ثلاثة أسئلة

السبت ٢٥ - مايو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول : قال تعالى : ( سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ ). كيف إسترهب سحرة فرعون الناس ؟ السؤال الثانى : ما معنى ( قائلون ) فى قوله تعالى : ( وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4) الاعراف )؟ السؤال الثالث : قال تعالى : ( قُلْ لَوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ مَلَكاً رَسُولاً (95) الاسراء ). كيف يسير الملائكة مطمئنين فى الأرض .؟
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

1 ـ السحر خداع للعين ، يجعل العين ترى ما يريد الساحر لها أن تراه . أى يؤثر على النفس ، ولا بد أن يكون لدى النفس إستعداد مسبق للتصديق ، والساحر يستخدم هذا فى إرهاب الناس ، وهذا معنى ( استرهبوهم ) فى قوله جل وعلا :( قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) الاعراف ). إسترهبوهم فكان سحرهم عظيما .

2 ـ ووقع موسى نفسه ضحية لهم . نفهم هذا من قوله جل وعلا : ( قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) طه ).

3 ـ وحتى الآن فالساحر الماهر يقوم بترهيب الناس ، ومن يذهب اليه معتقدا فيه يرتجف خوفا منه ، ويستجيب لأوامره .

إجابة السؤال الثانى :

1 ـ ( قائلون ) فى قوله جل وعلا  ( وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4) الاعراف )  تعنى القيلولة . ونفس المعنى فى قوله جل وعلا : ( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً (24)  الفرقان ).

2 ـ وتأتى من القول ( قائل ) وهو كثير ، ومنه قوله جل وعلا : ( قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ (10) يوسف ).

3 ـ وتأتى من (قال ) بمعنى خاصم  وكره وأبغض . وجاء فى قصة لوط عليه السلام : ( قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنْ الْمُخْرَجِينَ (167) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنْ الْقَالِينَ (168) الشعراء ).ومنه قوله جل وعلا : ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)  الضحى ).

إجابة السؤال الثالث :

1 ـ ( قُلْ لَوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ مَلَكاً رَسُولاً  ) جاءت فى سياق طلب الكافرين آيات حسية من النبى محمد عليه السلام : ( وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنْ الأَرْضِ يَنْبُوعاً (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَقْرَؤُه قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً (93) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولاً (94) قُلْ لَوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ مَلَكاً رَسُولاً (95) الاسراء ).

2 ـ الملائكة مخلوقة من طاقة نارية برزخية سرعتها فوق تخيلنا ، وبهذا تتخللنا بأجسادنا المادية . وجاء التعبير عنها فى قوله جل وعلا : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) فاطر ). هى المرة الوحيدة التى جاءت فيها كلمة ( أجنحة ) فى القرآن الكريم ، وهى أجنحة بلا حد أقصى : ( مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ )، بمعنى سُرعات لا نهائية لا يمكننا إدراكها . بالتالى لكى يعيشوا فى الأرض لا بد أن يتجسدوا بشرا ماديا ، أى يمشون مثلنا ( مطمئنين ). ونفهم فى هذا السياق قوله جل وعلا : ( وَقَالُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9)  الأنعام ).

3 ـ فى قصة مريم أرسل الله جل وعلا لها الروح جبريل فى هيئة بشرية ـ تمثّل أو تجسّد ـ لها بشرا . قال جل وعلا : ( فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً (17) مريم ). وقبله فى قصة ابراهيم ولوط عليهما السلام . قال جل وعلا : (  وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴿٦٩ فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ ﴿٧٠ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴿٧١) هود ) . وهم الذين قالوا للوط : (  قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ﴿٨١﴾ هود ).



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 2962
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5322
اجمالي القراءات : 65,640,825
تعليقات له : 5,520
تعليقات عليه : 14,917
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


حق التشريع : من له الحق التشر يع في الدين الاسل امى ؟ ...

ليس صحيحا ا : اتق شر من احسنت اليه . هل هذا القول يتفق مع...

يا حسرة على الأزهر: جاءتن ى هذه الرسا لة من استاذ جامعى أزهرى...

قضاء الصوم: لقد تمنيت كثيرا لو كنت أعرف موقعك م ...

مسألة ميراث: توفى اخى من 12 عام وكان قد عقد قران ولم ينجب...

كن لها مخلصا: من عشرين سنة جئت لأمري كا وكنت طالب فى...

الزهد والتصوف: اريد الفرق بين الزهد و التصو ف ...

والد عاق.!!: ابى كان وحيد والدي ه فعاش مدلل ولم يكمل...

عصيان الملائكة : هل ابليس هو الملا ك الوحي د الذي عصي الله...

لماذا لا ترد عليهم ؟: فى الآون ة الأخي رة انتشر الهجو م عليك ،...

التواتر فى الصلاة: الدكت ور احمد يقول ان الصلا ة والحج...

الدعوة للاسلام: انا و زوجي نقيم في كندا و اشعر بالمس ؤولية ...

السماع للهجص: في الآون ة الأخي رة بدأت أستمع كثيرا ومن باب...

زكاة اليانصيب: وسؤال آخر .. على فرض ان حظى ضرب وكسبت...

ألم الدنيا والآخرة: هناك فى الآية 74 من سورة التوب ة إشارة الى...

more