ثلاثة أسئلة :

الثلاثاء ١٦ - سبتمبر - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول تعرفت عليك يا د صبحى منصور لأول مرة في مقال لك تهاجم فيه حماس في موقع عرب تايمز . مقالك أغضبنى ورديت عليك بالسّب . وتتابعت نفس المقالات في الهجوم على حماس في مواقع شفاف الشرق الأوسط والحوار المتمدن ثم موقعك أهل القرآن . في الحقيقة إبتدأت أقتنع بوجهة نظرك . والان أفكر في تجميع كل مقالاتك عن حماس وأرسلها لك في فايل لأن ما يحدث الآن شيء فظيع ، عن حماس والعرب ونتنياهو وتدمير غزة وإقتلاع أهلها . والعرب يعقدون مؤتمر في الدوحة ردا على هجوم إسرائيل على الدوحة . مع إن قطر تنفق على أكبر قاعدة لأمريكا عندها ، ومع إن قطر أهدت أحدث طائرة الى ترامب ، بل واشترت شقة لابن نيتنياهو في لندن . الأدهى من ذلك أن ثلاثة من قادة حماس عقدوا اتفاق مع إسرائيل أن تؤمن خروجهم وعائلاتهم من غزة قبل إجتياحها مقابل تعريف إسرائيل بما تحتاجه من أسرار . ونتنياهو يهدد بضرب قادة حماس في مصر وتركيا ويعربد كما يشاء ، والسيسى لا يستطيع الرد لأن مصارينه في يد نتياهو . مصر والعرب وحماس مثل صراصير في مرحاض وإسرائيل تتبول عليهم . معذرة فهذا بالضبط التشبيه الملائم . أريد منك يا د صبحى التعليق على حال العرب اليوم . تعليق مختلف لم تقله من قبل . السؤال الثانى : سؤال من د فوزى عرفة : في أواخر سورة الحشر قال الله تعالى : ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22 ) ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ( 23 ) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 24 ). صدق الله العظيم . سألنى ابنى انه يرى تناقض بين ان يكون الله تعالى السلام المؤمن وان يكون في نفس الوقت يكون العزيز الجبار المتكبر . هل لديكم الإجابة ؟ السؤال الثالث : تواجهنى في الصلاة مشكلة التركيز والخشوع . عقلى يسرح ، وأقول الآيات باللسان والقلب غافل . أقرأ الآيات والتسبيحات بنفس الترتيب دون أن أشعر . وربما تنتهى الصلاة بهذا الترتيب الذى تعودت عليه . أقول لنفسى إن كل ما أقول يتم تسجيله بمجرد النطق مصداقا لقول ربنا سبحانه وتعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ق ). هذا التعليل يريحنى . فهل هو صحيح ؟ شكرا مقدما على إجابتك .
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول

1 ـ هو تعليق لا تتوقعه . ولكن أتذكره الآن وأنا أضحك . في حقبة عبد الناصر كانت المظاهرات المؤيدة له يسيّرها أتباع النظام ، تهتف باسم عبد الناصر تقول :( يعيش يعيش ) وتندد بالرجعية وعملائها والملك حسين والملك السعودى وبورقيبة ، تقول : ( يسقط يسقط ). وكنت أشارك في هذه المظاهرات حيث كنت وقتها مفتونا بعبد الناصر . وأتذكر أن الذى كان يقود المظاهرات شابا ضخم الجثة جهورى الصوت . كان يهتف مثلا ( بعيش القائد المفدى ) ونهتف خلفه بلا وعى ( يعيش القائد المفدى ) ، ( يسقط عملاء الاستعمار ) ونردد خلفه ( يسقط عملاء الاستعمار . ثم حدثت نكسة 1967 .  كنت في مكان ووجدت الشاب إياه يقود مظاهر صاخبة يهتف بكل حرارة ( يعيش السمك تحت الماء ) وخلفه شباب يرددون بنفس الحماسة ( يعيش السمك تحت الماء ) ثم يهتف ( يسقط المطر من السماء ) ويرددون خلفه ( يسقط المطر من السماء ). كانت سخرية من عهد عبد الناصر ، عصر الحناجر ، أو ( الحنجورى ) . لم تتكرر هذه المظاهرة . قيل أنهم إعتقلوه .

2 ـ المصريون والعرب يقولون ولا يفعلون . هم  يسكنون الكلمة . ( الزعيم ) معناه  هو القادر على ( الزعم ) أي الإدّعاء . وهذا هو ما يملكه ( الزعماء العرب ) . يزعمون ويزعمون . لا يكذبون مطلقا إلّا عندما يتكلمون .  إسرائيل تعرف هذا ، وتعرف أنهم لا ينتصرون إلا على شعوبهم المسكينة . لذا تعاملهم وتعامل شعوبهم بإحتقار شديد .

3 ـ يعجبنى قولك ( مصر والعرب وحماس مثل صراصير في مرحاض وإسرائيل تتبول عليهم ) . لا تعتذر عنه . هو تشبيه رائع .

 

 إجابة السؤال الثانى :

1 ـ لنا مقال عن ( الرحمن ) منشور هنا يثبت أن ( الرحمن ) ليس من الرحمة بل من التحكم والسُلطة . وأن ( الرحمن الرحيم ) توجز معانى الأسماء الحسنى لله جل وعلا رب العالمين .

2 ـ إن الله جل وعلا من صفاته الحليم الرءوف اللطيف وأمثالها ، ومن صفاته أيضا القوى العزيز شديد العقاب . قال جل وعلا  مثلا :

2 / 1 : ( اعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(98)المائدة )

2 / 2 : ( غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) ( 3 )

  غافر )

2 / 3 : ( الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ(7)فاطر)

3 ـ الله جل وعلا رءوف بعباده الذين يتقون ، وهو أيضا شديد العقاب للكافرين الظالمين . وما أروع قوله جل وعلا : ( لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ(34) مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ(35). الرعد ) . أي إنك الذى تحدد بنفسك مصيرك ، إذا إخترت الضلال أو إذا إخترت الاستقامة.

إجابة السؤال الثالث :

1 ـ أنا أيضا أعانى من نفس المشكلة ، وربما أكثر لأنى منشغل بأفكارى من مقالات وأبحاث . وأحاول بكل مستطاع التركيز . ورأيت أن الحل يكمن في تكرار ما أقول إذا غفلت عن الخشوع فيه . وطبعا هي معاناة . ولهذا نفهم قوله جل وعلا عن المتقين جعلنا الله جل وعلا منهم ( نَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ(59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ(60)المؤمنون ) . أي يعبدون ويخشون أن عبادتهم قد لا تكون مقبولة بسبب ضعف البشر . والدعاء المناسب هو (  لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(286)البقرة )

2 ـ إن تسجيل الأقوال والأعمال لا يعنى قبولها ، هو مجرد تسجيل لكل ما يصدر عن الانسان . أو كل ما يتطاير منه من عمل وصوت ، ثم يأتي به يوم القيامة كتابا يحمله منشورا ، يقرؤه بنفسه .قال جل وعلا : ( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا(13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً(15)الاسراء ). فالحساب يومئذ سيشمل ما نطق به اللسان وما فعلته الجوارح وما وقر في القلب وفى السرائر . وحينها يكون الغفران أو العقاب . قال جل وعلا : ( لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(284)البقرة )

 شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1141
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5322
اجمالي القراءات : 65,604,095
تعليقات له : 5,519
تعليقات عليه : 14,916
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


الخطأ فى التلاوة : أحيان ا أقع فى الخطأ فى تلاوة آيات من القرآ ن ...

النبى فى الطائف: ما قصة ذهاب الرسو ل علية السلا م الى الطائ ف ...

أرض العنوة: أقرأ تعبير ( أرض العنو ة ) هل له صلة بما تكتبه عن...

ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : ما معنى ( وَإِذ َا غَرَب َت ...

التوريث : اود اولا ان ابلغك اعجاب ي بقلمك م السلس...

زواج المسيار: عناية الدكت ور أحمد أرجو إبداء رأيكم...

الاخوان والسلفيون : ما هو الفار ق بين السلف يين والاخ وان ...

اربعة أسئلة : السؤا ل الأول : أنقله كما هو : سوا ي في شي من...

أربعة أسئلة: السؤ ال الأول : يعطيك العاف ية دكتور احمد...

إعادة قراءة الفاتحة : هل يجوز تكرار الفات حة وإعاد ة السجو د عند...

عرش الرحمن: ما معنى الاية الكري مة (وكان عرشه على الماء ) ...

شق الجيوب.!!: جنازة العمد ة فى البلد كانت جنازة فظيعة . حضر...

اقتلوا انفسكم : هل ممكن شرح الاية 54و55و56 من سورة البقر ة في ما...

دعوة ابراهيم للحج: كيف كان نبي الله إبراه يم عليه السلا م يؤذن...

السجود فى الصلاة: هل يجوز للمصل ي في السجو د ان يضع مرفقي ه مع...

more