شريف هادي Ýí 2008-08-06
(بحث في الجبر والاختيار)
بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله الذي خلق النفوس وسواها ، وألهمها بميزان الحق والعدل فجورها وتقواها ، وسلام على كل رسول بلغته رسالة فأداها ، أما بعد
قال تعالى"واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها قل ان الله لا يامر بالفحشاء اتقولون على الله ما لا تعلمون" الأعراف28
بداية نشكرك على البحث الرائع ولي وقفات عنده ,وقفاتي تلك عبارة عن تساؤلات علي أجد إجابة عنها
بداية موضوع علم الله تعالى بما سيفعله المرء من خير أو شر فلم يأت القرآن على ذكر أي من ذلك في أي آية من القرآن تحديدا وإنما أتى بصيغة عامة عن علمه بالغيب دون دخول بتفاصيل وأظن أن في ذلك حكمة ربانية أرجو أن تفيدني عن ذلك
إن كان الله يعلم ما سيجني المرء فأرجو منك تعليقا على الآيات التي سأوردها
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ
( سورة آل عمران
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
( سورة التوبة
الآية تقول ولما يعلم الله ( بمعنى لم يعلم الله بعد )
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
ليعلم الله أي لكي يعلم يفهم منها أن العلم لم يكن حاصلا
( سورة الحديد
نفس التعليق على الآية السابقة
إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ
( سورة آل عمران
نفس التعليق
وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ
نفس التعليق
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ
( سورة آل عمران
نفس التعليق
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ
( سورة المائدة
نفس التعليق
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ
( سورة العنكبوت
وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ
( سورة العنكبوت
الآيات تقول وليعلمن ( بمعنى ولسوف يعلم
أرجو توضيحا على تلك الآيات
بداية أشكركم على مروركم الكريم ، وقراءتكم للبحث ، وأنتهز الفرصة للإعتذار لكم ولكل قارئ على طول البحث وتشعبه ، ولكن في الحقيقة حاولت جاهدا لكي أجعله بسيطا وأستخدم أبسط التركيبات اللغوية ، مع الحفاظ على أدب الحديث عن رب العالمين سبحانه وتعالى ، لذا لزم التنويه والاعتذار
أما عن إختلافكم الكريم معنا في الخلاصة التالية ((متفق عليه من تدبر كتاب الله أن الإنسان إذا أختار طريق الصلاح (الطريق المستقيم) فإنه يختاره بمشيئة رب العالمين أي أن مشيئة الله إستغرقت مشيئته ، أما إذا أختار الكفر فتستقل به مشيئته ، دون دخل لمشيئة رب العالمين )) ، فأراه إختلاف في اللفظ لا في المضمون ، حيث أنكم تقولون (فأنا أقول أن الانسان له الحرية المطلقة في إختيار الايمان أو الكفر , فالله تعالى لا يتدخل أبدا فيإختياراتنا يقول تعالى((هديناه النجدين)) أي تركنا الأمرله سواء للكفر أو الإيمان)
وأنا أتفق معكم أن الإنسان له مطلق الحرية في الكفر أو الإيمان ، ولن ما قصدته أنه عند إختياره للإيمان يكون هذا الاختيار متفقا ومتوافقا مع مشيئة الله سبحانه وتعالى ، فتكون مشيئة الله هنا مستغرقة لمشيئة الإنسان لإختياره ما يتفق مع مشيئة رب العالمين لذلك قال تعالى "إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) [التكوير]
أما عن قولكم (هناك فرق بين قدرة الله وفعل إرادة الله) أتفق معكم تماما فيه ، ولا أعرف في أي أجزاء بحثنا أو مطالبه قلنا بغير ذلك ، أما وصفنا للإرادة بأنها القضاء والمشيئة بأنها القدر لا يختلف وذهابكم
وأشكركم على الأمثلة التي سقتموها وأتفق معكم عليها تماما
شريف هادي
بداية أشكرك على قراءتك وتفاعلك معنا.
أما عن سؤالك ، فأقول وبالله التوفيق
أولا: علم الله سبحانه وتعالى لا تحده حدود ولا يعتريه نقص تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، فلما يقول سبحانه عن نفسه "عالم الغيب والشهادة" نفهم من تعريفه للغيب بأداة التعريف (الـ) أنه كل الغيب ، ونعرف من تعريفه للشهادة بأداة التعريف (الـ) أنها كل الشهادة ، ومن المنطق أن الأفعال التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في الآيات الكريمات التي سقتها ، تدخل في نطاق الغيب قبل حدوثها وفي نطاق الشهادة بعد حدوثها ، وهي على هذا النحو لم تخرج من نطاق علم الله
بقى لنجيب على سؤال ، فلماذا إستخدم الله لفظ ( ولما يعلم ) ولفظ (وليعلم) ، بعدما تقينا من الأيات المحكمات في كتاب الله سبحانه وتعالى أن علمه لا محدود وهو أزلي أبدي يتفق وجلاله سبحانه وتعالى ، وجب علينا النظر في الآيات ، والبحث عن السبب في لماذا ذكرالله سبحانه وتعالى لفظ (ولما يعلم) ولفظ (وليعلم) ؟
والإجابة ببساطة أن الفعل قبل حدوثه يقع في حدود علم الغيب عند الله ، ولكن بعد حدوثه ينتقل من حدود علم الغيب إلي حدود علم الشهادة فحق عليه هنا الجزاء (ثواب أو عقاب) ، فلما يقول الحق سبحانه وتعالى "إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" آل عمران 140 ، أي ليقع فعل المؤمنين في نطاق علم الشهادة الموجب للجزاء ، فيتخذ الله منهم شهداء ، ولذلك أنتهت الآية بقوله (والله لا يحب الظالمين) ثم تتابعت بالآية 141 من آل عمران (وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) فوجب فهم العلم هنا على أنه علم الشهادة المرتبط بالثواب (يمحص) والعقاب (يمحق)
فالله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء عن الإنسان قال تعالى"اولا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون" البقرة77 ، ولكن علم الغيب وحده ليس كافيا لمعاقبة الإنسان على فعل لم يرتكبه حتى ولو كان في علم الله أنه سيرتكبه ، فوجب إنتقال الفعل من حيز الغيب إلي حيزالشهادة أي من علم إلي علم وليس من جهل إلي علم تعالى الله سبحانه وتعالى عن الجهل علوا كبيرا.
ومن الأدلة القرآنية التي تصحح مذهبي قوله تعالى"الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقون يا اولي الالباب" البقرة 197 ، وهنا قوله ( وما تفعلوا من خير يعلمه الله) أي يجازي به الله ، يأتي لعلم الشهادة من علم الغيب ، فيخرج من حيز علم لحيز علم آخر موجب للثواب
والله تعالى أعلم وأجل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك / شريف هادي
ردكم كان فلسفيا يعتمد على المنطق
بناء على المعطيات التي قدمتها يكون جوابكم صحيحا بالاعتماد على المنطق غير أني أبحث عن الدليل النقلي أو المفهوم النقلي من خلال آيات القرآن الكريم
ولك الشكر
الآية التي سقتها ( وما تفعلوا من خير يعلمه الله ففعل تفعلوا أتى بصيغة المضارعة وفعل يعلمه أتى بالمضارعة أيضا ولذا لا يستدل بها على أنها علم غيب
ولك الشكر
هذه كلمة حق أقولها لهذا الرجل الجميل المسمى شريف هادى ، ليس لأنه مستشار وليس لأنه يدعونى دائماً بتوأم الروح ، وليس للتقارب الفكرى بيننا ، ليس لهذه الأسباب أكتب تعليقى هذا ، ولكننى اقولها بحب وصديق وعدل ، لقد تعلمت من هذا الرجل الكثير ، فعلاوة على صبره وحلمه وأدبه ودماثة خلقه ، فقد تعلمت منه الكثير من أنوار القرآن العظيم ، لم يكن أولها تلك التقسيمات الجميلة التى ساقها هنا فى مقاله ، ولن تكون آخرها بإذن الله تعالى وجهة نظره واجتهاده الرائع المقنع فى قول الله تعالى ( إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم ما لا تعلمون )
لقد كنت حتى وقت قريب مقتنعاً ان الملائكة قالوا لربهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) بناءاً على تجربة سابقة رآها الملائكة بعيونهم لمخلوق أوجده الله تعالى على الأرض قبل الإنسان , ورغم وجاهة الرآى الذى كنت مقتنعاً به لسنوات طويلة إلا أن الرجل ( شريف هدى ) قد فاجأنى بقوله : أليس من الظلم أن يحكم الملائكة على الإنسان بأنه سيفسد فى الأرض ويسفك الدماء قبل أن ينزل إلى الأرض ومن مجرد تجربة سابقة لمخلوق سابق لا يحمل نفس الصفات ولا نفس جنس آدم ؟ كيف يحكم الملائكة على الإنسان بالفساد وسفك الدماء قبل أن يروا منه ذلك ؟
كان السؤال وجيهاً وقوياً ... قلت له إنه الإستنباط يا صديقى فقد شاهدوا بأن عيونهم مخلوقاً سابقاً أو مخلوقات سابقة على الأرض سبقت خلق الإنسان وسفكوا الدماء وأفسدوا فى الأرض ، فكان سؤال الملائكة لربهم ( أتجعل فيها ) هو إستفسار وليس إستنكاراً ، فقد خافت الملائكة أن يكون المخلوق الجديد ( الإنسان) مثل سابقيه ، فسألوا ربهم جل وعلا هذا السؤال ...
ولكن أليس من الظلم أن يحكم الملائكة على المخلوق الجديد قبل أن يروه ويروا ماذا سيفعل ؟
قال المستشار شريف هادى : إن الله سبحانه حيت يأتى بالفعل جعل فإنه يذكر أفعال ما يليه ، وحين يأتى بالفعل خلق فإنه يأتى بصفات ما يليه ، وبناءاً على هذا القياس القرآنى الخطير فقد رأى أن الله تعالى قد أخبر الملائكة أن هذا الإنسان مخلوق لكى يعبد الله تعالى ولكنه سيفسد فى الأرض ويسفك الدماء ...
يتبع ....
ورأى أن هذا الحل الوحيد لهذا الإشكال وهو كيف سألت الملائكة هذا السؤال لربهم سبحانه ؟ فالحل الأمثل هو أن الله تعالى قد أخبرهم بمجمل أفعال هذا المخلوق وهى أنه سيعبد الله تعالى ولكنه ( غالبيته ) ستفسد فى الأرض وتسفك الدماء ... ولكن لو كانت الملائكة تعلم ذلك مسبقاً من الله تعالى فكيف سألوا هذا السؤال ؟ ألا يعتبر ذلك إلحاحاً منهم وتدخلاً فى أفعال الله عز وجل؟
والجواب هو أنهم قالوا ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) أى أن الملائكة يريدون من الله تعالى الإكتفاء بهم وأنه لا لزوم لمحلوق سيفسد الدماء ويفسد فى الأرض ، فقال الله تعالى لهم ( إنى أعلم ما لا تعلمون ) ... ثم علم الله آدم ( والإجتهاد لشريف هادى ) كيف يستنبط أسماء الأشياء من صفاتها .. فقال تعالى ( وعلم آدم الأسماء كلها ) بمعنى أن الله تعالى علم آدم كيف يطلق إسماً معيناً على مسمى بناءاً على صفاته .. وهذه صفة حرم منها الملائكة والدليل على ذلك قوله تعالى لهم ( أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ) وهو تحدى من الله تعالى للملائكة فقالوا ( سبحانك ) ثم قالوا ( لا علم لنا إلا ما علمتنا ) فقال الله لآدم الذى علمه الله فن الإستنباط ( يا آدم أنبئهمبأسمائهم ) فأنبأهم آدم بأسمائهم فقال الله ( فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ) أى أن الله تعالى يقول لهم لقد علمت آدم وذريته ( جينات وراثية ) كيفية تسمية الأشياء من صفاتها أما أنتم أيها المائكة فلم أعلمكم هذا العلم .
أخى شريف هادى لقد تعلمت منك ، اشكرك وبارك الله فيك وزادك علماً ونوراً
جزاكم الله خير الجزاء على هذا البحث الجرى الذى يقع موقعا شديد الحساسية لكونة يتعلق بطلاقة قدرتة سبحانة وتعالى وعلمة سبحابة وتعالى ونعلم جميعا بأننا نؤمن يقينا بطلاقة قدرتة سبحانة وتعالى اللا نهائية وعلمة سبحانة وتعالى الذى أحاط بكل شىء علما وأحصى كل شىء عدد
واننى أتفق مع الأستاذ / خالد حسن .. فيما ذهب الية من خلال فهم ما أوردة بتعليقة أعلاة من آيات الذكر الحكيم
ونحن هنا لا ننفى عن العليم الخبير سبحانة وتعالى طلاقة قدرتة أو إحاطة علمة حاش للة ولكننا ننفى عنة سبحانة (( الظلم )) وهو الذى قال ( وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)العنكبوت40
لأنة لو إفترضنا أن فلان بن فلان قبل أن يولد او تكون لة إرادة أو تكون لة عقيدة أو يكون لة عمل صالحا كان أم فاسدا وقبل هذا كلة هو فى علم الله فاجرا فاسقا فاسدا كافراوبناء على ذلك فهو قبل ان يولد وقبل أن يكسب أو يكتسب شيئا صالحا كان أو فاسدا هو من أصحاب السعير والخلود فى جهنم وبئس المصيرفإذا وضع أحدنا نفسة مكان هذا الفلان فماذا سيكون موقفة هل هو مظلوم أم ظالم وماذا سيكون ظنة بخالقة سبحانة وتعالى
وأضيف هنا ان العلم هو معلومة أو معلومات عن شىء أو حدث أو فعل وعند إنعدام الشىء والحدث والفعل تنعدم المعلومة فهى لم توجد بعد وبذلك لا نكون ننفى علم الله بعلم موجود بل ننزة العلى القدير سبحانة وتعالى عن علم هو عدم او غير موجود إذن هو إفتراض وليس علم
والفعل قبل حدوثة لاشىء أى ليس هناك علم فماذا يعلم الله هل هو لاشىء حاش للةسبحانة وتعالىعن ذلك علوا كبيرا
لأن المنطقى بعد حدوث الفعل نكتب فعل فلان كذافماذا نكتب قبل حدوثة ولو كتب الله الفعل قبل حدوثة لكان قهرا لهذا الإنسان على المعصية وهذا إتهام صريح لله عز وجل بالظلم سبحانة وتعالى عن ذلك علوا كبيرا
ولى إستفهام من الأستاذ/ شريف هادى
ما المقصود بقولكم فى التعقيب على الأستاذ / خالد حسن
إقتباس
(، فتكون مشيئة الله هنا مستغرقة لمشيئة الإنسان لإختياره ما يتفق مع مشيئة رب العالمين ) هل يعنى ذلك الهيمنة وهذا يؤدى الى تبرئة هذا الإنسان من سيئاتةأم تعنى التوحد وهذا يأخذنا الى متاهات أخرى لا يعلم عواقبها إلا الله
وللجميع خالص التحية والتقثدير
تعلم حبى وتقديرى وإعجابى بقلمكم وفكركم المبدع
وأذن لى ببعض الإختلاف فى تعليقكم أعلاة
عندما أخبر الله الملائكةعن خلق آدم لم يخبرهم عن جنسة ولكنة أخبرهم عن (( وظيفتة)) ((( خليفة ))) وهنا دلالة لها قيمتها فى فهم موقف الملائكة من هذا الخليفة الذى لا يعلمون عن ة سوى وظيفتة على تلك الأرض فقال لهم الله ( إنى جاعل فى الأرض خليفة) ولم يقل لهم إنى جاعل فى الأرض بشرا أو إنساناوتلك الوظيفة التى حددها الله لهذا الخليفةوهى الخلافة فى الأرض تعلم الملائكة مسبقا أنها تتطلب وتستدعى أن يكون لة الإختيار فى الإصلاح أو الإفساد فى الأرض وبناء على ذلك كان إستفسار الملائكة طلبا للعلم وإستيضاح للموقف وخشية من الله أن يوجد فى ملكة من يعصاة حتى ولو كان مخلوقا غيرهم الم يخبرنا الله فى كتابة الحكيم أن الملائكة يستغفرون لمن فى الأرض فقول الملائكة خشية وجود من يعصى الله وليس للإعتراض لأنة سبحانة وتعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون
وعندما قال الله (وعلم آدم الأسماء كلها) لماذا لم تكن وعلم الإنسان الأسماء كلها أو وعلم البشر الأسماء كلها. ذلك لأن التعليم كان لشخص آدم ذاتة مثلما علم الله رسولة إذ قال لة ( وعلمك ما لم تكن تعلم) فعلم الله آدم الأسماء كلها ومنها أسماء الملائكة بوحى من الله كما أوحى الله لأنبيائة ورسلةوتلك الأسماء كانت ضمن رسالة آدم علية السلام وتكليف من الله لآدم بتعليم الملائكة بأسمئهم وكان أمر الله للملائكة بطاعة رسولة آدم فيما علمهم وهذا أمرة سبحانةللملائكة بالسجود لآدم وتأمل قولة سبحانة للملائكة ((وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ))نفهم منها أن هتاك تكليفات لآدم تجاة الملائكة وتفضيل لة عليهم بتعليمهم أسمائهم وأن الملائكة كانت تبدى وتخفى وعلم الله يحيط بما أبدت وما أخفت وهذة المعانى والدلائل تحتاج الى بحث أكثر عمقا فيما جاء عن الملائكة فى كتاب الله
وأختلف مع أستاذىد/حسن
فى أن علم تسمية الأشياء( جينات وراثية)لأنة لو كان ذلك صحيحا لوجدنا أسماء الأشياء واحدة فى جميع الغات وكانت جميع لغات البشر على مر العصور والى قيام الساعة توحدت فى لغة واحدة
وتقبل خالص حب وإحترام تلميذكم المجتهد
أشكرك على تعليقك أعللاه
والحقيقة أننى فهمت سبب الإختلاف الأخير بخصوص الجينات الوراثية وأنا لم أقل أن الله تعالى قد كتب أسماء الأشياء على هذه الجينات ولكننى قلت ما يعنى أن الله تعالى قد علم آدم كيفية تسمية الأشياء من خلال صفاتها الظاهعرة له ، وهنا لم أتحدث عن أى لغة ، فالإنسان فى أى مكان وبأى عرق أو أصل أو لون أولغة يستطيع بتلك الجينات الوراثية أن يسمى الأشياء كل واحد حسب لغته وبيئته ، فالبحر فى العربية إسمه بحر وفى الإنجليزية إسمه sea مثلاُ وفى الهندية ستجد له إسماً آخر وفى الفرنسية إسماً رابعاً وهكذا كل اللغات ... ولكن فى النهاية لو جمعت معنى كلمة بحر فى كل اللغات ستجد لها دلالة واحدة وهى التى تعنى ذلك المكان الضخم العميق النلىء بالماء المالح والذى تسير فيه السفن وتعيش فيه الأسماك والكائنات البحرية .. ولقد ضربت كلمة بحر كمثال فقط .
أما اختلافك الأول فلم أستوعب سبب الخلاف
وتقبل تحياتى
تحية طيبة للأستاذ شريف هادي
عندي سؤال بسيط حتى استخلص منه كامل الفكرة التي أسست بها بحثك، هل يعلم الله بأفعال عبده س منذ الأزل أي قبل حتى أن يخلق؟
و كيف ترى في تعبير "علم الله الأزلي" اللانهائية في العلم و كلمة الأزلي ذاتها لا ينطبق عليها هذا الوصف؟
و شكرا
أخي الأستاذ / محمد مهند مراد أيهم
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أراك إقتنعت بالأدلة العقلية والمنطقية وتسألني عن أدلتي النقلية ، أما عن أدلتي القرآنية فهي:
في إحدى عشر موضع من القرآن قال تعالى (عالم الغيب والشهادة) [الأنعام73 ، التوبة94 ، 105 ، الرعد9 ، المؤمنون 92 ، السجدة6 ، فاطر38 ، الزمر46 ، الحشر22 ، الجمعة8 ، التغابن18]
وقال سبحانه " وقال الذين كفروا لا تاتينا الساعة قل بلى وربي لتاتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين" سبأ3
وقال سبحانه " ان الله عالم غيب السماوات والارض انه عليم بذات الصدور"فاطر38
وقال سبحانه "عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا" الجن26
ومن هذه الآيات أن الله سبحانه وتعالى يعلم مطلق الغيب ، كل الغيب معرفا بأداة التعريف (الـ) ومعرفا بالإضافة إلي السماوات والأرض ، فحملت اللفظ على إطلاقة فقمت بتأويل الآيات التي ذكرتها.
وشكرا لتواصلكم الكريم ، والسلام عليكم
شريف هادي
أخي الدكتور / حسن
أشكركم أخي الحبيب على إنصافكم لي ، ولكنني أيضا أتعلم منكم ومن كل رواد موقعنا الكرام ، وأشكركم على إلقائكم الضوء على موضوع الملائكة مع رب العزة سبحانه ، وعندي أن الملائكة لا تعرف القياس ، لقوله تعالى"وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين" ، فقد أشار الله سبحانه وتعالى بإسم الإشارة (هؤلاء) على أشياء يعرفونها ، ولكنهم لم يستطيعون إستخراج أسماء من عين المسمى ، أما آدم فقد منحه الله هذه الخاصية ، لأنها من لوازم التكليف في الأرض.
شكرا لمروركم الكريم وتعليقكم الجميل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شريف هادي
أخي الأستاذ / عابد أسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشتاق إليكم ونراكم مقلين في الدخول على الموقع لعل المانع خيرا
بالنسبة لإتفاقكم ، مع الأستاإقتنذ / خالد حسن ، فقد قمت بالرد عليه وإحيلكم للرد ، أما عن سبب إقتناعكم قوله تعالى"وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" العنكبوت40 ، غهو سبب جديد يجب علينا الرد عليه على النحو التالي:
يا أخي علم الله سبحانه وتعالى بأفعال الكافر ، ليس فيه ظلم للكافر ، لأنه علم لا تتدخل فيه الإرادة (إرادة الله) ، ولكنه علم يقف على باب علم الإحاطة وعلم الجمع على نحو ما أسلفنا ، بمعنى أن الكافر ليس مدفوعا لعمل الشر أو الكفر ، كما أنه ليس مكتوبا عليه في مشيئة رب العالمين ، ولكنه يتأرجح بين الغيب قبل أن يحدث فيقع في علم غيب الله ، وبين الشهادة بعد إتيانه من الكافر فيقع في علم شهادة الله. (والله تعالى أعلم)
أما عن المثال الذي ضربته ، فإن الكافر غير مجبر من رب العالمين على الكفر رغم سابق علم الله بذلك ، وقد ضربت مثال المدرس والأب ولله المثل الأعلى
أما عن تفسيرك للعلم فيجب التفريق بين علم الله وعلم البشر ، ولا تنسى أن الله سبحانه قال في سورة طه (يعلم السر وأخفى) فما هو الذي أخفى من السر؟ الإجابة: هو السر قبل أن يسر(بضم الياء وفتح السين) والله تعالى أعلم
أما عن قولنا (فتكون مشيئة الله هنا مستغرقة لمشيئة الإنسان لإختياره ما يتفق مع مشيئة رب العالمين) ، فهي ليست هيمنة أو توحد – حاشا لله – ولكنها (توافق) أو قل تلاقي ، بمعنى تلاقت إرادة المحسن المستقيم مع إرادة رب العالمين ، وبما أن إرادة رب العالمين هي الإرادة الكلية ، فتكون مستغرقة لإرادة العباد المستقيمين والله تعالى أعلم
والسلام عليكم / شريف هادي
أخي الأستاذ المعتزلي للأبد
السلام عليكم ورحمة الله ، وأقول لك أيضا نفتقدك كثيرا بارك الله فيك
أما عن سؤالك: هل يعلم الله بأفعال عبده س منذ الأزل أي قبل حتى أن يخلق؟ الإجابة : ببساطة أيضا (نعم) لأنه يعلم الغيب ، والعبد (س) قبل أن يفعل شيء وقبل أن يخلق كان غيبا (جزء من الغيب) فدخل في علم الله سبحانه وتعالى
وأما عن سؤالكم: و كيف ترى في تعبير "علم الله الأزلي" اللانهائية في العلم و كلمة الأزلي ذاتها لا ينطبق عليها هذا الوصف؟
الإجابة: وببساطة أيضا ، عندما يطلق وصف على الله سبحانه وتعالى يجب أن يتصف هذا الوصف بصفات الموصوف ، والموصوف هو رب العالمين سبحانه وتعالى ، فوصف أزلي هنا يتفق وجلال الله سبحانه وتعالى ، أما علم الله سبحانه وتعالى فهو علم مرتبط بذات الله ، فكما أن الله سبحانه وتعالى أول بلا إبتداء فعلمه أيضا بلا إبتداء
وأخيرا فإن عجز اللغة لا يقف حائلا بيننا وبين إيماننا بإتصاف الخالق بصفات الكمال
والله تعالى أعلم
والسلام عليكم
شريف هادي
عزيزي الاستاذ شريف هادي
اشكرك جدا على سؤالك عني و اسمح لي أن أوجه اليك و الى كافة كتاب و قراء موقع أهل القرءان الدعوة الى المشاركة في "منتدى العقلانيين العرب" كأول منتدى يجمع كافة التيارات العقلانية و أولها التيار المعتزلي و التيار القرءاني في مكان واحد، هذا ما شغلني في الفترة السابقة و ان شاء الله في خلال اسبوعين سيتم اطلاق المنتدى و سأوجه الدعوة مرة اخرى مصحوبة بالرابط بمجرد التجهيز النهائي..
بالنسبة للجزء الأول من سؤالي و ردك ما هو الفرق بين الغيب و العدم؟ و هل العدم يعتبر غيب أم شيء لا يتعلق به علم أو جهل حتى نعلم به أو نجهل به
و أما الملاحظة على ردك فهي هل ترى في اجابتك أنك خرجت عن ما قال به الأشاعرة مثلا من حيث أن الفعل موجود منذ الأزل و لكن ما علينا الا اكتسابه؟
بالنسبة للجزء الثاني و أنت صاحب فكر قرءاني هل وصف الله عز و جل نفسه بأنه أزلي أو أن علمه ازلي حتى نصفه بما لم يصف نفسه به؟ أليس للأزل بداية و ليس له نهاية؟ كيف ترى لعلم الله بداية؟
تحياتي القلبية
ملحوظة: انا لا امثل التيار المعتزلي اطلاقا و لست من المعتزلة و انما اتفق معهم في نقاط كثيرة و اعتز بفكرهم حتى كنيت نفسي بكنيتهم لفضلهم الأول علي في اكتشافي لأهمية العقل
بارك الله فيك و بمجهودك القيم .. مقال ممتع و مفيد و فيه شمول مناسب للموضوع المطروح.. جزاك الله خيرا...
و الى المعتزلي للأبد الذي يتساءل (بالنسبة للجزء الثاني و أنت صاحب فكر قرءاني هل وصف الله عز و جل نفسه بأنه أزلي أو أن علمه ازلي حتى نصفه بما لم يصف نفسه به؟ أليس للأزل بداية و ليس له نهاية؟ كيف ترى لعلم الله بداية؟) .... الأزل أخي الكريم هو مالابداية له ..أي القديم بدون بداية ، أما مالا نهاية له فهو السرمدي أو الآبد (بالمد و كسر الباء الموحدة)...أما كلمة خالد/خلود ففيها اختلاف ..و الراجح أنها مالانهاية له أيضا.
المصدر من اللسان لابن منظور إذ يقول: (والأَزَل، بالتـحريك: القِدمَ. قال أَبو منصور: ومنه قولهم هذا شيء أَزَلِـيٌّ أَي قديم، وذكر بعض أَهل العلـم أَن أَصل هذه الكلـمة قولهم للقديم لـم يَزَلْ، ثم نُسِبَ إِلـى هذا فلـم يستقم إِلا باختصار فقالوا يَزَلـي ثم أُبدلت الـياء أَلفاً لأَنها أَخف فقالوا أَزَلـي،) ... و يقول أيضا (السرمد الدائم الذي لا ينقطع )
و الله لم يصف نفسه لا بهذا و لا بذاك و إنما وصف نفسه بأنه الاول و الاخر ... و هو أفصح وأبلغ و أشمل من معانى تلك الكلمتين...
و الله تعالى اعلى و اعلم
أخي الكريم محمود دويكات
أشكرك جدا على التعقيب، نعم أتفق معك أن أزلي يعني قديم كما أتفق معك بأن السرمدي هو الذي لا ينقطع أي الدائم لكن حدود علمي و استخدام اللغة في كلمة أزلي هو أنها القديم أي بدأ منذ زمن قديم فهناك بداية، و بغض النظر عن صحة أزل مقابل سرمد فكل منهما له حدود أما بالبداية و اما بالنهاية و علم الله عز و جل لا ينطبق عليه ذلك فهو عليم بذاته و هو الأول و الأخر و ليس القديم و لا الأزلي.
تحياتي الخالصة
أخي الكريم الأستاذ المعتزلي
أشكرك على التفاعل والرد
أولا: في الحقيقة رأيي يختلف مع رأي الآشاعرة كلية ، لأنهم يقولون بوجود الفعل ذاته ، وقد خلقه الله خيرا أو شرا ، ويبقى للإنسان إكتسابه ، ولكنني لا أقول بذلك ، ولكن أقول بأن الفعل وإن كان في الغيب و العدم ، فهو غير موجود وغير مخلوق ، ولكنه داخل في إحاطة رب العالمين بعلم الغيب ، ولكن الفعل نفسه لم يخلق بعد ، ثم لا ضير إذا تماس رأي في بعض جزئياته مع رأي فرقة أخرى.
وثانيا: فإن تعيب علي وصف أن علم الله أزلي ، وأحب أن أبين لحضرتك أن باب الوصف أوسع من باب الصفة ، وأضرب لك مثالا ، فالله سبحانه وتعالى صفته أنه (الأول) ، فيجوز لنا أن نوصف رب العالمين بأنه سبحانه (قديم بلا إبتداء) ، لأن الوصف هو تعريف لمفهومنا لمعنى الصفة تنزيها وتعظيما لرب العالمين.
ثالثا: العدم أخي الكريم في رأيي هو أحد أبعاد الغيب ، وهو لا يخرج عن وصفه غيبا
وشكرا لكم دعوتكم الكريمة لموقعكم والذي ننتظره ، ليكون ساعد جديد لفتح آفاق المعرفة ودواوين العلم لمجتمعنا العربي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شريف هادي
أخي الحبيب الأستاذ / محمود دويكات
أسعدني كثيرا إستحسانكم للبحث ، وأكثر ما أسعدني صدوره منكم شخصيا على ما نعرفه عنكم باحثا عظيما ، وأستاذا فاضلا.
أشكركم أخي الكريم ، كما أشكركم على ردكم التفصيلي على الأخ الأستاذ / المعتزلي للأبد ، ولسيادتكم خالص الشكر ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شريف هادي
أخي الكريم شريف هادي
تحية طيبة
حسنا ليس المصطلح هو ما يعنينا بالأساس لذا سنتجه الى المعنى و الفعل، تقول بأن الفعل غيرموجود و غير مخلوق"ولكن أقول بأن الفعل وإن كان في الغيب و العدم ، فهو غير موجود وغير مخلوق ، ولكنه داخل في إحاطة رب العالمين بعلم الغيب ، ولكن الفعل نفسه لم يخلق بعد "أي أن س سوف يفعل شيء ما يوما ما بعد أن يخلق فكيف قرر س قبل أن يخلق أنه سيفعل شيء ما يوما ما؟! هل العدم يتعلق به علم أو جهل؟ أتحدث هنا عن فعلي "المجهول" كوني اساسا عدم لم اخلق بعد!
مثال:
اذا كان فرعون مقرر سلفا أنه من أهل النار من قبل أن يخلق لأن كل شيء سيفعله بعد أن يخلق معروف سلفا فهل لك أخي الكريم أن تفسر لي هذه الأية الكريمة في ضوء ما توصلت اليه:
"اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى
فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى"؟
تحياتي الخالصة
أخي الحبيب الأستاذ / المعتزلي
حسنا دعنا نستمر في هذا الجدل الصاعد ،مع محاولة كل منا الانتصار للحق أو الإنصياع له
أخي الكريم ، يجب أن تفرق بين (مقرر) و (معلوم) ، كفر فرعون ليس مقررا في الأزل أو في العدم ، ولكنه معلوم من رب العالمين عندما كان هذا الفعل في الغيب (العدم) ، ولكن ليس مقررا عليه لذلك فإن الله سبحانه وتعالى أعطاه الفرصة ، لعله يفعل غي ذلك دون تدخل من إرادة الله ، ولكنه أي فرعون إختار بكامل إرادته طريق الكفر ، فخرجت أفعاله من (علم الغيب) إلي (علم الشهادة)
فأنا أتفق معك ومع المعتزلة أن أحدنا ليس مجبورا على أفعاله قبل إتيانها ، ولكن لا يعني هذا أن الله سبحانه لا يعرفها قبل حدوثها ، لأن هناك تفرقة بين علم الإرادة والذي به تتدخل إرادة رب العالمين فيه ، وبين علم الإحاطة وعلم الجمع ، الذي يقف عند باب علم الأحداث دون التدخل فيها ، وأظن أن هذا هو أهم الإختلافات إن لم يكن الوحيد بيني وبين المعتزلة في هذا الموضوع
والله تعالى أعلم
شريف هادي
شكرا على سعة صدركم وعلى الإيضاح
ولكتى لا أخفى عليكم أنة مازال هناك شىء ما فى داخلى لا أستطيع أن أوصلة لكم
مع خالص التقدير والإمتنان
تلميذكم / عابد
أخي العزيز عابد أسير أسعد الله مساءك:
أظن أنني أعرف ما الذي تريد أن توصله للأستاذ شريف هادي! ولكنني لا أستطيع التداخل في هذا الموضوع إلا في حالة واحدة وهي أن تحل لي أنت أو أي من الأخوة الكرام على هذا الموقع مسألة لم أجد لها حلاً رغم أنها استغرقتني واستغرقتها ولكن دون أن أتمكن من حلها. علماً بأن حل هذه العقدة سيحدث انقلاباً جذرياً في المفاهيم وسيؤدي إلى مفهوم جديد لمسألة القضاء والقدر وعلم الغيب. أما ما هي هذه العقدة فإليك المسألة:
استقر حسب علمي عند كل المسلمين أن القرآن أنزل إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، وبعد ذلك تم تنزيله منجماً حسب تتابع الأحداث وعلى مدى 22 عاماً. وهذا معناه أن كل ما جاء في القرآن بخصوص أمور وأحداث وقعت خلال الفترة المعاصرة للنبوة كان مقرراً ومدوناً سلفاً في القرآن، من حادثة الإفك إلى غزوة حنين إلى التي جادلت النبي وكل ما هنالك من أحداث.
هل عندك ما يحل هذه العقدة؟ هل عندك ما ينقض هذا الرأي عن نزول القرآن في ليلة واحدة سابقة لنزوله منجماً؟ أو هل لديكم ما يفيد أن ما أنزل في ليلة القدر ليس هو القرآن؟ أو هل يمكنكم أن تثبتوا أن الكتاب الذي بين أيدينا (الذي اتفقنا على أنه هو القرآن لا زيادة ولا نقصان فيه) احتوى عند إنزاله في ليلة القدر كل ما في أيدينا من الآيات اليوم باستثناء الآيات التي تتعلق بأمور وأحداث وقعت في عصر النبوة؟ مع العلم أنني قرأت آراءً تميز بين الكتاب والحكمة والقرآن ولكنني لم أقتنع بها. عذراً على تطفلي ويمكنك تجاهل كلامي دون أن يفسد ذلك للود قضية. أنا طبعاً لم أستسلم وسأظل أبحث في الموضوع رغم خوفي من أنه لا حل لهذه العقدة لأنها باطلة وفاسدة.
وشكراً لك لأنك شجعتني على طرح المسألة فقد أعيتني وأتعبتني.
الأستاذ الفاضل / واصل عبد المعطي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لقولكم (مسألة لم أجد لها حلاً رغم أنها استغرقتني واستغرقتها ولكن دون أن أتمكن من حلها. علماً بأن حل هذه العقدة سيحدث انقلاباً جذرياً في المفاهيم وسيؤدي إلى مفهوم جديد لمسألة القضاء والقدر وعلم الغيب.) أراه مرتبطا بقولكم (استقر حسب علمي عند كل المسلمين أن القرآن أنزل إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، وبعد ذلك تم تنزيله منجماً حسب تتابع الأحداث وعلى مدى 22 عاماً) فلو علمت أن ذلك الرأي ليس رأينا ولا نقول به فقد تم حل المسألة عندك ، دون الحاجة لتغيير جذري للمفاهيم ، وذلك على النحو التالي:
أستدل أصحاب الرأي القائل بنزول القرآن كله للسماء الدنيا في ليلة القدر ، بقوله تعالى" انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين" الدخان 3 وبقوله تعالى" انا انزلناه في ليلة القدر" القدر 1.
فهموا أن الهاء هنا في قوله (أنزلناه) عائد على القرآن كله ، ولكن الحقيقة أنه عائد على بداية نزول القرآن وليس كل القرآن ، فقد نزل القرآن مفرقا تبعا للأحداث على مدى مدة رسالة الرسول عليه السلام ، وإليك الأدلة
قال تعالى " وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا" الإسراء 82 ، و (من) التبعيضية تفيد نزول القرآن مجزأ ، وفق إحتياج المؤمنين لذلك.
وقال تعالى" وقرانا فرقناه لتقراه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا" الإسراء 106 ، قوله تعالى (فرقناه) أي لم ينزل مرة واحدة ، ثم المفعول المطلق تنزيلا يؤكد على إستمرارية التنزيل وتعدده وليس على مرة واحدة.
وقال تعالى" وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القران جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا" الفرقان 32 ، وهذا أظهر وأقوى دليل على أن القرآن لم ينزل جملة واحدة.
ثم إطلاق الل على الجزء قائم في القرآن ، ولنتدبر قوله تعالى " ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون" فصلت 30 ، يستفاد من قوله (الملائكة) أنهم كل الملائكة ، ولكن الحقيقة أنهم ملائكة (الرحمة) وليس كل الملائكة ، والآيات كثيرة في هذا المعنى
الخلاصة:أن آيات القرآن نزلت مفرقة سور وآيات بحسب إستعداد المخاطبين تلقي المعارف الكلية للاعتقاد وحاجتهم في تلقي الأحكام الفرعية للعمل واقتضاء المصلحة ذلك إقتران التعريف بالتكليف (العلم بالعمل) ، بما يتفق وطباع الناس بتحصيل المعرفة والالتزام بالأحكام واحدا تلو الآخر.
وبهذا نكون قد أجبنا على كل أسئلتك التالية(هل عندك ما يحل هذه العقدة؟ هل عندك ما ينقض هذا الرأي عن نزول القرآن في ليلة واحدة سابقة لنزوله منجماً؟ أو هل لديكم ما يفيد أن ما أنزل في ليلة القدر ليس هو القرآن؟) وقمنا بفضل الله سبحانه وتعالى يحل العقدة التي أرقتك.
أما عن قولك (رغم خوفي من أنه لا حل لهذه العقدة لأنها باطلة وفاسدة) فغير مفهوم ، هل هو إعتقادك بنزول القرآن جملة واحدة؟ أم ماذا؟ فلو كان الاعتقاد بنزوله جملة واحدة فأقول لك نعم إنه إعتقاد باطل فاسد ، أم ماذا؟ تحتاج إجابتكم ، والله تعالى أعلم ، وشكرا لكم
شريف هادي
شكراً لكم على المساعدة
تحية طيبة وعطرة:
أبدأ من حيث انتهيتَ. قصدت بقولي: (رغم خوفي من أنه لا حل لهذه العقدة لأنها باطلة وفاسدة) أنني أخشى أني أحاول أن أثبت أمراً غير صحيح. أنا أحاول أن أثبت أن القرآن لم ينزل في ليلة واحدة (ليلة القدر) كاملاً كما هو الرأي السائد الذي تؤيده الأيات الثلاث: البقرة185 والدخان3 والقدر1 وتدعمه عدة أحاديث منسوبة للنبي. وأنا عن نفسي لا يمكنني تجاهل كل ذلك إلا إذا جاءني ما يثبت أن الفهم السائد خطأ، والإثبات عندي ليس مجرد رأي يقبل الأخذ والرد وإنما هو حجة قاطعة لا يمكن دحضها.
القفز عن ظاهر الآيات يحتاج إلى مبررات فما هي مبررات خروجكم عن المعنى الظاهر الذي تدل عليه الآيات المذكورة إلى معنىً مستتر؟ هل قبول الرأي الظاهر يناقض أياً من الآيات القرآنية الأخرى؟ بمعنى هل إذا قلنا أن القرآن أنزل في ليلة واحدة كاملاً تاماً فإن ذلك سيتسبب في حدوث تناقض مع آيات قرآنية أخرى؟ أعتقد أن الموضوع يحتاج إلى اكثر من رد سريع على تعليقي، وأرجو منكم إذا كنتم ترون أن الموضوع يستحق مقالة تفصيلية أن لا تبخلوا علينا بها وأجركم على الله.
وشكراً جزيلاً لكم مرة ثانية على ما بذلتم من جهد في سبيل حل العقدة.
أخي الكريم شريف هادي
تحية طيبة
أخي الكريم ما تقوله هو جبر في قالب اختيار، اذ كأنك تقول أن الله ليس فعال لما يريد بل فاعل لما سبق في علمه أنه سوف يفعله و المقولة لأمين نايف ذياب..
كأنك تقول أن الله علم أن فرعون الذي لم يخلق بعد سوف يكفر و يطغى و سيموت على كفره و على الرغم من ذلك فقد جعل الله موسى يدعوه الى الايمان مرارا و تكرارا بدون فائدة لأن النتيجة معلومة سلفا!
ثم يقول الله في كتابه أو قال ما علم في نفسه أنه سوف يقوله لموسى منذ الأزل بأن يذهب الى فرعون و أن يقول له قولا لينا لعله لعله لعه و ضع تحتها الف خط يتذكر أو يخشى!!!!
كيف و قد علم أنه لن يستجيب يقول "لعله"؟!!
أليست لعله هذه محل احتمالين اما الاستجابة أو الرفض؟!
أليست حجة واحدة كافية على فرعون مع العلم بكفره و موته على الكفر لتنتهي الدعوة عند هذا الحد؟!
لاحظ يا عزيزي أن حوارنا فلسفي تماما مع التعضيد بما ورد في القرءان الكريم و قد فعلت أنا ذلك فهل لك أن تحل هذه المعضلة معي "لعله" و أن تؤيدها بأيات من القرءان الكريم و التي تدل على معلومية افعالنا منذ الأزل و أن هذا في الجنة و هذا في النار؟
أشكرك جدا على التفاعل اخي الحبيب
تحياتي لك و للجميع
أخي الحبيب الأستاذ / المعتزلي للأبد
السلام عليم ورحمة الله وبركاته ، وبعد
أخي الحبيب أعتذر عن التأخر في الرد ، وأجد أن المشكلة الوحيده بيننا ، هي إختلاف مفاهيم المترادفات في عقلينا ، وقد فهمت من قولكم (أليست حجة واحدة كافية على فرعون مع العلم بكفره و موته على الكفر لتنتهي الدعوة عند هذا الحد؟!) وقولكم (فهل لك أن تحل هذه المعضلة معي "لعله" و أن تؤيدها بأيات من القرءان الكريم و التي تدل على معلومية افعالنا منذ الأزل و أن هذا في الجنة و هذا في النار؟) أنم لا تفرقون أخي الحبيب بين العلم المقترن بالإرادة والعلم الواقف على باب الإحاطة ، فطالما أن الله علم فإن الإنسان لا أختيار له ، وحلا لهذه المشكلة لدي أخذت بقول المعتزلة وجعلت علم الله حادث بعد إرادة الإنسان وخلقه لفعله ، أما قبل ذلك فلا علم لله ، لأن حدوث العلم مناقض لحق الإختيار ، وضياع الإختيار مناقض للحساب والثواب والعقاب ، أما الوضع عندي مختلف ، فمجرد علم الله فقط وإحاطته بكل الأحداث عبر التاريخ قبل حدوثها علم أزلي أبدي ، دون أن تتدخل إرادته في ذلك لا ينفي إرادة الإنسان وإختياره ، ولذلك قال تعالى (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) ، وقال (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ، فوقف علمه عند باب الإحاطة بالغيب والشهادة ، وقد نسب سبحانه الفجور للنفس والتقوى للنفس بالتساوي ، وكل منا حر في إختياره رغم علم الله
لذلك أنت ترى أن (لعله) معضله لأنك قرنتها بـ (الجنة والنار) فقلت فلان في الجنة وفلان في النار ، أما أنا فلا تشكل لدي معضله تحتاج لحل ، لأن الله ترك له الأختيار دون تدخل رغم علمه بما سيفعله ، أما الجنة والنار فهما في إرادة الله سبحانه وتعالى القائل "يدخل من يشاء في رحمته والظالمين اعد لهم عذابا اليما" الإنسان31
وشكرا لك أخي الفاضل
شريف هادي
أخي الأستاذ واصل
شكرا لردكم وتفاعلكم ، وآسف على التأخر في الرد
قولكم (كما هو الرأي السائد الذي تؤيده الأيات الثلاث: البقرة185 والدخان3 والقدر1 وتدعمه عدة أحاديث منسوبة للنبي) فيه عدة مسائل
أولهما: هنا مغالطة كبرى لأن آيات القرآن لا تفهم كجزر منعزله ولكن بالتدبر فإن بعضها يشرح ويفسر البعض ، وكلها تتكامل ولا تتعارض وقد سقت لسيادتكم آيات كثيرة تفيد تدرج نزول القرآن ، مما يجعلنا نحمل الآيات المشار إليها على أنها بداية النزول لا النزول الكلي للقرآن
ثانيهما: الإشارة للأحاديث أنها تدعم الرأي السائد ، وأقول لك هذه أيضا مغالطة كبرى لأن الأحاديث لا تدعم هذا الرأي ولكنها هي التي أنشأته وقالته ، ونحن لا نحتج بالأحاديث ولا نأخذ بها ، وأتحداك أن تستخرج من القرآن آية واحدة تقول أن القرآن نزل للسماء الدنيا مرة واحدة في ليلة القدر ثم جاء منجما حسب الإحتياج للإرض ، هذا الكلام العار عن الصحة لن تجده في القرآن ولكنه من إختاعات تلك الأحاديث التي ما أنزل الله بها من سلطان
ثالثا: قولكم (القفز عن ظاهر الآيات يحتاج إلى مبررات فما هي مبررات خروجكم عن المعنى الظاهر الذي تدل عليه الآيات المذكورة إلى معنىً مستتر؟) أقول لكم أن المبرر وجود الآيات التالية
قال تعالى " وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا" الإسراء 82.
وقال تعالى" وقرانا فرقناه لتقراه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا" الإسراء 106 .
وقال تعالى" وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القران جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا" الفرقان 32.
كل هذه أدلة قطعية الثبوت والدلالة على أن القرآن لم ينزل جملة واحدة ، وهي آيات محكمة (وعندي الآيات المحكمات تلك التي عندما تقرأها لا تفهم منها غير معنى واحد فقط ، فيكون مقصود رب العالمين فيها واضح ، والدرس الذي نحتاج تعلمه ظاهر) فلما يقول شبحانه (ننزل من القرآن) و (قرآنا فرقناه) و (لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة) نفهم من ذل أن القرآن نزل على مراحل طبقا للأحداث ، فوجب علينا تأويل المفهوم الظاهر للآيات التي تقول (أنزلناه في ليلة مباركة) و (أنزلناه في ليلة القدر) على أن النزول كان بداية التنزيل وليس كامل التنزيل.
بمعنى آخر أننا خصصنا فهمنا لقوله (أنزلناه) على أنه بداية التنزيل ، لوجود مخصص في الآيات السابق ذكرها ، لأن القاعدة الأصولية لا نخصص العام إلا بمخصص ولا نقيد المطلق إلا بمقيد
والسلام عليكم
شريف هادي
الأستاذ شريف هادي:
أشكرك على الإهتمام والمتابعة، ولكن أرجوك ألا تتسرع في الحكم على الموضوع وأن تعطيه وقتاً أطول من التفكير والتدبر. قلت لكم أنني أبحث في الموضوع منذ فترة طويلة نسبياً ومازلت، فالموضوع ليس بهذه البساطة.
كتب الدكتور منصور مؤخراً مقالاً يناقض فيه رأيكم وأحدث بلبلةَ على الموقع ماتزال مستمرة. مما يعني أن الموضوع بحاجة للبحث المعمق والدراسة المستفيضة. مع العلم أن رأي الدكتور منصور والقاضي بأن القرآن أنزل كاملاً على قلب النبي في ليلة القدر هو أضعف الآراء وأبعدها عن الصواب حسب رأيي.
في تعليقي السابق قلت لحضرتكم: "هل قبول الرأي الظاهر يناقض أياً من الآيات القرآنية الأخرى؟ بمعنى هل إذا قلنا أن القرآن أنزل في ليلة واحدة كاملاً تاماً فإن ذلك سيتسبب في حدوث تناقض مع آيات قرآنية أخرى؟" أنا كنت أقصد نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ولم أكن أعني نزوله على قلب النبي! ورددت أنت علي بتعداد الآيات التي تشير إلى تنزيل القرآن على النبي على دفعات وليس دفعة واحدة. في الحقيقة هذا الرأي لا يمكن أن نستنتج منه أن القرآن لم ينزل إلى السماء الدنيا كاملاً في ليلة القدر. أما عن موضوع الأحاديث فأنا لم أقل أن الأحاديث المنسوبة للنبي هي حقاً من أقوال النبي كما أنني لم أنكر أنها من أقوال النبي (موقف حيادي). ولكنني إعتبرتها مما يرجح كفة الرأي القائل بنزول القرآن دفعة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، وذلك لأنها حتى وإن كانت غير صادرة عن النبي على وجه اليقين فهي تمثل رأي السابقين. ولا يمكن لمن يبحث عن الحقيقة إلا أن يأخذ بعين الإعتبار كل الآراء المتوفرة كي يتمكن من الوصول إلى نتيجة صحيحة موضوعية.
وكي لا يساء فهمي هذه المرة أيضاً بسبب عجزي عن شرح ما أبحث عنه فإنني أقدم لكم المثال التالي:
سافرت قافلة سيارات يوم السبت من المدينة (س) قاصدةً المدينة (ع). وفي يوم الإثنين وصل ثلث السيارات إلى المدينة (ع)، وفي يوم الثلاثاء وصل الثلث الثاني، ووصل أخيراً الثلث الأخير يوم الأربعاء. الآن وبافتراض وجود المدينة (ص) على الطريق الواصل بين المدينتين (س و ع). هل يمكن القول أن السيارات لم تجتمع في المدينة (ص) لأنها وصلت على ثلاثة أيام متتالية إلى المدينة (ع)؟ بالتأكيد هذا ليس كلاماً حتمياً، لأن السيارات قد تكون وصلت إلى المدينة (ص) مجتمعة يوم الأحد ثم قررت بعد ذلك الإفتراق إلى ثلاث مجموعات! هذا هو ما يحدث معي وهذه هي العقدة! أنت تقول أن القرآن أنزل على النبي على دفعات وهذا الأمر كما هو واضح لا ينفي ولا يناقض أن يكون القرآن قد أنزل دفعة واحدة إلى السماء الدنيا ثم بعد ذلك تم تنزيله على دفعات على قلب النبي. إذا كان لديك ما ينقض الرأي القائل بنزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا (وليس قلب النبي) على دفعة واحدة في ليلة القدر فأرجو منك أن تزودني به لأنني في أمس الحاجة إليه
ولكم مني أطيب التحيات.
رغم اختلافي سابقا مع الاستاذ واصل .. وهو ما أعتبره سنة الحياة ..
كتب الدكتور منصور مؤخراً مقالاً يناقض فيه رأيكم وأحدث بلبلةَ على الموقع ماتزال مستمرة. مما يعني أن الموضوع بحاجة للبحث المعمق والدراسة المستفيضة. مع العلم أن رأي الدكتور منصور والقاضي بأن القرآن أنزل كاملاً على قلب النبي في ليلة القدر هو أضعف الآراء وأبعدها عن الصواب حسب رأيي.
وكم هو رائع هذا الرأي ..
ولا يمكن لمن يبحث عن الحقيقة إلا أن يأخذ بعين الإعتبار كل الآراء المتوفرة كي يتمكن من الوصول إلى نتيجة صحيحة موضوعية.
ألا تري سيادة المستشار مدي اختلافك مع الدكتور احمد في موضوع نزول القرآن كاملا أم مفرقا .. وهناك أمور أحري
أخي الدكتور عمرو
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي، أنا لم أقل في يوم من الأيام أني أتفق مع الدكتور أحمد في كل شيء ولكن هناك أشياء كثيرة نختلف عليها نحن الأثنين ولكنه إختلافا لا يفسد للود قضية ، أختلف معه وأنا أقدر علمه وريادته ، كثيرا ما أثير موضوعات نختلف فيها نحن الأثنين ولكنني أراه يكتب لي مستحسنا وشاكرا ، وبالنسبة لي فهذا قمة العلم مقرون بالتواضع من عالم جليل مثله.
أخي دكتور عمرو يجب أن نتعلم كيف نختلف ، كما تعلمنا كيف نتفق
وشكرا
أخو / شريف هادي
ولا يمكن لمن يبحث عن الحقيقة إلا أن يأخذ بعين الإعتبار كل الآراء المتوفرة كي يتمكن من الوصول إلى نتيجة صحيحة موضوعية.
ثم الاعتراض بأدب علي جملة الآديان الأرضية ..وأنا أشاركه هذا الاعتراض .
إن كنتم اعتبرتم الاستاذ زهير تجاوز علي الدكتور احمد قيراطا .. فقد تجاوزتم عليه عشرات القراريط .. حتي وصل الآمر لوصفه بالصعلوك ..
أي عدل هذا من قاضي
أخي الكريم شريف هادي
سلام الله عليك،،
و عذرا لتأخري انا ايضا و الحمد لله انتهيت من اعداد المنتدى و بقى خطوات طفيفة و ينتهي نهائيا و اسمح لي أن أدعوكم جميعا للمشاركة هناك فذلك مما يشرفني و يسعدني و هذا هو الرابط منتدى العقلانيين العرب
قلت التالي أخي الكريم:
أنم لا تفرقون أخي الحبيب بين العلم المقترن بالإرادة والعلم الواقف على باب الإحاطة ، فطالما أن الله علم فإن الإنسان لا أختيار له ، وحلا لهذه المشكلة لدي أخذت بقول المعتزلة وجعلت علم الله حادث بعد إرادة الإنسان وخلقه لفعله ، أما قبل ذلك فلا علم لله ، لأن حدوث العلم مناقض لحق الإختيار ، وضياع الإختيار مناقض للحساب والثواب والعقاب ، أما الوضع عندي مختلف ، فمجرد علم الله فقط وإحاطته بكل الأحداث عبر التاريخ قبل حدوثها علم أزلي أبدي ، دون أن تتدخل إرادته في ذلك لا ينفي إرادة الإنسان وإختياره ، ولذلك قال تعالى (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) ، وقال (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ، فوقف علمه عند باب الإحاطة بالغيب والشهادة ، وقد نسب سبحانه الفجور للنفس والتقوى للنفس بالتساوي ، وكل منا حر في إختياره رغم علم الله
و انا كما وضحت مسبقا اعتز بفكر المعتزلة لكن لا انتمي اليهم و لا اقول بعلم حادث لله بعد حدوث الفعل فأنا أقول بأن الله عز و جل يعلم المعلومات بالوجه الذي يصح أن تعلم به، بمعنى أنا موجود و أنا افكر في شيء ما فالله عز و جل يعلمه، أنا مريض بمرض ما و لم اعلم بعد باصابتي به فالله عز و جل يعلمه، هناك موجودات يتعلق بها علم و بالتالي فعلام الغيوب يعلمها، أما المعدوم الذي لا وجود له و لم يحدث فكيف يتعلق به علم أو جهل، هنا يجب التفرقة بين العدم و الغيب
و لو كانت الأمور معلومة ازليا فعلينا اذن أن نقول بأن الله سبق في علمه أنه سينزل القرءان الكريم لاحقا و أن كل احداث القرءان موجودة بالفعل منذ قديم الأزل لكن كل ما حدث هو أن كل شخص قام بدوره في التنفيذ الحرفي بدون أن يعلم أن هذا اختياره و لم يكن ليقدر على تغيير ذلك فهو قد فعل ذلك بدون أن يفعل ذلك عندما كان عدما!!!!!!
"وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين "
هل أفهم اخي الكريم من هذه الأية الكريمة أن الله عز و جل لا يستجيب لمن يدعوه بل يفعل فقط ما سبق في علمه أنه سيفعله؟ هؤلاء سيدعون الله الأن و لكنه سيستجيب لهم ليس من بعد دعائهم و لكن الزاما لنفسه لأنه سبق في علمه أنهم سيدعون منذ ان كانوا عدما و هو سيستجيب لهم ثم على العكس مع الأخرين لن يدعونه - منذ ان كانوا عدما - و لا يستطيعون أن يدعونه فقد لزم عليهم ذلك منذ الأزل!!!
أين يا عزيزي حرية الاختيار التي نحاسب عليها؟
بل لماذا رقيب عتيد يسجل علينا و قد سجلت الافعال بالفعل؟ و ما فائدة أن يستنسخون ما كنا نفعل؟!
هل يخلق الله الغلام الذي يقتله العبد الصالح فقط ليضرب المثل و يعلم موسى عليه السلام؟!
و هل اذا قتلت نفسي الأن أكون قد مت كافرا و أنا لم اخلق بعد و انا الأن اعذب في نار جهنم؟!!
اتمنى أن تقنعني بوجهة نظرك أخي الكريم بشرط أن لا نخل بحرية الاختيار و الحساب على التكليف...
تحياتي القلبية الخالصة
تابع تدبر ودراسة القرءآن الكريم
تحقيق في تعدّد الزوجات من كتاب الله
الاسلام دين التسامح ولكن السلفية ..!!
دعوة للتبرع
نصرانى مسلم : ( هل هو مسلم؟ .... إلتقي ت برجل مصري مسيحي...
شركاء متشاكسون : ما معنى ( ضَرَب َ اللَّ هُ مَثَل اً ...
ارحمونا: هل هناك من يجيب عن مشكلة القرا آت، القرآ ن ...
وعد مشروط : لفت نظرى اختلا ف فى الوعد للصحا بة بالجن ة ...
Rashad again: Dr. Mansour, I am sorry for stirring painful memories but this is important for me...
more
جزاك الله خيرا أستاذ شريف
ولكن أنا أختلف معك في خلاصتك التالية :
((المتفق عليه من تدبر كتاب الله أن الإنسان إذا أختار طريق الصلاح (الطريق المستقيم) فإنه يختاره بمشيئة رب العالمين أي أن مشيئة الله إستغرقت مشيئته ، أما إذا أختار الكفر فتستقل به مشيئته ، دون دخل لمشيئة رب العالمين ))
فأنا أقول أن الانسان له الحرية المطلقة في إختيار الايمان أو الكفر , فالله تعالى لا يتدخل أبدا فيإختياراتنا يقول تعالى (( وهديناه النجدين )) أي تركنا الامر له سواء للكفر أو الايمان .
نحن نعلم جليا أن الله قادر على كل شيء ومشيئته تصل الى كل شيء لكن الله بمشيئته أيضا , أوقف مشيئته من التدخل في مشيئة الانسان
فالايات التالية
(( يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) [الانسان ))
"وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون" الأنعام 112 ))
5. قال تعالى"وكذلك زين لكثير من المشركين قتل اولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون" الأنعام 137 ))
6. قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين" الأنعام 149 ))
تدل أن الله تعالى يستطيع أن يهدي الخلق جميعا أو يمنع جميع أفعال العباد وهذا صحيح , ولكن من منع الله من ذلك ؟؟؟ لقد منع الله نفسه من التدخل في أمور العباد سواء في هداية أو ضلال ليتحمل الانسان مسؤولية أعماله واختياراته .
ولكن يكون التثبيت بعد ذلك تبعا لفعل الانسان فإذا اختار الايمان يسره الله لذلك , وإن اختار الضلال يسره الله لذك
((يهدي من يشاء ويضل من يشاء )) أي يهدي من يشاء ويريد الهداية , ويضل من يشاء ويريد الضلال
ونقطة أخرى هناك فرق بين قدرة الله وفعل إرادة الله
فقدرة الله لامتناهية إطلاقا فالله تعالى قادر على كل شيء يستطيع أن يفعل كل شيء ولكن فعل الارادة لا يحيط بكل القدرة
مثال (( فلو شاء لهداكم أجمعين )) فالله تعالى قادر على أن يهدي كل البشر, جميعا , وكل المخلوقات بلمح البصر ولكن الله لم يرد ذلك , فإن فعل الارادة الاهية هنا لم يحيط بقدرة الله ولم يأتي بكامل القدرة
مثال آخر هل يقدر الله تعالى على إلغاء اليوم الآخر ومنع يوم القيامة من القدوم ؟؟ الجواب نعم , ولكن الله تعالى أراد شيئا آخر هو وجود اليوم الآخر للحساب والثواب والعقاب , ففعل إرادة الله تعالى لم يحط بكامل قدرة الله ,
فإذن الله تعالى ليس كل ما يقدر عليه يريد تطبيقه وفعله , فالله تعالى يقدر على هداية البشر وتيسيرهم والتدخل في شؤونهم ولكن لا يريد وذلك من تمام العدل
جزاك الله خيرا