أطفال الشوارع فى بنى سويف .. يتزوجون فى سن الـ 16.. ويشمون «الكلة».. ويهربون من دور الرعاية بسبب الم

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٧ - يناير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الأهرام


أطفال الشوارع فى بنى سويف .. يتزوجون فى سن الـ 16.. ويشمون «الكلة».. ويهربون من دور الرعاية بسبب الم

الأهرام» تقتحم عالم أطفال الشوارع فى بنى سويف .. يتزوجون فى سن الـ 16.. ويشمون «الكلة».. ويهربون من دور الرعاية بسبب المعاملة السيئة

بنى سويف ــ مصطفى فؤاد:
 
 

"لا يا أستاذ مالكش دعوة بالحاجات دي".. بهذه الكلمات تحدث إلى أحد أطفال الشوارع الذين يجوبون المحافظة ليلا، عندما سألته عن كيس بيده ملىء بمادة "الكلة" أو ما يسمى "السليسيون" أو "الباتكس" والتى تستخدم فى لصق الثقوب والجلود.

جرى هذا الحوار، عندما استوقفنى تجمع لهم فى أحد الأماكن بدا لى من أول وهلة أنه مشاجرة، قبل أن اكتشفت أنه تجمع لأطفال الشوارع يناقشون فيه تفاصيل حياتهم ويشمون "الكلة".فى البداية رفضوا الحديث معى، ولكن بعدما أقنعناهم بأننا سنساعدهم ونقف بجوارهم لإنقاذهم من حياة الضياع قبل فوات الأوان وجدنا استجابة وتحدثنا معهم فى محاولة لكشف قوانين وغموض هذا العالم.تبدأ حياة هؤلاء المشردين عند مزلقانات محطات القطار وعندما تغلق الإشارة لحجز السيارات تجد سيلا من الأطفال المشردين يمسحون لك السيارة أو يطلبون منك الحصول على أى مبلغ لتناول الإفطار وبعدها يتجمعون فى فترة صلاة العصر ليتناولوا السجاير والإفطار ويعاودون العمل مرة أخرى وعند دخول الليل، فوجئت بما يحدث على أرض الواقع حيث رصدت كاميرا "الأهرام، قيام هؤلاء الأطفال بقيادة اثنين من شبابهم البالغ من العمر 17 عاما بشراء الكلة أولا ثم تجفيفها ووضعها فى الأكياس والبدء فى استنشاقها داخل الأماكن المهجورة والبدء فى فعل كل شيء وأى شيء فالعقل ذاهب والحياة لا يوجد بها من يربى أو يوجه.


استطعنا اقتحام أحد أوكارهم بعد إقناعهم بأنه لن يلحق بهم أى أذى.

يقول الكوماندا قائدهم ويدعى سيدهم : ننام فى الشارع منذ سنوات أو فى محطة القطار وكلنا لدينا آباء وأمهات ولكن الظروف العائلية القاسية هى التى دفعتنا إلى الطرد أو الهروب من نار زوج الأم أو زوجة الأب وكلنا فى الشارع الآن عائلة واحدة على الرغم من أن بعضنا من مراكز ومحافظات بعيدة ومنا من هو من نفس المحافظة ونتزوج من بعضنا البعض ونقسم الرزق والكيف بيننا فزميلتى "رحمة"، ستكون دخلتها قريبا على أحد زملائى لأنها تمت الـ16 عاما فالزواج قبل ذلك لا نسمح به.

ويضيف أحد صغارهم، أن الشرطة دائمة المطاردة لنا وعندما تقبض علينا تقوم بفحصنا جنائيا وتخرجنا ثانية ولله الحمد لا تقوم بتسليمنا إلى دور الرعاية الاجتماعية إلا فى أضيق الحدود التى سرعان ما نهرب منها.

وتقول "سنية" إحدى رفقاء المجموعة وهى تبكى: أمى طردتنى واضطررت إلى العمل مع زملائى فى مسح السيارات و"القرش اللى بنلمه" بناكل ونلبس ونشم الكلة به التى لا نستطيع منع أنفسنا عنها وتدفئنا أيضا فى البرد القارص الذى نعيش فيه الآن.

ويؤكد "مندو" الرجل الثانى فى شلة أطفال الشوارع أننا توجهنا لمؤسسات المحافظة شرق النيل وغيرها عدة مرات ولكن حياة الشوارع أرحم من قلوبهم القاسية التى لا تعرف معنى الرحمة فنضطر للعودة للشارع مرة أخرى لأنه أحن علينا من تلك المؤسسات ومن "الأب والأم" الذين فضلوا الحياة بدون أبنائهم .

وعندما عرضنا على هؤلاء الأطفال بأن يقوم مكتب "الأهرام بالمحافظة بمساعدتهم ليعاودوا دخول دار الأيتام التابعة للشئون الاجتماعية رحبوا جميعا، ولكنهم اشترطوا بأن يكون هناك حسن فى المعاملة وبدون استعمال القسوة من جانب معلميهم وأن يساعدوهم بالعلاج للتخلص من إدمان " الكلة".

من جانبه يؤكد، سيد رجب وكيل وزارة الشئون الاجتماعية بالمحافظة، أن التفكك الأسرى فى مصر هو ما ساعد فى زيادة ظاهرة أطفال الشوارع ومعظم المتواجدين بالمحافظة من محافظات أخرى.

وقال: سأقوم بإبلاغ إدارة الدفاع الاجتماعى لحصر الأماكن المتواجد فيها هؤلاء الأطفال للقيام بعمل حملة لجمعهم وتوزيعهم على المؤسسات وسنقوم بالتحدث إلى صندوق مكافحة الإدمان ليقوم بالتكفل بعلاج هؤلاء الأطفال عبر مؤسسات علاج الإدمان.

ويضيف ان المستشار مجدى البتيتى قام بزيادة المبالغ المالية المدفوعة من صندوق الزكاة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية لتقديم خدمات أفضل لهؤلاء الأطفال.

اجمالي القراءات 3102
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق