ف 4 : ركائز الديموقراطية المباشرة ( الشورى) ومكانتها إسلاميا

آحمد صبحي منصور Ýí 2023-11-05


 ف 4 : ركائز الديموقراطية المباشرة ( الشورى) ومكانتها إسلاميا    

 كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية ). الباب الثانى : علمانية الدولة الاسلامية وشريعتها

ف 4 :  ركائز الديموقراطية المباشرة ( الشورى) ومكانتها إسلاميا

 

ركائز الديموقراطية المباشرة ( الشورى) فى الاسلام

 

 عدم استغلال الدين فى السياسة والمطامع الدنيوية

1 ـ المتقون هم أفضل الخلق عند الله سبحانه وتعالى ، ولكن لا يصح للمؤمن أن يصف نفسه بالتقوى ، لأن تزكية النفس بالتقوى معصية لله تعالى . قال جل وعلا :

1 / 1 : عن بعض صفات المجتمع المسلم : ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى (32) النجم 32 ). هنا نهى عن تزكية النفس بالتقوى

1 / 2 : فى التنديد ببعض أهل الكتاب الذين زكُّوا أنفسهم قال جل وعلا يعتبرهم قد إفتروا على الله جل وعلا كذبا وارتكبوا إثما مبينا  : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (49) انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُبِيناً (50)  النساء )

2 ـ لن يدخل الجنة إلا المتقون ، قال جل وعلا : (  تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً (63)  مريم ) .ومعرفة من هو المتقى لن تكون الا لله سبحانه وتعالى يوم القيامة والحساب، حين يساق الذين كفروا الى جهنم زمرا ، ويساق الذين اتقوا الى الجنة زمرا ، قال جل وعلا ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً )  (71) الزمر )  ، ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً ) (73)  الزمر).

3 ـ وفى هذه الحياة الدنيا ـ فلا مجال لأحد أن يزايد على الناس بالتقوى ، أو ان يتظاهر بالتقوى ليخدع الناس متخذا عهدا الله تعالى أى الاسلام وسيلة للوصول لأى نفع دنيوى زائل . الذى يرتكب ذلك يكون خصما للخالق جل وعلا . قال جل وعلا :

3 / 1 : ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمْ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) النحل ) ، ( وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94) وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (95)  النحل)

3 / 2 : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77) آل عمران ).

 

الحرية الدينية المطلقة فى الاسلام :

1 ـ ليس فى الاسلام كهنوت أو مؤسسة دينية او دولة دينية او حزب دينى أو رجال دين.بل هى حرية البشر المطلقة فى العقيدة والايمان والكفر، وحسابهم على حريتهم فى الدين ستكون يوم الدين . والقرآن الكريم كله كتاب فى الهداية ، وفيه حوالى الف آية تؤكد بطريق مباشر أو غير مباشر على حرية الانسان المطلقة فى عقيدته ومسئوليته أمام الله تعالى فقط يوم الدين على ما اختاره من عقيدة وسلوك. ويلفت النظر تركيز آيات القرآن على العذاب ونعيم الجنة تأسيسا على تقرير مسئولية الانسان بعد اعطائه الحرية الكاملة فى الرفض والقبول.

2 ـ ليست فى الاسلام عقوبة جنائية فيما يخص حقوق الله تعالى، وهى الايمان به وحده وتقديسه وحده وعبادته وحده. انما العقوبة ــ فقط  ــ فيما يخص حقوق البشر والمجتمع، فمثلا فان من انتهك حقوق الآخر فانه يعاقب عما ارتكبه . الا انه اذا سبّ الله سبحانه وتعالى فليست عليه مؤاخذة عقابية فى الدنيا ، ويكفى ما سيصير اليه حاله فى الآخرة اذا لم يتب.

 

الدين لله جل وعلا يحكم فيه يوم الدين ، أما الوطن فلجميع المواطنين

 1 ـ لأنها دولة الديمقراطية المباشرة التى تقوم على رعاية حقوق الانسان والموازنة بين الحرية والعدل ، والموازنة بين الفردية والتفاعل مع المجتمع، وتكفل للمواطن حقوق المواطنة بالعدل المطلق بغض النظر عن عقيدته ودينه.

2 ـ هى دولة الدين لله والوطن للجميع : بمعنى حرية التدين المطلقة بدون تدخل من أحد ليكون كل فرد مسئولا عن اختياره أمام الله تعالى وحده يوم الدين ، وحتى لا يجد حجة بالاضطهاد أو مصادرة الحرية. وهى دولة الوطن فيها للجميع على حد سواء وفق عدل الله تعالى المطلق.

3 ـ وهى دولة: (الآخر) فيها ليس المختلف فى الجنس أو العقيدة أو المذهب أو اللغة أو الفقير، بل الآخر فيها هو المجرم الارهابى الخارج عن القانون الى أن يتوب ويعطى حق المجتمع.

4 ـ وهى دولة لا تكره ذلك الآخر المجرم المعتدى ، وانما تسعى لاصلاحه وتهذيبه، تكره فعله واجرامه دون أن تبغضه هو. بل ان عملها على اصلاحه يعنى حرصا عليه وحبا فيه باعتباره انسانا قبل كل شىء, ولذلك فانها تعطيه فرصة أخرى ليتوب وبالتوبة ترتفع عنه العقوبة. والعقوبات فى الشريعة الاسلامية الحقيقية ليست للإنتقام بل للإصلاح ، لذا تسقط بالتوبة . وأى عقوبة دنيوية ليست بشىء مقارنة بالخلود فى الجحيم .

5 ـ نتذكر قوله جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) الشعراء ). إن عصوه فلا يتبرأ من أشخاصهم بل فقط من عصيانهم .

 

 مكانة الشورى الاسلامية ( الديموقراطية المباشرة )

1 ـ هناك فرائض اسلامية غائبة صادرها المسلمون عمدا حين أقاموا لهم امبراطوريات تقلد الحكم البيزنطى والفارسى بقدر ما تناقض الاسلام وتشريعاته وقيمه الأخلاقية. الشورى الاسلامية –أو الديمقراطية المباشرة – هى احدى تلك الفروض الاسلامية الغائبة أو المغيبة عمدا. ديمقراطية الاسلام تحولت الى طغيان فى تاريخ الخلفاء الفاسقين ، فتم تثبيت معنى الشورى بمفهوم الراعى والرعية لتسويغ تسلط الخليفة على الناس بحجة أنه يستمد سلطته السياسية من الله تعالى ،وأنه مسئول امامه فقط عن الرعية يوم القيامة ، وأنه يملك الأرض وماعليها ومن عليها ، ومن حقه أن يقتل ثلث الرعية لاصلاح حال الثلثين . 

 2- الشورى – أو الديمقراطية الاسلامية – لها جذور فى عقيدة التوحيد الاسلامية: لا اله الا الله جل وعلا الذى لا شريك له فى حكمه . 

2 / 1 : فالله الخالق جل وعلا وحده : هو الذى لا يسأل عما يفعل ، وليس مسئولا أمام أحد من خلقه، وما عداه من مخلوقات هى تتعرض للمساءلة . قال جل وعلا :  ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)الأنبياء  ). وعليه فالحاكم الذى يستنكف ان يسائله شعبه يكون مدعيا للألوهية كافرا بعقيدة الاسلام حيث رفع نفسه الى مستوى الله تعالى الذى لا يسأل عما يفعل.

2 / 2 : خاتم النبيين عليه وعليهم السلام قد أمره ربه جل وعلا  بأن يشاور الناس ، انه  نبى يأتيه الوحى الالهى ومع ذلك فالوحى الالهى نفسه يأمره بالشورى ، وعليه فان أى حاكم مسلم يستنكف من ممارسة الشورى انما يرفع نفسه فوق مستوى خاتم النبيين ، أى يدعى الألوهية ، وهو بذلك يخرج عن الاسلام ويكفر به.

2 / 3 : القرآن الكريم ردد قصة فرعون موسى وجعله نموذجا لعقلية الحاكم المستبد الذى يصل به استبداده الى ادعاء الألوهية ويصل به فساده الى اهلاك نفسه ومملكته وجنده وقومه . حين تتدبر القصص القرآنى عن ذلك الفرعون تجد كل ملامح العقلية الاستبدادية وانعكاسها على الملأ المحيط بالفرعون وترديدهم لما يحب أن يسمعه ، واكثر من ذلك تجد مستبدى عصرنا يرددون نفس التعبيرات ويعيشون نفس العقلية. كل ذلك يؤكد على ان الاستبداد قرين الكفر والظلم .

2 / 4 : كما إنّ الديمقراطية الاسلامية لها جذور فى عقيدة الاسلام فإنّ القسط هو سبب انزال الكتب الإلهية وارسال الرسل عليهم جميعا السلام . قال جل وعلا : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ  ) (25)  الحديد ). وعليه فان الظلم هو خصم لدين الله تعالى وشرعه ، والديمقراطية الاسلامية أو الشورى هى العدل السياسى فى الاسلام بينما يكون الظلم هو أساس الاستبداد المناقض للاسلام حين ينفرد شخص واحد أو أسرة أو حزب او قبيلة باحتكار السلطة والثروة دون بقية الشعب.

3- فى ديمقراطية الاسلام تجد الأمة هى مصدر السلطات وليس الحاكم .

لقد جاء النبى محمد هاربا بحياته ودينه من اضطهاد قريش فأقام له سكان المدينة له  دولة ، هى أول وآخر دولة اسلامية حقيقية . قال له ربه جل وعلا يخاطبه مباشرة وهو الحاكم لتلك الدولة : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) آل عمران  ) .  

3 / 1 : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ) : أى بسبب رحمة من الله سبحانه وتعالى جعلك لينا معهم ورحيما فى التعامل معهم.

3 / 2 : فماذا اذا لم يكن لينا هينا معهم ؟ : ( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )   فماذا اذا انفضوا من حوله ؟ سيفقد قوته، وسيفقد الحماية، وسيعانى الاضطهاد الذى كان فيه وربما يتشرّد بين القبائل .!. اذن هو يستمد السلطة والقوة والنفوذ والمنعة والدولة من اجتماعهم حوله ، أى أنهم مصدر السلطة له فى الدولة التى أقاموها له ، أى أنه لا يستمد سلطته من الله تعالى وأنما يستمدها من الشعب .

3 / 3 : ، ولأنها سلطة الشعب فلا بد أن يستميل اصحاب السلطة اليه- أى الشعب - كى لا ينفضوا عنه . فماذا يفعل ؟ يقول له ربه جل وعلا فى التشريع السياسى للنبى الحاكم وبالتالى لكل حاكم للدولة الاسلامية : ( فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) ، أى يعفو عنهم اذا أساءوا اليه ، ويستغفر لهم اذا أذنبوا فى حقه، ويشاورهم فى الأمر – كل أمر – لأنهم أصحاب الأمر.

3 / 4 : الأمر بالشورى جاء هنا يأمر النبى بأن يشاورهم ( جميعا ) فى ( أى أمر ) يهمهم ( جميعا ) ، أى يشاوركل المواطنين رجالا ونساء ، أغنياء وفقراء دون تفرقة من أى نوع أو استثناء لأى نوع - وفق الديمقراطية المباشرة التى لا مجال فيها للتمثيل النيابى أو الديمقراطية غير المباشرة.

4 ـ المعتاد أن المستبد يستمد سلطته بالتعذيب الذى يقهر به الشعب ، وهو المعروف بهيبة الدولة، وهو ( الدولة ) وهو صاحب السيادة وصاحب الهيبة .   

5- ومن العجب ان الشورى الاسلامية كفريضة اسلامية جاء الأمر بها - فى سورة مكية قبل قيام الدولة الاسلامية فى المدينة ، هى (سورة الشورى ) . يقول الله جل وعلا فى بعض أوصاف المجتمع المسلم : ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38).  

5 / 1 : أى جاء الأمر بالشورى مقترنا بالصلاة وايتاء الصدقة ، لتؤكد أن فريضة الشورى مثل فريضة الصلاة ، فكما لا يصح الاستنابة فى الصلاة – اى لا يصح أن يصلى أحد عنك – فلا يصح أيضا أن ينوب عنك غيرك فى حضور مجالس الشورى ، وكما لايصح أن يدفع عنك أحد الصدقة فلا يصح أن ينوب عنك أحد فى حضور فريضة الشورى . وهى جمعية عمومية فى كل قرية وفى كل حى ومنطقة سكنية تضم كل المواطنين بغض النظر عن عقائدهم وأى وضع اجتماعى آخر . وبالتالى فالشورى الاسلامية هى الديمقراطية المباشرة وليست الديمقراطية النيابية والتمثيل النيابى ، أى أن الشورى الاسلامية او الديمقراطية الاسلامية تتفوق على أغلب الديمقراطيات الغربية النيابية .

5 / 2 : واذا كانت الصلاة فرضا عينيا على كل مسلم فى الصحة والمرض وفى الاقامة والسفر وحتى وقت الحرب  فان فريضة الشورى كذلك يمارسها المسلم  فى جماعة المسلمين أو المواطنين ، كما يمارسها فى بيته وعمله .

5 / 3 : من المهم هنا التأكيد على أن مصطلح المسلم هو كل مواطن مسالم بغض النظر عن عقيدته وايمانه . 

اجمالي القراءات 1644

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الإثنين ٠٦ - نوفمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94818]

وجهة نظر


وجهة نظر حول ما جاء في المقالين الأخيرين



قبل كل شيء: لا يوجد شيء معين يمكن تعريفه بأنه "سعادة" وإنما يوجد شعور بالارتياح والفرح والسكينة و و وبما نطلق عليه اسم سعادة. هذا الشعور بالسعادة ليس له مسبب ثابت وإنما يتوقف على شخصية ونفسية الإنسان، وكثيرا ما يكون مستقلًا عن المحيط.



من وجهة نظري هناك عاملان أساسيان يؤثران على شكل الاديولوجيات والأنظمة في المجتمعات واستمراريتها: العامل الأول هو الفكر المتًبنّى في  المجتمع، وفعليًا ليس هو الفكر بحد ذاته وإنما ما يفهمه الناس تحت هذا الفكر، فالشيوعية في عهد ستالين مثلًا لا تتطابق مع الشيوعية كما يفهمها ماركس، وهناك أمثلة عديدة أخرى.



ثانيًا: النظرة إلى طبيعة الإنسان (الفرد) في المجتمع، فنظرة الشيوعية إلى الفرد هي أنه يخدم المجتمع ويتساوى مع غيره وأن دخله يتناسب مع حاجته وحالته الإجتماعية في الدرجة الاولى (فرد، عائلة، أولاد) مع مراعاة إمكاناته في الدرجة الثانية. الشعور "بالسعادة" يأتي حسب الفكر الشيوعي من خلال سعادة المجتمع ككل ومن أن الفرد هو جزء من هذا المجتمع. في النظام الرأسمالي يتساوى الأفراد تجاه القانون، أما دخل الفرد ومركزه الاجتماعي فيتوقف بالدرجة الاولى على أمكاناته، مع مراعاة حالته الاجتماعية – يعني العملية عكسية. الشعور بالسعادة هنا هي مسألة فردية، كل حسب إمكاناته وإنجازاته، وأحيانًا على حساب غيره.



2   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الإثنين ٠٦ - نوفمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94819]

تابع


 يتبين لنا من خلال هذه المقدمة أن البشر يصيغون الأنظمة حسب تصورهم وفهمهم ويفترضون طبيعة للإنسان، ومن الطبيعي أيضًا أن لا تسير الامور حسب القواعد النظرية دائمًا. لأن الأمر يرجع لطبيعة وتفكير هذا الإنسان. هذا يعني أنه لو وجد نظام مثالي (إلاهي)، فلن ترى منه سوى ما يطبقه البشر من خلال تفسيرهم وتأويلهم وتصرفاتهم. حتى دولة المدينة كان فيها مشاكل كثيرة ذكرت في سورة التوبة.



ما نستطيع فعله هو تتبع شعور الناس الذين يعيشون تحت نظام ما ومقارنة ذلك مع الأنظمة الأخرى.



الديموقراطية المباشرة في العلمانية الاسلامية



أتفق مع ما جاء في المقال مع الإختلاف النسبي في تطبيق الديموقراطية: صحيح أن الشورى وابداء الرأي يجب أن يقوم بها كل فرد كما هو الحال في أداء الصلاة: وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿الشورى ٣٨﴾. من الواضح أن الصلاة لا يمكن إقامتها دون أن يركع الشخص نفسه ويسجد، بينما يمكن الإنفاق (ومعناه إعطاء المحتاج) عن طريق منظمة – المهم في الأمر أن يصل مالك إلى الشخص المحتاج وأنت هنا المانح وليس المنظمة. كذلك أفهم الشورى أو إبداء الرأي، فالمهم في ذلك أن يصل صوتك مباشرة أو عبر شخص آخر وأن يمثلك هذا الشخص كما كنت ترغب. هناك أمور معقدة لا يستطيع الفرد العادي فهمها، حتى لو شرحت له، وفيها وجهات نظر مختلفة، ومن العبث أن يصوت الفرد على شيء لم يفهمه، وإن صوت فهو يأخذ برأي الشخص أو الجهة أو الحزب الذي يثق به.


3   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ٠٧ - نوفمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94821]

جزاك الله جل وعلا خيرا اخى بن ليفانت . واقول :


1 ـ ورد مصطلح السعادة مقابل الشقاء ( فى القرآن الكريم ) عن أصحاب الجنة وأصحاب النار فى سورة ( هود )  التعبير المناسب عن سعادة الدنيا هو ( راحة البال ) كما جاء فى سورة ( محمد ) أو الاطمئنان القلبى كما جاء فى سورة ( الرعد ). 

2 ـ قلت باختلاف مفاهيم الديمقراطية والعلمانية والشيوعية نظريا وتطبيقيا . هناك إختلاف دائم بين النظرية ( حتى لو كانت موحدة ) وتطبيقاتها . فى هذا البحث عن ماهية الدولة الاسلامية العلمانية أحاول إستخلاص معالم الدولة الاسلامية من القرآن الكريم وحده ، ليس فقط من ناحية الأسس النظرية بل وما جاء من إشارات عن تطبيقها وعوائقها ، مع إشارات الى تبدّل مفاهيمها بحيث تحولت الى إستبداد تحت مسمى الشورى وأولى الأمر والحكم بم أنزل الله. البحث لم يكتمل نشره ، وهو أول بحث فى هذا الموضوع ، وليس هو الكلمة الأخيرة فيه. نحن روّاد علينا أن نطرق الأبواب ، ومن يأتى بعدنا يضيف ويصحح . 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4985
اجمالي القراءات : 53,494,410
تعليقات له : 5,329
تعليقات عليه : 14,629
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي