أين أموال " مبارك " وعائلته ؟

بقلم حمدى البصير

بعد أن إهتمت الصحف والفضائيات ومواقع الإنترنيت بتطورات صحة الرئيس المخلوع مبارك منذ تنحيه ، بل وإزداد هذا الإهتمام بعد صدور قرارا بحبسه ، وإنتظار ترحيله إلى سجن طرة أو إلى مستشفى عسكرى ، إنشغلت وسائل الإعلام أمس الأربعاء بالإحتفال بعيد ميلاد الرئيس السابق فى محبسه ، بل بعض الصحف &Ccel; الصحف القومية نشرت تفاصيل هذا الإحتفال ، وأكدت تلك الصحف إن " مبارك " إحتفل بعيد ميلاده الثالث والثمانين وسط عائلته فى مستشفى شرم الشيخ حيث يقضى فترة حبسه إحتياطيا ، وقام بتقطيع التورتة بنفسه ، وكان فى حالة صحية ومعنوية جيدة ، بل كان صابغ شعره كالعادة .!

ولايهمنى فى الوقت الحالى أن يحتفل مبارك بعيد ميلاده أو لايحتفل، أو يصبغ شعره أولا يصبغ فتلك أمور شخصية ، ولن أناقش مصداقية مانشرته تلك الصحف فى الأساس ، أو حتى الحالة الصحية للرئيس المخلوع قبل أو بعد حفل عيد ميلاده ، لإن الأهم من ذلك كله ، هو معرفة ردود فعل الرئيس السابق وعائلته ، وكذلك جهات التحقيق ، من بيان وزارة الخارجية السويسرية الذى أصدرته يوم الإثنين الماضى وجاء فيه إن الحكومة السويسرية جمدت 410 مليون فرنك سويسرى من حسابات الرئيس المخلوع مبارك فى بنوك سويسرية .

كما أن هناك شكوى جديدة قدمت ضد سيدة مصر الأولى سابقا سوزان مبارك ، بشأن وجود إختلاسات ومخالفات مالية فى مهرجان " القراءة للجميع " التى كانت ترعاه قرينة الرئيس المخلوع ، مع العلم أن النيابة العامة لم تعلن حتى الأن نتائج التحقيق فى المخالفات المالية بمكتبة الأسكنرية ، والخلط بين بعض حسابات المكتبة والحسابات الخاصة لسوزان مبارك ، وضياع مبالغ تقدر بملايين الدولارات من أموال المكتبة ، ودخلت فى ذمة قرينة السيد الرئيس السابق ،ومنها 5 ملايين دولار من القذافى الطاغية الليبى المجنون الذى يذبح شعبه يوميا ، وقد دفع القذافى لسوزان بعد نشر كتابه التافه الارض الارض ضمن مهرجان القراء للجميع.

وهناك طلبات رسمية قدمت من الحكومة المصرية الى دول الإتحاد الأوروبى ، بشأن تجميد أموال الرئيس السابق وعائلته ، كما أن هناك تأكيدات بالتحفظ على قصور وشقق يملكها مبارك وعائلته فى دول أوروبية وامريكا .

نعم هناك لجان لحصر ممتلكات مبارك وعائلته فى الداخل والخارج ، كما أن هناك لجنة شكلتها الحكومة لإسترداد أموال الرئيس المخلوع وعائلته من الخارج ، بالإضافة إلى جهود شعبية مشكورة تقوم بالتعاون مع منظمات بالخارج لإسترداد تلك الاموال ، مثل المجموعة المصرية لإسترداد الاموال المصرية المهربة من الخارج والتى يرأسها صديقى الدكتور محمد محسوب عميد كلية الحقوق جامعة المنوفية .

ولكن كل تلك الجهود سواء الرسمية أو الشعبية - فى الداخل والخارج – لن تسفر عن شىء إلا بعد محاكمة عادلة لمبارك وأسرته ، وكل ناهبو أموال مصر خلال الحقبة المباركية ، وصدور احكاما نهائية بالإدانة .

فلابد أن ينصب إهتمامنا الرسمى والشعبى والإعلامى على كيفية إسترداد أموال مصر من الخارج ، خاصة أموال الرئيس المخلوع وعائلته ، والذى إدعى فى خطابه الاخير غير الرسمى عبر قناة العربية الفضائية وقبل حبسه إحتياطيا بيوم واحد ، إنه لايملك جنيها واحدا خارج مصر ، وإتضح أنه يملك 747 مليون دولار فى سويسرا فقط ، وبالتالى لايهمنا تطور صحة السيد الرئيس السابق سواء أصيب بالإرتجاف الأذينى أو التراجع الميترالى أو إلتهابات فى الرأس نتيجة صباغة شعره طوال تلك السنوات ، ولكن يهمنا محاكمة عادلة وسريعة له ، لا لكى نشمت أو نتشفى فيه ، ولكن من أجل إرساء وترسيخ قواعد العدالة فى " مصر الجديدة " بعد الثورة ، وإسترداد أموالنا المنهوبة من الخارج ، وليس أموال الرئيس وعائلته فقط ، بل أموال كل من نهبونا خلال الثلاثين عاما الماضية ولاسيما كبار المسؤلين الذين تاجروا بألام الشعب وإدعوا أنهم يقفون صفا واحدا مع الفقراء ويحمون مصالح محدودى الدخل ، وهم فى الحقيقة يسرقون فقراء الشعب ليل نهار بالقانون ودون حياء ، أو خوف من رقابة رسمية اوشعبية أو حتى إلهيه .

حمدى البصير

Elbasser2@yahoo.com