كتب أحمد حسن بكر ومجدي رشيد (المصريون): : بتاريخ 29 - 12 - 2008
شهدت مصر لليوم الثالث على التوالي أمس، مظاهرات غضب عارمة، تنديدا بالمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، وامتدت المظاهرات إلى معظم القرى المصرية خاصة في محافظات البحيرة والمنوفية والشرقية والمنصورة، حيث طالب المتظاهرون الرئيس حسني مبارك بفتح معبر رفح، وطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، ووقف تصدير الغاز المصري لإسرائيل.

وتظاهر المئات أمس أمام نقابة الصحفيين بشارع عبد الخالق ثروت وسط حصار أمني مشدد فرضته قوات الأمن على نقابتي المحامين والصحفيين، لمنع انضمام المواطنين إلى تلك التظاهرة التي نظمتها القوى الوطنية، من خلال وضع الحواجز الحديدية والمتاريس، لكن العشرات تمكنوا رغم ذلك من الدخول إلى سلم النقابة، ومنهم سيدات وأطفال في سابقة هي الأولى.
وشارك في الوقفة ممثلون عن حركة "كفاية" و"الإخوان المسلمين" والقوى السياسية المختلفة، وندد المتظاهرون بالمجازر الصهيونية ضد أهالي غزة وتخاذل الأنظمة العربية والإسلامية حيال ما يحدث، وحملوا الأعلام الفلسطينية ولافتات تناصر غزة.
ونددت نقابة الصحفيين في بيان بالمجازر البشعة التي ترتكبها إسرائيل بصمت بارد ضد الشعب الفلسطيني المحاصر، وطالبت المجتمع المدني والحكومات العربية بالتحرك لإيقاف العدوان وفك الحصار وإمداد الشعب الفلسطيني بالمستلزمات الضرورية للحياة.
كما شهدت نقابة المحامين مظاهرة مماثلة لعشرات المحامين للمطالبة بالتصدي للعدوان الإسرائيلي وفتح المعابر وإنقاذ أهالي غزة، واحتشد آلاف الأطباء والسياسيين أمام نقابة الأطباء للتظاهر تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة.
وتحدث الدكتور محمد سيف الدولة المحلل السياسي والخبير بالشئون الفلسطينية، مؤكدا أن المعركة في غزة هي معركة مع القلعة الأخيرة المسلحة في الأرض الفلسطينية المحتلة من أجل كسب الهدف الاستراتيجي الإسرائيلي المتمثل في اعتراف دول المنطقة بها بدون شرط أو قيد لتثبيت وجودها.
كما امتدت المظاهرات إلى القرى بالمحافظات المختلفة، فقد شهدت معظم قرى كفر الدوار وحوش عيشي والمحمودية ودمنهور وكوم حمادة وأبو حمص والإسماعيلية مظاهرات حاشدة بعد صلاة مغرب أمس الاثنين، وكانت أكبر تلك المظاهرات التي شهدتها قرية كنج عثمان بكفر الدوار حيث شارك فيها أكثر من 3 آلاف شاب هتفوا ضد المجازر الإسرائيلية وضد الصمت المصري الرسمي.
وردت أجهزة الأمن بقطع التيار الكهربي عن قرى محافظات البحيرة لمنع خروج تلك المظاهرات، كما تدفقت قوات من الأمن المركزي على تلك القرى، في حين هدد أهالي القرى قوات الأمن بالرد عليهم إذا حاولوا منع الشباب من التظاهر.
وكانت البحيرة والإسكندرية شهدتا بعد صلاة العشاء أمس الأول الأحد مظاهرات حاشدة طافت شوارع المحافظتين بلغ عدد المشاركين فيها أكثر من مليون شخص.
وشهدت نقابة الزراعيين بالبحيرة بمدينة دمنهور ظهر الاثنين مؤتمرا شعبيا حاشدا شارك فيه أكثر من 10 آلاف شخص للتنديد بالمجازر الإسرائيلية على غزة المحاصرة.
وشارك في المؤتمر المستشار محمود الخضيري رئيس "حملة فك الحصار عن غزة"، ومحمد سويدان مسئول المكتب الإداري لجماعة "الإخوان المسلمين" بالبحيرة، والمهندس جمال منيب أمين عام مساعد الحزب "الناصري" ممثلا عن القوى الوطنية بالبحيرة، والدكتور محمد جمال حشمت القيادي الإخواني المعروف، والمهندس زكريا الجنايني عضو الكتلة البرلمانية لـ "الإخوان" بالبحيرة، وأمل خليفة الباحثة في الشأن الفلسطيني.
وتحدث محمد نزال القيادي في حركة "حماس" عبر الهاتف للمشاركين في المؤتمر، مؤكدا أن "فلسطين صامدة، وإخواننا في غزة سيردون بقوة على هذا العدوان، فقد كتب علينا القتال وهو كره لنا وإننا بإذن الله ثابتون مرابطون"، معلنا "إننا مررنا بثلاث مراحل هي الحصار ثم الحوار ثم الآن الدمار".
وطالب نزال الشعب المصري بالدعم المادي والإعلامي والتعبير عن مشاعره وأن لا يخاف ممن يرهبونه فهو الأمل، مشددا على أن دور مصر تاريخي يأبى النظام أن يشوهه، مستنكرا الصمت الرسمي والموقف الغير مبرر تجاه المحاصرين في غزة.
من جانبه، اقترح المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض ورئيس حملة "كسر الحصار" في كلمته، تشكيل "مجموعة استشهادية" يكون قوامها 10 آلاف مصري، لفتح معبر رفح بالقوة، وقال إنه سيكون في مقدمة هؤلاء.
وأعلن عن رقم تليفونه الخاص للتواصل معها خلال 48 ساعة لمتابعة آخر التطورات بهذا الصدد، وهو 0127770498، وطالب من الجميع الجدية في الأمر، وقال إنه يجب علينا أن نأخذ بالأسباب ثم نتوجه بالدعاء، وأقسم بالله بأنه "لو هزم إخوانا في غزة فستنكسر نفوسنا وسنصبح في أذى وعدم ارتياح ضمير".
وأكد المستشار الخضيري لـ "المصريون" أن فكرة تشكيل مجموعات استشهادية هي الحل، وأنه يجب أن لا تقل عن 10 آلاف شاب حتى لا يستطيع الأمن المركزي منعهم من فتح المعبر، وقال إن أهم الشروط الواجب توافرها في المتقدمين هي الجرأة والرغبة في الاستشهاد والاستعداد للاعتقال والتعذيب على أيدي الأمن.
وأضاف أنه حاليا تجميع الأسماء وتشكيل المجموعات وسيتم التحرك فور اكتمال العدد، لكنه أكد أن تلك المجموعات الاستشهادية لن تكون مسلحة بأي نوع من الأسلحة، فقط سلاحهم إيمانهم بالله.
وناشد المؤسسات المجتمعية أن تشرع في تجميع الأسماء لتكون تلك المجموعات جاهزة خلال 48 ساعة لتأخذ طريقها إلى معبر رفح لفتحه بالقوة، وأضاف "أنه يجب علينا أن نضع الشعارات موضع التنفيذ ضاربا مثال ببنازير بوتو (رئيس وزراء باكستان الأسبق) قبل وفاتها أعلنت أنها ستسير مظاهرة تعجز السجون عن استيعابها ووقتها لم يستطع الحاكم الدكتاتور أن يتغلب عليها".
وقال الخضيري "إننا سنكون أكبر عدد وعدة من الأمن المركزي، فهو لن يصل إلى عددنا وامن الدولة بسيطة جدا ولو أنهم وجدوا منا قوة لاختبئوا وفروا من أمامنا، مؤكدا أن التاريخ يثبت أن الشعوب دائما أكبر من الحكام وأقوى منهم".
وأعلن أيضا أنه تشكيل لجنة عالمية لفك الحصار تتكون من ممثلين من دول مختلفة وعقدت الاجتماع التأسيسي في لبنان الأسبوع الماضي.
في سياق متصل، شهد مجمع الكليات النظرية بجامعة الإسكندرية مظاهرات حاشدة لليوم الثاني على التوالي منددة بالمجازر الإسرائيلية، ومطالبة بطرد السفير الإسرائيلي وقطع العلاقات.
كما نظم طلاب كليات الطب والصيدلة والأسنان بجامعة الإسكندرية بتقدمهم عميد كلية الطب الدكتور محمود الزلبانى ووكيل الكلية لشئون الطلاب الدكتور أحمد عثمان وقفة احتجاجية حاشدة بعد ظهر أمس احتجاجا على المجازر الإسرائيلية ضد شعب غزة.
وأقام المحتجون صلاة الغائب على أرواح شهداء غزة و قد أم المصلين عميد الكلية و بعدها وجه كلمة للطلاب طالبهم ببذل كل عزيز وغال فداء من اجل شهداء فلسطين، وألقى الطلاب المنتمون لتيار "الإخوان" كلمات حماسية، ورددوا الهتافات والأناشيد الحماسية.
على جانب آخر، تنظم نقابة الصيادلة بالإسكندرية ظهر اليوم الثلاثاء مؤتمرًا جماهيريًا في تمام الساعة الواحدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر وللتنديد بالمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، والمطالبة بفك الحصار.
وكانت النقابة قد أعلنت عن بدء حملة لمقاطعة الأدوية الأمريكية لما تمثله الولايات المتحدة من دور داعم لاحتلال الإسرائيلي، كما بدأت في حملة لجمع الأدوية لصالح الشعب الفلسطيني المحاصر.