سعيد الحمد: ربما يكون تنظيم "القاعدة" وراء طلب "الجزيرة" من المذيعات المستقيلات زيادة الاحتشام

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٩ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: آفاق


قال كاتب بحريني إن تنظيم القاعدة ربما يكون قد طالب قناة الجزيرة بـ"تحشيم" بعض مذيعاته في مقابل خص القناة دون غيرها من الفضائيات بأحدث إصدارات التنظيم التي عادة ما تنفرد بها القناة. واتهم سعيد الحمد "الجزيرة" بعدم الالتزام بشعار "الرأي والرأي الآخر" الذي ترفعه وسعيها لفرض "مقاييس الحشمة" التي تؤمن بها على العاملين.

وقال الحمد في مقال بعنوان "الجزيرة بين حشمة المذيعات وباروكة المذيعين" نشرته صحيفة "الأيام" البحرينية "ربما طلب بن لادن او نائبه الظواهري مزيداً من "حشمة" طالبان على مذيعات الجزيرة مقابل ان يستمر الرجلان بتزويد القناة دون سائر القنوات والفضائيات باشرطتهما النارية والثأرية حتى بدت المسألة مثار تساؤلات وعلامات استفهام كبيرة".

وأضاف "ولب المشكلة او جوهرها عندما تتحكم جهة العمل او سلطة العمل في المظاهر والمسائل القيمية الى الحد والى الدرجة التي تعمل وتفرض فيها مقاييسها ومعاييرها على مظهر العاملين بما يعتبر مساساً بالحرية الشخصية التي لم يكفلها في حالة "الجزيرة" شعارها الاثير "الرأي والرأي الآخر"، بل راحت بحسب مذيعاتها المستقيلات تفرض قسراً وقهراً مقاييس حشمتها على من تختلف نظرته لهذه الحشمة الاخوانية الاصولية".

وقدمت كل من لونا الشبل، نوفر عفلي، جمانة نمور، لينا زهر الدين، جلنار موسى استقالتهن من القناة قبل أيام وأثار خبر الاستقالة الكثير من الجدل في الوسط الإعلامي.

وفيما يلي نص المقال:

بالتأكيد لسنا من الذين توهموا او توسموا الليبرالية في قناة «الجزيرة»، ولم نراهن على برامجها وهي ترفع شعار الرأي والرأي الآخر وتمارس انحيازاً فاقعاً للقومجية والاسلام الحزبي "الاخوان المسلمين" تحديداً لكننا وبنفس التأكيد سنقف امام دلالات وابعاد استقالة خمس مذيعات دفعةً واحدة من العمل في القناة حسب مفهوم "الحشمة" كما تفهمه وتريده ادارة القناة وكما تريد فرضه على مذيعاتها اللواتي يرين ويصررن على انهن "محتشمات المظهرط وان القناة تبالغ فيما تطلب منهن من "حشمة" تراها الجزيرة وفق منظور الاخوان وربما السلف وكل الاصوليين الذين مافتئت "الجزيرة" تغازلهم وتقترب من خطوطهم بل وتتقاطع معهم في الكثير من المواقف.

وبحسب بعض التفسيرات ربما طلب بن لادن او نائبه الظواهري مزيداً من "حشمة" طالبان على مذيعات الجزيرة مقابل ان يستمر الرجلان بتزويد القناة دون سائر القنوات والفضائيات باشرطتهما النارية والثأرية حتى بدت المسألة مثار تساؤلات وعلامات استفهام كبيرة.

استقالة مذيعات الجزيرة بسبب الاختلاف حول مفهوم "الحشمة" يطرح من جديد قضية المقاييس والمعايير في مسائل الحريات الشخصية والمظهر وغيرها من مسائل قيمية يختلف فيها البشر باختلاف افكارهم وايديولوجياتهم وثقافاتهم وطبيعة مجتمعاتهم بما يعني انها لا تخضع للقولبة المصبوبة والمسبوكة والمتوضعة في قالب اسمنتي محدّد بقدر ما تبدو المواقف حولها نسبية كونها مسألة نسبية بالاساس، فالحشمة لا يمكن ان نفصل لها قانوناً وضابطاً يضعه فرد او يضعه افراد لهم وجهة نظر في "الحشمة" ستختلف حتماً مع وجهات نظر المجتمع والناس كونها قضية قيمية وبالتالي فالمفاهيم حولها نسبية.

ولب المشكلة او جوهرها عندما تتحكم جهة العمل او سلطة العمل في المظاهر والمسائل القيمية الى الحد والى الدرجة التي تعمل وتفرض فيها مقاييسها ومعاييرها على مظهر العاملين بما يعتبر مساساً بالحرية الشخصية التي لم يكفلها في حالة "الجزيرة" شعارها الاثير "الرأي والرأي الآخر"، بل راحت بحسب مذيعاتها المستقيلات تفرض قسراً وقهراً مقاييس حشمتها على من تختلف نظرته لهذه الحشمة الاخوانية الاصولية.

والسؤال الاهم في سياق هذه الحادثة "الحشموية" .. ماذا سيفعل بنا الاخوان والاصوليون في الاسلام الحزبي المتشدد فيما لو آلت اليهم مقاليد السلطة والحكم، فإذا كانوا في مجرد قناة فضائية هناك او مدرسة هنا يمارسون هذا التسلط القهري ويفرضون مقاييسهم قسراً في مسائل قيمية طبيعتها ان نختلف حولها فماذا سيفعلون وكل السلطة في يدهم.. لكم ان تتخيلوا ولا تنسوا ان تتذكروا طالبان الملا عمر التي حرمت ما حلل الله فاطلقت العنان لمقاييسها الغريبة يوم تحكمت وحكمت.

واذا ان الكتاب يقرأ من عنوانه في حادثة استقالة مذيعات الجزيرة على خلفية فرض قانون الحشمة الاخواني فاننا ولاشك امام خدعة او خديعة كبرى ترفع ، هناك شعار "الرأي والرأي الآخر" وترفع هنا شعار الديمقراطية فيما حقيقتها المسكوت عنها والمضمرة الى حين تمكنها تنبأ عن إلغاء واقصاء وسطوة وتسلط لا يمنعها من ان تقطع رزق عباد الله ما داموا لم يلتزموا ولم يطيعوا وينصاعوا لقانونها في "الحشمة"، ثم بعد ذلك يصرخون في خطاباتهم التجيشية والشعبوية عن سطوة وتسلط الاميريالية الامريكية وقديماً قال مثلنا الشعبي "طل في جيبك وطالع عيبك" لكنهم وهنا المشكلة يزعمون دائماً انهم بلا عيوب وينسون ان الكمال لله وحده.

هل هي اشكالية ثقافة ام اشكالية احزاب قامت على اساس مذهبي عصبوي كان لابد وان يقودها في النهاية الى فرض تعصبها على المخالف والمغاير، ام هي اشكالية فكر لا يرى إلاّ فكره، ام هي اشكالية رأي لا يرى إلاّ رأيه.

والسئوال الاهم .. هل هناك امكانية لبقاء مشاريع كهذه واستمرارها في عصرنا هذا وحقبتنا التاريخية هذه؟؟ ان من لا يقرأ واقع المتغيرات من حوله يذهب في النهاية ضحية جهله مهما بدا له هذا الجهل مفيداً الآن.!!

اجمالي القراءات 3304
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق