تناولت الصحف الأجنبية موضوع الاستفتاء على الدستور المصري، الذي يدخل يومه الثاني والأخير، اليوم الأربعاء، وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور كثيف من جانب المصريين.

فصحيفة "تايمز" البريطانية خصصت مقالاً افتتاحياً للشأن المصري تحت عنوان "التصويت للجنرال"، حيث رأت الصحيفة أن الاستفتاء على الدستور يعد اختباراً لمصداقية الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الذي تشير التطورات في مصر إلى أنه قد يكون مرشحاً لرئاسة البلاد. وإذا ما حدث ذلك سيتوجب عليه استعادة ثقة المجتمع الدولي والمستثمرين الأجانب، كما أن عليه الابتعاد عن سياسة الإقصاء والسعي لتجنيب مصر التحول إلى دولة أمنية.

من جهتها، صحيفة "غارديان" البريطانية طالعتنا بمتابعة خبرية تحت عنوان "المصريون يواصلون الاستفتاء على الدستور رغم أحداث العنف". تقرير الصحيفة الذي أعده مراسلها في القاهرة لاحظ أن المصريين المؤيدين للحكومة لم يأبهوا لأحداث العنف التي شهدتها بعض مراكز الاقتراع وحرصوا في اليوم الأول من الاستفتاء على الإدلاء بأصواتهم وسط أجواء اتسمت بالهدوء في معظم أنحاء مصر.

"استفتاء للجنرال"

وفي الصحف الفرنسية، نشرت صحيفة "ليبيراسيون" على موقعها الإلكتروني مقالاً بعنوان "مصر: اقتراع على شكل استفتاء لقائد الجيش"، وسلطت الصحيفة الضوء على عملية تصويت المصريين، ورأت أن عملية الاقتراع إنما هي أقرب إلى الاستفتاء على شعبية قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح السيسي.

ومن جهتها، عنونت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية "التصويت في مصر يريح أنصار النظام القديم"، حيث رأت الصحيفة أن الاستفتاء على الدستور الجديد يحظى بشعبية بين أوساط أنصار الرئيس السابق حسني مبارك، لكنها اعتبرت في الوقت عينه أن أي تصويت بـ"لا" ضد الدستور إنما هو تصويت لصالح الإرهاب والإرهابيين.

أما عن الصحف الأميركية، فكتبت "كريستيان ساينس مونيتر": المصريون يصوتون بـ"نعم" في الاستفتاء.. ولكن على ماذا يوافقون؟

واعتبر الكاتب أن الموافقة على الدستور الجديد تأتي كتأييد للحكومة والجيش، مشيراً إلى أن الناخبين المصريين يرون في هذا التأييد تقليصاً من مطالبة الإخوان بما يسمونه الشرعية.

"تصويت غير واضح المعالم"

بدورها نشرت "لوس أنجلوس تايمز" مقالاً للورا كينغ تحت عنوان "مصر.. تصويت غير واضح المعالم على دستور جديد"، حيث رأت الكاتبة أن الاستفتاء يشكل محاولة من الحكومة المصرية للحصول على تأييد رمزي لعزل الرئيس مرسي وتعزيز سلطة الجنرال عبد الفتاح السيسي. وتضيف الصحيفة أن الاستفتاء لا يعكس جدول أعمال طموحاً مادام أنه سيعزز برأيها نفوذ الجيش، ويحد من الرقابة المدنية على المؤسسة العسكرية.

أما صحيفة "نيويورك تايمز" فطالعتنا بتحليل إخباري تحت عنوان: "جيران عرب يسلكون طرقاً مختلفة نحو دساتيرهم". تحليل الصحيفة الذي أعده محرراها ديفيد كيركباتريك وكارلوتا غال تأمل تطورات تونس ومصر اللتين أشعلت ثورتاهما أحداث "الربيع العربي"، ورأى أن كلا منهما تقدم نموذجاً مختلفاً لما قد تمضي عليه تجربة الديمقراطية في العالم العربي، فبينما اختار سياسيو تونس نهج الحوار للمضي قدماً بتجربتهم، ها هي مصر تمضي باتجاه مختلف قد يؤدي إلى استمرار أزمتها.

أما صحيفة "إزفيستيا" الروسية، فتناولت مقالا تحت عنوان "الدستور المصري الجديد على مقاس العسكر"، حيث رأت الصحيفة أنه بموجب الدستور الجديد يصبح الجيش مستقلاً اقتصادياً بشكل تام، وبالتالي لديه وفق الصحيفة فرصة لإدارة جزء من السياحة، والنفط وغيرها من أنواع الأعمال التجارية.