منع جريدة الوطن المصرية من دخول قطر ... بعد مقالات رئيس تحريرها عن خطورة الغزو القطري لمصر

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ١١ - سبتمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: عرب تايمز


منع جريدة الوطن المصرية من دخول قطر ... بعد مقالات رئيس تحريرها عن خطورة الغزو القطري لمصر

 

September 10 2012 22:02


عرب تايمز - خاص

ليس فقط اعداد جريدة الوطن المصرية الخاصة هي التي منعت من دخول قطر وانما موقعها على الانترنيت انضم الى موقع عرب تايمز الممنوعين في قطر ... والسبب ان رئيس تحرير الجريدة المصرية ( الوطن ) كتب عدة مقالات متوالية بعنوان ( قطرنة مصر ) حذر فيها من خطورة الغزو القطري لمصر مشيرا الى تدخل المخابرات القطرية في الانتخابات المصرية التي اوصلت مرسي الى كرسي الرئاسة ومبينا ان قطر تتامر على الامارات والسعودية رابطا هجوم ضاحي خلفان ( مدير شرطة دبي ) على الاخوان بالملف القطري الذي يدعو الى قلب انظمة الحكم في الامارات والسعودية لصالح الاخوان المسلمين بدعم امريكي ولاهداف اسرائيلية

مقالات متعلقة :

مقالات ( مجدي الجلاد ) رئيس تحرير جريدة الوطن قوبلت بتجاهل من قبل الفضائيات الخليجية التي تسيطر عليها قطر رغم خطورتها ورغم انها تكشف تفاصيل المخطط القطري الذي بدأ - وفقا للجلاد - بموافقة امريكية على قيام الشيخ حمد بعزل ابيه مقابل الموافقة على توسيع قاعدة العديد الامريكية ثم العمل كرأس حربة لاسقاط انظمة عربية معينة وتغييرها بما يخدم الهدف الاسرائيلي ... واشار الجلاد الى دور ( جمعية الاصلاح ) في دبي وهي الجناح الاماراتي من جماعة الاخوان المسلمين

وكان الزميل اسامة فوزي اول من كتب عن خطورة ما تقوم به هذه الجمعية ونشر مقالاته ضدها في جريدة الفجر الاماراتية عام 1983 وكانت سببا في طرده من الامارات ... ووفقا للزميل فوزي فان جماعة الاخوان نجحت انذاك في تجنيد شيخ صغير من شيوخ راس الخيمة اسمه سلطان بن كايد القاسمي كان يدرس فس جامعة الامارات ... الشيخ المذكور ( وهو ابن عم حاكم راس الخيمة الحالي ) جند من قبل وزير التربية الاخونجي سعيد سلمان وشقيق زوجته سعيد حارب ( الامين العام للجامعة الاماراتية انذاك ) وكان الاثنان من زعماء التظيم الدولي لجماعة الاخوان وتم تسليمه بعد تخرجه من الجامعة دائرة المناهج المدرسية التي كلفت بوضع الكتب المدرسية وكانت تتبع الوزير الاخونجي سعيد سلمان

ووفقا للزميل اسامة فوزي الذي كان يعمل في الدائرة المذكورة كرئيس لدائرة الاعلام فيها فان الشيخ سلطان جلب رموز جماعة الاخوان من مصر والاردن وسوريا وكلفهم بوضع الكتب المدرسية لتلاميذ الامارات من الصف الاول وحتى الثانوية العامة واضاف فوزي انه فضح انذاك المخطط الاخونجي بعشرين مقالة نشرها في جريدة الخليج التي تصدر في الشارقة بمساعدة الصحفي المصري احمد الجمال الذي كان يعمل انذاك كمدير للدراسات في الجريدة .. وتسببت مقالات فوزي بضجة كبيرة في الامارات وبمواجهة بينه وبين جماعة الاخوان التي كانت تسيطر على الوزارة التي كان يعمل فيها وقامت الجماعة بالتحريض على طرده اولا من وظيفته ثم اجباره على مغادرة الامارات ... ووفقا للزميل فوزي فانه حذر في اخر مقال كتبه في جريدة الخليج وقبل اسبوع من سفره مهاجرا الى امريكا عام 1985 من الدور الذي يقوم به الشيخ سلطان بن كايد القاسمي مدير الدائرة والقاضي بخلق جيل اماراتي ( اخونجي ) وفقا للمناهج والكتب المدرسية التي يتم تاليفها في غيبة من رقابة الدولة ... وتحققت نبؤة الزميل فوزي بعد ثلاثين سنة حيث تم الاعلان رسميا في الامارات قبل اشهر عن ضبط تنظيم اخونجي يسعى لقلب نظام الحكم معظم افراده من الطلبة الذين تتلمذوا على مناهج الاخوان... وتم اعتقال زعيم التنظيم وهو الشيخ سلطان بن كايد القاسمي الذي ( انفلق ) الزميل فوزي وهو يحذر من الدور المشبوه الذي يقوم به هذا الشيخ الصغير

مقالات مجدي الجلاد تضع النقاط على الحروف وتكشف عن خطورة ما يتم ترتيبه ( قطريا ) لمصر وهي مفارقة عجيبة ... فشيخ قطر الذي حضر اول مؤتمر قمة عربي في مصر لم يستقبل في مطارها حين وصل في مطلع الستينات الا من قبل موظف مصري صغير من وزارة الخارجية لان قامة جمال عبد الناصر - الذي دعا انذاك لعقد مؤتمر القمة - كانت اكبر بكثير من ان توازيها قامة شيخ قطر التي كانت انذاك مجرد طابع بريد .. وبئر نفط ... ويأتي زمن تغزو فيه قطر مصر ويكون شيخها اول من يدعى لزيارة مصر بعد اول انتخابات رئاسية فيها

المقال الاول لمجدي الجلاد بعنوان قطرنة مصر .. هذا نصه

ما كنت أود أن أعيش هذه اللحظة.. كيف أعيشها وأنا الذى رأى مصر تقود العرب بالعمل والثقافة والاقتصاد.. كيف أتحمل زمناً يهبط فيه الهرم خضوعاً لأموال «الصغار»، ويجرى فيه النيل تحت أقدام غريبة تدوس أرض الحضارة وتهدر كرامتها؟!.. ما كنت أتوقع أن نصل إلى هذه اللحظة المخزية

فى الشخصية المصرية آفة، لا تفرق بين رئيس وحكومة ومواطن: نغمض أعيننا عن أشياء يراها الآخرون شمساً ساطعة.. نصطنع التجاهل و«الطناش»، ثم نفيق فجأة على كارثة، فنلطم الخدود، ونملأ الدنيا صراخاً على «المؤامرة» التى حِيكت من خلف ظهورنا.. والمفارقة أن المؤامرات تأتى دائماً بمقدمات واضحة.. ولكننا اعتدنا منذ القدم على الغرق فى فيضان النيل، رغم أننا نعلم موعده

الفيضان المقبل ليس لمياه النيل التى تحمل خيراً على جناح الخطر.. الفيضان المقبل قطرى الجنسية.. أمريكى التخطيط.. إسرائيلى الأهداف.. فيضان لا خير فيه سوى لمن دبروا وخططوا لإيقاع مصر فى هوة سحيقة

نخطئ بشدة حين نظن أن المخطط القطرى فى المنطقة العربية يقتصر على قناة «الجزيرة» ودورها المكشوف.. فـ«الجزيرة» مجرد ذراع إعلامية لتمهيد الأرض لما هو أعظم وأخطر.. لذا كان طبيعياً أن تبدأ موجة «قطرنة» مصر بعد ثورة 25 يناير مباشرة.. و«القطرنة» هنا تركز على ثلاثة محاور أساسية: الأول.. تمويل ومساندة قوى سياسية محددة للسيطرة على الدولة المصرية بما يحقق الإرادة الأمريكية والإسرائيلية لتقسيم مصر إلى طوائف سياسية ودينية متنازعة على المدى القريب.. توطئة لتقسيمها مع دول أخرى فى المنطقة إلى دويلات تعكس هذا التنازع على المدى البعيد.. هذا المحور بدا شديد الوضوح فى التحركات والاتصالات القطرية المحمومة خلال المرحلة الانتقالية مع تيارات وقوى سياسية عدة فى مصر، ومئات الملايين من دولارات التمويل

المحور الثانى.. النفاذ - عبر فائض الأموال القطرية - إلى العمود الفقرى للاقتصاد المصرى بامتلاك مؤسسات مصرفية كبرى، وكيانات استثمارية حاكمة بما يتيح لقطر ومن ورائها أمريكا وإسرائيل إحكام قبضتها على مفاصل الاقتصاد المصرى الهش، ثم تشكيل مجموعات مصالح وجماعات ضغط لترسيخ هذه القبضة فى مجتمع يعانى أزمة هوية تاريخية

مقدمات السيطرة على الاقتصاد المصرى جاءت سريعة أيضاً.. منها إعلان المجموعة المالية «هيرمس القابضة» عن توقيعها اتفاقاً مع مؤسسة «كيوانفست» القطرية تستحوذ بمقتضاها الشركة القطرية على 60٪ من أنشطة «هيرمس»، ثم الرغبة المستميتة التى تبديها البنوك القطرية، وعلى رأسها بنك قطر الوطنى لشراء البنوك فى مصر، ومنها «بيريوس» ثم المصرف المتحد المملوك للبنك المركزى المصرى بنسبة 99,9٪ بجانب بنك «بى إن بى باريبا»، وتعززت هذه الرغبة منذ أيام عندما تقدم بنك الأهلى سوستيه جنرال بطلب من البنك المركزى للموافقة على أن يبدأ بنك قطر الوطنى عملية الفحص تمهيداً لشرائه

هذا الدور يتسق تماماً مع الاستراتيجية الأمريكية الحديثة التى تعتمد على تنفيذ المخطط «الأمريكى - الإسرائيلى» فى المنطقة العربية عبر السيطرة على الاقتصاد لكل دولة على حدة، وبناء نظام سياسى يتكئ على الخارج ولاءً وبقاءً، وتتنازعه الصراعات السياسية والطائفية، بما يتيح تنفيذ أى مخطط مستقبلى استناداً إلى سلطة «تابعة» وشعب ممزق

أما المحور الثالث لـ«قطرنة مصر» فهو الأخطر.. وهو أيضاً قصة أخرى

المقال الثاني ... قطرنة مصر 2
التقى مصطلح «قطرنة مصر» مع ما استقر فى نفوس عدد كبير من المواطنين.. وتلقيت تعليقات عديدة من السادة القراء. اتفقت كلها فى الخوف الشديد على مستقبل مصر.. واختلفت فى تفسير المصطلح ذاته

وقبل أن نقرأ سوياً تعليقاتكم الأكثر عمقاً ودلالة.. دعونى أكمل محاور خطة السيطرة «القطرية - الأمريكية - الإسرائيلية» على مفاصل مصر.. توقفنا أمس عند المحور الثالث لهذا المخطط.. فالثابت أن للولايات المتحدة الأمريكية سياسة ثابتة تجاه الشرق الأوسط.. هذه السياسة لا تتغير بتغير الرئيس.. فأمريكا ليست مصر.. الرئيس يأتى ويرحل، بينما المؤسسات وجماعات الضغط هى التى تحكم.. السياسة فى واشنطن تعتنق ديانة واحدة: إسرائيل لا شريك لها.. ومن يكفر بذلك له الويل والثبور وعظائم الأمور

أمريكا بلا قلب.. لا تعرف العواطف التى تحرك الساسة فى مصر.. وهى أيضاً ترانا -حتى لو أقسمنا على المصحف والإنجيل والتوراة- أعداء راسخين لتل أبيب.. ويخطئ من يعتقد أو يضحك على نفسه أن أى سلطة حاكمة فى مصر بإمكانها تغيير هذه القناعة.. لذا لم يكن غريباً أن تدعم واشنطن -عبر صديقها وسمسارها- قطر سيناريو المرحلة الانتقالية فى مصر وفقاً لما سار عليه بالضبط.. كان المطلوب حدوث اضطراب شديد فى البلاد يزرع بداخل الناس كراهية للثورة واهتزاز الثقة بمن أشعلوها.. وكان المجلس العسكرى والإخوان من الأدوات الرئيسية لهذه الأحداث.. والاثنان نفذا السيناريو بإتقان شديد.. ولكل منهما دوافعه.. المجلس العسكرى لما تمتلكه واشنطن من أدوات وأوراق ضغط عليه.. والإخوان للمكسب السريع بالوصول إلى السلطة.. إنه حلم 84 سنة.. ومن أجله كل شىء يهون

المحور القطرى الثالث ركز على تمويل ودعم الفصائل المصرية القادرة على عقد «صفقات» مستقبلية لتنفيذ المخطط الأمريكى فى المنطقة، فالمطلوب الآن وخلال السنوات المقبلة، طرف سياسى وتيار له يد طولى فى المجتمع، وبإمكانه تسويق أى قرار أو «صفقة»، وليس رئيساً مدنياً «بطوله» لا ينتمى لتيار قوى.. لذا لم يكن غريباً أن تتعدد لقاءات وزيارات مسئولين بالمخابرات القطرية لمصر، أو أن تتكرر زيارات قيادات بالتيارات السياسية الصاعدة إلى الدوحة خلال المرحلة الانتقالية

ولمن يريد أن يفهم أكثر.. فإن المقصود بـ«الصفقات» هنا يعنى أن السياسة وفقاً لمن يلعبها لا تعترف دائماً بكلمة «مستحيل»، فمنذ 20 عاماً مثلاً إذا قلت لمواطن سودانى إن بلده سيتم تقسيمه، كان الرد الفورى «مستحيل»، ولكن دولة الجنوب فى السودان باتت الآن واقعاً على الأرض.. وفى العقيدة السياسية الأمريكية أن خطط تغيير الدول والمجتمعات بحاجة إلى وقت طويل، ويبدأ التنفيذ دائماً بإفقاد المجتمع تماسكه فى مسألة «الهوية».. ثم خلق جماعة مصالح جديدة.. ثم صناعة علاقة حميمة بين هذه الجماعة والسلطة بحيث يسهل مساومتها سياسياً ثم تمرير المخطط باعتباره حلاً لمشاكل داخلية وثمناً لاستمرار هذا الفصيل بمصالحه ومكتسباته فى السلطة

وفى أى خطوة أمريكية فى منطقة العواصف العربية تكون إسرائيل المستفيد الأوحد على المدى الاستراتيجى.. ولا يمنع أن تستفيد دويلة مثل «قطر» بكعكة الاقتصاد المصرى، ولكن بعد أن يعض الشعب المصرى أصابعه «جوعاً».. وفى هذا إجابة واضحة للسؤال الذى حيّرنا جميعاً: لماذا تعثر قرض صندوق النقد الدولى طوال عامين، رغم الخطاب الأمريكى الداعم والمحتفى بالثورة المصرية.. ولماذا رفضت كل دول الخليج والاتحاد الأوروبى مساعدة مصر اقتصادياً.. ولماذا حاولوا إقناعنا بأن سبب سلبية دول الخليج وصمتها هو «التعاطف مع مبارك»؟! بينما يعرف كل اللاعبين فى «سياسة مصر» أن واشنطن أصدرت أوامرها للجميع «اتركوهم حتى يصرخوا».. وحين نصرخ سوف تأتى الإجابة على النداء من البيت الأبيض.. وسيكون الثمن غالياً، لأن الأموال القطرية لا تأتى للشعب المصرى، وإنما لمن سيقبل توقيع الصفقة مع أمريكا

وإلى أن نقرأ معاً تعليقاتكم.. أورد تعليقاً للشاب محمود صبرى على مقال الأمس: هيّه «قطرنة مصر» جاية من «القطران»؟!.. وإجابتى: لا فرق يا محمود

 

المقال الثالث ( قطرنة مصر 3 ) لمجدي الجلاد

يعرف السعوديون والإماراتيون حقيقة الدور الذى تلعبه قطر فى المنطقة لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.. ويعرفون أيضاً أن أمير قطر لم يصل إلى الحكم بعد الإطاحة بوالده، إلا بمساعدة أمريكية واضحة.. كانت الصفقة التى تمت فى إحدى العواصم الغربية تقضى بمنح الابن الضوء الأخضر والإسهام من المخابرات الأمريكية فى خلع الأب.. مقابل توسع الدوحة فى منح واشنطن قواعد عسكرية فى قطر، ثم القيام بدور «الوكيل» فى تنفيذ السياسات الأمريكية الإسرائيلية فى الشرق الأوسط

ولأن مصر مفتاح المنطقة والكعكة الأكبر.. شعر السعوديون والإماراتيون بالخطر، بفعل تغلغل الدور القطرى فى شرايين السياسة المصرية خلال العامين الأخيرين.. لذا كان طبيعياً أن يبادر الرئيس «مرسى» بزيارة السعودية فى أول رحلة خارجية بعد توليه الحكم.. ثم توجيه الإمارات الدعوة له لزيارة أبوظبى.. والواقع - كما قال لى سياسى سعودى بارز - إن الرياض وأبوظبى شعرتا بقلق مكتوم لما تفعله الدوحة فى مصر.. وإن حملة الهجوم التى يشنها الفريق ضاحى خلفان قائد شرطة دبى ضد «الإخوان المسلمين» ترجع إلى المعلومات التى رصدتها المخابرات الإماراتية حول اتفاق بين واشنطن والدوحة على دعم التيار الإسلامى المتشدد فى الدولتين «السعودية والإمارات» لتغيير النظام الحاكم بالدولتين.. وربما كان ذلك أيضاً وراء حملة الاعتقالات التى شنتها السلطات الإماراتية منذ أسابيع ضد قيادات «جمعية الإصلاح» هناك، التى تعد فرع «الإخوان» فى الإمارات

هكذا يبدو مشهد «القطرنة» شديد التعقيد فى المنطقة العربية.. إذاً لا يمكن فصل الدور القطرى الممتد فى مصر عن المساعدة المعلنة التى قدمتها الدوحة لحلف «الناتو» لخلع نظام القذافى فى ليبيا.. ولا يمكن أيضاً فصل الدعم القطرى الواضح للتيار الصاعد فى مصر أثناء المرحلة الانتقالية وجولات الانتخابات المختلفة.. هذا الدعم له قرائن وأدلة لا تخفى على أحد: منها زيارة مسئول المخابرات القطرية إلى القاهرة قبل الانتخابات الرئاسية، وما تردد عن لقاءاته السرية بقيادات سياسية فاعلة، وما حمله من أموال سائلة.. ثم مشاركة شخصية خليجية - يرجح أنها قطرية - فى الاجتماعات المغلقة لحملة الدكتور محمد مرسى فى جولة الإعادة، وإسهام هذه «الشخصية» فى التخطيط للحملة على مدار الساعة

والثابت لدى خبراء الاقتصاد فى العالم.. أن دولة مثل قطر لا تعمل بأموالها وحدها.. فثمة شبكة عنقودية شديدة التعقيد لرؤوس الأموال فى الاقتصاد العالمى الحديث.. فالنظام العالمى الذى نجحت أمريكا فى ترسيخه خلال السنوات الأخيرة، يتيح لمليارات الدولارات التجول فى العالم كله، لتحقيق الأهداف والمخططات السياسية الأمريكية، التى تتحالف دائماً مع رؤوس الأموال اليهودية والداعمة للدولة الإسرائيلية

ولأن رؤوس الأموال تتزاوج وتتصاهر فى «صناديق» مشتركة الأجناس.. اعتمدت الخطة القطرية على دعم وتمويل التيارات السياسية الصاعدة فى مصر من دون دعم الشعب المصرى ذاته.. وبدا ذلك بوضوح فى إصرار قطر على عدم منح القاهرة مساعدات اقتصادية.. والاكتفاء بوضع «وديعة» فى البنك المركزى بشروط محددة تجعلها بلا فائدة حقيقية وملموسة للاقتصاد المصرى.. ثم الإعلان - أثناء زيارة رئيس الوزراء القطرى للقاهرة قبل ثلاثة أيام - عن استثمارات قطرية تقدر بـ18 مليار دولار فى مصر.. تلك الاستثمارات التى ستنفذ بشروط قطرية تضمن للدوحة امتلاك مفاتيح «مساومة» القاهرة خلال السنوات المقبلة على ملفات سياسية متفق عليها مسبقاً

إن «قطرنة» مصر لا تنتهى لمخططات الاستعمار القديم.. وإنما ولدت من رحم السياسة الأمريكية الإسرائيلية الجديدة، التى تستند إلى استراتيجية ثابتة: المساعدة فى وصول تيار يمينى محافظ إلى الحكم، ينتمى إلى مشروعه الخاص أكثر مما ينتمى للدولة، ويسعى لخدمة «الجماعة» أكثر من المجتمع.. ويبنى علاقة حميمة مع الطبقة الوسطى بحكم استفادتها المباشرة من انضوائها تحت لوائه، ويؤسس علاقة موازية مع الطبقات المهمشة والفقيرة، تقوم على «المنح والتصدق» بالحد الأدنى للحياة، دون رفع قدرة هذه الطبقات على الحياة

وفى الجانب السياسى، تستند الاستراتيجية الأمريكية على استعداد هذا «التيار الدينى السُّنى» لتقديم المساعدة الواضحة لواشنطن فى مواجهة المد الشيعى فى المنطقة، فضلاً عن استعداده لإبرام الصفقات المطلوبة إقليمياً ومحلياً، بحكم انتمائه لمشروع دينى عالمى، ورؤية محلية منزوعة من الهوية المصرية التاريخية

من هذا التشابك الشديد فى المصالح.. تبدو مصر بعد خطايا المجلس العسكرى فى المرحلة الانتقالية «مكافأة كبرى» تقتسمها أطراف تصالحت واتفقت على طريقة التوزيع.. الكبير قوى «أمريكا» سوف يستخدمها بثوبها الجديد فى إتمام خطته للمنطقة وفى قلبها إسرائيل.. والصغير الطامح «قطر» يحصل على أكبر سوق فى الشرق الأوسط.. ومن يحكمون مصر حصلوا على «السلطة» حلمهم التاريخى، والدعم للمشروع الخاص.. وأنت وأنا وكلنا بمبة

 

 

 
اجمالي القراءات 6246
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق