فى سجون مصر .. مات (الأب ) في زنزانة و بكي (الابن) فى زنزانة

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٦ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: بوابة يناير


فى سجون مصر .. مات (الأب ) في زنزانة و بكي (الابن) فى زنزانة

لم تكتفى السجون فى مصر بتعدد وسائل الموت بها ، فأضافت إلى جوار الموت اختناقا وهبوطا وصعقا ، الموت البطئ ، ليكون هو مصير المعتقل ” محمد الصغير ” الذى لقى حتفه اليوم بمستشفي الحميات بالأسكندرية نتيجة إصابته بالصفراء ومتأثرا بمرضه الذى عانى منه لأكثر من مائة يوم في خمسة أشهر هى فترة إحتجازه بعد اصابته بتورم فى الخصيه اليسرى ودخوله فى الغيبوبه الكتونيه أربع مرات متتاليه والتى تعد من أخطر المضاعفات الحادة لمرضى السكر .

مقالات متعلقة :

لم يكن محمود الصغير فى صراعه مع المرض داخل أروقة المستشفيات وبين جدران الزنازين هو الحالة الأولى أو الأخيرة التى تنذر بتفشى ظاهرة الموت البطئ ، التى تتبعها السجون فى مصر ، لكنه أحد تلك الحالات التى وجب تسليط الضوء عليها وذكر معاناتها للجميع .

*اعتقاله وكسر ذراعه اثناء زيارتة لطفله المعتقل بكوم الدكة

يقول محمد عواد المحامى الحقوقى بالمركز المصرى : أنه أثناء محاولة ترحيل بعض الحدث المقبوض عليهم سياسياً ومن ضمنهم الطفل ( عبد الله ) أبن المتوفى ” محمود الصغير ، إلى المؤسسة العقابية في القاهرة قام الاطفال برفض قرار الترحيل لما يشاع عنها من إجراءات عقابية في غاية القسوة تصل لحد التعذيب وقاموا بإغلاق باب الحجز عليهم من الداخل ورفضوا الترحيل وقد قامت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع علي الأطفال داخل العنابر كمحاولة لإجبارهم على إزالة الأقفال .

ويضيف : أثناء تجمع أهالي الاطفال المعتقلين للإطمئنان علي أبنائهم قامت قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع على الأهالي وطلقات صوت في الهواء ، وقامت بإعتقال بعضاً من الاهالى من ضمنهم المتوفى “محمود الصغير ” الذي تم الإعتداء عليه بالضرب المبرح مما أدي إلى حدوث كسر بذراعه الأيسر ولم يتم تجبيرها .

*تدهور حالته ودخوله فى غيبوبة

ويستكمل : قام محاميين المركز المصري بمتابعة حالته وتقديم طلب إستئناف علي أمر حبس محمود الصغير وقاموا بتقديم طلب إخلاء سبيل بسبب مرضه ودخوله في غيبوبات سكر متعددة مما يعني أن حالته الصحية لا تتحمل الإحتجاز وذلك بتقديم تقارير وشهادات طبية تؤكد حالته الصحيه المتدهورة ولكن تم اغفالها ، كما رفض الإستئناف أمر الحبس المقدم في تاريخ 25مارس وإستمر حبسه .

يستطرد ” عواد ” : في يوم 27/مارس تم نقل” محمود الصغير ” إلى مستشفي الميري لإصابته بغيبوبة كيتونية وهي تعد من أخطر المضاعفات الحادة لمرضى السكر من النوع الأول وخرج من المستشفي يوم 31مارس عائداً مرة أخري إلي السجن بالرغم من عدم تحسن حالته الصحية و في يوم 2 أبريل عاد لمستشفي الميري لإصابته مرة أخرى بغيبوبة كيتونية ثم عاد إلي السجن يوم8ابريل .

*تعنت النيابة معه على الرغم من سوء حالته

و أشار عواد الى انه كان من المفترض أن يتم نظر تجديد حبسه في تاريخ 2ابريل ولكن ظل رئيس النيابة المستشار أحمد طلبه (قاضى التحقيق ) متعسفاً معه بتأجيل نظر التجديد حتي تاريخ 7مايو .

ظل محمود الصغير مريضآ ومابين الخروج والدخول للمستشفي لأكثر من مائة يوم في خلال خمسة أشهر إحتجازه وفى خلال هذه الفترة تم اصابته بتورم فى الخصيه اليسرى ودخوله فى الغيبوبه الكتونيه اربع مرات متتاليه .

تم عرض” محمود الصغير” علي قاضي التحقيق (بغرفه المشورة ) بتاريخ 7مايو وتم تقديم التقارير الطبية المرضية مرى أخرى وبالرغم من كل ذلك أصدرت هيئة المحكمة قرار بتجديد حبسه 45 يوم وبالرغم من تقديم المحاميين إستئناف علي قرار أمر الحبس إلا أن المحكمة رفضت إخلاء سبيله بالرغم من تواجده بالمستشفي .

وفى يوم 10 أغسطس دخل مستشفى السجن لإرتفاع درجة حرارته التى لم يكن لها سبب واضح و خرج بعدها بثلاثة أيام .

*وفاته متأثرا بمرضه

يقول عواد عن وفاة المعتقل : يوم السبت 16 أغسطس بعد الكشف عليه تم اكتشاف مرض الصفرا و نتيجة تدهور حالته الصحية عاد إلى المستشفى الميرى ولعدم وجود أماكن أعادوه إلى مستشفى السجن على أن يعود يوم 19 أغسطس ولكن لتدهور الحالة تم نقله إلى مستشفي الحميات ، وقامت الطبيبة المشرفه على حالته برفض عمل التحاليل الخاصه به بمستشفى الحميات مدعية ان مستشفى السجن بها كل الإمكانيات .

وذكر تقرير مستشفى الحميات أن المتوفى مصاب بمرض الصفراء و تورم بأقدامه ولكن بعد ذلك تدهورت حالته الصحية بشدة وتم نقله أمس يوم 23اغسطس مرة أخري إلي مستشفي الحميات وتم حجزه بغرفة العزل وقدذ توفى صباح اليوم .

اجمالي القراءات 912
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق