وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَ:
دولة الفساد ما زالت تعبث بأمن مصر وكرامة المصريين
محمد عبدالرحمن محمد
Ýí
2012-06-30
-
-
مازالت دولة الفساد ــ ما يعرف بجهاز الأمن والفلول التابعين له ــ تعبث بأمن مصر ومصالح المصريين ، وهذا يمكن مراقبته من خلال الحياة اليومية للمصريين.. ففي اليوم التالي لإعلان فوز مرشح الاسلام السياسي بمنصب رئيس الجمهورية.. بعد التأخر في اعلان النتيجة من جانب النظام والمجلس .. عن تعمد حتى يتم ابرام الصفقة النهائية بين كلا الجانبين.. في هذا اليوم 26/6/2012م، كان موعد رجوعي لعملي بعد قضاء أجازتي الشهرية المعتادة.. حجزت تذكرة الذهاب في ميعاد السابعة صباحاً، في أتوبيس الوادي الجديد التابع لشركة الوجه القبلي للنقل والسياحة..
-
وجرت العادة أنه عندما يكون الراكب متاخراً عن الوصول لموقف ميناء القاهرة البري بالترجمان ويمكن أن يفوته ميعاد الأتوبيس إن ذهب داخل الموقف، أن يستقبل الراكب الأتوبيس على باب الشارع الذي يمر الأتوبيس منه بعد خروجه مباشرة من موقف (الترجمان) على بُعْد مائتي متر فقط من الموقف في ناصية شارع الصحافة بجوار مستشفى الجلاء للولادة، وهذا مافعلته يوم 26 يونيو في اليوم التالي لإعلان نتيجة انتخابات الرئاسة.. ورأيت أتوبيساً هو نفس النوع من اتوبيسات الوادي .. وجريت نحو الأتوبيس في إشارة المرور وزحمة المركبات في الشارع ولحقت به بعد مشقة كبيرة وأنا أحمل أمتعتي الثقيلة وشاورت له أن يفتح لي الباب وأنني راكب من ركاب الأتوبيس لكنه في هذه المرة لم يفتح لي الباب ، وأشار بإبصعه بأنه لن يفتح وهو في الاشارة ، وكان قد تأخر حوالي أكثر من ساعةعن ميعاده، وكل مواعيد اليوم لجميع المدن السياحية قد تأخرت أكثر من ساعة كاملة.. وكنت قد حجزت تذكرة السفر وكانت بخمس وأربعين جنيهاً مصريا حتى مدينة الفرافرة، وشعرت بخيبة الأمل والاحباط والغضب والمهانة.!
-
أخذت أجُرُ أذيال الفشل والملل .. وتوجهت إلى الموقف ومعي أمتعتي الثقيلة ، وعند بوابة الدخول طلبتْ مني موظفة جهاز الإكس راي وضع الحقائب للفحص بالأشعة لضمان الأمن والسلامة العامة.. فقلت لها .. بأنني لن أدخل في صالة الركوب وأنني متوجه لموظف حجز التذاكر(الكاشير) في الواجهة.فوافقت.. وذهبت مباشرة إلى موظف حجز التذاكر، وقلت له بعْدَ أن ألقيتُ عليه التحية: أتوبيس الوادي ميعاد الساعة السابعة تحرك من الوقف أم لا وهل تأخر عن ميعاد المغادرة أم لا؟ وكانت وقتها الساعة الثامنة والنصف.
-
فقال لي .. أنه قد غادر متأخرا عن ميعاده خمسون دقيقة وأنه تحرك من الموقف الساعة الثامنة إلا عشر دقائق. فقلت له: لقد انتظرت الأتوبيس على باب الشارع على بعد مائتي متر وأسرعت نحو السائق وطلبت منه أن يفتح لي الباب فرفض رفضا تاماً وها أنا ذا معي تذكرتي ولم أغادر وأنا أريد أن أسترد ثمنها.
-
فقال لي: إن الشركة لاترد التذاكر لأي أحد من الركاب مهما كان السبب .. إلا في حالة واحدة وهى أن يتم إلغاء الميعاد.. من جانب الشركة..! فقلت له الأتوبيس قد تأخر أكثر من ساعة وهذا يُعتبر إلغاء للموعد.. فقال لي .. الإلغاء عندنا يعني أن الأتوبيس لن يتحرك في هذا اليوم..!! ولكنه تحرك متأخرا ساعة أو أكثر. وأن الشركة تضع شروطها على التذكرة كما تريد ومن بين هذه الشروط أن محطة الركوب هى محطة حجز التذاكر وأن التذكرة المباعة لا ترد ولاتستبدل بميعاد آخر. مهما كانت الأسباب!.
-
وأنت تعرف أن السفر تساهيل ومقدر مثل الرزق.. وغير خاضع مائة بالمائة للمواعيد الدقيقة..!! فتعجبت.. وقال لي: أنت لا تعرف أين الخير فربما من الخير لك ألا تركب هذا الميعاد.
-
قلت له : وما هو السبب في أن سائقي الأتوبيسات رفضوا أن يفتحوا الأبواب حتى لأستعلم منهم أو أسألهم مجرد سؤال؟
-
قال لي:
-
منذ حوالي أسبوعين في الصباح الباكر كان أحد الأتوبيسات السياحية المتوجهة لأحد المدن الساحلية متحركاً للقيام بالرحلة وعندما خرج الأتوبيس من الموقف الرئيس(الترجمان) بمائة متر فقط وأمام مصلحة السجون بالمنطقة والسجن التابع لها خرج ثلاثة من الشباب الذكور ووقفوا أمام هذا الأتوبيس السياحي الذاهب للمصيف وزعموا أنهم من الركاب ومعهم التذاكر رفعوا تذاكر في أيديهم، وفتح لهم السائق الباب على أساس أنهم من الركاب وعندما دخلوا الأتوبيس وأقفل السائق الباب.. أخرجوا على الفور ثلاث طبنجات (مسدسات) وثبتوا السائق وكل الركاب وكلهم أسر منهم الأطفال والسيدات وكبار السن ومنهم الأزواج والشباب وغيرهم.. فجردوا الرجال من حافظات نقودهم وكانت مليئة جدا لأنهم مسافرين للمصايف .. وجردوا السيدات من أساورهم الذهبية وحليّهم جميعها..، وجميع موبايلات الركاب صغيرا وكبيرا حتى موبايل السائق..!!
-
وأجبروا السائق على فتح الأبواب الأمامية والخلفية.. وقفزوا من سيارة الأتوبيس في لمح العين وتفرقوا كل واحد منهم في شارع في غمضة عين..
-
فقلت لهم : هل تم التعرف على هويات هؤلاء اللصوص المجرمين قاطعي الطريق. أم لا وهل كانوا سافري الوجوه أم ملثمين؟
-
قال لي: لا :لم يتم حتى الآن التعرف على هوية أو شخصية أحد منهم ولا التعرف على المدبر لهذا السطو المسلح. مع أنهم لم يكونوا مقنّعين أو ملثمين.!!
-
قال الكاشير: لهذا أصدرت إدارة الشركة أمراً لكل السائقين بمنع فتح أبواب الأتوبيس بعد التحرك من الموقف الرئيس لأي سبب من الأسباب.
-
وبالفعل أطاع السائقين الأوامر.
-
هَدَأَتْ نفسي والتمستُ العذر للسائق وقلتُ لموظف حجز التذاكر: أريد حجز تذكرة سفر أخرى في نفس اليوم في الميعاد المسائي الساعة السادسة طريق الفرافرة.
-
وعندما عدتُ لأركب الميعاد المسائي وجاء مٌحصل التذاكر ليستطلع التذاكر وكل محصل يعمل سائقاً أيضاً وكنت قد استوقفته في الصباح أشكو له زميله سائق ميعاد الساعةالسابعة صباحاً لعدم فتحه الباب لي..،وكان هذا السائق عائد بأتوبيسه من الوادي أمام الموقف في شارع الصحافة، فقال لي: أليس أنت صاحب مشكلة الصبح: فقلت له نعم.
-
قال لي: هل تعلم أن الأتوبيس الذي كنت يجب أن تركبه لم يتحرك من الموقف إلا الساعة التاسعة والنصف صباحاً!!
-
قلت له: لكني كنت بالموقف الساعة الثامنة والنصف أمام موظف التذاكر أسأله هل الأتوبيس تحرك من الموقف أم لا ؟ فقال لي موظف التذاكر: أنه تحرك الساعة التاسعة إلا عشر دقائق من الموقف.!!!
-
قال لي سائق الأتوبيس المسائي الذي أركبه:
-
: موظف حجز التذاكر جالس في شباكه معزول عن صالة الركوب ولا يعرف أي أتوبيس تحرك في ميعاده وأي أتوبيس تأخرعن ميعاده.!
-
فقلت له :كيف ذلك؟ ألا يوجد تنسيق بين موظف حجر التذاكر والسائق أوالمسئول عن قيام وتحرك كل ميعاد من مواعيد الأتوبيسات بهذا الميناء البري الضخم.؟ قال لي: إنهم لايهتمون بأحد من الركاب.؟
-
خـــــــواطر حــــول حادث السطو المســــلح:
-
أولاً : خواطر حول شركة الوجه القبلي للنقل والسياحة:
-
هذه الشركة هى أكبر شركات الشركة القابضة للنقل وللسياحة التابعة للحكومة ولكبار رجال الدولة والنظام وكبار المستثمرين وكبار الموظفين بالدولة.. ولها فروع متعددة وضخمة في كل مدينة وكل طريق صحراوي و في واحات مصر ومدنها السياحية.. وسوف أكتب عنها مقالا إن شاء الله تعالى.
-
كان من الأجدر والأولى بالشركة القابضة للنقل والسياحة أن تجهز الأتوبيسات بتجهيزاتها الأساسية.. من الكاميرات الآلية التشغيل في مقدمة الأتوبيس ومؤخرته كما في كل شركات النقل في كل دولة بالعالم.
-
كان من الأجدر والأولى بتلك الشركة أن تزود سائقي الأتوبيس بسلاح مرخص لكل حافلة في هذه الأيام منذ انتفاضات يناير قبل الماضي.. فأضعف الإيمان أن يكون السائق ومساعده حاملين لمسدسين من عيار التسعة ملللميتر الذي يحمل أربعة عشرة طلقة.. وبذلك يكون مجموع ما معهما من طلقات بالمسدسيْن أقرب ما يكون برشاش آلي..
-
ليس هذا فحسب .. بل إن الشركة لو عينت رجل أمن مدرب على السلاح ومواجهة عمليات السطو المسلح لكانت بذلك وفرت فرص عمل لآلاف الشباب وتفتح لهم باب أمل وتكوين أسر..
-
فلو كل تذكرة زاد في سعرها جنيهين وتكون تلك الزيادة هى مرتب رجل الأمن بالأتوبيس لن يمانع الركاب .. في ذلك.. والأتوبيس يسع واحد وخمسون راكباً فبالتالي يكون زيادة جنيهين على التذكرة في الرحلة الواحدة يوفر مائة جنيه تكون هى أجر رجل الأمن عالي المهارة والتدريب والتسليح في اليوم الواحد يعني ثلاثة آلاف جنيه في الشهر من رحلة واحدة للسيارة في يوم واحد .. وعندما يكون ذلك معروفا.. لن يجرؤ أحد على مهاجمة أتوبيس للشركة داخل أو خارج القاهرة.
-
بدلا من أن تفرض الشركة القابضة للنقل على كل راكب في تذكرته خمسة جنيهات إضافية للتكييف والفيديو.. ولا يوجد تكييف ولا فيديو في معظم الأتوبيسات، بل كان من الأولى أن تجعل منهم جنيهين فقط للأمن ومعايير السلامة المعترف بها عالمياً.
-
أما عن الركاب فحدث ولا حرج: فلم يكن منهم راكب واحد ولا زوج ولا أب واحد يمتلك مسدساً مرخصاً حتى يدافع به عن حياته وحياة أسرته وكرامته وكرامة الركاب المصريين معه بالأتوبيس.!
-
فهم ركاب عُزْل مثل باقي الشعب المصري الأعزل.. من السلاح ومن التدريب على المقاومة لمن يسطو على مدخراتهم وكراماتهم ويهدد حياتهم وحياة أولادهم..!!
-
ثانياً:
-
أما عن وزارة الداخلية والبوليس المصري وجهاز الأمن:
-
هناك أصابع الاتهام تشير إلى أن التواطؤ والتقصير الشديد والإهمال الجسيم الذي يعد بمثابة الخيانة العظمى للشعب متعمد وتواطؤهم وتقاعسهم عن توفير الأمن بمعاييره الدولية ومعايير السلامة في منطقة من أهم المناطق وهى منطقة الترجمان (ميناء القاهرة البري) كما يطلقون عليه، إن بهذه المنطقة صحيفة الأهرام وصحيفة الأخبار.. ومصلحة السجون وسجنها الرئيس في حرمها ومسرح مجاور ومستشفى السكة الحديد ومستشفى الجلاء والهيئة العامة للتامين الصحي ومحكمة كبرى رئيسية.. كل تلك المؤسسات الضخمة ..
-
ألا يحتاج الأمر إلى تركيب كاميرات للمراقبة في كل ناصية وفي كل مبنى ومؤسسة من تلك المؤسسات.. الحساسة الهامة.. بل وفي كل عشرة أمتار على كل مبنى وكل عمارة ..!!
-
أم أن المصريين وسلامتهم لايعينهم بقدر ما يعنيهم سلامة الرئيس الفرعون السابق ووزير أمنه الفاجر.؟
-
هذه الشركة القابضة للنقل كانت من ضمن القطاع العام وقد باعها عاطف عبيد المجرم بتراب الفلوس واشتراها من هم في النظام من وزراء وأبناء الوزراء وانجال الرئيس.. ومديري الأمن.. ورجال الأعمال أو رجال نهب المال.. اشتروها بتراب الفلوس يعني سرقوا المصريين..
-
وعندما أراد المصريين أن يكون لهم رئيسا غير هذا الفاجر العسكري وأرادوا أن يغيروا النظام باتنفاضتهم الشريفة.. عاقبهم الفلول ومعهم الأمن بإطلاق رجال أمن الدولة المفسدون يسرقون المصريين مرة ومرات.. وأن يكلفوا البلطجية والمسجلين الخطرين التابعين للأمن لينفذوا للأمن أعمالهم القذرة لتركيع الشعب المصري.. بعد أن اختار رئيسه الجديد.. من أول يوم لإعلان النتيجة واضطراب في المرور غير عادي .
-
يعني سرقوا المصريين عندما اشتروا القطاع العام بتراب الفلوس وسرقوه مرات ومرات وآخرها بتوصية اللصوص من الأمن والبلطجية وخريجي السجون التابعة لهم بمهاجمة هذا الأتوبيس الذي يضم الكثير من الأسر المصرية التي أرادت أن تُروّح عن أنفسها وعن أولادها بمصيف يخفف عنهم هجير الصيف.. وهجير الخوف.. كثير من هذه الأسر من الطبقة المتوسطة تدخر طوال العام لقضاء أسبوع أو أسبوعين بالمصيف والشاطي وربما تعمل جمعيات لهذا الحدث الأسري المهم الذي يتم مرة كل عام أو إثنين أو ثلاثة..
-
فكان جزاؤهم السطو المسلح من جانب رجال الأمن وبلطجيتهم وخريجي سجونهم.
-
العجيب أن (الأمن المصري) يدعون ويزعمون أنهم يصلحون في الأرض وإذا قُلتَ لهم لاتفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون.
-
ويصدق فيهم قوله تعالى:
-
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ{11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ{12} البقرة.
اجمالي القراءات
10478
الأستاذ المحترم / محمد عبد الرحمن السلام عليكم ورحمة الله وبركانه
خطر ببالي سؤال وأنا أقرء ما خطه قلمك من معاناة الشعب من أعمال البلطجة (هل مع الرئيس الجديد أمل في تغيير ولو بعض من هذه الأعمال الاجرامية أم ان الوضع سوف يظل على ما هو عليه !!
وتظل أعمال العنف والبلطجة تسود الشارع المصري وعلى المتضرر التزام الصمت وإلا سوف تناله بعض من هذه الاعمال الاجرامية !!