زكاة الحُلىّ من تانى

السبت ٠١ - أغسطس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
إنى أمتلك ذهب كنت أشتريتة قبل الزواج من جمعيات أعملها مع زميلاتى فى الشغل بغرض الزينةوقد قمت ببيع بعضه لحاجتى للمال وأصبح لدى الآن حوالى 200جرام ومن مده ذهدت نفسى لبس الذهب لعدة أسباب : منها ظهور الذهب الصينى وإنتشاره وكثرة اللصوص وأعمال البلطجة بعد الثورة والخوف من السرقة أو القتل . فإحتفظت بالذهب لأولادى وقيل لى لابد من إخراج ذكاة الذهب كل عام وسبق وقد أخرجتها مرة واحدة ولكن الذهب فى حد ذاته بيتناقص وزنه مع الزمن وإحتكاكه بعضة ببعض . وأنا عشان أطلع ذكاة الذهب كل عام لابد من إنى أعمل جمعية حتى يتسنى لى دفع ذكاة الذهب . أما بالنسبة للجمعية فأنا أقوم بإستلامها كاملة فى نصف المدة المقررة وأقوم بسداد الأقساط الشهرية المتبقية من مرتبى الشهرى علما بأنى بأدخل بربع مرتبى فى الجمعية . هل هذا المال من الجمعية يستحق عليه الذكاة علما بأنى أشارك فى هذة الجمعيات لدفع مصاريف المدارس وشراء الإحتياجات السنوية . ؟
آحمد صبحي منصور :

1 ــ المفروض دفع الزكاة أولا بأول ، فالموظف يستلم راتبه الشهرى وعندما يستلمه يُخرج زكاته حسبما يرى فى حدود الاعتدال ، أى يُخرج عشرة فى المائة أو أقل ، عالما بأن الله جل وعلا رقيب عليه وأنه الله جل وعلا سيُخلف عليه ويعوضه أضعاف ما أنفق ، وليس بالضرورة أن يُخلف عليه ويعوضه ويرزقه مالا أى رزقا عينيا ، لأن الرزق الخفى هو الأهم ، والرزق الخفى يشمل الصحة والتوفيق والنجاة من الكوارث . والانسان لو خُيّر بين أن يرزق ببليون جنيه ومعها مرض السرطان أو أن يرزق بعشرة جنيهات ويشفيه من مرض السرطان فلا بد أن يختار الصحة والشفاء .

2 ــ إذا كنتى تدفعين الزكاة أولا بأول وتوفر معك ما تشترين به الحُلىّ فليس على التوفير النقدى أو العينى ( الحُلىّ ) زكاة . إذا لم تكونى تدفعين زكاة اموالك أولا بأول فهى عليك دين لله جل وعلا، وهذه ديون لرب العزة لا تسقط بالتقادم  . وهنا أنصح أن تجلسى مع نفسك وتحسبى ما عليك من ديون لربك جل وعلا ، وتقومى بإخراج هذا الدين من مدخراتك أو من الذهب الذى تحتفظين به .  بدون ذلك فأنتى تكنزين الذهب وسيكون هذا الذهب عذابا لك يوم القيامة : (  وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35) التوبة ).

3 ــ هذا الذهب ـ قليله وكثيره ـ وذاك المال ـ قليله أو كثيرة سنتركه حتما وسيتركنا حتما ، هو رزق يتخللنا فى حياتنا الدنيا ، يأتى ويخرج كالشهيق والزفير ، ولا يتبقى منه سوى الأثر ، أو العمل الصالح أو السىء ، هل حصلنا عليه بالحلال وأنفقناه فى الحلال و دفعنا زكاته ؟ ام أكلناه سُحتا وأنفقناه ظُلما ؟

4 ــ لنا الفرصة فى الاصلاح قبل أن يحلّ بنا الموت . ولنتذكر قوله جل وعلا للذين آمنوا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)  المنافقون ). 



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 7418
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   السبت ٠١ - أغسطس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[78838]

مُداخلة بسيطة .


شكرا استاذى دكتور منصور - على هذا التوضيح فى زكاة الحُلى (الذهب والفضة والأحجار الكريمة ) ....وإسمحوا لى بمداخلة رياضية بسيطة ..



1---سنفترض ان السائلة الكريمة فى سنة 2010 كان معها 10000جنيه بعد سداد زكاتهم .. وإشترت بهم (50) جرام ذهب ..  



2-  فى سنة 2011  كان معها 20000 جنيه بعد سداد زكاتهم ، وإشترت بهم (95) جرام ذهب .



3-فى 2014 كان معها 20000 جنيه  بعد سداد زكاتهم ،إشترت بهم (70) جرام ذهب .



 



وباعت  50 جرام ذهب الآن سنة 2015  ب  جنيه 15000. فسنفترض انهم ال (50) جرام التى إشترتهم فى 2010 ب 10000جنيه .. فهى بذلك تكون قد ربحت فيهم



15000- 10000= 5000 جنيه .



فعليها زكاة ال 5000 جنيه  الأرباح ،التى لم تلقى عناءا  فى تنميتها ،ولم تكلفها  اى مصروفات .. فتكون النسبة (من وجهة نظرى) على الأقل 10%



وبذلك  يكون عليها زكاة 5000&10%= 500 جنيه .



وهكذا ، فى كل دفعة ذهب تريد أن تبيعها فى أى وقت - فلتحسب الفرق بين ثمن الشراء وثمن البيع ،وتخرج 10% على الأقل من مبلغ الربح  زكاة .



- وفقنا الله جميعا لطاعته ، والتخلص من غرورالشيطان فى أطماع الدُنيا .



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5123
اجمالي القراءات : 57,066,772
تعليقات له : 5,452
تعليقات عليه : 14,829
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


قردة خاسئين: قال الله تعالى : {قل هل أنبئك م بشر من ذلك...

إعجاز القرآن العددى: انت تقول ان الاعج از العدد ي هو دليل علي حفظ...

رؤية النبى مناما: أهلا دكتور أحمد صبحي منصور لدي إستفس ار حول...

رسالة هامة : جاءتن ى رسالة هامة من المهن دس العرا قى ...

وصية وميراث : لو سمحت لى سوال فى المير اث لم اعرف كيف ادخلة...

الحاجب: ما معنى كلمة حاجب السلط ان أو حاجب الملك ؟ ما...

قريب ولئيم : هو أحد أقرب الأقا رب ، وعاش فى رعايت ى ، وأصبح...

لماذا تفرق المسلمون : لماذا تفرق المسل مون وما هو الحل لكى ينبذو ا ...

ليلة النكد لا الدخلة: د. أحمد. أرسلت لك رسالت ى هذه من عامين...

سؤالان : السؤا ل الأول نحن نحتقر الكلب ، ونقول انه...

وعاشروهن بالمعروف: استاذ ي العزي ز احمد صبحي عليكم السلا م ...

التخصيب الصناعى : أنا فتاة أبلغ من العمر 38 عاما بدون زواج ، و أحس...

ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : ما هو الفرق بين ( ذلول ) و ( زللتم...

حجاب زوجتى : اعذر ني لأني سوف أسألك سوالا...

عن الغفران والتوبة: يوجد تعارض واضح بين آيتين فى سورة النسا ء ( 48 ،...

more