إمام مسلمي أمريكا لمصراوي: بناء المساجد في أمريكا غير ممنوع.. واعتراف الكونجرس برمضان دليل على نمو ا

اضيف الخبر في يوم الأحد ٢٢ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: مصراوى


إمام مسلمي أمريكا لمصراوي: بناء المساجد في أمريكا غير ممنوع.. واعتراف الكونجرس برمضان دليل على نمو ا

إمام مسلمي أمريكا لمصراوي: بناء المساجد في أمريكا غير ممنوع.. واعتراف الكونجرس برمضان دليل على نمو الإسلام

 

 
 

 

 

الزميل هاني ضوَّه مع إمام مسلمي أمريكا - صور خاصة لمصراوي

 

 

8/22/2010 2:44:00 PM
 
 
 

 

"لم أجد الإسلام، ولكن الله هو من أرشدني إليه .. كان هذا أول ما قاله الإمام "مهدي براي" زعيم وإمام مسلمي أمريكا، والمدير التنفيذي لمؤسسة "ماس فريدوم" الإسلامية .. الأمريكي بروح مصرية، إلتقيناه وعلى مدار الحوار لم يكف عن إطلاق النكات والطرائف رغم عدم معرفته إلا بضع كلمات بالعربية، تحدثنا إلي قلب مسلم يكافح من أجل التعريف بالإسلام والدفاع عن الحريات في بلد إدعت إحترامها للآخرين.

 

 

حاوره ـ هاني ضوَّه وكريم فؤاد

 


مصراوي: كنت مسيحياً وأسلمت .. وعلمنا أن لذلك قصة، فما هي؟


- مهدي براي:  لقد كنت مسيحياً هذا صحيح .. نشأت في طفولتي وسط نظام يشبه النظام العنصري في جنوب إفريقيا، فكان هناك عنصرية في أمريكا وفصل للأجناس، وعلى الرغم من أنني كنت مسيحياً كان يحدث في الكنيسة يوم الأحد تفريق، فكان يجلس البيض في مكان والسود في مكان، ولا يتقبلون المسيحيين السود.

وهذه العنصرية كان لها تأثير كبير عليَّ كطفل، وكان يتم قذف منزلي بالحجارة من قبل جماعة عنصرية من البيض لم تكن ترغب في تواجد السود في المنطقة، فأصبحت طوال حياتي مهتم بالعدالة الإجتماعية، وذهبت إلى كثير من الأماكن في رحلتي للبحث عن العدالة، مناه حركة الحقوق المدنية في الكنيسة، والحركة الوطنية في أفريقيا، والحركات اليسارية الإشتراكية وغيرها، وأخيراً فكرت في الرأسمالية عندما بدأت عملي في موسيقي "روك أند رول".

تعلمت الكثير من الأشياء من خلال الدخول في هذه الحركات، على الرغم من هذا شعرت أنه لازال هناك فراغ في قلبي، هذا الفراغ شهد نهايته عندما كنت أعمل في موسيقي "الروك أن رول" مع نجوم الروك الكبار، وحصلت على الكثير من المال، وكان لدي ثروة كبيرة وطائلة، على الرغم من ذلك قلبي كان لا يزال فارغاً.

وخلال أيام دراستي في الكلية أعطاني صديق باكستاني نسخة من المصحف الشريف مترجمة معانيه إلى الإنجليزية، وكانت مغطاه بكيس من البلاستيك، وقال لي: "سوف يساعدك هذا الكتاب .. سأعطيه لك لكن أوعدني بشئ، أغسل يديك قبل القراءة فيه، وضعه في مكان نظيف، ولا تدخل به الحمام، ولا تتركه أو تضعه على الأرض".

وقد وعدته هذا الوعد، وأعطاني ترجمة "يوسف علي" لمعاني القرآن، وحملته معي لكل مكان ذهبت إليه لمده سبع سنوات، وعندما كنت في مهنه الروك أند رول كنت أقرأه من وقت لأخر، لكن لم تدخل الكلمات قلبي بعد.


مصراوي: لكن متى عزمت بالفعل على اعتناق الإسلام؟

- مهدي براي:  في أحد أيام عام 1972م، وقفت أمام المرآة، وأخذت أنظر وأتذكر ذلك الطفل الصغير "رايت مهدي براي"، وبدأت أفكر فيما علمه لي والدي وأمي عن الصدق، النزاهة، احترام المرأة، الحياء.

كل هذا قد ذهب مني .. كان قلبي فارغاً .. ولكنه كان يشتاق إلي شئ ما، لذلك فتحت نسخة يوسف علي لمعاني القرآن، فتحت السورة رقم 55 سورة الرحمن، وهناك قرأت الآية السابعة التي تقول أن الله سبحانه وتعالى وضع الميزان الذي لا يتعدي عليه {وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ } .. وحينها شعرت أن صخور تقع على رأسي.

كان قلبي فارغاً .. ولكنه كان يشتاق إلي شئ ما، لذلك فتحت نسخة يوسف علي لمعاني القرآن، فتحت السورة رقم 55 سورة الرحمن، وهناك قرأت الآية السابعة التي تقول أن الله سبحانه وتعالى وضع الميزان الذي لا يتعدي عليه (وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ )

هنا عرفت أن العدالة لا تأتي من مارتن لوثر كنج، ولا تشي جيفارا، ولا مالكوميكس، أو أي من هؤلاء .. العدالة تأتي من "الله" ..


لم أجد الإسلام؛ لكن الله أرشدني إليه


مصراوي: كيف نطقت بالشهادتين؟

- مهدي براي:  أردت أن أكون ضمن هذه العدالة فهربت بنفسي إلي الله الغفور، لم أكن أعرف كيف أقول: "لا إله إلا الله"، فقط قلت يا الله أريد أن أكون مسلماً، لذلك أكملت قرائتي لسورة الرحمن، ووجد فيها نعم الله علينا كيف نشكر هذه النعم، وبدأت أبكي ليس لأني لا زلت حزيناً ولكن لأني وجدت شيئاً رائعاً .. فقد وجدت الإسلام، وأنا الآن مسلم منذ 30 عاماً.

فأنا لم أجد الإسلام، الله سبحان وتعالى هو الذي أرشدني للإسلام، ولم يكن هناك مكان في أمريكا يمكنني أن أدرس فيه الإسلام لأنه الإسلام كان لا يزال صغيراً هناك، ولم يكن هناك مسجد. فبدأت في قراءة الكتب، كنت في البداية أقلب الحروف العربية إلي الإنجليزية فعندما كنت أقول "أستغفر الله" كنت أنطقها "أستغفرولاها".

وفي النهاية ذهبت إلي المركز الإسلامي بواشنطن المسجد الأكبر هناك، وكان يوم عيد الفطر لم أكن أعلم معني كلمة "عيد"، وكان الجميع يهتفون "عيد مبارك" ..  "عيد مبارك". فظننت أنهم يقولون "Eeat Mubarak" لم أكن أفهم ما يقولونه ففهمت أنهم يقولون "طعام مبارك"، وكانت هذه قصتي مع الإسلام.


مصراوي : هل اعتراف الكونجرس بشهر رمضان كشهر مقدس للمسلمين محاولة للتصالح الداخلي مع المسلمين في أمريكا، خاصة بعد المضايقات التي تعرضوا لها بعد أحداث 11 سبتمبر؟ وهل تراجعت حدة تلك المضايقات؟

- مهدي براي: أظن أن الاعتراف بشهر رمضان كشهر مقدس من قبل الإدارة الأمريكية دليل على نمو الإسلام داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضاً اعتراف بملايين المسلمين الذين نجدهم اليوم في أمريكا، لذلك من المفترض أن يُحترم الإسلام في أمريكا مثل أي دين آخر، ويحترم أعياده وكذلك اعتراف بالأعمال التي قام بها المسلمون في أمريكا.

الاعتراف بشهر رمضان كشهر مقدس من قبل الإدارة الأمريكية دليل على نمو الإسلام داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضاً اعتراف بملايين المسلمين الذين نجدهم اليوم في أمريكا

لكن لابد أن أقول إنه من الجيد أن يكون هناك إعتراف ولو رمزي، لكن المسلمون في أمريكا لن يقبلوا أو يكتفوا بالرمزية في الاعتراف بهم، فيجب ان يكون هذا الاعتراف بأهمية قضايهم كأمريكيين بشكل كلي وأهمية قضايانا سواء الخاصة بأمريكا أو العالم الإسلامي .


مصراوي: ماذا يعني شهر رمضان للمسلمين في امريكا؟

- مهدي براي: رمضان في اميركا ، كما في أماكن أخرى من العالم ، هو شهر الصيام والصلاة والتصدق والتفكير .. فالمسلمون الأميركيون من مختلف الخلفيات والانتماءات القومية تتجمع في مختلف المراكز الإسلامية عبر الولايات المتحدة للعبادة والاحتفال بمناسباتهم الدينية والصلاة وقراءة القرآن ومساعدة الفقراء.. فنحن نحاول جعل المسلمين في أمريكا يشعرون كما لو كانوا في أي بلد مسلم أخر، خاصة أن هناك مسلمين من أصول مختلفة، وهي فرصة جيدة للتقارب والتمازج بين الثقافات وهو ما يعود بالنفع على المجتمع الأمريكي ككل.


رمضان فرصة للتعريف بالإسلام

مصراوي:  هل تحاولون استغلال شهر رمضان كشهر يتجمع فيه جميع المسلمين للتعريف بالإسلام؟

- نعم صحيح .. هذا يحدث .. فالمسلمون في أمريكا يحاولون اغتنام فرصة شهر رمضان لتعريف غير المسلمين بحقيقة الإسلام، ونشر صورته الصحيحة، فهو فرصة رائعة لذلك .. فمثلا قمنا بتنظيم حملة لتوزيع نسخ مجانية مترجمة لمعاني القرآن الكريم على غير المسلمين الراغبين في فهم الإسلام، كما نقوم بتنظيم احتفالات وتجمعات للتواصل مع جميع المواطنين الأمريكيين من غير المسلمين حيث نتناول سويا وجبة الإفطار في مختلف الولايات الأمريكية يتبعها أداء الصلوات وقيام الليل.

ليس هذا فقط .. بل إنه يتم إعداد مائدة إفطار بالكونجرس الأمريكي يشاركنا فيها كذلك أعضاء الكونجرس، وهو ما يتيح لنا عرض قضايا المسلمين في أمريكا وتوضيح ما قد يحدث من سوء فهم في عدد من القضايا.

مصراوي: وما دور المساجد خلال هذا الشهر الكريم؟

- مهدي براي: شهر رمضان في أمريكا بمجمله يعتبر موسما كبيرا للمسلمين هناك، ولا شك أن المساجد تقوم بدور كبير في هذا الشهر حيث تشهد إقبالا كبيرا من مختلف الأعمار والفئات والجنسيات، بل والأديان كذلك .. فنحن نحرص على إشراك جيراننا من غير المسلمين في فعاليات رمضان والإفطار المشترك لكي نحقق معنى التعايش والتقارب، وكذلك للتعريف بالإسلام الصحيح.

كذلك هناك العديد من جمعيات المجتمع المدني تشارك، فمثلا هناك حفل سنوي تقيمه جمعية "آنا نديل" - الجمعية الثقافية المصرية الأمريكية – على مدار أكثر من 20 عاما حتى الآن وذلك بولاية فرجينيا.


مسلمون أمريكيون في مناصب قيادية

مصراوي: هل نسبة المسلمين المتواجدين في أمريكا تتيح لهم الترشح لمناصب قيادية؟

- مهدي براي: هناك الكثير من العوامل الموجودة لدينا على الأرض .. لدينا عمدة ولايات مسلمين وموظفين في الحكومة، وكذلك مرشحين للولايات ويرشحهم المسملين وغير المسلمين، كمثال في ولاية كارولينا الشمالية، لدينا سيناتور مسلم والذي يعتبر أكثر سيناتور ظل في ولايته، كما أننا رشحنا أول عضو للكونجرس من المسلمين عام 2006 اسمه "كيت أليسون"، وألقي اليمين الدستورية على المصحف الشريف، وقالت الصحف القومية أن سيطرة الديمقراطيون على الكونجرس كانت بسبب تصويت المسلمين لهم في ولاية فرجينيا.

لدينا عمدة ولايات مسلمين وموظفين في الحكومة، وكذلك مرشحين للولايات ويرشحهم المسملين وغير المسلمين

وتشير الإحصاءات إلي أن المرشح الديمقراطي فاز بفارق 9 آلاف صوت بينه وبين المرشح الآخر، كان نصيب أصوات المسلمين نحو 48 ألف صوت وقامت صحيفة واشنطن بوست بالإعلان عن تلك النتائج في صفحتها الأولي.

مصراوي: إذا هل تتوقع قبول الشارع الأمريكي لهم في حالة حدوث ذلك؟

- مهدي براي:  لندع في أذهاننا أنه بشكل واقع المجتمع المسلم في أمريكا لازال صغيراً وحديثاً وجديداً على المشاركة في العمليات السياسية والمدنية، ولكننا نذهب قدماً بفضل الله سبحانه وتعالى، وندعوه أن يجعل أصواتنا مسموعة.

 ونحن نعمل على  زيادة نمونا ونفوذنا، وهذا ما تحاول تحقيقه مؤسسة "الجمعية الإسلامية الأمريكية" التي أمثلها، فهي أكبر مؤسسة مسلمة في أمريكا، فنحن نقوم بأشياء مثل التربية والإصلاح وكذلك مساعدة المسلمين الأمريكيين بأن يكون لديهم وعي وتعليم ومشاركة سياسية بدون تنازل عن حقوقهم أو التنازل عن معتقداتهم الدينية وأخلاقهم.

لذلك أنا متفائل جداً تجاه المستقبل، خاصة بالشباب المسلمون الذين ندربهم في مؤسستنا The Muslim American Society Freedom Foundation  "ماس فريدوم" ونأمل بأن يكونوا قادة أمريكا في المستقبل، فنحن ندرب الشباب أن يستخدموا دينهم وعقيدتهم ليكونوا في المقدمة، وتحت الأضواء وليس في آخر الصف، وأن يكونوا "سورمستات" وليس "ترموميتر".

مصراوي: ما هو الدور الذي يقوم به المجلس التعاوني للمنظمات الإسلامية الأمريكية "ماس"؟

- مهدي براي: "ماس" هي أكثر من منظمة، فنحن "حركة" مستمده من شريعة الله سبحانه وتعالى، ونموذج رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك لدينا طريقة متعددة الأوجه ناحية تنظيم المجتمع المسلم في أمريكا، لدينا التعليم الديني للمسلمين وغير المسلمين، أيضاً في مجال الدعوة، ومراكز شباب في كل ولاية لمساعدة الأمريكيين المسلمين الذين ولدوا في أمريكا، وجعلهم يشعرون بالانتماء لبلدهم، ونحن ندير الجامعة الأمريكية الإسلامية، وكذلك مجلس للأئمة، ومجلس للمدارس الإسلامية وله منهج معين يلبي احتياجات الأطفال المسلمين في أمريكا.

كما نقوم برعاية وعقد المؤتمرات والمنتديات في 55 فرع موزعون على 35 ولاية، بالإضافة إلي قسم دعوي للوصول  للآخرين وبه نشاطات وحوارات بين الأديان، ومركز للإغاثة في حالات الكوارث والخدمات الإجتماعية مثل إطعام المساكين، وإيواء المشردين، وتزويد الرعاية الطبية.
هذا بالإضافة إلي قسمي أنا وهو "مؤسسة الحرية الأمريكية" والتي تم تأسيسها بعد أحداث 11 سبتمبر كرد فعل مباشر للتمييز وسوء معاملة المسلمين بعد الأحداث، فمؤسسة "ماس فريدم" لا تعني فقط بالتمييز بين المسلمين، ولكن تسعي للتحاور مع الآخر، من خلال إنشاء تحالفات استراتيجية مع المنظات غير المسلمة الاخري المهتمين بالعدالة الإجتماعية والأقتصادية وحماية حقوق المواطنيين ..

مصراوي: هل لجمعية "ماس" دور في اعتناق أمريكيين للإسلام ؟

- مهدي براي: ليس فقط من خلال "ماس"، ولكن أيضاً من خلال الدعاة الذين يعملون في حرم الجامعات، وهم نشطاء في مشاريع لخدمة الإسلام بشكل إيجابي ترعى الإسلام بالرغم من الشكل المأساوي لأحداث 11 سبتمبر، إلا أنه كان له العديد من النتائج الجيدة، فقد دفع هذا الناس إلي تطلعهم لمزيد من المعرفة عن الإسلام، وهذا جعلهم يبحثون ويكتشفون معلومات عن الإسلام، فلا شك في أن الإسلام ينمو في أمريكا.


الآذان ينتشر في أمريكا

مصراوي: هل يواجه بناء المساجد تعنت من قبل الجهات المختصة؟

- مهدي براي: لا يوجد منع لإنشاء المساجد مبني على القانون، وإذا حدث منع من أحد على بناء مسجد في أمريكا يكون هذا الفعل ضد القانون، لأن حق بناء المساجد وحرية الاعتقاد مضمون في الدستور الأمريكي.

لكن على الرغم من الحق المكفول لنا في الدستور الأمريكي إلا أن هناك بعض المواطنين لديهم عداء للإسلام أو لا يفهمون أصلاً ما هو الإسلام، فيعادون بناء المساجد في مناطقهم، وأحدث مثال على ذلك كان في بوسطن "ماسا شيتوس" التي يوجد بها المركز الإسلامي الثقافي في بوسطن، وهو أكبر مسجد في الساحل الشرقي.

لا يوجد منع لإنشاء المساجد مبني على القانون، وإذا حدث منع من أحد على بناء مسجد في أمريكا يكون هذا الفعل ضد القانون، لأن حق بناء المساجد وحرية الاعتقاد مضمون في الدستور الأمريكي

فهناك بعض العناصر في المجتمع تحاول أن تتهم هذا المركز بأنه مركز إرهابي، لكن أغلبية الناس في مجتمعنا، وفي الحكومة يعلمون أن من يعادون بناء المسجد هم متطرفون، هذا بالإضافة إلي صراعات قضائية حول ذلك الموضوع، وتم كسب تلك القضايا، والحمد لله الآذان ينتشر الآن في أمريكا.

مصراوي: بعد قيام الدنمارك بإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم كيف يواجه المسلمون ذلك هل بالمظاهرات أم بالحوار؟ خاصة وأن الدنمارك قامت بالقبض على ثلاثة مسلمين كانوا يحاولون قتل الرسام الندماركي؟

- مهدي براي:  نحن تغلبنا على ذلك بالحكمة والأسلوب الذي أمرنا بها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث أمرنا في القرآن باستخدام المجادلة بالتي هي أحسن. الله يقول: "وجادلهم بالتي هي أحسن"، وقد كانت لنا مقابلات مع أكبر التجمعات الكاثوليكية في أمريكا، لنؤكد لهم أن هذه الأفعال كانت معادية وسبة للدين، وهذا هو رأي المسلمين، وتضامنا مع هذا الرأي كان هناك أصوات دينية أخري وصفت نشر الرسوم بـ "المهين".

نحن طالبنا بمقابلة السفير الدنماركي لتذكيره بأننا لسنا سعداء بهذه الأفعال المشينة، وشجعنا الناس بعدم القيام بتنظيم مظاهرات بل استخدام المقاطعة الاقتصادية للدنمارك، فالضغط الاقتصادي هو العامل الأكبر في جعل الحكومة الدنماركية تتجاوب مع مطالبنا، لأن العالم الإسلامي لابد أن يتعلم الطريقة الإيجابية في استخدام مصادره لحماية عقيدتنا.

فماذا سيفعله قتل المسيحيين ومن ليس لهم علاقة بالقضية، ومن المؤكد أن سيدنا محمد  صلي الله عليه وسلم لم يكن ليقبل باستخدام العنف في مثل تلك الظروف، فمسلموا العالم يشعرون اليوم بالحزن والغضب إزاء تلك الاستفزازات، ولكن ديننا هو دين حكمة فعندما يحدث مثل ذلك لابد أن نطلب من الله سبحانه وتعالى أن يعطينا القوة والحكمة للرد على هذا بشكل فاعل، بدلاً من استخدام الردود العاطفية، فتشكيل حشد من الناس للقيام بمظاهرات ليس أسلوب مسئول في الرد على الظلم، لا تفهموني خطأ .. لقد مشيت في كثير من التظاهرات فأنا لست ضد الاحتجاج لأن الاحتجاج لابد أن يكون له غرض.

مصراوي: هل تعتقد أن استخدام الشعارات الدينية في الانتخابات في مصلحة الإسلام؟

- مهدي براي: هذا يعتمد على المكان الذي تعيشون فيه، فعلى سبيل المثال لو كنت مرشحاً للرئاسة في الولايات المتحدة لن يكون هذا أسلوب صحيح في الدعاية، ولكن يمكن أن ينجح هذا الشعار في مجتمع أغلبيته من المسلمين، فالأمر كله مرتبط بالحكمة وفعل هذا الأمر في المكان المناسب، ولابد أن يكون هذا هو المعيار .

 
عن مهدي براي

اسمه رايت مهدي براي ولد في عام 1951 في مدينة نورفولك بولاية فيرجينيا، كان مسيحياً وأسلم، وهو يعتبر إمام المسلمين في أمريكا كما يطلقون عليه "الإمام مهدي"، كما أنه من كبار معارضى سياسة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.

ويشغل مهدي براي عدة مناصب منها المدير التنفيذي للمسلمين في المجتمع الأميركي، ومؤسسة الحرية "Mas freedom" المنبثقة عن مؤسسة المسلمين في المجتمع الاميركي. وهو مؤسس وعضو مجلس إدارة الائتلاف الوطني لحمايه الحرية السياسية.

كما يرأس المجالس الاستشارية للمجلس الإسلامي الأمريكى، ومجلس الشؤون العامة الإسلامية، ومؤسسة التحالف بين الأديان، ويعمل رئيسا للمجلس التنسيقي للمنظمات اسلامية.

وهو أيضاً يرأس المؤسسة الوطنية الإسلامية للسجون، والصندوق الوطني للتعبئة والدفاع عن الإمام جميل، الذي يوفر المساعدة القانونية لجميل عبد الله أمين "راب براون سابقاً"، الذي يقضي حالياً عقوبة السجن مدى الحياة.

كان مهدي براي قبل إسلامه مشاركاً نشطاً في حركة الحقوق المدنيه في الستينات، وعمل في تحالفات الطلاب غير العنيفه لجنة التنسيق (Sncc)، والطلبة من أجل مجتمع ديمقراطى "الحزب الديمقراطي الصربي"، وغيرها من الجماعات الناشطه، كما عمل بالتنسيق مع فريق رامزي كلارك الدولية ومركز العمل الشيوعي حزب العمال العالمي.

ويصف براي بأن أمريكا لها تاريخ طويل وتقاليد ثابته عنصرية، ويشجب الحرب الأمريكية على العراق ويصفها بـ "الوحشية وغير القانونية لغزو العراق"، وأعلن الحرب على الارهاب، وكان يدعو الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش ويصفه بـ "فرعون الصغير".

كما ندد من جامعة ميتشيغان بأفعال إسرائيل "القمعيه، ونظام الفصل العنصري"، وتزعم مسيره في واشنطن خارج البيت الأبيض، وهتف الحشد فيها باللغه العربية : "يا يهود ، جيش محمد أت لك". وقام بوضع نجمة داود رمز اليهود بجانب الصليب المعقوف النازي إشارة إلي نازية الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

كما انتقد بشدة من خلال جميعة "ماس فريدوم" الجدار الفلاوذي العازل الذي تقيمه مصر مع غزة، والتمويل الأمريكي له، ودعم سلاح الهمندسين بالجيش الأمريكي له.

وقال حينها أن هذا الجدار العازل يكشف النوايا السياسية الواضحة للحكومة المصرية فى عزل خصومهم السياسيين فى غزة، مشيرا إلى أنه سيكون لإنشاء هذا الحاجز تأثير أكثر تدميرا على حياة الشعب الفلسطينى الفقير الذى يعيش فى واحدة من أكثر مناطق العالم كثافة سكانية، فيما يشبه معسكر اعتقال حقيقي.

الإمام مهدي براي زعيم وإمام مسلمي أمريكاالإمام مهدي براي زعيم وإمام مسلمي أمريكاالإمام مهدي براي زعيم وإمام مسلمي أمريكاالإمام مهدي براي زعيم وإمام مسلمي أمريكاالإمام مهدي براي زعيم وإمام مسلمي أمريكاالإمام مهدي براي زعيم وإمام مسلمي أمريكا
اجمالي القراءات 9033
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق