مترجم الصحفي الأمريكي عقب الإفراج عنه «للدستور»:مصر تعيش حرية وديمقراطية مزيفتين يحاول النظام من خلا

اضيف الخبر في يوم الإثنين ١٤ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور


أخيرًا أفرجت عنه الداخلية بعد اعتقالها له لمدة ثلاثة أشهر بسجن برج العرب علي

خلفية إضراب 6 إبريل.. إنه محمد صالح الطالب بكلية الطب البيطري بجامعة المنصورة ومترجم الصحفي الأمريكية «جيمس باك» الذي اعتقل معه لساعات، ثم أفرج عنه.. الدستور التقت محمد صالح عقب الإفراج عنه مباشرة من مقر أمن الدولة وكان معه هذا الحوار:



> في البداية أود أن أعرف كيف تم التعارف بينك وبين «جميس باك» وكذلك كيف تم القبض عليكما؟

- كنت أتابع أحداث الإضراب وكنت علي اتصال بالمدونين والمراكز الحقوقية وفي يوم 7 إبريل كان «جميس باك» يقوم بالتصوير وعندما شاهده الناس التفوا حوله وعندما تدخلت لتهدئتهم وإبعادهم عنه حتي يواصل عمله حدث التعارف بيننا وطلب مني ملازمته لترجمة الأحداث له، نظرًا لإجادتي للإنجليزية، وفي 9 إبريل وأثناء اعتصام أهالي المعتقلين بميدان البندر كنت أقوم بعملي كمدون وحصلت من الأهالي علي صور ضوئية من بلاغاتهم للنائب العام، وفوجئت بعد ذلك بـ «جميس باك» يجري فأوقفت «تاكسي» وركبت معه لكن الضباط أوقفوا التاكسي وأخبروا السائق بأننا جاسوسان وطلبوا منه التوجه بنا إلي قسم أول المحلة.

> وماذا حدث داخل القسم؟

- طلب مني أحد الضباط إبلاغ جميس بإبراز التصريح الصادر له من وزارة الإعلام لممارسة عمله وسألني عما إذا كنت أحمل ترخيصًا لممارسة الترجمة لـ «جميس»، ثم طلب منا التوقيع علي محضر حرروه بمعرفتهم أثناء وجودنا بالقسم فرفضنا التوقيع عليه لما فيه من اتهامات بالتحريض والتظاهر وعندما رفضنا قاموا بتفتيشنا وصادروا الكاميرا الخاصة بـ «جيمس» لكننا نجحنا في إخفاء «الاوديون» و«الميموري».

> هل تم عرضكما علي النيابة بعد ذلك؟ش

- عرضنا علي النيابة وأمرت بإخلاء سبيلنا من سراياها إلا أننا فوجئنا برئيس مباحث قسم المحلة ينتظرنا أسفل المبني، واصطحبنا إلي القسم مرة أخري. فقام «جميس» بالتهديد بالإضراب عن الطعام وأضرب فعلاً عن الطعام لمدة 12 ساعة، ثم قام بإرسال رسالة إلي جامعة كاليفورنيا أخبرهم فيها بما حدث معه فأرسلوا له في اليوم الثاني محاميًا تابعًا للجامعة عند ذلك تم فصلي عن «جيمس باك».

> وماذا حدث بعد ذلك؟

- صعدوا بي إلي الدور الثاني بالقسم ورأيت أشخاصًا محتجزين بدون طعام أو شراب ويتم تعذيبهم بقسوة ثم أنزلوني مرة أخري للدور الأرضي فوجدت ضابطًا من أمن الدولة في انتظاري واصطحبني معه لمقر أمن الدولة بالمحلة وهناك قاموا بتغميتي وقيدوني وانهالوا علَّي بالضرب، وكنت أسمع أصوات صراخ وأحدهم يقول :«حطوه علي الخازوق أو أدخلوه الفرن»! ثم وابلاً من الشتائم والسباب وقال لي أحدهم: حاول تنط عشان أسلاك الكهرباء يا جا سوس ياخاين، وفي إحدي الغرف سألني ضابط وأنا مقيد اليدين ومعصوب العين عمن الاشتراكية والإخوان المسلمين وعن معني البرجوازية، ثم طلب مني تحليل أحداث المحلة وسألنا عن مني الشاذلي وعمرو أديب ومجدي منها وعن علاقتي بجميلة إسماعيل وعما إذا كنت أقرأ مقالات أيمن نور في «الدستور»، عند ذلك كنت قد وصلت إلي مرحلة غاية في الصعوبة وقلت للمحققين: أنا عارف اثنين من الضباط الجالسين في الغرفة وعارف مين اللي بيحقق معايا فارتبكوا وأنهوا التحقيق معي فورًا، وعندما طلبت منهم تدخين سيجارة رد علي أحدهم: «إنت فاكر نفسك قاعد مع ضباط شرطة مرتشين.. إنت هنا في البوليس السياسي»، وأخرجني من غرفة التحقيق وقام أحدهم بفك القيد من يدي وعندما حاولت نزع الغطاء عن عيني قاموا بضربي ضربًا شديدًا وأنزلوني لغرفة أسفل المبني مقيد اليدين والقدمين ووضعوني في زنزانة مدببة الأرضية وكان يوجد بداخلها أمين شرطة يدعي ربيع وآخرون ظلوا يضربونني لمدة ثلاثة أيام وقال أحد الضباط: «لو مات منكم افحتوا له حفرة وادفنوه فيها» وبعد ذلك حاولوا إجباري والمعتقلين الآخرين علي تسمية أنفسنا بأسماء نساء وظل الضرب مستمرًا لدرجة أنني تبولت لا إراديًا من شدة التعذيب وعندما أصيب أحد المعتقلين من شدة الضرب قال له أمين الشرطة: إنتا مش من حقك ولا حق أي واحد يمرض أو يشتكي انتوا هنا علشان تسمعوا بس وكان معي في هذه الأثناء ممدوح المنير الذي لاقي أْعتي صنوف التعذيب وكان ممددًا علي الأرض لا يستطيع الحركة!

> متي تم ترحيلك لسجن برج العرب؟

- بعد 19 يومًا تم ترحيلي لبرج العرب وتم تصنيفي كمعتقل جنائي وكانت أغرب التهم التي تم توجيهها لي هي تهمة، أخذ لقاءات صحفية مع أهالي المشاغبين بالمحلة والتقاط صور فوتوغرافية للأماكن الخربة بالمحلة ودخلت العنبر 23 غرفة 17 لمدة 24 يومًا مع تجار المخدرات «والمسجلين خطر» وقد عاملوني معاملة كريمة ورائعة.

> ماذا فعلت كي تؤدي امتحانات نهاية العام كونك طالبًا بكلية الطب البيطري؟

- عندما طلبت من إدارة السجن دخول امتحانات نهاية العام جاء لي الرد بعد انتهاء الامتحانات العملي وبعد انتهاء ثلاث مواد تحريرية بما يعني أن السنة راحت عليا، وبعد ذلك نقلوني للعنبر السياسي، ثم لسجن المنصورة الذي يشبه مقلب زبالة وكانوا يخبرونني باسم مادة امتحان، ثم أفاجأ بمادة أخري فقررت عدم استكمال الامتحانات وعدت مرة أخري لسجن برج العرب!

> وماذا عن الفترة التي قضيتها بسجن برج العرب؟

- رأيت تجارة المخدرات منتشرة بشكل علني وتباع بمباركة أمناء الشرطة ورأيت داخل السجن كثيرًا من الأفارقة من إرتيريا والصومال والسودان الذين تم القبض عليهم أثناء محاولتهم دخول إسرائيل وكانت أهم مطالبهم لقاء وفد من منظمة العفو الدولة لبحث حالتهم وكانوا يرفضون العودة لبلادهم خشية أن يتم إعدامهم هناك!

> متي تم الإفراج عنك من سجن برج العرب؟

- في يوم 4 يوليو وذهبت لقسم ثاني طنطا ومكثت هناك يومًا واحدًا ثم إلي قسم سمنود الذي يعتبر جزيرة منعزلة عن مصر وفيه تتم كل الانتهاكات الأمنية غير المسبوقة والمعاملة اللا إنسانية وقمت بعمل فيش وتشبية «إيد ورجل» وتم تصويري، ثم ذهبت لأمن الدولة بالمحلة وقابلت رئيس الجهاز وكانت معاملته لي رائعة وطلب مني أن التفت لدراستي ومراعاة أهلي بدلاً من أن يتم اعتقالي مرة أخري وأنه سيتصل برئيس مباحث سمنود لتذليل إجراءات الإفراج عني وتم اصطحابي مرة أخري لقسم سمنود مقيد اليدين وسرنا في الشارع حتي ركبنا سيارة ميكروباص وداخل القسم قاموا بضربي وتعذيبي لمدة ثلاثة أيام بأوامر مباشرة من رئيس مباحث سمنود، واكتشفت من خلال هذه التجربة المريرة أن مصر تعيش ملامح ديمقراطية وحرية مزيفة، لأن النظام يحاول تجميل الصورة أمام العالم والمصريون البسطاء لا يعلمون أن هناك جهازًا يسمي أمن الدولة يقمع أي إنسان يحاول التعبير عن رأية ولن أخشي شيئًا بعد ذلك وأود أن أقول إن الأحزاب المصرية منعدمة التواجد والتأثير في الشعب وهي لسلبيتها تشارك النظام في أفعاله.

اجمالي القراءات 1175
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more