السعودية تؤكد استعداد العرب لتعويض الدعم الغربي:
دول الخليج تضع ثقلها في إنجاح مصر ما بعد الإخوان

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢١ - أغسطس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


دول الخليج تضع ثقلها في إنجاح مصر ما بعد الإخوان

 تبدي دول الخليج العربي استعدادًا كاملاً لدعم مصر وانجاح الإدارة الجديدة، حتى أن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أكد أن الدول العربية مستعدة لتعويض المساعدات الغربية في حال قطعها عن القاهرة. دبي:  تضع دول الخليج الغنية، لاسيما السعودية والامارات، ثقلها المالي والدبلوماسي لإنجاح الادارة المصرية الحالية بعد ابعاد الاخوان المسلمين عن الحكم، وذلك بسبب توجس هذه الدول من التيار الاسلامي وخوفها في الوقت نفسه من عواقب انهيار لمصر، بحسب محللين. وفي رسالة قوية الى الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الذي يعقد الاربعاء اجتماعًا طارئًا حول مصر بعد أن هدد بقطع المساعدات عن هذا البلد، اعلن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الاثنين أن الدول العربية مستعدة لتعويض المساعدات الغربية في حال قطعها.   وطالب الفيصل الثلاثاء في تصريح لوكالة فرانس برس، المجتمع الدولي بـ"عدم اتخاذ أي اجراءات أو سياسات من شأنها عرقلة وتعطيل جهود" الحكومة المصرية. وقد تعهدت السعودية والكويت والامارات بعيد عزل الرئيس المصري محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو بتقديم حزمة من المساعدات لمصر بقيمة 12 مليار دولار.   وقال المحلل الكويتي عايد المناع لوكالة فرانس برس إن "دول الخليج لديها مشكلة مع التنظيمات الاسلامية وبالذات الاخوان المسلمين، وضرب هذا التيار واضعافه في مصر واثبات فشله هو لصالح هذه الدول حتى لا يكون النموذج المصري قابلاً للتصدير الى المنطقة الخليجية والعربية عموماً". واكد المناع أن الدول الخليجية "ستقوم بكل تأكيد بتقديم كل الدعم للادارة المصرية الحالية المدعومة شعبيًا".   وتقيم دول الخليج منذ عقود علاقات قوية مع المؤسسة العسكرية المصرية، وذلك منذ ايام الرئيس انور السادات. وكانت العلاقة قوية ايضًا مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي تم اسقاطه اثر انتفاضة شعبية سببت الكثير من المخاوف للخليجيين.   اما الاخوان المسلمون، وبالرغم من احتضانهم في دول الخليج بعد طردهم من مصر في عهد جمال عبدالناصر، فقد خسروا ثقة هذه الدول منذ غزو العراق للكويت حيث اعتبرت أن موقفهم كان مؤيدًا لصدام حسين. واتهمت الامارات التنظيم الاسلامي بالسعي الى الانقلاب على نظام الحكم في الدولة الاتحادية الغنية والمنفتحة. ومنذ 2012، تمت محاكمة العشرات من المنتمين الى الخلايا الاسلامية.   وبالنسبة للمحلل السياسي السعودي خالد الدخيل، فإن الدافع الاساسي للسعودية لدعم الادارة المصرية الحالية ووزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي هو الحرص على استقرار مصر. وقال الدخيل لوكالة فرانس برس إن "السعوديين مرعوبون من امكانية انهيار الوضع في مصر".   وبحسب الدخيل، ستكون الرياض "مكشوفة تمامًا" اذا ما سقط الركن الثالث من الاعمدة الاربعة للنظام السياسي العربي التقليدي، أي العراق الذي بات "تحت التأثير الايراني"، وسوريا "التي تعصف بها حرب اهلية مدمرة"، ومصر والسعودية. ورأى المحلل أن السعودية "اختارت أن تقف في صف المؤسسة العسكرية المصرية التي تعرفها منذ عقود، والتي تعتقد أنها الاصلح لارساء الاستقرار في مصر بعد فشل الاخوان في الحكم، وفي ظل الانقسام الكبير في الشعب المصري". وتأتي التغييرات الدامية في مصر والمواقف الغربية المنددة بما اعتبرته "انقلاباً"، لتزيد من توجس دول الخليج ازاء سياسة الولايات المتحدة في المنطقة.   واتفق المحللون الذين تحدثت معهم وكالة فرانس برس على أن دول الخليج منزعجة مما تراه تودداً غربيًا لتيار الاخوان المسلمين المنفتح على ايران، وعدم وضوح الاستراتيجية الغربية ازاء الجار الشيعي الكبير. وقال المحلل السياسي اللبناني المقيم في لندن عبدالوهاب بدرخان لوكالة فرانس برس إن السعودية والامارات شكلتا مجموعة ضغط أو "لوبياً معارضاً لوجهة النظر الغربية ومدافعاً عمّا حصل في مصر"، وهو تحرك قد يؤتي بثماره نظرًا للثقل المالي والدبلوماسي الذي تملكه الدولتان.   وقال إن هذا الموقف يأتي على خلفية مخاوف خليجية كثيرة ومتعددة إزاء الغرب. واوضح "السعودية لديها موقف كبير من اهمال القضية السورية وتركها تتفكك"، كما أن "هناك معاناة خليجية من عدم الوضوح الاميركي والغربي بالنسبة لما يراد من ايران" وايضًا "هناك استياء من التقارب بين الاخوان المسلمين وايران"، فضلاً عن "الاستياء من تسليم العراق الى ايران". واعتبر ايضًا أن لدى الخليجيين هاجساً بأن "الغرب لن يتردد في عقد صفقة مع ايران".   الا أن هذا التوجه لا يشمل الدول الخليجية كلها. فقطر، الدولة التي لعبت دورًا سياسيًا لافتًا في السنوات الاخيرة، تبدو وحيدة ومعزولة في دعم الاخوان المسلمين، خصوصاً من خلال قناة الجزيرة. وقبل عزل مرسي، كانت قطر تعتبر الداعم المالي الاكبر لحكومته، ولتيار الاخوان المسلمين، وذلك "لأسباب براغماتية اكثر منها عقائدية"، بحسب الدخيل. فالتحالف مع الاخوان الذين كانوا يبدون الاكثر قدرة على استلام الحكم في دول الربيع العربي، كان بوابة قطر لمزيد من النفوذ والثقل في المنطقة.   وقال الدخيل: "قطر ستعاني الآن من عزلة كبيرة داخل مجلس التعاون الخليجي لأن سقوط الاخوان اضعف الموقف القطري كثيراً". وخلص الى القول "لا بد للقطريين أن يعيدوا تموضعهم بعد أن وضعوا بيضهم كله في سلة الاخوان". 

اجمالي القراءات 1967
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق