ابراهيم عيسى Ýí 2011-10-19
لم تصبح مصر بعد 25 يناير هى مصر قبلها..
لكن هذه الحقيقة، التى بدت تتشكل عند البعض وتتأكد عند البعض الآخر، لم تصل صافية طافية إلى الرئيس مبارك يومها.. ولعلها لم تصل إلى عدد من الجنرالات فى المجلس العسكرى والداخلية حتى الآن!
لم تكن ثورة مصر ضد مبارك، بل ضد مبارك وكل ما يمثله من استبداد وقمع وإفساد، واستخفاف بالناس، واستهانة بالرأى العام، وعناد وانفراد بالقرار، وغرور بالسلطة، واغترار بالقوة الأمنية وولاء الجيش!
مبارك قتله غروره وانفصاله عن الحقيقة والدببة الذين يحيطون به.
وملامح الغرور والانفصال عن الحقيقة موجودة الآن تماما فى إدارة شؤون البلاد، حيث منتهى الفشل ومنتهى الثقة!! حيث التكاذب وحيث التفاخر!!
وزير إعلام الشؤون المعنوية يعيدنا إلى سلفه وزير إعلام مبارك، أنس الفقى، الذى وقف أمام فريق برنامجه الرئيسى فى التليفزيون الحكومى منتشيا مبتسما منتفشا، لأن يوم 25 يناير مر بسلام، ولم يحدث شىء، فلما راجعه أحدهم حول حجم المظاهرات والاعتداءات الأمنية على المتظاهرين فى ميدان التحرير وفى السويس، ضحك الرجل فعلا وخفف من آثار هذه الأحداث وأكد:
«على مكتبى ظرف مغلق لم أفتحه لبيان لا أعرفه، كان مفروضا أن ألقيه فى التليفزيون لو تطورت الأحوال وخرجت عن المتوقع، حتى إننى جهزت بدلة خاصة للظهور بها فى أثناء إلقاء البيان، لا قرأته ولا لبستها!».
وزير الداخلية حبيب العادلى نفسه قضى نهار ٢٥ يناير فى متابعة أعمال إنشائية فى فيلا خاصة يملكها فى مدينة الشيخ زايد، ثم صعد مساء إلى مكتبه فى مبنى جهاز أمن الدولة فى المدينة ذاتها، وهى بناية تحمل ملامح العمارة الفرعونية، صارت حصنا لأعمال هذا الجهاز، من حبس واحتجاز وتعذيب واستجواب وتنصت على المواطنين، وتصدرت على حداثتها مشهد قلاع التعذيب مع مبنى الجهاز نفسه فى حى مدينة نصر وفى شارع الفراعنة بالإسكندرية.
كان ابتعاد وزير الداخلية عن المقر الرئيسى لوزارته وعن غرفة عملياته واحدا من دلائل التعامل مع يوم 25 يناير، باعتباره يوما سيمر!
فى صباح اليوم التالى تغيرت أشياء كثيرة، لكن لم تتغير خطط النظام، حتى إنه ظل عاجزا عن احتواء ما يجرى فى السويس من اليوم السابق، وكانت السويس هى التى منحت الثورة أول شهدائها، كما أنها هى التى أبقت على سخونة الأحداث واستمرارها وتدافعها فى اليومين الفاصلين بين 25 و28 يناير، حيث جمعة الغضب.
فجر السادس والعشرين من يناير كان لا يزال يشهد تجمعات من عشرات ومئات من المتظاهرين، الذين صبت مظاهرات اليوم السابق لهبا من الحماس فى عروقهم، عبروا ومروا فى شوارع منطقة وسط البلد، وبدت السمة الرئيسية إلى جانب الإصرار، هى الشجاعة فى مواجهة قوات الأمن.
رغم أن الصباح كان تصادما بين منهكين، متظاهرين لم يناموا وهم خليط من نشطاء، بدا تجمع اليوم السابق لهم فرصة للبناء عليه، والتمسك بمواصلته مع شباب ممن رفع الغضب حماسهم واستعدادهم للتواصل مع السياسة، ولمواصلة المظاهرات، وكذلك أعضاء من جماعات الألتراس الأهلاوى والزملكاوى، الذين اعتادوا المواجهات الطويلة والممتدة مع الشرطة، وأعجبتهم حالة الإنهاك التى يمارسونها ضدها.
أما قوات الأمن المنهكة، فهى متوترة فى الشارع ومفاجأة بما يجرى، وتشعر بالفارق الذى يتسع بين حقيقة الواقع، كما يراها ضباط يديرون مكافحة المظاهرات، وبين قيادات لم تتلمس خطورة المشهد واتساعه وانتشاره.
كان استمرار مظاهرات الظهيرة مؤشرا على شىء لم يفهمه النظام.. لكن السويس كانت تضمن للنظام دليلا ساطعا ناصعا لما يتغير فى مصر، لكنه لم يستوعبه، بل مارس كل الأساليب التى تؤكد أنه لم يفهم، وربما لم يعد قادرا على الفهم..
لكن ماذا جرى فى السويس؟
هذه مدينة خاصة جدا، وليس لمدن كثيرة غنت أغانيها مصر!
دعوة للتبرع
الأذان قرآنيا: هل للاذا ن للصلا ة سند قرآني ؟...
منقلبون: ما معنى:( وانا الى ربنا لمنقل بون )؟ ...
ابن عاق : مشكلت ى مع ابنى الوحي د وعمره خمسة وتلات ين ...
قرآنى أفغانى: سلام عليكم اسمي ... من افغان ستان حالا اسكن في...
بين الغضب والابتلاء: كيف أفهم الفرق بين الابت لاء الشدي د ...
more