آحمد صبحي منصور Ýí 2012-08-05
1 ـ كنت فى مكتب الصديق الراحل فرج فودة نتأهب للخروج عندما دق التليفون ، وسمعت فرج فودة يهلل بأعلى صوته مرحبا وسعيدا ، كان على الخط الآخر الفنان محمد نوح يشيد بأحد مقالات فرج فودة . بدأت المعرفة بينى وبين محمد نوح عن طريق فرج فودة ، ودعانا محمد نوح لسهرة فكرية ثقافية فى بيته جرى فيها حوار حول الاسلام والقرآن والتطرف ، إمتدت لتباشير الصباح حضرها فرج فودة وأسرة محمد نوح ، وعرفت فيه الجانب الآخر المثقف المفكر من هذا الفنان الرائع متعدد المواهب من التأليف الموسيقى والمسرحى والاخراج المسرحى والتلحين والتوزيع والتمثيل، والذى كان مبدعا فى فنّه ومتحدثا ذا حضور. بعد إغتيال فرج فودة أقمنا فى مكتبه الجمعية المصرية للتنوير، وكان الفنان الراحل محمد نوح من رواد ندواتها. وشارك فى حفلات الذكرى السنوية التى كنا نقيمها فى ذكرى إغتيال فرج فودة فى مسرح السلام وغيره . وانتقلت الى مركز ابن خلدون مديرا لندوته الأسبوعية (رواق ابن خلدون) ومشاركا فى نضالاته الاصلاحية فكان محمد نوح من أعمدة الرواق ، يثريه بفكره وتعليقاته ويشيع بهجة بحضوره وتألقه . وشارك معنا فى أنشطة المركز الاصلاحية خصوصا وقد كان عضو مجلس أمناء مركز ابن خلدون، فكانت له مساهمات فعالة فى مشروع اصلاح التعليم المصرى ومشروع تعليم المصريين حقوقهم السياسية والانتخابية ، وكان هذان المشروعان من اسباب سجن د سعد الدين ابراهيم ، ولجوئى الى أمريكا بعد اعتقال عشرات من القرآنيين . وانقطعت الصلة بيننا وإن لم تنقطع الودة القلبية ..رحمه الله جل وعلا .
2 ـ فى أوائل التسعينيات قام الفنان الراحل محمد نوح بتجربة نوعية فى المسرح المصرى،حين ألّف وأنتج وأخرج مسرحية ( سحلب )، وقام ببطولتها فى البداية حسين فهمى وليلى علوى. وكنت من بين المدعوين فى حفل الافتتاح . وأبهرنى العرض وتكلفته الباهظة ، وأحسست أن المجتمع المصرى ليس مؤهلا لهذه النوعية من الأعمال المسرحية الجادة والباهظة التكاليف أيضا . وفعلا خسر المنتج الكثير ..بينما تنجح ـــ ولا تزال تزدهرــ المسرحيات الهابطة .. وقد إنفعلت بمسرحية ( سحلب ) ورأيت فيها ( محمد نوح ) الذى أعرفه ، فكتبت مقالين نقدا للمسرحية ، نشرتهما جريدة ( الأحرار ) وقت عرض المسرحية . وحدث بعدها أن زرت محمد نوح فى كوالبس المسرح وقتها ودار الحديث فى حضور كثيرين حول المقالات التى تعرضت للمسرحية ففوجئت به يقول إن أفضل مقال نقدى للمسرحية كتبه الشيخ أحمد صبحى منصور ...
وأعيد نشر المقالين عن مسرحية سحلب فى ذكرى رحيل الصديق محمد نوح.
قال الراوى :( سحلب و "الفلاح الفصيح" )
* لم يسكت الفلاح المصري "خو ـ إن ـ أنوب " على الظلم الذي أوقعه به " تحوتي ـ نخت" فأخذ يشكوه للفرعون "نب ـ كاووـ رع" أحد ملوك الأسرة العاشرة في أهناسيا ،وكان أسلوب الفلاح غاية في الفصاحة فاستحوذ على إعجاب الفرعون وأنصفه. وشاعت هذه الرواية لتصبح قصة "الفلاح الفصيح" إحدى روائع الأدب الفرعوني في الدولة الوسطى (نحو420 :1785 ق.م)، وفي ذلك الوقت لم تكن هناك حضارة إلا حضارتنا ، وفي هذا العصر السحيق شاعت هذه القصة وتم تدوينها على فترات لاحقة دليلا على إعلاء حضارتنا القديمة لقيمة الفرد وحقه في رفع الظلم عن نفسه . ويلاحظ أن الظالم في قصة "الفلاح الفصيح" كان مجرد موظف في حاشية الفرعون ولم يكن استعماراً أجنبياً، أي كان من تلك البيروقراطية المصرية التليدة العتيدة التي لا تزال تتفنن في إيذاء المصريين مستغلة ضعف الذاكرة عند الفرعون وكثرة مشاغله الداخلية والخارجية ، وكأنما كان قدرا مكتوبا على المصري أن يتحمل ظلم البيروقراطية المصرية إذا هو نجا من ظلم الاستعمار الأجنبي...!!
* طافت بعقلي هذه المعاني وأنا أشاهد رائعة "محمد نوح" المسرحية "سحلب" وهي شكوى فصيحة ضد البيروقراطية المصرية وأشياء أخرى. وتلك الشكوى مقدمة إلى الفرعون الحقيقي وهو ذلك الشعب المصري الذي أنجب الحاكم والحاشية والمطحونين أيضاً ، وإذا كان الفلاح الفصيح القديم "خو ــ إن ــ أنوب" يشكو مما اغتصبه منه الموظف "تحوتي ـ نخت" فإن الفلاح الفصيح في عصرنا وهو "مح ـ مد ـ نوح" يشكو بالنيابة عنا كل أصناف المعاناة التي صنعناها بأنفسنا ، أي يشكونا لأنفسنا ، لأن الحل في يدنا ، وقد أعلنه الفلاح الفصيح من قبل حين هبّ يهتف "مدد مدد شدي حيلك يا بلد" ، أى أن الحل بسيط ، وهو أن ننهض وننفض عنا الكسل ولا نسكت عن الظلم والسلبية ، ننهض لنقرأ ونتعلم علما حقيقيا وليس قشورا وعناوين ، نعمل عملا حقيقيا منتجا بنفس الهمة التي أبدعت نصر أكتوبر وهذا ما صرخته فينا مسرحية "سحلب" .. ما الذي حدث لنا بعد نصر أكتوبر ؟.
* وقد لاحظت أن اللمسات الفرعونية في مسرحية سحلب تظهر في صياغة الشخصية المحورية وهى "عزيزة" التي تجسد بوفائها لحبيبها المظلوم شخصية "ايزيس" ، فقد تمسكت عزيزة بحبيبها إلى النهاية وهو يواجه الاغتيال المعنوي لشخصيته ثم التهديد بالإعدام الفعلي ، وذلك كله بتهمة ظالمة صنعتها سلبيات السلطة وكسلها ، ولم تخضع عزيزة لمغريات الزمن الرديء وظلت إلى جانب حبيبها تدافع عنه بنفس ما فعلت "ايزيس" مع حبيبها أوزيريس" . وأعتقد أن اختيار اسم "عزيزة" قد جاء ليؤكد الصلة بينها وبين ايزيس ، فايزيس في اللغة المصرية القديمة كانوا ينطقونها "عزى" وهو شديد الشبه بكلمة "عزيزة" وربما كان هو نفس النطق بالهيروغليفية .
* إن هناك كلمة لا تزال تؤرقني حين أتذكرها ، تلك الكلمة قالها لى بعض "الأشقاء" من الأعراب ، وقالها في تلقائية شديدة يمتدح فيها رفيقا له ويصفه بالتقوى ، قال " أنه لا يزني أبدا حتى لو جاء مصر" !! إذن هذه هى صورة مصر عندهم ، اختزلوها لتصبح مجرد ماخور كبير ليس فيه إلا الرقيق الأبيض لمن يملك المال ، ومن هنا تحول الفن المصري على يد بعضهم إلى أداة لترويج هذه الفكرة ليكتمل اغتيال الشخصية المصرية وليلحق العار بكل مصري ، وليلحق العار بكل المحصنات المصريات العفيفات والبيوتات المصرية ورجالها وأمجادها ، ثم نسكت جميعا على هذا الإفك ونؤكده أحياناً بأفلام ومسرحيات ومسلسلات إلى أن تخرج علينا "سحلب" ومن خلفها الفلاح الفصيح يصرخ فينا لأن يكون الفن المصري في خدمة الإنسان المصري وفي احترام الشخصية المصرية على أرضها وفي أهلها .. !!
( يتبع بالعدد القادم) .
قال الراوي : ( سحلب و " الفلاح الفصيح " )
*وكم آثار أحزاني ذلك المنولوج المؤلم الذي يلقيه محمود بطل المسرحية " حسين فهمي" العائد من بلد نفطي وهو يتساءل لماذا يضطهدونه هناك ؟، وهو المصري الكادح ،الشريف دائما، البعيد عن المشاكل أبدا ، ومع ذلك فإنهم يحتقرونه في غربته عندهم لأسباب قد ترجع للجغرافيا والتاريخ والنيل والصحراء والماضي والحاضر والهزيمة والانتصار والحضارة والبداوة والعلم والجهل ، وكلها أسباب تعين عليه أن يدفع تكاليفها من كرامته الإنسانية وعزته المصرية .. !!
*لقد أدي نصر أكتوبر إلي إفقار الشعب المصري ــ المنتصر ــ وتضخم الاقتصاد النفطي المزدهر ، فاضطر المصريون المنتصرون إلي العمل الشاق في بلاد النفط التي لم تحارب والتي كسبت المليارات بدون تعب ، ومع كل العمل الشاق فقد حصلوا علي أدني الأجور وتحملوا كل الإهانات من أولئك الذين أثروا علي حساب انتصارهم ودمائهم ، وتلك سابقة لم أشهد لها مثيلا في التاريخ الإنساني . ولم تكن قصة بطل " سحلب " إلا تعبيرا عن هذه المعاناة الهائلة التي ذاقها كل مصري في بلاد النفط وعاد إلي مصر يختزن في قلبه جبالا من المرارة وأمراضا نفسية وعضوية ، وقد كان أولي بالفن المصري أن يصيغ من هذه المعاناة الإنسانية دراما رائعة تظهر فيها عظمة المصري وصبره وكفاحه ، ولكنه بدلا من ذلك اتجه بعضهم إلي بيع الشخصية المصرية بالرخيص في سوق الفن الفاضح ، وجاءت مسرحية سحلب لتقدم اعتذارا عما يقع من إساءة في حق مصر والمصريين بيد المصريين أنفسهم ..
*ونحن لا نقول أن الشخصية المصرية بريئة من العيوب، فيكفي أن بيننا من يسيء إلينا في سبيل المال ، و" سحلب" في حقيقتها منشور سياسي عالي النبرة في الهجوم علي السلبيات المصرية من المجاري إلي الرشوة والتسيب والارتزاق بالحرام ـ إلي الإسهال التشريعي الذي يفرز كثرة من القوانين تحاصر الإنسان المصري وتهدده في كل وقت ، فإذا فعل خالف قانونا ، وإذا لم يفعل خالف قانونا آخر ، وهو في الحالتين لا علم له بتلك القوانين التي تفرزها الحكومة في كل حين. وباعتبارها منشورا سياسيا دراميا فقد حرص الفلاح الفصيح علي إبراز أسماء الجرائد القومية والمعارضة ، وحرص علي أن يسوق التعليقات علي ما تكتبه تلك الصحف وكلها تخاطب الإنسان المصري وتدعوه لينهض ، ويأتي ذلك أحيانا متناغما مع أغنية نوح المشهورة " شدي حيلك يا بلد" ، تلك الأنشودة التي تحدد شخصية الفلاح الفصيح في نوح منذ بدايته . والتي برزت أخيرا في " سحلب". ونحن أحوج ما نكون إلي أولئك الذين يعتبرون الفن رسالة تستلزم التضحية أحيانا ، ولكن الفن الصادق يخلد مع الزمن ويبقي بعد موت صاحبه يرفع اسمه بين الأجيال ..
*إن أصعب آفات الدراما أن تتحول إلي اللغة الخطابية ، وهي مشكلة الفلاح الفصيح نوح حين أراد توظيف الدراما في منشوره السياسي ، لذلك لجأ إلي إبهار المشاهد وإمتاعه وإضحاكه ليسيطر عليه حتى نهاية العرض. وكمية الضحك في سحلب كافية ولا تحتاج إلي خروج علي النص خصوصا في مسرح محترم يقدم فكرا ورؤية ومتعة ، وقد تجلي الإبهار في ذلك المزج الرائع بين الكاميرا والمسرح ، فالكاميرا تتدخل بين المناظر المسرحية لتعطي تدفقا سينمائيا سريعا للإحداث حين تصل بين ذلك المنظر وما بعده ، وقد تعطي تعليقا بالصورة السينمائية عنه ، وقد تعطي تركيزا علي حدث معين بكاميرا التليفزيون التي تنقل الحديث المسرحي مكبرا علي شاشتي العرض علي المسرح ليتمكن المشاهد من رؤية الانفعالات علي وجه البطل ، وقد أستخدم المخرج محمد نوح ذلك التكتيك الرائع في براعة ودقة وجعلها في خدمة النص المسرحي ، وبهذا المزج بين السينما والمسرح والتليفزيون علي شاشة واحدة وفي عرض واحد فإن الفلاح الفصيح محمد نوح قد قدم لنا رؤيا فصيحة للمسرح المصري رائدة في مجالها ، وإن كانت بالطبع باهظة التكاليف .
*ويبقي بعد ذلك بعض المآخذ التي وقع فيها العرض للتخفيف من حدة المنشور السياسي ، وأقصد بها تلك المشاهد التي قصد بها الإضحاك ولكن جاءت بأثر عكسي مثل ذلك المشهد الذي تتخيل فيه أم البطل عودة زوجها المتوفى ليراودها عن نفسها ، وعناصر الزمان والمكان لا تساعد علي الإضحاك ، كما أن بعض الاستعراضات قد جيء بها لتوافق ما اعتاده المسرح اليوم من حشر للرقصات بداع وبدون داع ، وكان من الأفضل أن يستغني عنها باستعراض مبهر يعمق فينا الإحساس بأهمية عودتنا إلي مجدنا الفرعوني لنخرج من تلك الحالة المتردية التي تنتقدها المسرحية. كنا فعلا فى حاجة إلى استعراض بعمق اللمسة الفرعونية فى المسرحية ويصل الحاضر بالماضي ، ويبرز العلاقة الوثيقة بين عزيزة وإيزيس ، ويؤكد علي الصلة بين الفلاح الفصيح القديم ( خو ـ إن ـ أنوب ) من وادي النطرون وبين الفلاح الفصيح المعاصر ( مح ـ مد ـ نوح) من كوم حمادة!!
المنظر الأخير : ـ
ينبغي أن يكون الفن المصري في خدمة الشعب المصري دون غيره .. ألا يكفي في عبقرية الشعب المصري أنه يتحمل الحياة بلا حكومة منذ أن تولي د. عاطف صدقي رئاسة الوزارة ؟؟!!.
يرحم الله الفنان الرائع الجميل محمد نوح . فلقد تعرفت عليه كمثقف ومُفكر مصرى قبل أن أتعرف عليه كموسيقى وفنان . فبالإضافة للجوانب التى ذكرها استاذنا الدكتور منصور -أكرمه الله - عن شخصية محمد نوح - أقول أنه كان عالما مصريا من علماء المصريات (علم مصر الفرعونية ) ،وإذا إجتمع محمد نوح - ود - وسيم السيسى -فى ندوة او ملتقى ثقافى فتأكد انك تعيش وتتعرف على أدق تفاصيل تاريخ مصر الفرعونية .ومن جوانب شخصيته الأخرى أنه كان مُناضلا ضد مبارك فى عز عصر مبارك ،ولا أنسى قولته فى ندوة بإبن خلدون ( عندما أكون فى حفلة ويحضرها مبارك ،وأراه يصفق لى ،أو يقول لى بعد الحفلة برافو أعرف أننى كنت زى الزفت ،لأن مبارك حمار ومبيفهمش فى الفن ،لكن لو قالها لى طالب فى معهد الفنون المسرحية أو الموسيقى العربية سأعرف أنها بالفعل كانت رائعة ،فمبارك لا يفهم فى اى شىء ) ..
---ولا ننسى انه هو الذى نقل فرج فودة بعد إطلاق النار عليه إلى المستشفى ،وأنه إتهم الدكتور حمدى السيد نقيب اطباء مصر آنذاك ،والطبيب المعالج لفرج فودة بعد الحادثة مباشرة -بالمشاركة فى قتل فرج فودة لإعطاءه كمية دم اكثر مما كان يستحق وهذا خطأ طبى يُفضى إلى موت المريض فورا دون الحاجة إلى اسباب أخرى للوفاة .
رحم الله محمد نوح -ووهب مصر من يخلفه فى فنه وموسيقاه وثقافته وحبه وإخلاصه لمصر .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5094 |
اجمالي القراءات | : | 56,238,986 |
تعليقات له | : | 5,425 |
تعليقات عليه | : | 14,782 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الخليل بن أحمد العبقرى العربى مبتدع علمى النحو و العروض
لمجرد التذكير : مقدمة تاريخية عن نشأة علم النحو
دعوة للتبرع
عدة المطلقة والأرملة: استاذ ي العزي ز دكتور احمد منصور سلام ...
وعاشروهن بالمعروف: استاذ ي العزي ز احمد صبحي عليكم السلا م ...
بين الكفر والجهل.!!: اتمني تجيبن ي علي هذا السؤا ل فانا قارئ في...
مطلوب الاتصال بكم: الاست اذ الدكت ور احمد صبحي المحت رم ...
انشقاق القمر: اريد رأيكم في مسألة ما ورد بالقر آن الكري م ...
more
الشكر للدكتور أحمد على إلقاء الضوء على شخيصة مصرية معاصرة رحلت عن عالمنا وهى شخصية الفنان محمد نوح المصري ، الفنان المناضل الذي ناضل على مدار أكثر من خمسين عاما ضد الجهل والتعصب التي أتت به الثقافة الوهابية مرتدية عباءة الدين .
وقد قابلته عدة مرات في مركز ابن خلدون وكانت من تعبيراته الظريفة الفنية التي تصف دول الخليج ومعها السعودية الوهابية كان يقوا إن مصر واقعة تحت تأثير عصر البتروريال والبترودينار هم يسرقون بناتنا الصغار باسم الزواج في العياط والحوامدية والبدرشين وابو النمرس ، فيأتي العجوز الخليجي فوق السبعين عاما ويشتري بنتا ذات أربعة عشر عاما من أهلها تحت مسمى الزواج ليأخذها بشنطة الهدوم ويعطي أبوها ثمنها تحت مسمى المهر ويذهب بها إلى الخليج ولا ترى أهلها مرة ثانية!!
كان الراحل محمد نوح يلقي الاضواء على هذه المشكلات وقلبه يتقطر دماً !!
من اقواله ايضا أن هناك أحياء بالقاهرة رائحتها جاز يعني بنيت بأموال المصريين المهانين بعملهم بالخارج وسميت شوارحعها بأسماء مشاهير بدو الجزيرة .
شكرا للدكتور أحمد صبحي على لمسة الوفاء هذه للراحل الفنان محمد نوح .