الملف السياسي للمعارض التائب من الهتاف ضد التوريث إلي دعم جمال مبارك

اضيف الخبر في يوم الخميس ١٢ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الفجر


الملف السياسي للمعارض التائب من الهتاف ضد التوريث إلي دعم جمال مبارك

 

الملف السياسي للمعارض التائب من الهتاف ضد التوريث إلي دعم جمال مبارك

رشا عزب

انقلب الشارع السياسي في مصر لمجرد ظهور ما يعرف الآن " بالائتلاف الشعبي لدعم جمال مبارك" علي ملصقات بالشوارع وبعض الأحياء الشعبية بالدرب الاحمر والسيدة والجمالية.. لم يتصور أحد أن هناك من سيخرج من بقايا عصور المعارضة القديمة ليؤيد مشروع التوريث ويدعم نجل الرئيس، وعلي الرغم من أن حملة البرادعي تعلن يوميا عن منضمين جدد ظهروا في فعاليات سياسية مختلفة وتجلي وجود المئات في مظاهرات الإسكندرية والفيوم والمنصورة.. إلا أن شخصاً واحداً لم يكن له أي تأثير يذكر في صفوف المعارضة ويقتصر دوره علي " هتيف مظاهرات " يختفي ويظهر وفقا لمصالحه الشخصية استطاع أن يختلق جبهة غير موجودة وتيار وهمي يظهر من خلاله في الفترة القادمة.. والأكثر كوميدية أن شخصيات بارزة تعتبر نفسها زعماء للمعارضة في مصر كلفت نفسها بالرد ودحض أفكار مجدي الكردي " المعارض التائب" الذي يعود بمفرده الي أحضان النظام الحاكم.. ولذلك صدق " الكردي " نفسه وبدأ يتعامل مع نفسه باعتباره زعيماً لتيار سياسي جديد بعدما كان مجرد " واحد" من بين مئات وربما الآف المعارضين في مصر.

المسرحية الهزلية التي يعيشها الواقع السياسي جعلت " الكردي" يتصدر المشهد الآن.. دون أن يسأل أحد بعض الاسئلة البديهية التي تاهت جميعها في خضم الصخب الحالي.. هل هناك ما يسمي " بالائتلاف الشعبي لدعم جمال مبارك"، "من يمول هذه الحملة"، " هل هناك أطراف من الحزب الحاكم دخلت علي الخط " .. هناك ردان علي هذه الأسئلة.. الأول هو ما يقوله الكردي نفسه.. فهو يري أن الائتلاف الشعبي كيان سياسي موجود في مصر منذ ثلاثة أشهر وأسسه مع مجموعة من الشخصيات غير المنتمية الي أي تيار سياسي سواء في الحزب الوطني او المعارضة.. وأن أعضاء هذا الائتلاف وصلوا الي 3 آلاف شخص من " الغلابة" والذين يرون أن هناك اخطاراً قادمة علي مصر لن يستطيع سوي جمال مبارك التصدي لها.. وفي حقيقية الأمر يبدو كلام الكردي عبثياً وغير منطقي لأن عدد الناس الذين يلتقيهم الكردي بشأن الائتلاف لا يتعدي العشرة اشخاص في منطقة الدرب الأحمر التي يعيش فيها منذ سنوات بعيدة.. وما حدث بالضبط كما أكد لي صاحب المقهي الذي تجلس عليها مجموعة الائتلاف أن الكردي يلتقي يوميا عدداً من الناس لا يتجاوز الخمسة وعندما يزيدون لا يكملون العشرة، وأن أمن الدولة تركهم بعدما علموا أنهم مع " الرياسة" كما ذكر ولا ضرر منهم.. أما عن قضية الملصقات التي قال عنها الكردي إنها تكلفت 50 الف جنيه من جيوب " الغلابة" فهذا أمر يدعو " للتريقة" لأن اموال الغلابة اصبحت تصرف علي دعاية للحزب الوطني ومشروع التوريث وكما سخر رواد المقهي وقالوا " معندناش حاجة ندفعها أصلا" ولذلك كان من الأولي أن يقول الكردي من أين حصل علي مبلغ الـ50 الف جنيه.. جزء من الصورة سيكتمل عندما نعرف ان مجموعة من صغار رجال الأعمال الطامحين الي عضويات المجالس المحلية ومجلس الشعب بمنطقة الدرب الاحمر والجمالية والسيدة يسعون بدأب للتقرب مما يطلقون عليه " مجموعة جمال مبارك في الحزب الوطني".. وتلاقت مصالحهم مع مصلحة " المعارض التائب" والذي صاغ لهم فكرة " الائتلاف الشعبي" لتشبه باقي التشكيلات والتكوينات التي أسستها المعارضة المصرية، فهو يدرك جيدا أصول اللعبة ويحفظها عن ظهر قلب. يبقي السؤال الأخير.. هل دخل رجال الوطني المعروفون علي الخط.. يجيب الكردي ويقول لم يدعمنا احد ولن نقبل بدعم أحد علي الإطلاق من الحزب الوطني".. وفي نفس الوقت.. لم ينف الكردي أنه قابل عضوا بارزا في لجنة السياسات في أحد فنادق القاهرة ليتحدث معه حول الأفكار المشتركة والدعم بالطبع.. لأن فلوس " الغلابة " نفدت بينما نقود لجنة السياسات لن تنفد أبدا.. يبقي في النهاية.. البحث عن فكرة التحول الكبير الذي يشبه "الانقلاب" في حياة "المعارض التائب".. فمجدي الكردي كان من الوجوه المألوفة مع بداية عام 2000 ومع عودة النشاط السياسي إلي الشارع المصرية اثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية مشاركا في المظاهرات والاجتماعات المختلفة، كما كان معروفا في منطقته بالدرب الأحمر كمعارض ومشاغب، كما كان عضوا عاديا في حزب التجمع دائم الانتقاد لتصرفات ومواقف الحزب.. ومع ذلك لم يكن معروفا علي الإطلاق، ماذا يعمل الكردي؟ ومن اين يحضر قوت يومه، فهو لا مهنة له وكذلك لم يكن له ملامح سياسية معروفة، ففي بعض الاحيان يبدو ناصريا وفي أحيان أخري يؤكد انه ماركسي ويعرف كل تيار الماركسيين المعروفين وانه اعتقل معهم في السبعينيات.. لكن روايات الكردي لم تتمتع بالمصداقية يوما، واعتبره كثيرون شخصاً عابراً ضمن مئات الذين يظهرون في دوامة الحركات السياسية.. وما يعرف عن الكردي بشكل شخصي قليل ومحدود لكن الشيء الابرز هو تعثره الدائم في توفيق اوضاعه المالية وفشل كل مشروعاته التجارية حتي مشروع " محل البن" الذي جمع له كل ما يملك فشل وجلس الكردي لسنوات دون عمل ودون مشاركة في أي نشاط سياسي ثم ظهر فجأة " بائتلاف دعم جمال مبارك".

اجمالي القراءات 3018
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الخميس ١٢ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[50242]

الكردي بالونة أختبار ..

إذا نجح الكردي في بالونته وأخذ حقه من هجوم وغتهام بالنفاق ، فسوف يتبعه كرديات آخرين سيفعلون مثله .. ولكن ستكون المعرضة لهم أقل .. لذلك فإن شلة جمال مبارك قاموا بذبح أول عجل في حفل التوريث وهو مجدي الكردي .. الذي ضحى بنفسه من أجل ان لا يتم ذبح عجول آخرين .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق