أقيمت يوم الجمعة الماضية  مليونية فى ميدان التحرير بعنوان " حرائر مصر .. رد الشرف "

ومن الأزهر حتى ميدان التحرير انطلقت مسيرة ، مرت بميدان العتبة ووسط البلد ، رفعت شعارات تندد بممارسات المجلس العسكرى

فى ميدان العباسية كانت هناك مظاهرة ضخمة ، مؤيدة للمجلس العسكرى ، ومعارضة لمليونية التحرير .

محيط مجلس الوزراء الذى شهدا أحداثا ساخنة الأسبوع الماضى ، تم إغلاقه ، ووضعت حواجز خرسانية وكتلا أسمنتية فى شارعى القصر العينى والشيخ ريحان ، ومازالت الحواجز موجودة فى شارع محمد محمود والذى شهد أحداثا مؤسفة أيضا الشهر الماضى .

 وهناك حواجز أسمنتية وضعت فى شارع الخليفة المأمون بكوبرى القبة لمنع المتظاهرين للوصول الى مبنى وزارة الدفاع , حيث مقر المجلس العسكرى .

و فى الأسكندرية أيضا ، كانت هناك  مظاهرة مؤيدة للمجلس العسكرى فى ميدان رأس التين ، وأخرى معارضة له فى ميدان القائد ابراهيم ، فى نفس التوقيت ، وأغلق محيط  رئاسة المنطقة العسكرية الشمالية بميدان سيدى جابر بالكتل الأسمنية والأسلاك الشائكة لمنع وصول المتظاهرين المحتجين إليه .،

 مليونية " حرائر مصر ..رد الشرف كانت احتجاجا على الممارسات العنيفة من قبل قوات الجيش ضد متظاهرات  "مجلس الوزراء " وللمطالبة بتنحى المجلس العسكرى وتسليم سلطاته واقالة حكومة كمال الجنزورى

، وقد رفضت القوى الاسلامية المشاركة ومنها جماعة الاخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الاسلامية

 مسيرة الجامع الأزهررفعت شعارات ورددت هتافات تقول : مجلس عسكر يا أوباش بنات مصر متتعراش ..الشعب يريد رحيل المشير..أرحل يعنى امشى ياللى مابتفهمشى

تظاهر عشرات الالوف من المتظاهرين، أمس الجمعة، فى ميدان العباسية في جمعة لا للتخريب، والتي دعت إليها حركة الأغلبية الصامتة، ردا على مليونية ميدان التحرير " رد الشرف " ..

ولكن المتظاهرون فى العباسية المؤيدون للمجلس العسكرى رفعوا أعلام مصر ولافتات كتب عليها( الشعب والجيش والشرطة والقضاء نسيج واحد وصف واحد ضد الغزاة والطامعين وضد عملاء التدخل الأجنبي في الشئون المصرية)، ولافتة أخرى كتب عليها(إلي كل من قدم روحه فداء لمصر الحبيبة رجال القوات المسلحة والشرطة وأبناء الشعب الثوار

وناشد خطيب الجمعة بالعباسية امس جموع الشعب المصري التكاتف والوقوف صفا واحدا ضد كل من لا يريد خيرا لمصر، قائلا لمتظاهري التحرير: أوجه رسالة لشباب التحرير، نحن لا نخونكم ولا نعاديكم، ولكن نريد منكم أن تتكاتفوا معنا ضد أعداء الوطن لكي ننقذ مصر من كبوتها، ونمر بها إلي بر الأمان .

للأسف مصر المنهكة إقتصاديا تحولت إلى ميادين منقسمة وشوارع مغلقة بكتل أسمنتية ، كى تفصل أبناء مصر المؤيدين والمعارضين عن بعضهم البعض أو يحدث إقتتالا بينهم ، أو تتكرر المصادمات بين المتظاهرين والأمن ، و " نشمت فينا العالم " .

هل الميادين الكبرى المنقسمة ، والشوارع الرئيسية المغلقة بالكتل الخرسانية ، تعكس إستقرارا ، وتشجع السائحين والمستثمرين على العودة إلى مصر ؟ ، أم هى دلالات على عدم الإستقرار ، وإرهصات لحرب أهلية ؟

ليت تكون هناك مليونيات قادمة " حقيقة " لتشجيع السياحة ، وجذب الأستثمارات ، وعودة المصانع للإنتاج ، ومحاربة الفقر .

حمدى البصير

Elbasser2@yahoo.com