في "التوراة" و "الإنجيل" لا في القرآن! - (4): الختان

يحيى الإلياسي Ýí 2019-10-11


في "التوراة" و "الإنجيل" لا في القرآن! - (4): الختان

الجزء الرابع من سلسلة (في "التوراة" و "الإنجيل" لا في القرآن!)
الجزء الثالث هذا رابطه
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=19895

سأتحدث اليوم عن الختان وأعني به ختان الذكور كما هو معروف بقطع تلك الجلدة.



بدايةً: الختان لم يُذكر أبداً في القرآن ولكنه ذكر مرات عديدة في النصوص المقدسة لدى اليهود والمسيحيين ["التوراة" و "الإنجيل"]. مع ذلك فإنهم في الغرب صار يرون عامّتُهم أن الختان هو إسلامي أكثر منه مسيحي أو حتى يهودي!

لنبدأ بهذا النص مما يسمونه [اليهود والمسيحيون] التوراة - الذي يبين مدى أهمية الختان لديهم. هو بمثابة _عقد أبدي بين الذكور والله_!

9وقالَ اللهُ لإبراهيمَ: «ا‏حفَظْ عَهدي، أنتَ ونسلُكَ مِنْ _بَعدِكَ جِيلا بَعدَ جِيلٍ._
10وهذا _هوَ عهدي_ الّذي تحفظونَه بَيني وبَينكُم وبَينَ نسلِكَ مِنْ بَعدِكَ: _أنْ يُختَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنكُم_.
14وأيُّ ذَكَرٍ لا يُختَنُ يُقطَعُ مِنْ شعبِهِ لأنَّهُ نقَضَ عَهدي».

https://www.bible.com/bible/1665/GEN.17.%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%AA%D8%B1%D9%83%D8%A9


الختان -وهو كما تقدم علامة العهد بين الله وذكور شعبه -  صار أيضاً وسيلة للشتائم - لشتم الشعوب الأخرى التي لا تختتن. وكأن قطع الجلدة علامة التقوى.

وإليك هذه القصة التي افتروها [اليهود والمسيحيون] على نبينا داود. جعلوه يقتل 200 فلسطينياً ويقطّع منهم  "الغُلَف" أي جلدات الختان [إذ لم يكن الفلسطينيون يختتنون]  ليقدّم تلك الجلدات مهراً لزواجه  من حبيبته "ميكال" ابنة شاول:
 27انْطَلَقَ [الكلام عن داود] مَعَ رِجَالِهِ _وَقَتَلَ مِئَتَيْ رَجُلٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ_ ، وَأَتَى _بِغُلَفِهِمْ_  وَقَدَّمَهَا كَامِلَةً لِتَكُونَ مَهْراً لِمُصَاهَرَةِ الْمَلِكِ. فَزَوَّجَهُ شَاوُلُ عِنْدَئِذٍ مِنِ ابْنَتِهِ مِيكَالَ.
 28وَأَدْرَكَ شَاوُلُ يَقِيناً أَنَّ الرَّبَّ مَعَ دَاوُدَ، وَأَنَّ ابْنَتَهُ مِيكَالَ تُحِبُّهُ.
https://www.bible.com/bible/101/1SA.18.nav




ومن هوسهم بقضية الختان جاءت لديهم في التوراة قصة شنيعة:
أن "صفّورة" زوج نبينا موسى أخذت جلدة ختان ابنهما ولمست بها عورة موسى! وقالت له بعدها: "عريس دم"!
راجع التفاصيل في كتابي:
https://archive.org/details/Mukaddas_version2/page/n119

واخترعوا في التلمود [وهو غير مقدّس لدى المسيحيين] أن موسى وُلِد مختوناً. [التفاصيل: ص 121]


وأذكر أيضاً هذا "الهجص" [كما يقول الأستاذ الدكتور أحمد صبحي منصور] الذي جاء في توراة اليهود والمسيحيين:
 11إذا تشاجرَ رَجُلانِ وا‏قترَبَت زَوجَةُ أحَدهِما لِتُنقِذَ زوجَها مِنْ يَدِ ضارِبِه، فَمَدَّت يَدَها _وأمسَكَت عَورَتَهُ_ _12فا‏قْطَعوا يَدَها_ ولا تُشفِقوا علَيها.
  https://www.bible.com/bible/1665/DEU.25.%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%AA%D8%B1%D9%83%D8%A9

واليهود حتى اليوم يختتنون - فالختان هو "علامة الميثاق مع الله"!


ولنأتِ إلى العهد  الجديد وهو الجزء الثاني للكتاب المقدس المسيحي. وهو تمييز له عن العهد القديم. [العهد القديم مقدس لدى اليهود والمسيحيين والعهد الجديد فقط لدى المسيحيين].
أمر الاختتان فيه مضطرب. وتوجد نصوص تبين اختلاف المسيحيين الأوائل حولَه.

إليك ما قاله بولس (وإليه تُنسب 13 [أو 14] مؤلفاً من أصل 27 مؤلفاً في العهد الجديد من الكتاب المقدس )
يشتم من يقول بالختان:
 2 _إحتَرِسوا مِنَ الكِلابِ_ ، إحتَرِسوا مِنْ عُمّالِ السّوءِ، إحتَرِسوا مِنْ أولَئِكَ الذينَ _يُشوّهونَ الجَسَدَ،_ 3فنَحنُ أهلُ _الخِتانِ الحَقيقيّ_ لأنّنا نَعبُدُ اللهَ بالرّوحِ ونَفتَخِرُ بالمَسيحِ يَسوعَ _ولا نَعتَمِدُ على أُمورِ الجَسَدِ،_
https://www.bible.com/bible/1665/PHP.3.%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%AA%D8%B1%D9%83%D8%A9

وبطرس كان من أهل الختان. وجرى خلاف بينهما جعل بولس يصف بطرس _بالنفاق_:
كان بطْرُسُ يأْكلُ مع الإِخوةِ الَذينَ مِنَ الأُمَمِ؛.. خوفاً من أَهلِ الختانِ. 13وجارَاهُ فِي _نِفَاقِهِ_ بَاقِي الإِخْوَةِ الَّذِينَ مِنَ الْيَهُودِ.
https://bible.com/bible/101/GAL.2.KEH




ولا شك أن مما يُسأل في هذا الباب: ماذا عن يسوع ذاته؟ هل ختن في العهد الجديد؟
الجواب: نعم و "تطهرت" أمه:
1وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيُخْتَنَ الطِّفْلُ، سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا كَانَ قَدْ سُمِّيَ بِلِسَانِ الْمَلاكِ قَبْلَ أَنْ يُحْبَلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.
22ثُمَّ لَمَّا تَمَّتِ الأَيَّامُ _لِتَطْهِيرِهَا_ حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى،..كَمَا كُتِبَ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ: «كُلُّ _بِكْرٍ مِنَ الذُّكُورِ يُدْعَى قُدْساً لِلرَّبِّ_ »،
 24وَلِيُقَدِّمَا ذَبِيحَةً كَمَا يُوصَى فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ: «زَوْجَيْ يَمَامٍ، أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ».


https://www.bible.com/bible/101/LUK.2.KEH

ذكر تطهير مريم بهذه الصورة أمر لا يتبعه المسيحيون بل يستنكرونه كل الاستنكار ولو قيل لهم: افعلوا! لقالوا: وهل نحن مسلمون لنتبع شريعة!



أما الختان ذاته فهو ما زال منتشراً لدى المسيحيين العرب أما مسيحيو الغرب فهم يسخرون منه عادة. فالاضطراب والتناقض من سمات الديانات الأرضية..


وأختم بأن قصة ختان يسوع أدّت أيضاً إلى الهجص:
في الكنائس تجد كثيراً أشياء يقال إن أحد القديسين كان لمسها فتصبح هي أيضاً مقدسة. ويصلي أمامها الناس ويتبركون بها. وقد تكون هذه الأشياء أعضاء!
وكان هناك نوع من التسابق للحصول على تلك الأعضاء المقدسة.
وإحدى تلك المقدسات كانت جلدة يسوع: فحتى 1983 كانت  تُقدَّس في Calcata في إيطاليا. وزُعِم أنها كانت تصنع عجائب: كأن تحبل العاقر إذا صلت إليها.

أما سبب "اختفاء" الجلدة في العام 1983: فيُقال أن العلم تطوّر وأصبح فحوصات الـ DNA قادرة على كشف الكذب، فاختفت تلك الجلدة بقدرة قادر.
راجع أيضاً :
https://www.youtube.com/watch?v=INMSWi-ZpHU



كان هذا باختصار الكلام في ما تيسر لي عن الختان وكما تقدّم هناك تفاصيل تجدها في الكتاب: "المكدّس في الكتاب المقدس"
https://archive.org/details/Mukaddas_version2/page/n119


لا أعرف إن كنت سأتابع هذه السلسلة. ولعل ما تجده هنا يكفيك -أيها القارئ- لتعرف أن أكثر الاتهامات التي يوجهها اليهود أو المسيحيون إلى الإسلام هي في الحقيقة في كتبهم، بل إنك تجد في كتبهم المضطربة ما هو أسوأ من تلك الاتهامات!

ولكنك تعرف الناس، هذه طباعهم عامّةَ: يتناسون ما لا يروق لهم ويحبّون الجدل..

ونسأله تعالى الهداية لنا أجمعين.

 

اجمالي القراءات 4030

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ١٣ - أكتوبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[91482]

أكرمك الله استاذ يحيى .


وننتظر المزيد فى هذا الجنب النقدى التنوير للكُتب الأرضية التى كانت ولازالت أساسا (0للهو الحديث -- البخارى ووووو ) ليعلم المُسلمون من أين جاءت إفتراءات التراث على الله ونبيه ورسالته .. 



2   تعليق بواسطة   يحيى الإلياسي     في   الإثنين ١٤ - أكتوبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[91489]

إلى الأستاذ عثمان محمد علي: شكراً جزيلاً لمرورك ولتعليقك


رسائل الأنبياء تعرضت دائماً للتشويه. ولولا أن  الله حفظ القرآن لكنا سنجد فيه مثل سخافات "الكتاب المقدس" ومثل الأحاديث الموضوعة.

فلا شك أن الذين حاولوا تشويه رسالة خاتم النبيين كانوا يفضلون تزوير القرآن ولكنهم فشلوا في ذلك فتوجهوا إلى الأحاديث ..

 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2019-05-18
مقالات منشورة : 16
اجمالي القراءات : 65,798
تعليقات له : 26
تعليقات عليه : 24
بلد الميلاد : ألمانيا
بلد الاقامة : ألمانيا