الشراح لـإيلاف: المناهج الكويتية أصبحت أكثر إعتدالا ووسطية

اضيف الخبر في يوم الخميس ١٩ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


قال إن الخلاف في المناهج ديني وتاريخي وليس علمي
الشراح لـإيلاف: المناهج الكويتية أصبحت أكثر إعتدالا ووسطيةفهد سعود من الكويت:
أكد الدكتور يعقوب الشراح، الأمين العام المساعد للمركز العربي للوثائق والمطبوعات الصحية، وكيل وزارة التربية والتعليم في الكويت سابقا،أن المناهج التعليمية في الكويت أخذت منحى تطويري مختلف، وأصبحت أكثر اعتدالا ووسطية، مشيرا إلى أن الخوف من الغلو في الدين والتشدد الذي يؤثر على صغار السن لم يعد من المدارس، بل من المساجد والتجمعات الثقافية الأخرى.
 
وأضاف د.الشراح في حوار مع "إيلاف"، أن موضوع الإرهاب الفكري المطروح الآن دليل على ما نتحدث عنه، فالعالم يطلب من كل مؤسسات التعليم أن تعلم الأطفال والكبار بطريقة بعيدة عن الغلو في التفكير "فأنت لو درّست في مدارسك ما يشجع على الغلو في التكفير إذاً أنت منعزل على العالم".
 
واعتبر أن الخلاف في المناهج الكويتية لا يأتي ضمن مناهج العلوم، بل في مناهج المواد الأخرى كالدينية والتاريخية التي تتأثر ما يدور في العالم من تغييرات تتطلب إجراء بعض التعديلات على المناهج.
 
وإليكم النص الكامل للحوار ...
كانت لكم جهود تربوية تعليمية في مختلف المجالات بحكم تخصصكم، هل لنا أن نتناول بعضها ولنبدأ في دوركم في الإشراف على قطاع المناهج وتحديدا مناهج العلوم على مستوى الكويت وكذلك الخليج العربي؟
 
بلا شك قضايا التعليم قضايا متنوعة وكثيرة ومن ضمنها المناهج، ومناهج التعليم في الكويت تتطور تطوراً سريعاً مثلها مثل أي مناهج في الخليج أو في العالم عامةً، وقد تكون المناهج في الكويت تطورت وحدث فيها تغيرات كبيره، ليست بالضرورة تطورات وتغيرات نحو الأفضل، لان التغيرات التي حدثت فيها كانت نتاج أسباب معينة، وكانت لها أسباب أساسية كثيرة منها خلاف  المجتمع على ما يجب أن يكون في هذه المناهج من مفاهيم وأهداف وغيرها.
 
ما أبرز أوجه الخلاف في المناهج؟
 
هناك خلاف كبير عليها من عدة نواحي، منها ما هو شكل المستقبل، ما هو المطلوب من الإنسان الكويتي أن يكون في المستقبل،  يعني قضايا انعكست على المناهج من خلال التطورات الكثيرة التي حدثت في المنطقة على المستوى المحلي والمستوى الإقليمي ، وأثرت تأثير كبير على موضوع المناهج، وكانت المناهج في الكويت دائماً في حركه مستمرة ومتغيرة لا تبقى على حال . وهذه أدت بلا شك إلى انعكاسات سلبية في العملية التعليمية لأننا دائما نسعى  أن تكون المناهج ثابتة زمنياً، ومستقرة بعض الشيء ولا تتغير خلال سنة وسنتين، ويفترض أن تبقى على الأقل ثمانِ سنوات مع إدخال تعليمات بسيطة أساسية طارئة تحدث، لكن لا تحدث فيها تغيرات جوهرية لأنها تربك العملية التعليمية وتربك المدرسين والطلاب في المدارس.
 
يقال أن التعليم في الكويت لم يتطور والسبب فشل وزارة التربية في وضع خطط واضحة وإجراءات تسير بالتعليم على خطى صحيحة؟
 
لا شك وضع خطط ووضع الإستراتيجية وتحديد الفلسفة والسياسات بالذات الأهداف العامة للتعليم،  تعتبر  من المرتكزات الأساسية التي على أساسها تتطور المناهج، لكن المشكلة  تأتي في التفاصيل، فالتفاصيل يختلف عليها الناس وهذا شيء طبيعي، فهم يريدون للمناهج، تكون بهذا الشكل، وأن تكون فيه مواضيع معينه في المناهج. كما أن الخلافات دوما تكون في المناهج الغير علمية كالمناهج الأدبية كالتاريخ والجغرافيا، والمناهج الدينية، فهي دوما موضع خلاف. 
 
ومن النادر أن تحدث خلافات في منهج العلوم مثلا لان العلوم كما تعرف لها مفاهيم ثابتة ومعروفة ومطلوبة، وهناك في أساسيات يجب أن يتعلمها الطفل في مراحل التعليم لا يمكن أن يكون في خلاف عليها لكن الخلاف في مناهج العلوم  يأتي دائماً من حيث الكم . بحيث لا تعطي الطالب كم كبير من المعارف في العلوم، أو أن يكون أحياناً الخلاف وارد في مناهج العلوم على أساس مستوى المفاهيم مع مستوى الطلبة، بحيث يكون ما يتعلمه الطالب شي فوق مستواه.
 
إنما الخلاف على الايدولوجية وخلاف على المنحنى الاتجاهي الذي قد يكون متأثر بجوانب سياسية معينة هذه لن تكون في العلوم وإنما تكون في مناهج المواد الأخرى.
 
مناهج العلوم الدينية تقصد؟
 
 بالطبع... اليوم مهما يقولون أو يتحدثون لا يمكن للمتخصصين في علوم التربية والتعليم أن يجهلوا أن المناهج التعليمية في أي بلد كان تتأثر بالعوامل الكثيرة المحيطة في المجتمع. والمنهج هو أساسا وجد ليعد الإنسان للمستقبل وبالتالي ما يتعلمه هو ما يجعله قادراً على التكيف في المتغيرات في الواقع الحالي وفي النظرة البعيدة.. وهذه المتغيرات القريبة والبعيدة المدى لا تأتي فقط بسبب العوامل الداخلية في المجتمع ولكن أيضاً تأتي من الخارج. 
 
وهناك فيه عوامل خارجية يكون لها تأثير على المناهج، اليوم مثلا على سبيل المثال في منهج العلوم يتكلمون عالمياً عن الاحتباس الحراري، وأن الاحتباس الحراري كارثة للأرض لكل قد يأتي مجتمع من المجتمعات لا يهتم في بالاحتباس الحراري،  ولكن عندما يدرس العلم للطلبة في مراحل التعليم العام وحتى في الجامعة، يجب أن يأخذ المنهج في الاعتبار الاحتباس الحراري، لان الاحتباس الحراري قضيه عالمية وقضية دولية وقضية مطروحة في كل مكان، وأي مجتمع لا يمكن أن ينفصل عن العالم في موضوع البيئة مثلا.
 
وجهت أميركا وبعض الدول الغربية الاتهامات في السابق بدول الخليج وبعض الدول الإسلامية بأنها تساهم من خلال مناهجها في تعليم الأطفال الغلو في الدين، ما تعليقك حول هذا الأمر؟
 
موضوع الإرهاب الفكري المطروح الآن دليل على ما نتحدث عنه، فالعالم يطلب من كل مؤسسات التعليم أن تعلم الأطفال والكبار بطريقة بعيدة عن الغلو في التفكير، فأنت لو درّست في مدارسك ما يشجع على الغلو في التكفير إذاً أنت منعزل على العالم.
 
إذاَ العالم سيأتي وسيطلب منك ألا تسبب القلق والخوف في الداخل، فنحن كمجتمع خارجي سنخاف مما أنت تقوم فيه وهذه المشكلة الحالية الآن في مناهج التعليم في باكستان وأفغانستان وفي الفلبين وفي دول كثيرة، ووجد أن هناك الكثير من مؤسسات التعليم الغير رسمية تعلم الأبناء الغلو في التفكير والتطرف الخ .. والعالم يرى ويعرف ذلك وبالتالي العالم منزعج من هذه الدولة التي لا تراعي الاعتدال والوسطية الخ .. فإذا المنهج بالذات متصل بالعالم وليس فقط متصل بالظروف المحلي.
 
هل نستطيع أن نقول أن المناهج التعليمية في الكويت بعد التعديلات عليها أصبحت معتدلة ومتوافقة مع ما يحدث في العالم بشكل لا يكون فيه انتقاد للكويت؟
 
بلا ادني شك المناهج الكويتية مناهج معتدلة جداً وبعيدة عن هذا الجانب، وحين نتحدث عن مناهج المدارس والمناهج فأنه وبلا شك أصبحنا أكثر اعتدالا ووسطية، و لكن لا شك أن هناك عوامل أخرى خارج المدارس نحن نتحدث عن مجتمع كامل، والإنسان يتأثر بالمجتمع سواء بالمؤسسات المدنية الكثيرة من مسجد ومن أندية ومن جمعيات ثقافية ومن نشاطات موجودة في المجتمعات يتأثر فيها وقد يأتي التأثير من هذه المصادر وليس بالضرورة من المدرسة .
 
لكن عندما نتحدث عن مناهج التعليم في الكويت فهي مناهج معتدلة ووسطية ومتطورة حقيقةً وعندها القدرة على الت"3"> 
بالعكس، الكويت كان لها سياسة إعداد المعلمين الكويتيين والاعتماد عليهم وأنشأت كليات للتربية لإعداد المعلمين مثل كلية التربية في جامعة الكويت وكلية التربية الأساسية في التعليم التطبيقي، وغيرها من الكليات أصبحت تعد المعلمين في مختلف التخصصات إلى درجة لو نظرنا الآن إلى المعلمين في الكويت نلاحظ أن هناك في بعض التخصصات وصلت الزيادة في العدد بحيث لم يعد هناك حاجة.
 
كما أن بعض التخصصات فيها نقص، وهذا ما يستعدي الحاجة لوجود تعاقدات خارجية لجلب من يسدوا الخانة، وتصور أن النقص يكون في مجالات كاللغة العربية واللغة الإنكليزية واللغة الفرنسية مثلا، بعض الميادين فيها نقص والبعض منها كعلوم الاجتماع والتاريخ والجغرافيا فيها زيادات كبيرة.
 
طبعاً تعين المعلمين في الكويت مبني على خارطة توازن . يعني أنت لا تعين معلمين أنت لست بحاجة لهم، لان سوف يكون فيه بطالة، وسوف يبقى هذا المدرس يأخذ له 6 حصص أو 8 حصص، بينما مدرس آخر سيأخذ 20 حصة، والراتب واحد فما في عدالة ما في مساواة يعني يخلق مشكلة بين المعلمين أنفسهم أو المعلمات وبالتالي يجب أن يكون هذا التوازن موجود.
 
لكن أظل أقول أن في التعليم يجب أن نبتعد عن تعين أي احد لأجل التوظيف فقط، لأنها كارثة.. لان عمل المعلم ليس كعمل أي موظف إداري في مؤسسة. عمل المعلم يجب أن يكون مدروس ويجب أن يكون لدية مؤهلات عالية ومتمكن وعنده خبرة تربوية ومطلع على طرق التعليم الخ..لدرجة أنه في الدول المتقدمة لا يعين المعلم في المدرسة إلا وعنده ترخيص للتعليم.. ترخيص مهني مثل ما تسوق السيارة فيه ترخيص . والمعلم يجب أن يكون عنده ترخيص، والترخيص لا تحصل عليه بالشهادات والخبرة. الشهادات والخبرة هذا تحصيل حاصل، ولكن الترخيص معناه أنت يجب أن تخضع لاختبارات مقننه خاصة تتجاوزها تحصل على الترخيص فالترخيص هذا يعطيك الأهلية للدخول في العملية التعليمية.
 
الدكتور / يعقوب أحمد حسن الشراح في سطور:
 
- حاصل على ليسانس العلوم (أحياء-علوم) من أمريكا عام 1969.
- حاصل على دبلوم عام التربية (دراسات عليا) من جامعة لندن / من جامعة لندن / بريطانيا ، عام 1975.
- حاصل على دبلوم خاص التربية (دراسات عليا) من جامعة / بريطانيا ، عام 1976.
- حاصل على ماجستير التربية (مناهج وطرق وتدريس العلوم)من جامعة ليدز / بريطانيا عام 1977.
وكيل وزارة التربية المساعد للتخطيط والشئون الثقافية عام 1980.
 
ومن مؤلفاته كتاب التربية البيئية وكتاب أضواء على الأحداث، وكتاب استمرارية الحياة وعلاقة الأحياء وكتاب استثمار البيئة وكتاب تعليم الكبار ومحور الأمية في الكويت وغيرها.
اجمالي القراءات 4270
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق