إخوان مصر ينفون اتهاما حكوميا بالاتصال بواشنطن

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٣ - يونيو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الجزيرة


ربط الإخوان المسلمون في مصر بين توتر العلاقات الأميركية مع القاهرة ونشر صحيفة رسمية تقريرا عن اتصالات بين الجماعة وواشنطن، واعتبروا التقرير محاولة للضغط على الإدارة الأميركية للكف عن مطالبتها الحكومة بالديمقراطية والإصلاح السياسي.



ونشرت صحيفة الأهرام الحكومية تقريرا بشأن وجود اتصالات بين مسؤولين أميركيين وقادة بارزين بالإخوان بينهم نواب بالبرلمان، بهدف التنسيق بشأن الأوضاع في البلاد.

وذهب التقرير إلى حد وصف هذه العلاقات بأنها ساعدت على تنفيذ الخطط الأميركية بكل من العراق وأفغانستان، وأن واشنطن تعاملت مع الإخوان باعتبارهم "حكومة مستقبلية محتملة" في مصر.

بلا دليل
واعتبر د. عبد الحميد الغزالي المستشار السياسي للمرشد العام لجماعة الإخوان "التقرير الصحفي" رسالة من الحكومة إلى الإدارة الأميركية بعدم فتح ملف الحريات، ومطالبة القاهرة بالإصلاح والديمقراطية مجددا.

وقال للجزيرة نت "هذا هراء.. القاصي والداني يعرف موقفنا المناهض للسياسات الأميركية الصهيونية بالمنطقة والعالم، ثم إن كاتب التقرير عجز عن إيجاد دليل أو قرينة واحدة على الأكاذيب التي ساقها في تقريره".

وأوضح الغزالي أن نشر التقرير جاء عقب تصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش على هامش مؤتمر دافوس الأخير التي طالب فيها القاهرة بمزيد من الإصلاح السياسي، واستنكار البيت الأبيض لتمديد حالة الطوارىء بمصر.

وقال أيضا "هذه رسالة واضحة للأميركان بأنه يجب أن تكفوا عن مطالبتنا بالإصلاح .. هم يريدون استخدام الإخوان كفزاعة .. ولعلهم أرادوا إيصال رسالة أخرى لنا بأنهم (الدولة) ماضون في قمعنا وملاحقتنا .. لكن هذا لن يزيدنا إلا إصرارا وثقة".

لا يستحق التعليق
وفي المقابل قال د. وحيد عبد المجيد نائب مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام إن هناك توترا ملحوظا بالعلاقات الأميركية المصرية، علاوة على التوتر التقليدي في علاقة الدولة بالإخوان، لكنه استبعد وجود أي رسالة رسمية إلى واشنطن أو الإخوان، أراد النظام إيصالها عبر هذا التقرير الصحفي.

واعتبر عبد المجيد في حديث للجزيرة نت أن التقرير "لا يستحق التعليق، واعتمد على أوهام وكلام فارغ، وأنه لا دلالة معينة في توقيت نشره، كما أن نشره في الأهرام لا يعني وجود أي صبغة رسمية عليه لأن الجريدة تمتلىء بالآراء المعارضة لسياسات الحكومة".

وأضاف "الحديث عن اتصالات بين الإخوان وأميركا أمر قديم، وربما كان الجيل الحالي من قادة الإخوان الأحرص في الاتصال بالأميركان، فالاتصالات بين الجانبين كانت أوسع فيما مضى، لكن لا دلالات حقيقية على وجود مثل هذه الاتصالات الآن".

وأشار عبد المجيد إلى وجود موقف أميركي رسمي واضح من إخوان مصر وهو عدم الحوار معهم، لكن أوساطا أميركية وجميعها خارج المؤسسات الرسمية أو على هامش تلك المؤسسات ترى ضرورة الحوار مع الحركات الإسلامية "لمعرفة اتجاهاتها باعتبارها قوى معارضة مؤثرة في مجتمعاتها".

واتفق المستشار السياسي للمرشد العام للإخوان مع الرأي السابق، وقال "نعرف أن الاتجاه الأميركي نحو الإخوان ليس كتلة صماء، ونعرف أن هناك عقلاء يدركون خطأ قادتهم، لكن الصهاينة الجدد هم من يسيطرون على الإدارة الأميركية الآن".

واستبعد الغزالي حدوث تغير في سياسات واشنطن حال فوز الديمقراطيين بانتخابات الرئاسة الأميركية، وقال "إن حدث فسيكون تغييرا في الشخصيات وليس السياسات، ولن يترتب عليه تغير جذري في موقف واشنطن من الجماعة".

ورأى عبد المجيد أن الولايات المتحدة تتعامل مع الإخوان المسلمين كقوى محلية وليس كتنظيم دولي، مستبعدا فتح حوار مباشر بين إدارة واشنطن والإخوان في مصر.

واعتبر أن "هناك علاقات أميركية متميزة مع إخوان سوريا والعراق، بعكس موقفهم تجاه إخوان مصر الذي وضح عبر الصمت الأميركي الواضح حيال قمع الدولة المصرية للإخوان مشيرا إلى "أن الأميركيين لا يثقون في الإخوان عامة وفي إخوان مصر بشكل خاص".

وردا على سؤال حول إمكانية وجود حوار بين الإخوان وواشطن، قال الغزالي "موقفنا تجاه هذا الأمر واضح وثابت منذ سنين، وهو أن أي اتصال بين الجماعة والخارج خاصة أميركا وأوروبا يجب أن يتم عبر القناة الشرعية وهي وزارة الخارجية المصرية".

اجمالي القراءات 2235
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق