December 14 2012 00:30

لا تظاهر آلاف الأتراك العلمانيين أمس أمام محكمة قرب اسطنبول احتجاجا على محاكمة نحو 300 شخص متهمين بمحاولة الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء طيب أردوغان ذات الجذور الإسلامية.والمظاهرة جزء من حراك أشمل بدأ يقوى في تركيا ضد حكومة رئيس الوزراء الإسلامي رجب طيب أردوغان المتهم بمحاولة تغيير أسس الجمهورية التركية التي أسسها في ثلاثينات القرن الماضي مصطفى كمال أتاتورك، وإحلال دولة دينية محلها

وكانت المعارضة التركية أحبطت منذ أسابيع محاولة أردوغان تغيير النظام البرلماني المعتمد في البلاد إلى نظام رئاسي وذلك في إطار استعداده للترشح لمنصب رئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة.وأردوغان المعروف بنزعته السلطوية لا يريد على ما يبدو رئاسة منقوصة الصلاحيات، ومن ثم مشروعه لتغيير طبيعة النظام

كذلك يتهم أردوغان من معارضته العلمانية بإضعاف مكانة تركيا وتعريضها للمخاطر بتوريطها في نزاعات إقليمية.واستخدمت قوات الأمن الهراوات ورذاذ الفلفل لإبعاد حشود المتظاهرين عن الحواجز المقامة أمام المحكمة في مجمع سجن سيليفري الذي احتجز فيه عشرات المتهمين فترات طويلة أثناء محاكمتهم المستمرة منذ أربعة أعوام

ومن بين المحتجزين سياسيون وأكاديميون وصحفيون وضباط جيش متقاعدون متهمون بالانتماء إلى شبكة سرية من القوميين المتشددين.وتواجه الجماعة التي تعرف باسم "إرجنيكون" اتهامات بتدبير أعمال عنف سياسية وعمليات قتل خارج نطاق القضاء وهجمات تفجيرية على مدار عقود فضلا عن محاولة الإطاحة بإردوغان.ومن المقرر أن يقدم ممثلو الادعاء مرافعاتهم النهائية ويقول معارضو اردوغان إن هذه المحاكمة تأتي في إطار جهود رامية لقمع معارضي حزبه العدالة والتنمية الذين يرون أن نزعته الدينية المحافظة القوية تقوض الأسس العلمانية لتركيا. وردد المتظاهرون شعارات تضمنت مطالبة الحكومة بالاستقالة

ومن بين الهتافات التي رددها المحتجون "تركيا علمانية وستظل علمانية" و"على حزب العدالة والتنمية أن يجيب على الشعب" و"معا كتفا بكتف ضد الفاشية".ولوح كثير من المحتجين بالأعلام التركية وحملوا صورا لمصطفى كمال أتاتورك الذي أسس جمهورية تركيا العلمانية الحديثة بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية عام 1923.ومن بين المتهمين البالغ عددهم 275 متهما 66 محتجزون انتظارا للنطق بالحكم ومنهم القائد السابق للقوات المسلحة إيلكير باشبوج ونائبان من حزب الشعب الجمهوري المعارض