بعضها وُلد في القرون الوسطى ولا يزال حيًّا.. أكبر الكائنات المعمرة على ظهر الأرض

اضيف الخبر في يوم الخميس ١٠ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


بعضها وُلد في القرون الوسطى ولا يزال حيًّا.. أكبر الكائنات المعمرة على ظهر الأرض

هل جلست يومًا مع شخصٍ جاوز المائة عام؟ هل فكرت فيما مرّ به من مصاعب ومواقف وخبرات في الحياة، وما عاصره من أحداث لم ترها قط؟ ربما يكون هذا حدثًا نادرًا في حياتك، إذ إن القليل من البشر فقط هم من يصلون إلى عمر مديد كهذا.

مقالات متعلقة :

لكن هناك بعض الحيوانات التي جاوزت هذا العمر بكثير، وعاشت عصورًا وأحداثًا لم يشهدها أي إنسان على قيد الحياة في هذه اللحظة، كما استطاعت النجاة من كل الظروف المناخية الصعبة والخروج من كل الأخطار التي حاقت بها لتظل حيّة إلى يومنا هذا. نستعرض في السطور القادمة مجموعة من أكبر الكائنات المعمّرة على ظهر الأرض.

1- سمكة قرش جرينلاند.. وُلدت قبل الثورة الفرنسية!

تُعتبر أنثى سمكة قرش جرينلاند التي في الصورة إحدى أكثر الحيوانات نُدرة على ظهر الأرض، ففي عام 2016 قام مجموعة من العلماء بتحديد أعمار العديد من أسماك القرش التي تعيش بالقرب من القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) وذلك باستخدام تقنية الكربون المشع للكشف عن أعمارهم
 

جاءت النتيجة أن هذه السمكة يبلغ عمرها بين 274 و517 عامًا! أي أنه على أقصى تقدير فإن تاريخ ميلاد هذه السمكة يرجع إلى عام 1501 أي أنها وُلدت في القرون الوسطى، وعلى أقل تقدير فإن تاريخ ميلادها عام 1744 أي قبل الثورة الفرنسية.

هذا الفارق الكبير في التحديد يرجع إلى أن تقنية الكربون المشع غير دقيقة بنسبة 100%، لكن العلماء يعتقدون أن عمر سمكة القرش هذه وسط بين 200 و500 عام، وبالتالي فإن عمرها تقريبًا 400 عام ما يجعلها بطبيعة الحال أقدم حيوان فقاريّ يعيش على سطح الأرض. وتعيش هذه السمكة الآن في المياه الباردة بالقارة القطبية الجنوبية أنتاركتيكا

2- سلحفاة جوناثان.. شهد الحرب الأهلية الأمريكية والحروب العالمية

من المعروف أن السلحفاة إحدى أكثر الحيوانات المعمّرة على سطح الأرض، يبلغ معدّل أعمارها المتوقع 150 عامًا. لكن ذكر سلحفاة جوناثان هذا يُعد أكبر سلحفاة حيّة معروفة للعلماء على ظهر الأرض إذ وُلد عام 1832 أي أنه يبلغ من العمر 182 عامًا. يعيش جوناثان في جزيرة سانت هيلينا التابعة لبريطانيا، وقد التقطت صور له على هذه الجزيرة عام 1902 أي قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى وأعيد التقاط صور أخرى حديثة له في هذا العام 2018.

المثير للاهتمام بالنسبة للعلماء في هذا الذكر، أنه بمرور العمر يبدأ ذكر السلحفاة في فقدان الرغبة الجنسية وينطوي أكثر على نفسه، إلا أن جوناثان لا يزال يملك رغبة جنسية قوية على حسب قول الطبيب البيطري الخاص به، وبالتحديد تجاه أصغر السلاحف الإناث عمًرا والتي تعيش معه في نفس المنطقة!

لا يزال جوناثان يعيش في جزيرة سانت هيلينا، ويُسمح للعديد من السياح بزيارته والتقاط صور له ويأمل الأطباء المشرفين عليه في المحافظة على صحته وإطالة عمره قدر الإمكان.

3- التوتارا هنري.. أصبح أبًا وعمره 110 سنة

دائمًا ما يثير ذكر الديناصور الكثير من الفضول والرعب في بعض الأحيان لدى البشر، تلك الكائنات العملاقة التي انقرضت من عالمنا قبل نحو 200 مليون عام، لكن هناك فصيلة واحدة منحدرة من الديناصورات قد نجت خلال كل تلك الأعوام واستطاعت البقاء على قيد الحياة حتى يومنا هذا، هذه الفصيلة هي حيوان التوتارا أو الطُراطرة، وهو أحد أنواع الزواحف التي تُشبه السحلية، ولا تُمثل خطرًا على الإنسان، كما أنها تتكاثر من خلال وضع البيض الذي يفقس لاحقًا.

يبلغ معدّل أعمار هذا الحيوان 80 عامًا لكن هنري استطاع البقاء على قيد الحياة لنحو 110 أعوام، لكنه لم يصاحب خلال هذا العمر أي أنثى، ما حدا بالأطباء البيطريين في نيوزيلندا حيث يعيش، بوضع أنثى تُدعى ميلدريد تبلغ من العمر 80 عامًا بجواره حتى يتمكن من التزاوج والإنجاب.

فلفترات طويلة ظل هنري معزولاً على نفسه لا يرغب بالاقتراب من أي أنثى فقام العلماء بالكشف عليه ليكتشفوا وجود ورم بدماغه، قاموا باستئصاله لاحقًا، ثم قام العلماء بإجراء عمليات دقيقة للأعضاء المسؤولة عن التكاثر لدى هنري كُتب لها النجاح، فوضعوا بالقرب منه ميلدريد التي تصغره بـ30 عامًا وبالفعل نجح هنري في إخصابها لتضع 11 بيضة، وتحت ظروف عناية مركزة فقست تلك البيضات لتُخرج إلى النور 11 توتارا صغير، وليرى هنري أخيرًا أول أول ولد له بعد 110 سنة.
لا يزال هنري على قيد الحياة حتى اليوم ويبلغ عمره 120 عامًا ويعيش في نيوزلندا.

4- محار كُواهوج.. أكبر حيوان عاش على ظهر الأرض

في عام 2006 توصل مجموعة من الباحثين لأحد أهم الاكتشافات في عالم الحيوان؛ إذ عثروا على محار البحر كُواهوج والذي يبلغ من العمر 507 أعوام، وُلد عام 1499 ودخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية باعتباره أكبر حيوان عاش على ظهر الأرض.

بالرغم من أن المحار قد مات عام 2006 -بغير قصد من الباحثين الذين اكتشفوه عندما قاموا بفتح جسده لتقدير عمره- لكن تم ذكره هنا نظرًا للأهمية الكبيرة لهذا الاكتشاف، إذ إن عُمره مثبت تمامًا عن طريق عدّ الدوائر التي على صدفته، وبالتالي فإن هذا المُحار وُلد عقب أعوام قليلة من حط كريستوفر كولومبوس الرحال على القارة الأمريكية وشهد الكثير من الأحداث التي غيرت مسار البشر. وقد سُمي المحار بهذا الاسم نسبة لإمبراطور صينيّ كان ذا قوة ونفوذ في الفترة التي وُلد فيها المحار.

5- إسفنج البحر في هاواي.. على قيد الحياة منذ آلاف السنين؟!

في عام 2016 عثرت مجموعة من علماء الأحياء المائية في جزر هاواي الأمريكية على حيوان إسفنج البحر بحجم غير مسبوق في تاريخ هذه الفصيلة، بطول 2 متر تقريبًا وبعرض 3.7 متر، ويعيش على عمق 7000 قدم تحت سطح البحر.
 

لم يستطع العلماء التأكد بشكل قاطع من عُمر الحيوان إلا أنه نظرًا لحجمه الكبير ومقارنته بحيوانات أخرى من نفس فصيلته يعتقد العلماء أن عمره يقارب 2300 سنة، ما يجعله أقدم حيوان على قيد الحياة في هذه اللحظات.

لكن الكثير من الأسئلة لا تزال تحيط بعمر الحيوان وحتى جنسه ويجري الباحثون عليه العديد من الدراسات للتأكد من كل هذه المعلومات، وبالتالي يظل محار كُواهوج الحيوان الأكبر عمرًا المثبت بشكل علميّ لا شك فيه. وفي حالة إثبات أن عمر الإسفنج هذا بالفعل 2300 سنة فإنه سيدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية باعتباره أكبر حيوان معمّر تم اكتشافه على وجه الأرض.

6- حوت ألاسكا.. من يُضمد في آخر الصيد جرح الغزال؟!

في حدود عام 1880 خرج صياد أمريكي في مدينة ألاسكا إلى المحيط لاصطياد مجموعة من الحيتان، أعد الصياد رمحه، ثم رأى حوتًا يظهر في الأفق عبر مياه المحيط الشاسعة من بعيد، صوّب رمحه جيدًا، أصاب الرمح الحوت، فأدماه حتى طفت دماؤه على مياه المحيط، وانتظر الصياد بفارغ الصبر أن تطفو جثته، لكن هذا لم يحدث، سرعان ما هرب الحوت مثقلًا بالجرح الذي أصاب عنقه سابحًا بما تبقى له من قوة في أعماق المحيط.
 

امتعض الصائد قليلًا وندب حظه، ثم أكمل مسيرته باحثًا عن حوت آخر يصطاده غير مبال بما سببه للحوت من جروح لن تجد من يضمدها. عاش ذلك الرجل عدة أعوام ثم مات بعد ذلك، لكن الحوت مقوس الرأس لم يمت، ظل على قيد الحياة لعمر ربما يفوق عمر أبناء الرجل نفسه، وعثر عليه مجموعة من العلماء عام 2007 وحول عنقه بقايا الرمح.


 

أرجع الكثير من العلماء عمر الحوت لما يزيد على 200 عام، واعتُبر حينها أقدم حيوان ثدييّ عُثر عليه على ظهر الأرض. بتحليل مادة الرمح تم التأكد من أنها تنتمي للقرن التاسع عشر وبالتحديد تمت صناعته عام 1880.

7- السلطعون جورج.. لن تأكله ولو بألف دولار!

ربما ذهبت يومًا إلى مطعم للمأكولات البحرية وطلبت على طاولة طعامك سرطان البحر أو «السلطعون»، في المتوسط لن تكلفك هذه الوجبة أكثر من 50 دولارًا تقريبًا، لكن السلطعون جورج كان يساوي أكثر من هذا بكثير.

تبدأ القصة حين تم اصطياد السلطعون في شواطئ كندا وبيعه لأحد مطاعم المأكولات البحرية الشهيرة، كان منظر السلطعون أكبر بكثير من المعتاد فاستدعى صاحب المطعم علماء الأحياء المائية الذين قاموا بحساب عمر السلطعون ليكتشفوا أنه يبلغ 140 عامًا في عام 2009!


 

اعتبر هذا السلطعون أكبر سلطعون عُثر عليه على الإطلاق، واكتسب أهمية كبيرة بعد هذا الاكتشاف ما حدا بصاحب المطعم لوضعه في حوض مياه مخصوص ليُوفر له كل المتطلبات، وعندما علم الناس بقصته عرض أحدهم على صاحب المطعم أن يشتري السلطعون بسعر 1000 دولار ويأكله في يوم الأب لكنه رفض تمامًا.

بعد ذلك طلبت جماعة من المشرفين على الأحياء المائية من صاحب المطعم تسليمه ليرجعوه إلى المحيط مرة أخرى، فوافق على ذلك، والآن يعيش السلطعون جورج في مياه المحيط.

8- ببغاء تشرشل.. خازن الأسرار الخطيرة التي لم يطلّع عليها أحد

أثناء الحرب العالمية الثاني فُرضت رقابة مشددة على رئيس الوزراء البريطانيّ وينستون تشرشل العقل المدبر وأمل النجاة للإنجليز والحلفاء من ورائهم. لم يكن يدخل إلى مكتب رئيس الوزراء سوى شخصيات معدودة وبعد تفتيش محكم يمنع دخول أي أدوات تنصت، خشية تسريب المحادثات السرية التي كان يقوم بها تشرشل.

لكن هناك كائنًا حيًا واحدًا استطاع النجاة من كل هذا والاستماع لكل هذه المحادثات، هذا الكائن هو الببغاء تشارلي.
وُلد تشارلي عام 1899 أي أنه يبلغ الآن من العمر 119 عامًا، ويُعتبر من أكبر الكائنات الحية المعمّرة على سطح الأرض وأحد أطول أكبر فصيلته عُمرًا على الإطلاق.

 

يُعتقد أن تشرشل قام بشراء تشارلي عام 1937 وقد حضر معه الاجتماعات السرية واللقاء والتحضيرات الاستراتيجية كافة، رحل تشرشل ولكن بقي تشارلي على قيد الحياة حتى الآن، وهو مملوك لسيدة بريطانية تُدعى سيليفا مارتين تقوم بالعناية به في مزرعتها.

كان تشارلي قادرًا في السابق على حكاية العديد من المواقف والتحدث بأكثر من جملة، إلا أنه مع تقدمه في العمر توقف عن ذلك مكتفيًا بقول: «الوداع Goodbye» أو «مرحبًا hello» للزائرين. 

اجمالي القراءات 2145
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق