لتعويض خسائره بالعراق والشام .. إفريقيا وأوروبا بدائل "داعش

اضيف الخبر في يوم الخميس ٠٧ - يناير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: مصر العربية


لتعويض خسائره بالعراق والشام .. إفريقيا وأوروبا بدائل "داعش

تلقى ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" داعش" ضربات موجعة خلال الشهور الماضية في سوريا والعراق تسببت في خسارته قرابة ثلث الأراضي التي سيطر عليها مما قد يدفعه للتمدد إلى أفريقيا .

وأعلن ستيف وارن المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أول من أمس (الثلاثاء) أن تنظيم الدولة الإسلامية خسر 40 بالمائة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق.

وقال وارن في مؤتمر صحفي في بغداد، إن تنظيم الدولة الاسلامية لحقت به الهزيمة في سنجار وتكريت وبيجي، وتم تضييق الخناق عليه في الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العراق، متوقعا هزيمته قريبا.

وأعلن حيدر البغدادي رئيس وزراء العراق أن 2016 ستكون سنة نهاية تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، متوعدا بتحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم قريبا.

وأكدت دراسات أن داعش يتعرض لهزائم في عدد من المناطق، وذلك منذ بداية الصيف الماضي لعدة أسباب أهمها  الضربات الجوية بالإضافة إلى التقدم الحاصل من قبل القوات السورية، وقوات البشمركة والجيش في العراق.

ويتعرض داعش لضربات جوية من التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية يضم عدد من الدول العربية.

 وأصدر التحالف الدولي بيان مؤخرا أكد فيه أن طائراته قامت بالفترة من ٥ إلى ١١ ديسمبر الماضي بتنفيذ ١٢٣ ضربة جوية في العراق و ٤٨ ضربة أخرى في سوريا، بما في ذلك الضربات الجوية التي ساعدت القوات العراقية على استعادة السيطرة الرمادي.

ويضاف إلى سلسلة الضربات التي تكبدها داعش، خسارته لجزء من طريق دولي بين مدينة الموصل في شمال العراق ومدينة الرقة السورية، معقل المتشددين. وتعقد الخسارة الأخيرة كثيرا إمدادات التنظيم.

خسائر فادحة

وأكدت دراسة، أعدها معهد "IHS Jane's" الأميركي، أن التنظيم خسر 128 ألف كيلومتر مربع في الفترة الفاصلة بين بداية عام 2015 وحتى منتصف ديسمبر من العام نفسه، لتنحصر أراضيه في حدود 78 ألف كيلومتر مربع.

 

وقال محلل شؤون الشرق الأوسط في المعهد "كولومب ستراك"، "لقد شهدنا تأثرا ماليا سلبيا تعرض له تنظيم داعش نتيجة فقدانه السيطرة على معبر تل أبيض الحدودي، حتى قبل تكثيف الغارات الجوية على منشآت التنظيم لإنتاج النفط".

وأوضحت الدراسة أن الخسائر التي تكبدها داعش كانت أساسا في مناطقه الشمالية، وهي المناطق التي يقاتل من أجلها الأكراد الذين استرجعوا جزءا كبيرا من أراضيهم.

فيما أكدت دراسة لمجلة فورين بوليسي الأمريكية أن الضربات الأخيرة الموجعة  أُجبرت " داعش" على التخلي 14% من المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، أبرزها منطقة "تدمر" التابعة لمحافظة حمص السورية، وذلك في شهر مايو الماضي، بعد معارك مع القوات السورية، بالإضافة إلى تراجعها على مستوى الحدود العراقية بعد الحملة المنسقة للأكراد.

وأضافت المجلة الأمريكية  أن الجيش العراقي حقق تقدما كبيرا بعد أن بصم على ثلاثة انتصارات، عقب طرد "داعش" من تكريت في مارس الماضي، وبيجي في أكتوبر، فيما جاء الانتصار الأكبر بعد السيطرة على مدينة الرمادي المحورية، واستعادتها من المسلحين.

أوروبا 

وأكد وزير الخارجية التشيكي لوبومير زاؤراليك، في حديث للتلفزيون التشيكي بالأمس بأنّ الجهود الدولية لمكافحة  الإرهاب ولا سيما تجاه داعش، تحقق نجاحاً الآن، غير أن ذلك ليس مبرراً للشعور بالفرح لأنه مع فقدان داعش المزيد من الأراضي فإنه سيسعى للقيام بعمليات إرهابية أكبر في أوروبا.

اللواء عبد المنعم كاطو ـ الخبير العسكري والاستراتيجي أكد أن داعش صناعة أمريكية جاء من أجل تقسيم منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون،أكدت ذلك في كتاب لها، أطلقت عليه اسم "خيارات صعبة".

وأضاف لـ"مصر العربية" أن القاعدة هى الأب الشرعي لداعش، صنعت هى الأخرى في أفغانستان على يد الاستخبارات الأمريكية لمحاربة الاتحاد السوفييتي هناك، لكنها انقلبت على من صنعوها ما دفع أمريكا لضربها وقتل قائدها أسامه بن لادن.

إفريقيا

وأوضح أن ضرب القاعدة لم يبقِ عليها ولكن مزقها ووزعت على عدد من المناطق كالمغرب العربي ونيجيريا، وهذا يؤكد لنا أن خسارة داعش يدفعها إلى التمدد نحو أفريقيا بل وإلى أوروبا .

ودعا كاطو الحكومات العربية إلى محاربة داعش بالفكر وليس بالسلاح، لافتا إلى أن القضاء على هذه الأفكار المتطرفة لن يكون إلا بتجفيف منابعهم والحفاظ على الشباب والأجيال من الوقوع فى هذه الأفكار.

بدوره قال صبره القاسمي ـ منسق الجبهة الوسطية لمواجهة الغلو الديني والعنف السياسي ـ والباحث في الحركات الإسلامية والجهادية، إن داعش يحاول التسلل لأفريقيا عبر بوابتها الشرقية شبه جزيرة سيناء لكن القوات المسلحة المصرية صدته .

وأضاف في تصريحات حاصة لـ" مصر العربية" أن هناك حركات بالفعل بايعت التنظيم مثل حركة شباب الصومال، مع بعض الحركات التابعة لتنظيم القاعدة ولكن الذي يمثل خطورة كبيرة هى جماعة " بوكوا حرام" بنيجيريا ومجموعات الدواعش في ليبيا سواء في طبرق أو درنة أو مصراتة وسرت التي أعلنوها ولاية.

وأوضح أن الهزائم التي يتعرض لها داعش في العراق والشام سيجعله يزيد من الاندماج في الحركات الأخرى المتواجدة في أفريقيا، ملمحا إلى أن أفضل طريقة للتغلب على  هذا التنظيم الإرهابي الفكر وهذا بجوار المواجهة المسلحة.

 وأكد العقيد حاتم صابر ـ الخبير في مكافحة الارهاب داعش تمدد بالفعل في أفريقيا ليعوض خسارته وهذا أمر طبيعي في التنظيمات الإرهابية وهو البحث عن بدائل للاستمرار .

وأضاف في تصريح خاص لمصر العربية أن التنظيم استطاع استدراج بعض الحركات الإرهابية مثل" ولاية سيناء "، و جند الخلافة في أرض الجزائر، و أيضا كتيبة عقبة بن نافع في تونس وغيرهم، بعد مبايعتهم للدولة الإسلامية لكنها هذه البؤر الإرهابية لا تسطيع التحرك بسهولة نظرا لتضييق القبضة الأمنية عليها في هذه البلدان.

 وأوضح أن هذه البؤر تعمل بنظام حرب العصابات وهو أمر ربما يكون فيه صعوبة أمام الجيوش التقليدية في السيطرة بشكل سريع، مشيراً إلى أنه لابد من التعامل بنفس الطريقة لكن بشكل منظم كالكوماندوز بمرافقة طيران رصد لتهيئة أرض العمليات.

اجمالي القراءات 2315
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق