد صبحي منصور هذا الفصل النفيس فى النقد الذاتي للتاريخ الاسلامي ، ننقله عنه مقدرين للفكر الذكى الذى أملاه" تراثنا الفكرى ص 108 – 113 .

4 ـ لقد تنبأت سنة 1991 بالتدمير الذى سيحدث للعراق وهو ما يحدث الآن.

 وقبلها سنة 1982 فى خاتمة كتابي "السيد البدوي بين الحقيقة والخرافة" تنبأت بأن الصدام سيحدث بين الشباب المتدين والسلطة المصرية إذا لم يتم تنقية التراث من تلك الأحاديث الكاذبة وحدث ما توقعت بعد عشر سنين من صدام بين السلطة والشباب المتدين خلال النصف الأول من عقد التسعينيات .

وأنا الآن فى غربتي عن بلدي الحبيب أخشى من نبوءة ثالثة ، إننا إن لم نصلح أمرنا بأيدينا فسيأتي الدمار. "فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى الى الله ان الله بصير بالعباد .

 

المقال الثانى :

بعدها .. هل يمكن أن يتوب علينا شيخ الأزهر ؟

آحمد صبحي منصور في الأحد 06 اغسطس 2006

 1 ـ إذا كان شيخ الأزهر مقتنعا فعلا بأنه لا اكراه فى الدين وأن الاسلام هو دين حرية الفكر والعقيدة وممارسة الشعائر بحرية وسلام ، فلماذا لم يأخذ زمام المبادرة بالدعوة لهذه القيمة الاسلامية العليا؟ ولماذا انتظر حتى يلزمه بها كبار اليهود والنصارى؟ أليس من العار – عليه هو – أن يؤمن بهذه الحقيقة – ثم يتوانى عن اعلانها وتطبيقها طيلة عمره المديد ويظل هكذا الى أن تأتيه الأوامر من الخواجات ؟

  2 ـ اذا كان مقتنعا بأنه لا اكراه فى الدين اذن فلماذا يصدر فتاوى التكفير والردة وتهم العداء للآسلام لمن يخالفونه فى الرأى، وهو يعلم ان تصريحاته تلك تعنى تحريضا على القتل .

منذ بضعة أشهر افتى- بالتاء وليس بالسين – ضد مركز ابن خلدون لأنه – اى المركز – عقد مؤتمرا للاصلاح الدينى وطالب فيه برفع الوصاية على الفكر الدينى وفتح باب الاجتهاد. وكل عدة اسابيع أوعدة أشهر يقوم مجمع البحوث بمصادرة احد الكتب ، وما يعنيه ذلك ـ  فى دولة بوليسية ــ من متاعب وملاحقات وهموم واتهام للمؤلف فى دينه وعقيدته .

3 ـ  اذا كان مؤمنا بالاسلام دين الحرية فى المعتقد والفكر اذن لماذا حدث كل هذا الاضطهاد لى منذ 1977 وحتى الآن وأنا فى غربتى بعيدا عن وطنى وأهلى وجامعتى ؟ المرحلة الثانية من اضطهادى وانا على وشك الحصول على درجة استاذ مساعد كانت سنة 1985 وفيها تحولت أبحاث الترقية الى مضبوطات اتهام لأننى اجتهدت من خلال القرآن الكريم طبقا لما يمليه قانون الأزهر نفسه من الاجتهاد فى تجلية حقائق الاسلام. أحالونى للمحاكمة وكان الذى يرأس لجنة المحاكمة أو محكمة التفتيش وقتها عميد كلية الدراسات الاسلامية، واسمه الدكتور محمد سيد طنطاوى. كان شيخا مجهولا يسمع عنه أحد، كما لا يسمع كثيرون عن الكلية البائسة التى كان عميدا لها والتى لم تكن تجد مأوى لها وقتئذ الا بين أعمدة الجامع الازهر نفسه. وجد الشيخ المجهول القادم من اسيوط  أن محاكمتى هى فرصته فى الصعود، لأن وراءها ريالات السعودية ونفوذها ، لذلك سعى لإرضائهم بأن أوصى بأقصى عقوبة وهى العزل اذا صممت على أقوالى . بعدها بعامين كان ممن شارك فى مؤتمرات عقدها الوهابيون لمناقشة كتبى فى اسلام اباد تحت رعاية رئيسها ضياء الحق وأصدروا قرارا بردتى عن الاسلام، ثم عقدوا مؤتمرا آخر فى جدة تحت رعاية الشيخ نصيف ورابطة العالم الاسلامى اتخذ نفس الموقف ، كل ذلك للضغط على النظام البائس كى يضعنى فى السجن وهذا ما حدث. وكوفىء الشيخ المجهول سريعا فاصبح المفتى – بالتاء وليس بالسين – ثم أصبح شيخا للأزهر .
هل يمكن لمن يؤمن بالاسلام دينا للحرية ان يكون تاريخه هكذا ؟

4 ـ قد يقال : عفا الله عما سلف، لقد كان ذلك فى الماضى ، والشيخ الآن أصبح ملتزما بهذه الوثيقة ولا ينبغى ان نحاسبه عما سبق ..
أقول اننى اتمنى من صميم قلبى ان يتوب الشيخ طنطاوى ، ولكنه يعرف ان التوبة تعنى الاعتراف بالذنب والندم عليه والعزم على ألا يعود اليه. فهل ياترى يستطيع طنطاوى شيخ الأزهر ان يعلن توبته عن كل الأفعال التى تخالف الوثيقة التى وقع عليها واعلن التزامه بها ؟. اذا فعل هذا كان مستحقا لأن نثق فى توبته ، ومن ناحيتى فلن يتعرض له قلمى الا بكل خير وسأنسى ما لحقنى من أذى على يديه.

5 ـ الا أن الذى اعرفه حتى الآن أنه على شاكلة الحاكم العسكرى المستبد الذى يخدمه. المستبد يحتاج الى مؤسسة كهنوتية تبرر ظلمه وتسبح بحمده، وكلما بالغ الحاكم فى اذلال شعبه أضعف شعبه وازداد عنهم انعزالا وازداد منهم خوفا، وبالتالى ازداد ضعفا بضعف شعبه وبعزلته عنه، وبالتالى أيضا ازداد خنوعا امام الأجانب. يركع أمامهم مستجيبا لكل أوامرهم السياسية والدينية طالما لن تخلعه من عرشه وسلطانه. فاذا جاءت نفس هذه الكلمات من ابناء بلده ثار عليهم وأذاقهم النكال. وهكذا يفعل الشيخ طنطاوى. يركع أمام الخواجات – وليس امام الله تعالى – يقول لهم :" لا اكراه فى الدين" . أما اذا قلناها له نحن " لا اكراه فى الدين " رفع فى وجوهنا حد الردة المزعوم .

6 ـ الذى أعرفه حتى الآن ان الذى يمضى معظم عمره داعيا للضلال صادا عن سبيل الله يبغيها عوجا لا يمكن أن يهديه الله تعالى حتى لو حرصنا على هدايته. يقول تعالى فى هذا الصنف المضل من البشر :( إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ ) (37)    النحل  ". ولقد امضى طنطاوى عمره حتى الآن ــ وهو يزحف نحو الثمانين ربيعا – فى مناصرة الحاكم الظالم الفاسد فى بلده وحكام أكثر ظلما وفسادا خارج بلده. فى سبيل ارضاء نزواتهم السياسية يغير فتاويه لتتراقص على انغامهم .

والتوبة هنا تعنى أن يقول كلمة حق فى اولئك الظلمة الفاسدين الذين يخدمهم ويتلاعب بآيات الله تعالى وكتابه العظيم من أجلهم. هل يستطيع أن يفعل؟ اجيبوا انتم .!!

7 ـ   الذى اعرفه حتى الآن عن الشيخ طنطاوى أن له وجها آخر غير رقة الصوت وحنان الخطاب . هذه العذوبة النسائية  فيه تخفى خلفها شراسة فى الخلق وبذاءة فى السباب وعنفا فى المواجهة . وقع ضحية له بعض سيئى الحظ ممن بهرتهم سماحته الظاهرية فتشجعوا وسألوه عن بعض تصرفاته وفتاويه المتضاربة فانهال عليهم سبا ولعنا ، كما حدث مع احدى السيدات الصحفيات وكتبت عن ذلك فى الصحف، أو ينهال ضربا بالحذاء على السائل كما حدث مع أحد الصحفيين فقدم بلاغا أو كان على وشك أن يفعل. ونشرت الصحف الواقعة.
هذا فى حد ذاته يوضح ان للشيخ طنطاوى وجهين يلعب بهما وفقا لمقتضى الحال كما يقول الأزهريون. أذا جاءه أسياده الخواجات تحدث معهم عن الاسلام دين السلام والمحبة والحرية والسماحة، فاذا قلنا له نحن هذا الكلام أرغى وأزبد وهاج وهدد. بسبب هذا التلون لا يزال محتفظا بمنصبه مرضيا عنه من أسياده الظلمة الفاسدين.

8 ـ  يبقى السؤال الأخير : هل اذا قلنا له: اتق الله يا شيخ الأزهر وتُب اليه، هل سيثور علينا ؟
الاجابة فى قوله تعالى يصف هذا الصنف من الناس: ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) البقرة )    صدق الله العظيم..

9 ـ هذا مبلغ علمى.. وقد أكون مخطئا..

 

المقال الثالث

صدق الله العظيم .. وكذب شيخ الأزهر

آحمد صبحي منصور في الخميس 14 سبتمبر 2006

  1 ـ عندما ظهرت أزمة الرسوم المسيئة لخاتم الأنبياء عليه وعليهم السلام قال شيخ الأزهر ما معناه ان ذلك لا يجوز لأنه اعتداء على الموتى .

2 ـ هوجم شيخ الأزهر بضراوة لأنه أعلن ببساطة أن خاتم النبيين محمدا قد مات ، وهذا يخالف عقائد معظم المسلمين الذين يحجون الى المدينة ( المنورة ) بالقبر المقدس الذى يزدحم حوله الحجاج الآتون من كل مكان يتشفعون بالقبر المقدس ويتصارعون على لمس ولحس شباك الروضة (الشريفة المقدسة) وهى مجرد خشب وزجاج ومواد بناء لا تختلف عن مثيلتها فى أى بناء آخر وفى أى مكان آخر، إلا إن هذا الخشب إكتسب قدسية وصار معبودا يتضرعون اليه ويتحسسونه بكل تقديس واحترام لأنه يحيط بما يعتقدون أنه قبر النبى محمد. وهم يعتقدون طبقا لحديث كاذب ومشهور لديهم ان اعمال الناس تعرض على النبى محمد فى قبره ـ ليراجعها بالطبع ويضع عليها امضاءه الكريمة ـ فاذا وجدها سليمة اطمأن ، وان لم تكن ـ وهذا هو الأغلب ـ استغفر لهم الله.

3ـ وبالتالى فإن الحج فرصة للأغنياء فقط ، اما الفقراء فلا حظ لهم فى الدنيا ولا فى الآخرة!!

الأغنياء فقط هم القادرون على بناء الجوامع من أموالهم ، ليس مهما أن تكون سحتا أو أموالا قذرة أو تم غسيلها لتكون أكثر بياضا ، المهم أنها أموال ، وبها يستطيع الأغنياء أن يحجوا كل عام ويلمسوا شباك النبى ويحصلوا على شفاعته ـ المزعومة ـ ثم يعود أحدهم من الحج ( كيوم ولدته أمه ) طبقا لحديث آخر كاذب. أى يعود عريانا ( من الذنوب ) وتكون أمامه سنة أخرى يقترف ما شاء فيها من الذنوب ويسرق ما يقدر عليه من أموال الفقراء والجوعى، ثم يسافر الى  ( الروضة الشريفة ) ويأخذ الغفران ، وهكذا كل عام ، يزداد إجراما ويزداد حجّا ، وهكذا أيضا يمتلىء موسم الحج بمئات الألوف من المجرمين والأفاقين والمسجلين عند الله تعالى فئة ( مسجل خطر ) ولكن يعود أحدهم من الحج ( كيوم ولدته أمه ) .. فياليت أمه لم تلده..

4 ـ  أساس هذا البلاء والازدحام فى الحج وعند الوثن المسمى بقبر النبى محمد هو ذلك الحديث الكاذب الذى يزعم حياة النبى محمد فى قبره ، وأنه تعرض عليه أعمال أمته . وطبعا لا يجوز لك ان تتساءل كيف يستطيع فرد واحد أن يقوم وحده بكل هذا العمل بدون سكرتارية وسُعاة و معاونين ومديرين وخلافه؟ واذا كان معه جهاز من الموظفين والمعاونين الأكفاء فهل يتسع لهم القبر؟ وكيف يعيشون بلا تهوية ولا خدمات صرف صحى وخلافه ؟ ثم كيف يعملون كل الوقت بدون أجازة أو رعاية صحية أو أجور على الساعات الزائدة؟ ألم يفكروا فى الاضراب لزيادة الأجور وتحسين فرص العمل ؟

إن الحديث يقول أن الأعمال تعرض ( بضم العين )عليه ، أى أن هناك موظفون يعرضون عليه الأعمال، وعليه فإن هذه الأسئلة واردة ولا بد لها من إجابة شافية. وهب أن النبى محمدا يعمل وحده فكيف سيجد الوقت اللازم لمراجعة يومية لأعمال بلايين المسلمين من وقت وفاته الى قيام الساعة ؟ ولماذا نحتاج الى قيام الساعة ويوم الحساب اصلا طالما أن هناك من يراجع اعمالنا ويصححها ويستغفر لنا لنعود من الحج ( كيوم ولدتنا أمنا ) ثم لا يكتفى بذلك بل يشفع فينا يوم القيامة وندخل بشفاعته الجنة ( أونطة )!!
اذا تساءلت أو استعملت عقلك فأنت منكر للسنة ومحروم من شفاعة النبى المزعومة.
5 ـ  جاءته الأوامر فوجد شيخ الأزهر شجاعة كافية ليلطم الناس المساكين فى عقائدهم معلنا لهم وفاة النبى ، هذا مع ان المعروف فى كتب التراث نفسها أن أبا بكر ( الصديق ) ـ وهو طبعا أعلم من رواة الأحاديث بالنبى محمد ـ قد أعلن وفاة محمد بعد موته مباشرة حين قال : من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فان الله حىّ لا يموت.
6 ـ المهم هنا ان شيخ الأزهر الشريف ـ جدا ـ أعلن مؤخرا وفاة النبى محمد بعد أكثر من ألف وأربعمائة عام ، الأهم من ذلك أن إعلانه وفاة النبى جاءت مناقضة لما كان هو ـ أى الشيخ محمد سيد طنطاوى يؤمن به . فضيلته كان يؤمن بأن النبى محمدا حى فى قبره وأن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء ، وهو ما يعتقده عوام المسلمين وعوام الوعاظ ، ومن بينهم الشيخ طنطاوى نفسه.

وهذا مثبت فى أوراق رسمية أزهرية.
لقد جرى التحقيق معى فى جامعة الأزهرـ بعد وقفى عن العمل فى 5مايو 1985 ـ عقابا لى على تأليفى خمسة كتب، كان منها كتاب ( الأنبياء فى القرآن الكريم ) .كان رئيس لجنة التحقيق شخصا مجهولا وقتها هو عميد سابق لكلية أصول الدين فى أسيوط، إسمه الدكتور محمد سيد طنطاوى، وقد رآها فرصة للشهرة والترقية وإرضاء أولى الأمر، لذا فقد كوفىء على ظلمه لى بالصعود بعدها الى مرتبة المفتى ثم مشيخة الأزهر.طبقا لوثائق التحقيق فان الشيخ طنطاوى رفض كل الآيات القرآنية التى استشهدت بها فى كتابى والتى تؤكد موت النبى محمد ومنها قوله تعالى للنبى محمد عليه السلام : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) الزمر )  . أرغى الشيخ وقتها وأزبد منكرا لكتاب الله تعالى مصمما على أن النبى محمدا حىُّ  فى قبره  ، ثم دمعت عيناه يرجونى التنازل عما قلت ، وألحّ ، وشدّد فى الالحاح.

الآن وبعد أكثر من عشرين عاما يتذكر الشيخ أن النبى محمدا قد مات .!! تذكر بأثر رجعى !! أقول : صدق الله العظيم ..وكذب شيخ الأزهر!!
 7  ـ وقد هوجم الشيخ طنطاوى من الاخوان المسلمين داخل مجلس الشعب وخارجه لأنه اعترف بموت النبى محمد ، الاخوان المسلمون لا يؤمنون بمعظم آيات القرآن ، وهى التى تؤكد بشرية النبى محمد وتنفى عصمته وتنفى شفاعته وتنهى عن تفضيله على الأنبياء السابقين. هاجموا الشيخ لأنه خرج على معتقداتهم التى تؤله النبى محمدا . ومن عجائب عصرنا البائس أن يتاجر باسم الاسلام من ينكر عقائد الاسلام وحقائق الاسلام وكتاب الله تعالى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
8 ـ ـ نعود الى الشيخ طنطاوى، واعترافاته الأخيرة التى يناقض بها نفسه.
فى آخر مقابلة شاهدتها له فى الجزيرة يوم السبت 18 فبراير 2006 رأيته يطالب بقانون يجرّم الطعن فى الأنبياء جميعا مؤكدا أننا ـ يقصد المسلمين ـ نؤمن بجميع الرسل ولا نفرق بين أحد منهم ، وأعتقد أنه قرأ قوله تعالى " لا نفرق بين أحد من رسله"
ومرة ثانية أقول " صدق الله العظيم " ولكن كذب شيخ الأزهر.
ففعلا فانه طبقا للاسلام العظيم يحرم التفريق بين الرسل وتفضيل رسول على رسول ، ولكن شيخ الأزهر أول من ينكر ذلك ، وهو الذى يردد دائما وصف خاتم النبيين محمد بأنه أشرف الأنبياء وسيد المرسلين ، وهذا أبسط الكلمات فى تفضيل محمد على من سبقه من الأنبياء.
أعود هنا أيضا الى محاكمتى فى سنة 1985 وكانت الاتهامات الموجهة لى ثلاثة ، وكان الذى يحقق معى فيها المدعو محمد سيد طنطاوى.

الأولى : أننى أنكر العصمة المطلقة للأنبياء قائلا ان عصمتهم بالوحى فقط . الشيخ طنطاوى طبقا لأوراق التحقيق معى يؤمن مع غيره من الأزهريين أن الأنبياء معصومون عصمة مطلقة ولا يخطئون مطلقا، أى إنهم آلهة كاملة الألوهية. ولذا أنكروا 150 آية قرآنية تؤكد بشرية الأنبياء ووقوعهم فى الخطأ، وأن عصمتهم لا تكون إلا بالوحى فقط ، وهو التوجيه الالهى الذى يمكنهم من تبليغ الرسالة كاملة دون تقصير بشرى.

الثانية أننى أنكر شفاعة النبى محمد ـ معتمدا على 150 آية قرآنية ـ وهم فى الأزهر وغيره ينكرون تلك الآيات كلها تمسكا ببضع أحاديث فى البخارى وغيره.

الثالثة . أننى أنكرت تفضيل النبى الخاتم على من سبقه من الأنبياء وقلت يجب ألا نفرق بينهم ، وأن ندع التفضيل لله تعالى وحده فهو الأعلم بهم وهو الذى نهانا عن التفريق بين الله ورسله.ثار الشيخ طنطاوى وأرغى وأزبد بسبب تمسكى موقفى ، وبسبب عدم مقدرته على تفنيد أدلّتى القرآنية ـ وهى آيات كريمة شديدة الوضوح والدلالةـ فقد وضع تقريره يوصى فيه بعدم رجوعى للتدريس فى الجامعة إلا بعد التوبة حتى لا أبلبل عقائد الطلاب، وأنه إذا تمسكت بموقفى فلا بد من عزلى من الجامعة.
الآن وبعد أكثر من عشرين عاما يقرر الشيخ أنه لايفرق بين الأنبياء. فهل يحكم على نفسه بما حكم به علىّ عام 1985 ؟
 9  ـ الشيخ طنطاوى يغير آراءه الدينية كما يغير ملابسه الداخلية لأنه يجعل الدين فى خدمة السياسة. ولأنها ـ أى السياسة ـ متقلبة بطبعها ، فان آراء الشيخ تتقلب وتتلون وتتناقض تبعا للأحداث والأوامر العليا الآتية من الطاغية العسكرى . وأتمنى للشيخ طنطاوى ـ الطاعن فى السن ـ أن يعيش عشرين سنة أخرى حتى يكون عبرة للأجيال القادمة من شيوخ الأزهر ، اذا قدّر للأزهر أن تكون له أجيال قادمة.
10 ـ  أمثال الشيخ طنطاوى من خدم السلطان يرون سعادتهم فى أن يمتطيهم الطاغية المستبد ، ويجتهدون فى ارضاء نزواته مهما قال ومهما طلب.
هذا الصنف ـ الذى يشترى بآيات الله تعالى ثمنا قليلا ـ تراه على استعداد لأن يقول الحق أو أن يقول الباطل ، أو أن يمزج بينهما بشتى الحيل ، المهم هو ارضاء الطاغية الذى يسبح بحمده قبل طلوع الشمس وقبل الغروب.
هذا الصنف ممن يسمى برجال الدين لديه جرأة طاغية على الكذب والتلون ، ولديه شجاعة قول الإفك مهما خالف الحق والمنطق. وهو يسعد بهجوم الناس عليه وباحتقارهم له لتأكده أن ذلك هو الذى يحقق رضى الطاغية عنه. فالطاغية يكره أن يكون أحد خدمه محبوبا من الناس ،أو مرضيا عنه من الناس.
لذا فهذا الصنف من شيوخ السلطة مستعد لأن يقول أى شىء ليرضى السلطان. من الممكن ـ مثلا ـ أن يخرج علينا الشيخ طنطاوى بتصريح يعلن فيه أن أبابكر الصديق لم يمت بالسم كما تقول إحدى الروايات ، إنما مات عندما اصطدم به موتوسيكل فى طريق جدة المدينة المنورة. هو على استعداد أن يقول ذلك بكل جدّية وباخلاص شديد ـ إذا جاءته التعليمات أو إذا تأكد ان هذا مما يقربه الى سيده الطاغية زلفى.
وهو وأقرانه وأسيادهم الطغاة قد بلغوا أرذل العمر، ومع ذلك فهم لا يتوبون ولا يتذكرون.!

 

 المقال الرابع

التبرك ببول شيخ الأزهر

آحمد صبحي منصور في السبت 27 اكتوبر 2007

   أولا :

1 ـ ليس القصد من هذا المقال إهانة شيخ الأزهر ، ولكن التنبيه على الاهانات التى يرتكبها معظم المسلمين فى حق رسول الاسلام عليه السلام .

2 ـ عندما أصدر المفتى المصرى فتواه بالتبرك ببول النبى محمد عليه السلام تأسيسا على أحاديث سنية ، لم يفطن أحد الى حجم الإساءة التى توجهها تلك الأحاديث الى الشخصية الحقيقية للنبى محمد عليه السلام ، والتى تم تشويهها تماما بتلك الأحاديث .

3 ـ ومن منطلق حبنا لخاتم النبيين محمد عليه السلام وكل انبياء الله عليهم السلام فاننا نرفض كل تلك الأحاديث ، ولكن اتباع الدين السنى الأرضى ـ التى تتشكل عقائدهم من تلك الأحاديث ـ لا يرون حرجا من انتهاك حرمة النبى محمد عليه السلام ، ولا يرون بأسا من انتهاك حرمة بيته الكريم ، ولا يرون باسا من انتهاك خصوصياته وعلاقاته شديدة الخصوصية مع زوجاته والتى لا نعلم عنها شيئا لأنها كانت ولا تزال غيبا عنا.   
ولكن فقهاء الدين السنى اقتحموا بالباطل حُرمة بيت النبوة و هتكوه بأكاذيبهم ، وقدموا للناس أكاذيب مفتعلة تشوه سيرته عليه السلام ، وتجعل الطعن فى سيرته امرا ميسورا لكل ناقم على الاسلام حاقد على رسوله عليه السلام  .
فاذا عارضنا هذه الأحاديث المفتراة وانتقدنا البخارى فان عُبّاد البخارى يتهموننا بانكار (السنة ) لأنه وقر فى قلوبهم أن تلك الأكاذيب المفتراة هى سنة النبى محمد وأنها وحى سماوى ظل ضائعا مبعثرا حتى تكرم البخارى وغيره وتفضل بجمعه وتدوينه.

4 ـ المفجع هنا أن أحدهم لا يرضى أن يقول عن شيخ الأزهر ما تقوله تلك الأحاديث عن النبى محمد ، ولا يرضى شيخ الأزهر ان يقال عنه ما يقولونه عن النبى محمد ـ و لا يجرؤ أحدهم أن يقول عن أى حاكم عربى أو مسلم ما يفتريه البخارى و أئمة الحديث عن النبى محمد عليه السلام . بل أنك عزيزى القارىء تغضب ان يقال عنك وعن ابيك ما يقال عن خاتم النبيين عليه وعليهم السلام .
أى إن السنيين يفرضون على النبى محمد عليه السلام ما يرفضون أن يقال عن أحدهم 5 ـ
وأقل ما يقال فى هذا أنه عداء واضح لخاتم النبيين.  نعم انه عداء صريح للنبى دون أن يشعر أحدهم بهذا العداء .


ثانيا 
  1 ـ لنفترض أن المفتى د. على جمعة الذى أعلن التبرك ببول النبى محمد قال نفس الكلام عن شيخ الأزهر. أى قال بجواز التبرك ببول (فضيلة الامام الاكبر شيخ الأزهر الشريف )، فهذا يعنى أن يقف فضيلة الامام الأكبر ويكشف عورته ليتبول فى قارورة يقدمها له المفتى ، ثم بعد أن ينتهى فضيلته من التبول يقوم فضيلة المفتى بحمل القارورة بالبول المقدس ليتبرك به اعضاء مجمع البحوث وأعضاء المجلس الأعلى للشئون الاسلامية و كبار العلماء فى الأزهر ، ثم فى جامعات الأزهر وكلياته فى القاهرة و الأقاليم ، وفى جولات أخرى يملأ فضيلة المفتى قوارير أخرى من بول فضيلة الامام الأكبر لتوزع على المحتاجين للبركة فى كل المساجد والأضرحة .. وطبعا لن يفكر أحدهم فى احتمالية أن يكون شيخ الأزهر مصابا بالبلهارسيا او غيرها لأن ذلك يتنافى مع القداسة و البركة .
هذا التصور لا يليق أن يقال عن شيخ الأزهر ولا نرضى به له . ولكن المفتى وفقهاء الدين السنى يجعلون هذا التصور مقبولا فى حق النبى محمد عليه السلام حين يجعلون من بوله عليه السلام قضية عقدية خلافية.   
  ـ ما هو إسم السيدة زوجة شيخ الأزهر ؟2
إن مجرد السؤال لا يليق ويكاد يقع تحت طائلة القانون الشهير المسمى بازدراء الدين ..فهل يجرؤ أحد على أن يتحدث عن زوجة شيخ الأزهر بالاسم ،أو أن يجعل اسمها على كل لسان فيما يجوز وفيما لا يجوز .. ؟
بل هل ترضى عزيزى القارىء أن يكون اسم والدتك شائعا فى المجتمع وان تكون حكاياتها بالباطل وبالحق على كل لسان؟
لقد توارثنا فى عاداتنا الاجتماعية على انه لا يليق التصريح بأسماء النساء ، ولكن توارثنا ـ أيضا بحكم العادة السيئة للدين السنى ـ ان تكون أسماء امهات المؤمنين معلومة ومشهورة ، وحكاياتهن على كل لسان طبقا لما جاء فى كتب الحديث و الفقه . 
وهناك فى القاهرة حى مشهور باسم (السيدة عائشة ) وينطقه العوام ( السيدة عيشة ) ويجاوره حى القلعة ، وينطقه العوام ( القالعة ) اى المتجردة من ملابسها. والعادة فى موقف العتبة فى وسط القاهرة أن ينادى أصحاب الميكروباسات المتجهة الى القلعة و السيدة عائشة قائلين ( السيدة عيشة القالعة ) وتأمل المعنى المؤذى.!! 
ولكن الأذى أفظع حين تقرأ الأحاديث التى تتناول أمهات المؤمنين ـ وكلها أكاذيب حقيرة . والعادة أننا نرفض أن يقال هذا على أمهاتنا و نسائنا ولكن نفرض هذا على أمهات المؤمنين أزواج النبى عليه السلام ، مع ملاحظة أن القرآن الكريم لم يذكر أى إسم لأى من نساء النبى ، ولكن معرفة أسمائهن والحكايات الملفقة عنهن من المعلوم من الدين بالضرورة ؛ الدين السنى طبعا.!

3 ـ  هل يرضى شيخ الأزهر أن يقال عنه : إنه كان يمص لسان السيدة زوجته وهو صائم ؟
نحن لا نرضى له هذا .. ولا نرضى ان يقال هذا عن أى انسان ـ ولكن ما نرفضه لأنفسنا يفرضه أصحاب الحديث فى أكاذيبهم على النبى محمد عليه السلام. 
جاء فى مسند أحمد وأبى داود باسنادين مختلفين : ( حدثنا ‏ ‏عفان ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏محمد بن دينار ‏ ‏عن ‏ ‏سعد بن أوس ‏ ‏عن ‏ ‏مصدع أبي يحيى الأنصاري ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏: أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كان ‏ ‏يقبلها وهو صائم ويمص لسانها .) ‏
هل ترضى ان يقول الناس عن أبيك انه كان يمص لسان أمك حتى فى الصيام ؟
معذرة .. ولكن قبل أن تغضب منى أو قبل أن تغضب لأمك وأبيك ألا تغضب لخاتم النبيين وأزواجه ؟ ام أن أمرهم قد هان علينا نحن المسلمين الى هذا الحد ؟
وهل يبلغ تعصبنا لتلك (السنة ) الكاذبة الى درجة إهانة خاتم النبيين عليه السلام ؟؟
والله حرام .!! 
  4  هل يرضى شيخ الأزهر أن يقال عنه أنه اختلى بالدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء فى مصر واشتكى اليه ضعفه الجنسى فنصحه نقيب الأطباء بأكل (الهريسة ) ؟
إنه حديث مشهور أورده الامام الغزالى فى (إحياء علوم الدين ـ الجزء الثالث ) ـ يقول : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏(‏ شكوت إلى جبرائيل ضعف الوقاع فأمرني بأكل الهريسة ) وبعد أن روى الغزالى ذلك الحديث قال : ( فاعلم أنه صلى الله عليه وسلم كان تحته تسع نسوة ووجب عليه تحصينهن بالإمتاع ، وحرم على غيره نكاحهن وإن طلقهن فكان طلبه القوة لهذا ، لا للتمتع‏.) وفى حديث آخر وبصيغة أخرى ( يقول الرسول الكريم (ص) نزل علي جبرائيل (ع ) فأمرني بأكل الهريسة لأشد بها ظهري وأقوي بها على عبادة ربي ) . ولا تعليق,! 
 5  ـ ومن أكاذيب الهريسة و الضعف الجنسى الى أكاذيب الفحولة الجنسية.
ونقرأ فى البخارى حديث :"إن النبى كان يطوف على نسائه فى ليلة واحدة وله تسع نسوة".
وفى حديث آخر لأنس أكثر تفصيلاً يقول "كان النبى يدور على نسائه فى الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة". قال الراوى: قلت لأنس: أو كان يطيقه؟ قال: كنا نتحدث أنه أعطى قوة ثلاثين.." (البخارى الجزء السابع: ص4، والجزء الأول ص76. طبعة دار الشعب- )
شيخ الأزهر يقف مدافعا عن كل تلك هذه الأحاديث ، ومن أجلها يتهمنا فى ديننا . 
فهل يرضى أن يقال عنه أنه كان يطوف على نسائه يمارس الجنس معهن كل ليله ، وان السادة الفضلاء المشايخ من مجمع البحوث والمجلس الأعلى للشئون الاسلامية كانوا يركضون وراءه يتابعونه ويراقبونه و يتحدثون عن فحولته الجنسية ويقيسونها بقدرة ثلاثين رجلا ، ويفتخرون بذلك ؟؟
نحن لا نرضى أن يقال ذلك عن شيخ الأزهر ، ولا نرضى بهذه الوظيفة للسادة شيوخ مجمع البحوث و المجلس الأعلى للشئون الاسلامية ولا حتى المجلس الأعلى للثقافة أو الآثار، 
وهم بالطبع يرفضون هذا .. ولكنهم يفرضون ما يكرهون على رسول الاسلام عليه السلام.!

  .ـ يرفض شيخ الأزهر بالقطع أن يشاع عنه أنه كان يباشر السيدة زوجته وهى حائض6
ولكن فضيلة الشيخ يفرض هذه التهمة المسيئة على النبى عليه السلام ، واقرأوا أكاذيب البخارى التى يدافع عنها شيخ الأزهر :   
"( كنت أغتسل أنا والنبى من إناء واحد كلانا جنب وكان يأمرنى فأتّزر فيباشرنى وأنا حائض، وكان يخرج رأسه إلى وهو معتكف فأغسله وأنا حائض" ورواية أخرى عن عائشة كانت إحدانا إذا كانت حائضاً فأراد الرسول أن يباشرها أمرها أن تتزر فى فور حيضتها ثم يباشرها، قالت: وأيكم يملك إربه كما كان النبى يمك إربه" ومنها حديث ميمونة "كان رسول الله إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه أمرها فاتزرت وهى حائض" وحديث "كان النبى يتكىء فى حجرى وأنا حائض ثم يقرأ القرآن".. هكذا .
  7 ـ ما هو موقف شيخ الأزهر إذا نشرت الصحف أنه تأتيه النساء فيخلو بهن ليتغزل فيهن ، وتهاجمه الصحف بانه قد أفتى بحرمة ان يختلى رجل بامرأة لا تحل له ثم يفعل ما ينهى هو عنه .  ..
من حق شيخ الأزهر أن يغضب بل وأن يطالب بجلد الصحفيين ، وربما نجد له بعض العذر إزاء تلك الاتهامات الباطلة . ولكن المشكلة أن ما يرفض شيخ الأزهر أن يقال عنه يفرضه على نبى الاسلام عليه السلام .   
واقرأوا أكاذيب البخارى : (جاءت امرأة من الأنصار إلى النبى فخلا بها فقال: والله إنكن لأحب الناس إلى ) ( لا يخلونّ رجل بامرأة إلا مع ذى محرم ) .
 8 ـ لو اتهمت الصحف شيخ الأزهر بانه كان يترك مكتبه وعمله وبيته ومسئولياته وزوجته لينام عند إمرأة اخرى ، وان هذه المرأة كانت تخلو بشيخ الازهر فى نومه فتتحسس جسده .! ماذا كان سيفعل شيخ الأزهر؟
بالقطع كان سيرفع قضية ضد هذه الصحف يطالب بسجن أصحابها . 
ولكن من سيرفع قضية ضد شيخ الأزهر نفسه وهو الذى يؤيد البخارى فى أكاذيبه التى تتهم النبى محمدا عليه السلام بنفس هذه التهمة ، ومنها حديث ( إن أم سليم كانت تبسط للنبى نطعاً فيقيل عندها- أى ينام القيلولة عندها- على ذلك النطع، فإذا نام النبى أخذت من عرقه وشعره فجعلته فى قارورة ثم جمعته فى سك" (البخارى الجزء الثامن ص 78). ؟؟
  9 ـ لو أشاع الناس أن لشيخ الأزهر علاقة حميمة بزوجة أحد أصحابه ، وان شيخ الأزهر تعود الدخول على هذه الزوجة فى غياب زوجها فينام عندها وتطعمه و تسقيه ، وأن تلك الزوجة التى اسمها فلانة كانت تفلى راس شيخ الأزهر و كانا يتضاحكان بدون أى كلفة بينهما . لو انتشرت هذه الاشاعة عن شيخ الأزهر لثار غضبا ، وكنا سنشاركه الغضب لأننا نرى أنها لا تليق به ولا يليق بها ، وربما دافعنا عن تلك السيدة وزوجها .   
ولكن شيخ الأزهر الذى يرفض هذا على نفسه يفرضه على رسول الاسلام عليه السلام ، لذا فان شيخ الازهر يؤيد كذبة البخارى القائلة : (كان رسول الله يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن أبى الصامت فدخل عليها رسول الله فأطعمته وجعلت تفلى رأسه فنام رسول الله ثم استيقظ وهو يضحك فقالت: وما يضحكك يا رسول الله؟..)
  10 ـ هل يرضى شيخ الآزهر ان ينسب الناس كذبا أن السيدة زوجته تتحدث للصحف عن أدق امورهما الشخصية ، مثل الاغتسال من الجنابة ؟
طبعا هو لا يرضى .. ونحن لا نرضى . ولكن شيخ الأزهر يرضى هذا العار الذى افتراه البخارى و نسبه لزوجات النبى عليه السلام . 
ففى حديث منسوب لعائشة "كنت أغتسل أنا والنبى من إناء واحد من قدح يقال له المفرق" وحديث منسوب لابن عباس "أن النبى وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد" وحديث آخر تقول فيه ميمونة "وضعت للنبى ماء للغسل فغسل يديه مرتين أو ثلاثة ثم أفرغ على شماله فغسل مذاكيره ثم مسح يده بالأرض.. إلخ" وحديث "أن النبى اغتسل من الجنابة فغسل فرجه بيده ثم.." . ولم يكن الغسل بالشىء المعقد أو الجديد الذى لم يعرفه الناس من قبل، بل إن كل إنسان يعرف كيف يغسل جسده. ولكنه الحرص من هذه الروايات على أن تصور لنا النبى عاريا فى هذه الحالات الخاصة مع نسائه .
  11ـ ونعتذر مقدما على الافتراض التالى ولكن مقام النبى عليه السلام ومقام زوجه رضى الله عنها أعلى عندنا وأهم من مقام شيخ الأزهر وزوجه : فهل يرضى شيخ الأزهر أن يقال على زوجته ما قاله البخارى على السيدة عائشة أنها تعرت أمام رجلين لكى تعلمهما كيفية الغسل : ( دخلت أنا وأخو عائشة على عائشة فسألها أخوها عن غسل النبى فدعت بإناء نحواً من صاع فاغتسلت وأفاضت على رأسها وبيننا وبينها حجاب" (البخارى: الجزء الأول ص 69: 71)
  12ـ وهل يرضى شيخ الأزهر ان تنشر الصحف مثل تلك التصريحات التى نسبها البخارى للسيدة عائشة : ( كنت أنام بين يدى رسول الله ورجلاى فى قبلته فإذا سجد غمزنى فقبضت رجلى فإذا قام بسطتهما" وفى رواية "أن رسول الله كان يصلى وهى بينه وبين القبلة" وحديث عروة "أن النبى كان يصلى وعائشة معترضة بينه وبين القبلة على الفراش الذى ينامان عليه" (البخارى: الجزء الأول ص 102).
ثالثا :

1 ـ هذه مجرد أمثلة تؤكد أن أصحاب الدين السنى يفرضون على النبى محمد وأزواجه ما يرفضون أن يقال عليهم أو على آبائهم . وهذا عداء واضح للنبى محمد عليه السلام  .
وهو انحياز واضح للبخارى صاحب تلك الأكاذيب .

2 ـ فالقضية هنا فيها ظالم وهو البخارى الذى افترى تلك الأكاذيب على خاتم النبيين ، ومظلوم وهو النبى محمد عليه السلام وأزواجه . وأى إنسان عادل ـ حتى لو لم يكن مسلما ـ لا بد أن يرتاب فى تلك الأقاويل التى تمت كتابتها بعد موت النبى محمد بقرنين وأكثر .. فكيف بالمسلم الذى يجب أن يؤمن ان خاتم النبيين كان على خلق عظيم ؟ .
3 ـ وفى كل الأحوال ففى قضية يكون فيها ظالم ومظلوم فان الشخص العادى سينحاز للمظلوم ضد الظالم ..أما من يعبد البخارى فهو ينحاز للبخارى الظالم ضد المظلوم المفترى عليه ـ وهو رسول الاسلام عليه السلام  .

4 ـ ومن هنا نفهم لماذا نهى النبى عليه السلام عن كتابة اى شىء سوى القرآن الكريم وحده .

  رابعا

1 ـ ومن هنا ـ ايضا ـ نفهم لماذا وصف الله تعالى ـ مقدما ـ أصحاب تلك الأحاديث بأنهم أعداء الأنبياء ، وأنهم أولياء الشيطان وانهم شياطين الانس . إقرأ قوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ . وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً ) ( الانعام 112 ـ )
2 ـ ومن هنا ـ أيضا ـ نفهم ما سيحدث يوم القيامة حين يعلن خاتم النبيين براءته من اولئك الأعداء الذين اتخذوا القرآن مهجورا وانشغلوا عنه بتلك الأكاذيب ولهو الحديث ليضلوا عن سبيل الله و يتخذوها عوجا. إقرأ قوله تعالى (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ) ( الفرقان 30 ـ )
خامسا 
ولأننا ـ أهل القرآن ـ نحب النبى محمدا عليه السلام  فسنظل ندفع عنه السوء وسنظل نتحمل الأذى من أعداء النبى عليه السلام ؛ اولئك الذين يفرضون عليه أكاذيب يرفضون أن يقال مثلها عليهم . 

أكابر المجرمين من رجال الدين في رؤية قرآنية
أكابر المجرمين من رجال الدين في رؤية قرآنية
هذا الكتاب
بدأ بمقال يقارن بين المومس ورجل الدين ، ويؤكد أن المومس اشرف من رجل الدين . كان مقالا صادما استدعى مقالات تالية مستوحاة من قوله جل وعلا ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيه َا لِيَمْكُرُ وا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُون َ إِلاَّ بِأَنفُسِه ِمْ وَمَا يَشْعُرُون َ (123) وَإِذَا جَاءَتْهُم ْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَه ُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا
more