نبيل شرف الدين Ýí 2008-09-30
لم يعد منطق التبرير الدوجمائي حكراً علي الغوغائيين الأغبياء، الذين يفضلون خداع أنفسهم، علي مواجهتها بالحقائق مهما كانت مريرة، بل يبدو أنه أصبح أسلوب عمل يمارسه الوزير والمدير والغفير في حكومة مصر «الذكية»، لكن علينا الاعتراف بأن بعضهم يلجأ لتنويعات أخري، ولو علي سبيل التغيير، ومنها مثلاً «نفي» الحقائق، لدرجة أن بعض الوزارات أصبحت «وزارات نفي»، كل مهمتها إصدار بيانات تنفي المعلوم من الواقع بالضرورة، ومنها أيضاً «وزارات التطمين»، التي تؤكد دائماً أ&;ن كل شيء «تحت السيطرة»، وليس هناك ما يدعو للقلق.
أما التبريرات فحدث ولا حرج، فمثلاً حين احترق المبني التاريخي لمجلس الشوري، كانت تصريحات جميع المسؤولين محض تنويعات علي لحن واحدٍ ممل، وهو استبعاد فرضية العمل الإرهابي المُدّبر، وهو اللحن ذاته الذي يدندن به الآن المسؤولون المصريون في عملية اختطاف السياح الأوروبيين، إذ يتحدث وزير السياحة بيقين العارفين، نافياً أن تكون وراء الواقعة جماعة إرهابية، بل مجرد عصابة من قطّاع الطريق.
وكأن الوزير يتصور نفسه صاحب فضلٍ بأن تصادف أن الجناة لصوصٌ وليسو إرهابيين، ولو تأمل الأمر قليلاً لاكتشف أنه يعترف بكارثة، فإذا كانت مجرد «عصابة» تمكنت من اختطاف القافلة السياحية.
فما بالنا بما يمكن أن يفعله تنظيم أيديولوجي، يعتقد عناصره أن ما يفعلوه «جهاد في سبيل الله»، فضلاً عن أن قدرات التنظيم تتجاوز العصابات، لأن التنظيمات عملٌ منسقٌ ومخطط، بينما سلوك العصابات نشاط ارتجالي تحكمه دوافع إجرامية، لا شهادة فيه، ولا أهداف له سوي الابتزاز والحصول علي الأموال.
كما تثير التبريرات المملة عن نفي فرضية العمل الإرهابي في الوقائع المختلفة سؤالاً آخر، وهو هل تقتصر مهام الحكومات علي التصدي للإرهابيين دون المجرمين الجنائيين؟، وهل كونها مجرد حوادث إجرامية يعفي السلطات من مسؤوليتها في معالجة الأمر بحسم، والعمل علي عدم تكراره؟.
ولعل قراءة عابرة لتصريحات المسؤولين المصريين في أزمة السياح المختطفين، بدءاً بوزير الخارجية وصولاً لوزير السياحة، ستكشف تواضع مهاراتهم السياسية، وإصرارهم علي ممارسة أساليب ركيكة عفا عليها الزمن، كاللجوء للتبريرات الساذجة، والسقطات المخجلة، مثل تلك التي تورط فيها وزير الخارجية أحمد أبوالغيط، الذي لم يشأ أن يجهد نفسه ولا أياً من معاونيه، ليفحص مدي دقة المعلومات، بل بادر في حضور نظيرته الأمريكية لإعلان إطلاق سراح المختطفين، وبثقة لا أعرف مصدرها.
وبدلا من الاعتراف بالخطأ يزعم الناطق باسم الخارجية تحريف أقواله مع أن التصريحات مسجلة بالصوت والصورة، وكان بوسعه الاعتذار عن الخطأ «نتيجة تضارب المعلومات حول تطورات عملية الاختطاف»، بدلاً من اللجوء لمثل هذه التبريرات السخيفة، التي لو ارتكبها وزيرٌ في دولة تحترم كلمتها وتحاسب مسؤوليها، لوجد نفسه محاصراً بين صفتين قبيحتين، إما الجهل أو الكذب، وأي منهما تكفي لإجباره علي تقديم استقالته.
أما وزير السياحة بسلامته، فقد راح يصرح ـ وبراءة الأطفال في عينيه ـ بأن السلطات الألمانية تفاوض الخاطفين حول الفدية، هذا في وقت كان فيه مركز إدارة الأزمات بالخارجية الألمانية يعالج الأمر بدبلوماسية الصمت، مما دفع الخارجية الألمانية إلي التعبير عما وصفته بالصدمة، قائلة إن الوزير المصري لم يضع في اعتباره خطورة تداعيات تصريحاته علي مجري المفاوضات ومصير الرهائن.
أخيراً لسنا بصدد التربص بالسادة الوزراء، ولو شئنا لرصدنا عشرات المواقف والقرارات والتصريحات التي اتسمت بالتخبط، وافتقاد الحد الأدني من الحس السياسي، ولعل السبب أنهم قادمون من طريقين: إما مجتمع البيزنس، أو دولاب الموظفين، وكلاهما لا يجهل السياسة فحسب، بل يبغضها ويتحاشي الخوض فيها، وفجأة يجد صاحبنا نفسه وزيراً مطالباً بتنفيذ سياسات، فيغرق في «شبر ميه»، ويغرقنا معه.
اللهم أننا قد صبرنا لمدة ربع قرن فاعفوا عنا واغفر لنا وارحمنا واجعله اللهم عيد "سعيد" أو "حسن" أي حاجة بس وحياة حبيبك النبي بلاش مبارك ؟؟
وكل عام وأنتم بخير
دعوة للتبرع
إختلافات القرآنيين: لقد تفرق القرا نيون الي طرائق قددا واراء...
آسف . لا وقت لدى: السلا م عليكم ورحمة اله تعالى و بركات ه انا...
أخى كسول .!: هاجرت من مصر لأمري كا وبعد فشل زواجى عملت...
عمّن يخوض فى القرآن : تجمعن ى جلسات مع بعض الأصد قاء ، ويجرى فيها...
إتباع الرسول: واذا قيل لهم تعالو ا الى ماانز ل الله والى...
more
استاذ نبيل وهل نسيت ألأدهى من ذلك بالرساله التي وجهها المشير طنطاوي صاحب اعلى رتبه ومسئوليه بالدفاع عن الوطن وهو يعلن انه قد تمت تصفية نصف الخاطفين على ايدي القوات المسلحه والباقين محتجزين في تشاد مع ان جميه الرهائن اعلنوا ان الخاطفين اطلقوا سراحهم من دون ان يسمعوا حتى طلقه واحده
هزلت هزلت