نداء وإهداء

لتوحيد الصف

    لقد اعتادت جماهير مصر بعد ثورتهم الخروج من يوم الجمعة الى ساحة التحرير وفي جعبتهم أفكار التي يريدون أن تصبغ وتحكم حياتهم المعاشية، حيث السوق لعرضها هناك ، وكل جماعة توجه وتزين وتبرهن على نفع وصلاحية وفعالية بضاعتها فيحج الناس اليها أفواجا من كل فج عميق، وخاصة من كان محروما أو مضطهدا  حتى ان بعضهم خرج بأفكاره من تحت الارض، والكل يحمل في جعبته أفكارا، منها ما هو أصيل ومنها المستورد ومنها التوليفة ، يحتكون ببعضهم ويتبادلون مع الآخر ويتعلمون التنافس الشريف، وقبول الغير ، سوق أشبه بآلة ضخمة لصهر الخلافات وذلك بالعمل على التفريق بين الأفكار الخاصة والمشتركة بين فئات البشر، وإعادة إنتاج نوع جديد وأصيل من الأفكار المشتركة والتي تناسب كافة الناس تجمعهم تحت راية(الخلافة المدنية) تعترف بجميع أطياف المجتمع وتحمي حقوق الضعيف قبل القوي والمخالف قبل الموافق بحيث يضم جميع أطراف المجتمع. قال تعالى مخاطباً مجموع الذين اؤتو الكتاب أو ما نزل إليهم (قل يا اهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما نزل إليكم من ربكم ) وطالما ان الدين عند الله واحد هو الاسلام بمكوناته التوراة والانجيل من كتب الملل الاسلامية وهي من مشكاة واحدة  ، فنحن لسنا على شيء حتى نقيم في الارض التوراة والانجيل وما نزل الينا على قاعدة التصديق والهيمنة القرآنية ، توحيد قائم على وحدة تعددية ، لان كل ما في الكون لا يقوم إلا على الزوجية التعددية إلا الله تعالى فرد أحد صمد ليس كمثله شيء، وهكذا يجب ان تقوم مجتمعاتنا على التعددية (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا *والذي اوحينا اليك *وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى *ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه *كبر على المشركين ماتدعونهم اليه الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب) اذن حتى نكون مقيمين دين الله بالمعنى الشامل لا بد من السماح بل حماية الآخرين بإقامة أديانهم والحذر من جعلها مسالة خلاف بيننا وحدة تحت شعار* [الخلافة المدنية]*لتحقيق المجتمع السلمي القائم على التعددية والتداول والمساواة وتكافؤ الفرص والتكامل بين الرجل والمرأة بالعدل وتنمية ثقافة السلام في كل مكونات المجتمع ..