هشام أبو المكارم يكتب: فهمي هويدي وإخوانه بيلعبوا “سينجل” والشعب المصري كلة واقف “نيكست” !

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠٢ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: البديل


هشام أبو المكارم يكتب: فهمي هويدي وإخوانه بيلعبوا “سينجل” والشعب المصري كلة واقف “نيكست” !

 

هشام أبو المكارم يكتب: فهمي هويدي وإخوانه بيلعبوا “سينجل” والشعب المصري كلة واقف “نيكست” !


 

  • هويدي يساوي بين المنابر الإعلامية ومنابر المساجد .. ويعتبر دعاء الإمام علي الليبرليين ” انفعال فردي”
  • لماذا لا يضع ” الأستاذ ” نفسه مكان أي مسلم ليبرالي فوجيء بالإمام يدعو عليه وهو يردد خلفه ” آمين ” ؟

هل يصح أن تسألني سؤالاً فأجيب عليه بست إجابات ؟

يفعل ذلك طلاب الثانوية العامة مدفوعين بالحرص علي تحصيل أكبر درجة ممكنة .. أو مضطرين لذلك لأنهم لا يثقون في أنفسهم فيتخذون من الإجابات المتعددة وسيلة للحيطة والحذر طمعا في أن يختار المصحح الإجابة الأفضل ويضع درجتها علي ورقة الامتحان .. لكن الكاتب فهمي هويدي ليس طالبا في الثانوية العامة .. فهو مفكر إسلامي “عميق ” وكاتب صحفي يشار إليه بالبنان .. إذن لماذا اضطر الرجل في مقاله بجريدة الشروق الي تقديم ست إجابات دفعة واحدة ردًا علي واقعة إمام المسجد الذي دعا علي الليبراليين والعلمانيين من فوق منبر مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية ؟

يقول هويدي في اجابته الأولي أن ليس مضطرا الي التعليق علي كل ما يصدر عن المنسوبين الي التيار الإسلامي لأنه ليس صاحب صفة في هذا التيار .. ولا أدري ما ذا يقصد بالصفة .. صحيح أنه لا يشغل موقعا تنظيميا في جماعة الإخوان أو حزبها أو أحد الأحزاب الأخري التي خرجت من رحم التيار الديني  لكنه مفكر كبير محسوب علي التيار الإسلامي .. كما أن الواقعة تستحق التعليق لخطورتها ولأنها ليست شأنا خاصا بحزب أو تيار .. لكنها أمر يهم المجتمع المصري كله ..

دعونا إذن من الإجابة الأولي لنقرأ الإجابة الثانية والتي لا تثير في حقيقة الأمر سوي الضحك .. يقول فهمي هويدي أن الكلام – يقصد الدعاء – صدر من فرد لا هو من حزب ولا مؤسسة ومن ثم قد يكون من قبيل الانفعالات التي يعبر عنها آحاد الأفراد التي يجب ألا ننفخ فيها لنحولها الي ظاهرة ونغرق في بحر الملاحظات الفردية مما يصرفنا عن القضايا الرئيسية .. وبداية يعرف هويدي أن الدعاء – الذي وصفه بالكلام والفرق بين الاثنين كبير – صدر من إمام مسجد كبير .. مسجد كان ملتقي ثوار الإسكندرية ونقطة تجمعهم .. والدعاء تم علي المنبر وردده آلاف المصلين الذين لا يعرف بعضهم عن كلمة ” ليبرالي ” سوي أنها تعني الكفر ورفض شرع الله .. ومن ثم فإن هؤلاء ربما يكون من بينهم من يقرر قتل أي ليبرالي كافر ليفوز بالجنة والوقائع التاريخية تجعل من ذلك احتمالا واردا .. لا سيما وأننا نسمع كل يوم عن أهالي منطقة جديدة يطبقون حد الحرابة علي اللصوص والبلطجية فما بالنا بالكفار  .. ثم والأهم من ذلك أن بيوت الله ليست ملكا لهذا الإمام أو لغيره حتي يصفي من فوق منابرها حساباته السياسية أو حسابات التيار الذي ينتمي اليه ولا من حقه أيضا أن يعبر فيها عن انفعالاته ولو فشل في كظم غيظه فالأولي به ألا يصعد المنبر .. ووصف تلك الجريمة بأنها من قبيل الانفعالات الفردية كان يمكن أن يكون تبريرا مقنعا لو أن الإمام دعا علي خصومه السياسيين في بيته أو اثناء تناول العشاء مع زوجته وأولاده .. ألم يفكر فهمي هويدي في أن يكون أحد المصلين مسلما ليبراليا فوجيء وهو يرفع يديه مبتهلا بالإمام المنفعل يدعو عليه وهو مطالب بأن يردد خلفه “آمين ” حتي لا يفتك به المصلين !

ومعا ننتقل الي الإجابة الثالثة التي تتضمن أن الليبراليين والعلمانيين شريحة محدودة بين المثقفين .. ولا أدري من أين حصل الرجل علي تلك النتيجة ؟ هل من احصائيات موثوقة لمراكز الدراسات ؟ أم من وزارة الصحة والسكان ؟ أم من جهاز الأمن الوطني (مباحث أمن الدولة سابقا) ؟

لا أعرف أيضا كيف امتلك الرجل جرأة الحكم علي أن أغلب القضايا التي يتناولها هؤلاء بعيده عن اهتمامات الناس ؟ فهل قضية الدستور المصري الذي يحدد شكل الدولة الحديثة بعيد عن اهتمامات الناس ؟ وهل وضع خطة لتحقيق العدالة الاجتماعية أحد أهم أهداف ثورة 25 يناير قضية لا يهتم بها الناس ؟ إلا اذا كانت اهتمامات الناس من وجهة نظره تتركز علي تحريم ارتداء البكيني وعقد مؤتمر قومي لبحث مستقبل كازينوهات شارع الهرم بعد الثورة .. وتلك أهم القضايا التي يركز عليها رموز التيار الإسلامي بالإضافة الي القضية الأخطر التي يجاهر بها بعضهم ويتجنب الخوض فيها البعض الآخر وهي إجبار المسيحيين علي دفع الجزية !!

أما الإجابة الخامسة في ورقة السيد هويدي فهي أنه ينتمي الي مدرسة تري أن تجويد الأداء أنجع وسيلة لهزيمة الخصوم .. وأن الأفضل من هدم ما يقدمه الطرف المخالف لنا أن نقدم نموذجا أفضل مما يقدمه .. وهي اجابة فيها بعض الغموض والالتباس .. فإن كان يقصد مطالبة الليبراليين بتقديم نموذج أفضل مما يقدمه التيار الديني فهذا حادث بالفعل .. لأن التيار المدني يقدم نموذجه معتمدا علي أسس الحرية والنهضة الاقتصادية وضمان حرية العقيدة والمساواة بين المواطنين وتكافؤ الفرص وصيانة كافة الأديان واحترامها وليس اقصائها .. بينما الفريق الذي ينتمي اليه فهمي هويدي يقدم خطابا تكفيريا اقصائيا ارهابيا .. جزية علي النصاري .. حاكم لا يخطيء والخروج عليه من الكبائر .. تطهير الشواطيء من العراه .. استتابة العاملين في السياحة وقد تمتد الاستتابة الي السياح أنفسهم ..

أما إن كان يقصد بإجابته حث الإسلاميين علي تقديم نموذج أفضل مما يطرحه أعدائهم فنتمني أن يسمعوا له وإن كان ذلك أمر بعيد لأن المتأسلمين بطبيعتهم لا يقبلون سوي برؤية واحدة يعتقدون أنها الحكمة الإلهية التي اختصهم الله بها ..

ويقول هويدي في اجابته الخامسة أنه يتفهم موقف الإمام الذي صب جام غضبه علي الليبراليين  والعلمانيين لأنه واحد ممن يهانون ويشهر بهم ويشار اليهم بعبارات التحقير والازدراء في المنابر الإعلامية .. ويتمني هويدي لو أن الإمام قابل الإساءة بالإحسان لكنه يتفهم موقفه الذي قرر فيه مواجهة السيئة بسيئة مثلها سيرا علي نهج أهل العدل !!

والمضمون الوحيد الذي نفهمه من هذا الكلام برغم اللف والدوران أن السيد هويدي يقول للمختلفين معه إن كانت المنابر الإعلامية معكم فمنابر المساجد معنا .. ليس ثمة معني آخر لهذه “الشحتفة ” وادعاء أن رموز التيار الإسلامي يهانون ويحقرون .. ومن ثم تصبح مواجهة السيئة بالسيئة حقا لهم لأنها سير علي نهج أهل العدل .. وإن كانت مقابلة الإساءة بالحسنة أفضل !!!

والي الإجابة السادسة التي يقول فيها هويدي أن المعتدلين من الإسلاميين عزفوا عن محاولات التقريب بين الطرفين بسبب مواقف الليبراليين التي صارت أقرب الي الغلو .. هل حمل الليبراليون الجنازير ؟ هل مزقوا لافتات المخالفين وخدعوا البسطاء وساقوهم للتصويت لصالحهم بدعوي الدفاع عن الإسلام الذي لم يكن من الأصل مطروحا للتصويت  ؟ هل سمعت سيادتك عن ليبرالي قطع أذن جاره أو علماني هدم ضريحا لولي من أولياء الله ؟ أو جماعة علمانية كونت ميلشيا مسلحة لتطبيق الأحكام العرفية بالقوة كما حدث في سيناء ؟ واذا كان الليبراليون من وجهة نظرك يهينون الإسلاميين ويحقرونهم فدلني علي كاتب منهم سبك وانت أحد كبارهم أو سمح لنفسه أن يفعل ما فعله أحد كتاب النظام البائد الذي كتب يوما مقالا عنك عنوانه ” احترم نفسك يا فهمي ” ؟

 ما هذا يا رجل ..

أهذه بربك كتابة أم رقص علي الحبال .. لماذا لا تقول رأيا صريحا وواضحا وقاطعا ؟ هل تريد الدفاع عن التطرف دون أن تغضب المعتدلين ؟ وهل يصح أن تساوي بين منبر المسجد وأي منبر إعلامي ؟ وهل من اللياقة أن تتجاهل تصريحات التكفير التي تنطلق من كل حدب وصوب بينما تدعي أن هناك من يحقر ويشوه الإسلاميين ؟ هل ضميرك مستريح وانت تصف تصرف إمام مسجد الإسكندرية بأنه تصرف فردي انفعالي ؟ وما قولك فيمن وصف الحضارة المصرية بأنها حضارة عفنة ؟ وأن من العار أن يقترن اسم مصر بنجيب محفوظ ؟ وماذا عن محامي آخر الزمان الذي شبه نفسه بالرسول الكريم صلي الله عليه ؟ وكيف صمت وأنت تسمع من يطالب بفرض الجزية علي مواطنين مصريين منهم بالتأكيد جار لك وزميل في المهنة ورموز قدموا لهذا البلد أضعاف ما قدمه بعض المتأسلمين ؟

ومن قال أن المنابر الإعلامية مقصورة فقط علي الليبراليين والعلمانيين ؟ المتابعة تؤكد أن الإسلاميين ملء السمع والبصر ولا تخلو فضائية أو صحيفة من رأي لهم أو حوار .. بل إن بعض الإعلاميين المرتعشين يتعمدون مغازلة الإسلاميين باعتبار أنهم الفصيل الأقوي المرشح لتولي شئون البلاد !

وأستطيع باجتهاد شخصي مني أن الخص إجابات هويدي الست في إجابة واحدة هي : إن كلام إمام المسجد – وليس دعائه- جاء معبرا عن انفعال شخصي بسبب الإهانات التي توجه الي الإسلاميين وامتلاكهم للمنابر الإعلامية وقد كنت أتمني لو قابل الرجل السيئة بالحسنة لكنه واجه السيئة بالسيئة وهذا هو العدل !

إذن إمام المسجد حسبما يري فهمي هويدي – وبلغة الإعلانات الرمضانية – بيلعب سينجل .. (فردي يعني) .. وصاحب غزوة الصناديق بيلعب سينجل .. والمحامي صاحب تصريحات الأخ الفلوطة بيعلب سينجل .. ومن وصف حضارة بلده بأنها حضارة عفنة بيلعب سينجل .. وما دام فهمي هويدي نفسه قد نفي أن تكون له أي صفة في التيار الإسلامي فهو أيضا بيلعب سينجل .. ماذا يفعل المصريون اذن .. يجيبكم الإعلان التليفزيوني نفسه : يقفوا كلهم نيكست !!!

مواضيع ذات صلة

اجمالي القراءات 3373
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق