معتمر أمين :
٣٠\\٦

Ýí 2013-06-07


مرة أخرى "تمرد" تنجح لأسباب لا حصر لها، منها ان الأخوان تحاربها، ومنها ان الحركة سلمية (على الأقل الى الآن)، ومنها اخطاء مرسي والأخوان، ومنها عجز الساسة عن قيادة الجماهير، ومنها غياب أسم ايا من القوى السياسية التقليدية وعدم تصدرهم لصفوف حركة تمرد! بيد ان هذا النجاح بحاجة الى القليل من التدقيق لكي لا تسرقنا الأحداث، ونشوة جمع التوقيعات، وأقبال الجماهير، ومباركة الكثير من ابناء الشعب.

 

وهنا نسأل من هو جمهور تمرد؟

 

القائمين على حركة تمرد قالوا انهم يرحبون بالشعب المصري كله ويدعونه للأنضمام والتوقيع على أستمارة العضوية. ولما تبين ان احمد شفيق وقع على الأستمارة أنتقده بعض من منظمي الحملة وقالوا انه غير مرحب به. وفي هذا أشارة الى ان الفلول غير مرحب بهم او على الأقل قيادات ورموز الفلول المحسوبين على نظام مبارك بطريقة او بأخرى. والسبب وراء هذا المنحى واضح. الثوار "لسعتهم" نار شركاء الميدان السابقين الذين وصولوا الى الحكم فتغيروا وانقلبوا ضد الثورة والثوار. لذلك يرى قادة تمرد انهم لن يتهاونوا في شأن اي حليف، فهم يريدون أهل "النقاء الثورى" وفقط ولن يسمحوا لأحد من ان يستغلهم كما فعل الأخوان من قبل!

 

التحدي الآن الذي يواجه تمرد بعد الموافقة على اسماء القوى السياسية التى تقف وراء الحركة هو التحدي الماثل في يوم 30/6 وما بعده. ولكي نفهم نوع التحدي يجب ان نفهم ان جمهور تمرد جمهور غير فاعل ومع أدنى تفشي للعنف في الشارع سيرحل وينأى بنفسه عن المشاركة. وضمن هذا الجمهور محبين لشفيق، بجانب الكثير ممن ينطبق عليهم وصف الفلول. لكن الى اي مدى تفهم قيادة تمرد نوعية الجمهور المستحضر وراء الحركة؟ وما هي تداعيات عدم النجاح في قرأة الجمهور؟

 

الشاهد ان الشعب المصري دائماً يجمع على ما "لا يريده" منذ اندلاع الثورة والى الآن ولم نشهد الشعب مجمع على ما "يريده" بعد! الشعب اجمع مثلاً على رحيل مبارك، كما أجمع في لحظة على كراهية العسكر، وفي كل لحظة اجمع على عدم قبول "العنف". والآن ليس من الصعب ان نجمع الشعب على شيء أخر لا نريده مثل "الأخوان" بعد كل ما بدى منهم من البعد عن قيم الدين والقرب من حب السلطة ونهم الثروة وحب التملك، والفشل في القيادة على كافة المستويات حتى ان مرسي والأخوان أصبحوا مهتمين بشأن احراج المعارضة بأكثر ما هم مهتمين بمسألة مصيرية مثل المياه وموضع السد الأثيبوبي.

 

السؤال الشاغل الآن، ماذا سيحدث يوم 30/6؟ وما هو المتوقع بعدها؟ يقول المنظمين لحركة تمرد اننا سنذهب الى الإتحادية ونرفع الكروت الحمراء في وجه مرسي ونطلق البلونات السوداء في الهواء لتأبين الشهداء والضحايا. واذا لم يستجب مرسي ويرحل فسيعلنوا الأعتصام! وهذا والله هو الوهن بعينه! فألأعتصام سيخترق والناس ستزهق والموجة ستنحسر ورمضان على الأبواب والحر فوق الرؤوس. وفد نشهد عنف وعنف مضاد بين الثوار ومليشيات الأخوان. ومن البديهي ان كل هذه الأحداث لن تجري في القاهرة وباقي البلد تتفرج عبر الفضائيات. لذلك أتوقع موجة عنف شديدة تضرب مقار الأخوان في معظم المحافظات. لكن هل يتبع ذلك نزول الجيش؟ لو زاد الدم عن احتمال الشعب فقد ينزل الجيش. وهذا رهان من لا رؤية له. فعودة الجيش الى وحل السياسة تحمل مزيد من الوهن لمصر. لاحظ ان هذا السيناريو حدث بحزافيره في يناير من هذا العام وضلت الثورة الطريق وهاجمت الشرطة بدلاً من الأخوان ودخلنا في موجة عنف لم تنتهي الا ببروز حركة تمرد.

 

هذه المرة ما قد يحسم الأمر من وجهة نظري ليس فقط أقتحام الأتحادية ولكن ايضاً ماسبيروا وأعلان ان مرسي سقط. ولو حدث هذا فعلى القائمين بالأقتحام مواجهة رأي عام لا يجمع الا على ما "لا يريد" وايضاً مواجهة "القوات المسلحة" التى قد لا ترضي بأن تصبح مصر لعبة بين الأخوان والثوار. وأذا انحاز الشعب للجيش هذه المرة، فعلى الكثير من الثوار السلام. اما الثورة فباقية لانها العدل في الأرض والفرصة للجميع والأمل في تحقيق أحلام الناس.

 

لو نجحت تمرد وأجبرت مرسي على الرحيل فعندها ندخل الى عالم أخر تنتهي فيه تمرد الى عدة أقسام امام سؤال من نوعية "ماذا نريد جميعا"؟. ولو فشلت تمرد وبقى مرسي فأستعدوا لموجة من رد الفعل القاسي والمزري من الأخوان ضد الثوار. وفي كل الأحوال أتوقع ان يستمر نضوج الثوار لحين نتحول فيه من حركات أحتجاجية تهدم النظام الى قوي سياسية تصنع البديل ويراهن عليه الشعب. مقدر ومكتوب.

اجمالي القراءات 6834

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4980
اجمالي القراءات : 53,332,236
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,621
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي