تفاصيل مثيرة.. الجيش المصري كاد يبيع طائرات عسكرية لرئيس عصابة دولية عبر شركة إماراتية

اضيف الخبر في يوم السبت ١٢ - نوفمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الخليج الجديد


تفاصيل مثيرة.. الجيش المصري كاد يبيع طائرات عسكرية لرئيس عصابة دولية عبر شركة إماراتية

كشف تحقيق استقصائي مطول نشره الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين (ICIJ)، وترجمه "الخليج الجديد"، تفاصيل صفقة قذرة حاول من خلالها زعيم أحد أكبر العصابات المشهورة في أوروبا بمجال تجارة المخدرات وتهريب الأسلحة وغسل الأموال، شراء عدد يصل إلى 30 من طائرات النقل القديمة التابعة لسلاح الجو المصري مقابل 20 مليون دولار، منتحلا شخصية مستشار طيران لشركات إغاثة دولية، بتواطؤ شركات في الإمارات وسنغافورة ومالاوي.

امبراطور المخدرات والسلاح، ويدعى "كريستوفر كيناهان"، ويبلغ من العمر 65 عاما، كان لديه شركاء في تلك المحاولة، التي كانت ناجحة لولا فشلهم في توفير التمويل في نهاية المطاف، بحسب التحقيق، الذي تحدث أيضا عن تسهيلات قدمتها قيادة القوات الجوية المصرية لكارتل العصابة الدولية للقدوم إلى قاعدة ألماظة الجوية بالقاهرة وإجراء معاينة شاملة للطائرات، حيث قال لهم أحد كبار الضباط المصريين: "نحن هنا لتحقيق أحلامكم".

غطاء الصفقة
وتشير الوثائق التي نشرها التحقيق الاستقصائي إلى أن محاولة الشراء تمت خلال عام 2020، عبر شركة مسجلة في دبي الإماراتية تدعى Sea Dream Middle East، وكادت الصفقة بالفعل أن تتم عبر شراء 9 طائرات نقل تابعة لسلاح الجو المصري من طراز de Havilland Canada DHC-5 Buffalo.

ولم تكن Sea Dream Middle East هي الوحيدة في دبي التي حاولت المشاركة في منح غطاء للصفقة مع الجيش المصري، فقد كانت هناك شركة CV Aviation Consulting Services DWC-LLC في دبي أيضا، وشركة Crescents and Crosses PTE Ltd. ومقرها سنغافورة، وشركة Nyasa Air Charters Ltd.

"كيناهان" وعصابته المنتشرة في أيرلندا ودول أوروبية ووصل نفوذها إلى الولايات المتحدة، متورط في عدد من جرائم نقل المخدرات والأسلحة والقتل، ما دفع الولايات المتحدة إلى رصد 5 ملايين دولار كمكافأة مقابل معلومات تؤدي إلى إدانته واعتقاله.

وكان "كريستوفر كيناهان" يقدم نفسه في مجتمعات الأعمال باسم مستعار، هو "كريستوفر فينيست"، ويروج لنفسه على أنه مستشار في مجال الطيران والأعمال.

ويقول التحقيق إن الوثائق تثبت تفاصيل عملية غامضة يبدو أنها كانت تهدف إلى توفير طائرات لرئيس جريمة سيئ السمعة حتى يتمكن من نقل المخدرات والمال والناس بسهولة أكبر - أو أي شيء آخر يريده - في جميع أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط.

ولكي يضفي على الصفقة مصداقية، أنشا "كيناهان" موقعا على الإنترنت لشركة ناشئة وهمية أطلق عليها Crescents and Crosses، لتكون هي الشركة القابضة للصفقة مع القوات الجوية المصرية.

وكان لـ"كيناهان" تواجد مباشر مستمر في دبي وزيمبابوي، وتنقل بينهم خلال تحركاته لإنهاء الصفقة مع مصر.

وكانت دبي دبي، الملاذ الضريبي والسري في الشرق الأوسط، موطنًا للعديد من شركات كارتل "كيناهان"، وفقًا للتقارير السابقة الصادرة عن الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية والصحيفة الأيرلندية.

وفي وقت لاحق من هذا العام، قالت الإمارات أنها جمدت أصول "كيناهان".

وضمن جهوده للتمويه على أنشطته، أنشأ "كيناهان" شركة طيران في دبي، بمشاركة امرأة تركية-هولندية، ورجل أعمال إماراتي يدعى "سمير حسين حمدان حبيب سجواني"

مؤتمر بشرم الشيخ
وفي 2019، تكشف الوثائق أن "كيناهان" حضر مؤتمرا للطيران في شرم الشيخ، وكان هذا المؤتمر برعاية برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، وشارك به وزير الطيران المصري، آنذاك، الفريق "يونس المصري"، والذي كان من قبل قائدا للقوات الجوية المصرية.

وحضر هذا المؤتمر، أشخاص يقدمون خدمات محمولة جواً لبرامج الإغاثة في حالات الكوارث وغيرها من القضايا الخيرية ، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر وأطباء بلا حدود.

وقدم "كيناهان" نفسه خلال المؤتمر على أنه "كريستوفر فينيست" ممثل لشركة Crescents and Crosses.

وبعد وقت قصير من المؤتمر، وبالتحديد في 8 يناير/كانون الثاني 2020 ، قامت شركة Sea Dream Middle East General Trading ، الشركة المرتبطة بـ "كيناهان" في دبي، بالاستفسار حول شراء طائرات من الجيش المصري.

عرض شراء
وتحدث المدير الإداري لشركة Sea Dream ، "إبراهيم الدسوقي"، مع ملحق الدفاع بالسفارة المصرية في أبوظبي، العميد "هشام نبيل منير"، بشأن شراء ما يصل إلى تسع طائرات نقل عسكرية من DHC Buffalo مقابل 8 ملايين دولار.

وفي 11 فبراير/شباط 2020 ، أرسل "منير" إلى Sea Dream قائمة بالطائرات المعروضة للبيع من قبل الجيش المصري، إلى جانب عرض توفير قطع الغيار والمعدات التابعة لها، وذلك بموجب خطاب رسمي باللغة العربية (مرفق).

في الشهر التالي، أرسل الملحق معلومات تقنية إلى Sea Dream تتعلق بالطائرات، وأخبرهم بصدور موافقة القوات الجوية المصرية لإجراء الشركة تفتيشا ميدانيا (معاينة) للطائرات في قاعدة ألماظة الجوية في القاهرة.

وفي رسالة باللغة العربية، كتب "منير" أنه سيتم تزويد Sea Dream بقوائم قطع الغيار، بما في ذلك المحركات.

وفي هذا الإطار، أجرت الشركة و "كيناهان" زيارتان لمصر لرؤية الطائرات ومناقشة الصفقة، الأولى في ديسمبر/كانون الأول 2020 ؛ والثانية في مايو/أيار 2021 عندما التقى الفريق بأربعة ضباط من القوات الجوية المصرية، وقال لهم أحد كبار الضباط للزائرين: "نحن هنا للتأكد من أن أحلامكم ستتحقق".

معاينة في قاعدة ألماظة
سمحت الصفقة المحددة لشركة Sea Dream بإحضار حاويات إلى القواعد الجوية والمستودعات المصرية لحمل المعدات التي سيتم شراؤها، ومنحت الإذن بإزالة أية أعلام مصرية وأرقام ذيل على الطائرات، وحظرت الإشارة إلى أي بيع لوسائل الإعلام.

ووفقًا لمسودة العقد، قام المصريون بإزالة "شهادة المستخدم النهائي" المرفقة بالصفقة ، والتي تثبت أن المشتري المقترح هو المستلم النهائي للطائرات ولم يكن ينوي نقلها إلى أخرى.

لكن مشكلات في التمويل لدى "كيناهان"، بالإضافة إلى تضييق الخناق عليه من قبل واشنطن، دفعته لإغلاق الصفقة، بعد أن حاول الحصول على قرض لإتمامها، لكنه لم ينجح.

وبعد ضغوط أمريكية على دبي، جمدت السلطات الإماراتية أصول "كيناهان"، ما أدى لتوقف مشروعاته وفقد السيطرة على شركاته.
اجمالي القراءات 1428
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   السبت ١٢ - نوفمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93648]

أين كانت مخابرات السيسى من هذه الصفقة؟؟؟


فى الحقيقة الموضوع من الوجهتين صعب ::: هل كان السيسى ومخابراته والمجلس العسكرى وقيادة القوات الجوية على علم بأنهم يبيعون الطائرات لزعيم عصابة دولية وتاجر مخدرات ؟؟؟؟؟؟   وهل فى هذا تتحقق شائعة أن تجارة السلاح والمخدرات تتم فى سيناء تحت إدارة (محمود السيسى )  وبمثل هذه الصفقة يكون شريكا رئيسيا فى تلك العصابة الدولية ؟؟ وهنا تكون كارثة .    



  أم أن (زعيم العصابة ) بالتواطىء مع الشريك الإماراتى السنغافورى خدعهم خداعا كبيرا وجعلهم ينامون تنويما مغناطيسيا لم يفيقوا منه إلا على الضرب على مؤخراتهم من العم سام الأمريكى ؟؟؟؟ وتلك كارثة أكبر وأكبر وطامة كُبرى .......



فياترى أيهما كانت الأقرب للحدوث ؟؟؟؟؟   



طبعا السيسى بنظامه ومخابراته ومجلسه العسكرى والأمنى داخليا وخارجيا لا يشغله إلا نشطاء (أو نشتاء ) حقوق الإنسان وما يكتبونه على الفيس بوك ومطاردتهم والقبض عليهم وتشريد عائلاتهم . أما مع من يتعامل ومع من يبيع ويشترى السلاح المصرى  فهذا لا يُهمه ولا يشغله ..



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق