سعد الدين ابراهيم يتراجع عن فكرة العفو عن مرسي

اضيف الخبر في يوم الخميس ٠٥ - سبتمبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: البوابة نيوز


سعد الدين ابراهيم يتراجع عن فكرة العفو عن مرسي


"لم أكن أدرك حجم كراهية الشعب المصري للإخوان بهذه الطريقة.. ولذلك أتراجع عن فكرة العفو عن مرسي نهائياً..

بهذه الكلمات بدأ الدكتور سعد الدين ابراهيم، رئيس مركز ابن خلدون، حواره لــ"البوابة نيوز".. مؤكدًا أن مطالبته بالعفو عن الرئيس المعزول، جاءت في مؤتمر العدالة الانتقالية الذي عُقد أمس بمركز ابن خلدون بالمقطم مستعرضاً نماذج المصالحات التي حدثت في العالم بعد الحروب والثورات.

وتعليقًا على ما أثارته هذا التصريحات من ردود أفعال غاضبة وصادمة..
قال إبراهيم.. أولًا، أنا طلبت العفو عن مبارك ومرسي، وليس مرسي فقط كجزء من المصالحة الوطنية حتى تمضي البلاد للأمام ونضمد الجراح وننتهي من المآسي التي شعرنا بها طوال الفترة الماضية. وهو ما كررته مرة أخرى، في نفس اليوم مع الإعلامي معتز الدمرداش، لقناة "الحياة"
· وهل كانت هذه التصريحات وليدة اللحظة أم أنها جاءت كدراسة لباحث ومفكر؟

في الحقيقة كانت دراسة فريق من الباحثين بالمركز، استعرضوا تجارب المصالحة الوطنية في عدد من البلاد مثل شيلي، وبولندا، وجنوب إفريقيا. وأكد هذا الفريق أن هذه صيغة سبقتنا فيها بلاد أخرى بعد ثورات شعبية. وعندما طرحنا هذا الرأي "العفو عن مبارك ومرسي" كنا نعتقد أنها وسيلة لإعادة السلام الاجتماعي في الشارع المصري، ولكن فوجئت بردود فعل عنيفة تعكس كراهية الشعب المصري للإخوان، ولم أكن أدرك حجم واتساع الفجوة بين الشعب والجماعة. وبالتالي أؤكد أن رأيي ورأي الباحثين كان سابقًا لأوانه ولابد أن تقوم الجماعة بانتقاد نفسها أولاً ثم يعتذر مرسي ويعتذر مبارك، ثم نفكر في المصالحة.

وأضاف ابراهيم: ردود الأفعال على تصريحاتي كانت تركز في مجملها على أن مبارك مضى صامتًا ولم يحاجج أو يدعو لعنف مباشر، أو تحريض، فكان على الأقل "محارباً نبيلاً" أما مرسي فكان صوت سيده وسيده هنا هو "مكتب الإرشاد" ومكتب الإرشاد هو جماعة الإخوان، والجماعة مرفوضة تمامًا من المجتمع المصري وهو ما لمسته في أعقاب تصريحاتي.

·هل تعترف أن التراجع عن فكرة المصالحة هو الأفضل؟

كانت هذه وجهة نظري عندما صرحت بها، ولكن عندما رفضها الشعب المصري من خلال التواصل معي أعترف الآن ــ وهذا ليس عيبًا ــ أن الوقت لم يكن مناسبًا وأن هذه المصالحة تحتاج إلى استفتاء شعبي،

· مرسي ما زال مصرًا أنه الرئيس الشرعي للبلاد، وهو ما يؤكده في التحقيقات معه.. ما رأيكم في هذا؟

هي حالة إنكار يعيش فيها المعزول لأنه لم يكن يوما "سيد نفسه" وإنما هو صوت سيده، وبهذا المعنى يصبح غير مسئول عن سلوكه مباشرة، وإنما المسئول هو مكتب الإرشاد وجماعة الإخوان المسلمين، وهي حركة باتت مرفوضة من الجميع، وعندما أصدرت وزارة الشئون والتضامن حكمها بحل جمعية الإخوان المسلمين، كانت تقوم بدورها وهي تصدر هذا الحكم التاريخي.

· ولكن البعض قد يفسر طلب العفو بأنه نوع من الموالسة أو الانبطاح؟

الإخوان الآن في مركز ضعف، وعندما نطلب العفو عنهم نطلب ذلك ونحن في موضع قوة من منطلق "العفو عند المقدرة" ولا تنسى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال وهو في موضع قوة "اذهبوا فأنتم الطلقاء" لهذا كانت مطالبتي بالعفو أسوة بما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم قبل14 قرنًا، وكذلك ما فعله أحد أبطال القرن الحادي والعشرين وهو "نيسلون مانديلا" مع جنوب أفريقيا.

· هل ترى أن فكرة المصالحة تتعارض فكرة العفو مع المحاسبة؟

بالطبع لا تتعارض الفكرة أبدا وفي المؤتمر الذي عقدناه بالأمس وشاركت فيه هالة مصطفى وعمار على حسن قالوا لابد من المحاكمة أولا ثم يعتذر الإخوان ورئيسهم المعزول بعد صدور الحكم وبعدها يمكن أن يأتي العفو على أن يقبل هذا العفو كل ضحايا الإخوان كما حدث في الأرجنتين وجنوب إفريقيا، على أن نضع في اعتبارنا أن المذنب الذي عذب الجميع يجب أن يعترف بجريمته وينتظر الحكم أولا ثم العفو.

· هل تعتقد أن قادة الاخوان لديهم هذا الاستعداد للاعتذار والقدرة على الاعتراف بجرائمهم؟

أرى أن هذا السؤال يجب أن يوجه للإخوان، فمحمد مرسي ما زال يعيش "وهم وكذبة كبيرة" أنه الرئيس الشرعي، غير معترف بثورة 30 يونيو، وهو لم يفق بعد من سكرته، ولم يعترف بالحقيقة الهائلة أن 30 مليون مصري خرجوا لرفضه، وهذا العدد ضعف من انتخبوه قبلها بعام واحد فقط.
مرسي وكثير من الإخوان ينكرون هذه الحقيقة ولابد أن يمر وقت طويل حتى يعترفوا بذلك، وعندما يحدث ستكون لنا وقفة، وربما نجدد العفو من جديد. مع التأكيد أن ردود الأفعال الرافضة للإخوان تحتاج لتقديم القرابين للتكفير عن سيئاتهم.

· هل تعتقد أن أمريكا أدارت ظهرها للإخوان؟

أنا لا يهمني سوى الشعب المصري، وليس الإدارة الأمريكية، وعلى البيت الأبيض أن يتحدث عن نفسه سواء من أمريكا أو عبر سفيره هنا، الذي لم يأت بعد.

· هل يمكن أن يتسامح المصريون مع ما فعلته أمريكا خاصة أنهم يرونها الآن عدواً لنا؟


أمريكا ليست عدوًا لنا، وإنما دولة عظمى تبحث عن مصالحها، والجيش المصري وأمريكا يحتاجان لبعضهما البعض، والمصريون عامة في هذه المرحلة، لم يرفضوا المساعدات العسكرية أو المالية، وربما يرفضونها فيما بعد، ولكن هذه المساعدات ما زالت تمنع مصر أن تتصرف كند أو كدولة تحرص على مصالحها.


جاءت هذه المراجعة والتصريحات عقب لقاء جمع الدكتور سعد الدين ابراهيم بالدكتور عبد الرحيم على، رئيس تحرير البوابة نيوز، بمكتبه

اجمالي القراءات 1993
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق