لا يجيزون للنساء سوى ارتداء فساتين طويلة:
هيئة "الأمر بالمعروف" اليهودية تبث الرعب بنفوس مخالفي تعاليم الدين

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ١٠ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربية.نت


تزال م. المطلقة البالغة من العمر 28 عاما تحت وطأة الصدمة بعدما تعرضت للضرب من قبل ما يعرف بـ"وحدات الحشمة" التي تضم يهود متدينين وتجول في بعض أحياء القدس الغربية لتمارس نشاطا مماثلا لما تقوم به هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

مقالات متعلقة :


وتقول المرأة الشابة وهي ترتجف "لقد انهالوا علي بالضرب وكبلوني وهددوني بالقتل. من سيمنعهم من قتلي؟".

وتنشط منذ بضعة أسابيع في القدس مثل هذه الوحدات التي تسير دوريات وتتعرض للناس أحيانا بالضرب وأحيانا اخرى بالتهديد بالقتل فتزرع الرعب في قلوب الناس عند الاشتباه بمخالفتهم اصول الديانة اليهودية.


والمبرر للتعرض للمرأة الشابة هو سلوكها "غير المحتشم" بنظر هؤلاء المتدينين, ما يعني انها كانت تعاشر رجالا وترتدي بنطالا, ما يشكل مخالفة خطيرة في هذه الاوساط المتدينة التي تتحدر منها والتي لا تجيز للنساء سوى ارتداء فساتين طويلة.

وتقول المرأة "لم اعرف حتى الان ما الذي جعلني استحق هذه المعاملة, ما دخل هؤلاء الاشخاص في حياتي؟".

وهي مطلقة منذ ثلاث سنوات من يهودي متدين وتخشى ان تكون تعرضت لعملية انتقامية من زوجها السابق الذي يمنعها من رؤية اطفالهما الثلاثة منذ ان انتقل للعيش في الولايات المتحدة بعد انفصالهما.

وتم توقيف المهاجمين اللذين يشتبه بانتمائهما الى هذه الوحدات قبل اسبوعين في القدس اثر شكوى قدمتها المرأة التي اعطت مواصفاتهم.

كما اعتقل شخص ثالث بتهمة اضرام النار في محل للالبسة في احد الاحياء اليهودية المتدينة في القدس.

وقد لا يكون جميع عناصر هذه الدوريات بالضرورة من اليهود المتدينين بل "مرتزقة" يعملون لحساب الاوساط الدينية.

ولا يمر يوم واحد بدون ان تهاجم هذه الوحدات متجر "سبايس" المتخصص في المعدات المعلوماتية في حي مئا شعاريم معقل المتشديين اليهود.

وجريمة المتجر انه يبيع اجهزة لقراءة الاقراص المدمجة تسمح بمشاهدة افلام, ما يعتبره المتدينون نشاطا خطيرا يمكن ان يقود الى مشاهدة صور وافلام فاحشة.

ويقول ديفيد البائع في متجر سبايس وهو نفسه من المتدينين "انهم ينشرون الرعب في الحي", فيما يقوم متظاهرون امام واجهة المحل بتوزيع منشورات تدعو الى مقاطعته.

وتابع التاجر الذي سبق وتبادل النار مع المتظاهرين "لقد احرقوا مستودعنا. لن يوقفهم شيء".

واوضح احد المتظاهرين ان "هذا المتجر يفسد شبان الحي. سنتصدى له الى ان يتوقف عن بيع هذه المعدات المدنسة".

وقال ميني شوارتز مدير الاذاعة المتشددة "كول هاريدي" "لطالما نشطت وحدات الحشمة بموافقة الحاخامات لمكافحة الانحلال الاخلاقي في الاحياء المتدينة".

وتابع "لكننا نشهد منذ بضعة اسابيع تجاوزات, مثلما حصل مع هذه المرأة الشابة, مشيرا الى جنوح الوحدات الى "التطرف" لمنع اي ميل لدى المتدينين للانفتاح على العالم الحديث.

والى جانب "وحدات الحشمة" التي يتم التغاضي عنها, تنشط مجموعات اعنف منها غالبا ما تستخدم القوة وتعرف بـ"القتلة الأتقياء" في اشارة الى مجموعة من اليهود المتطرفين عرفت في القرن الاول بعد الميلاد, ويشكل عناصرها مجموعة متطرفة معادية للصهيونية.

وحرص الحاخام شموئيل اورباخ احد ابرز وجوه المتطرفين اليهود على الحضور شخصيا لدعم المتاجر التي يتعرض لها هؤلاء "القتلة الاتقياء" غير ان مسعاه بقي بلا فائدة عملية.

وقال ميني شوارتز "ليس لديهم مرجع يأتمرون به ولا يطيعون احد". وهو فضل مثل العديد من ضحايا هذه الوحدات اللجوء الى الشرطة التي تعهدت اخيرا بوضع حد لعمليات الناشطين المتطرفين

اجمالي القراءات 1991
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق