الإسلام برئ من الإرهاب والإرهابيين:
مسجد الضرار وكر الإرهاب

Abo Al Adham Ýí 2008-07-16


لم يرسل الله رسولاً من قبل خاتم النبيين ولا من بعده بسيف يقطع رقاب من لا يؤمن بالرسالة ، وإنما دائماً يأمر عباده المرسلين باللين في الدعوة مع عدم إهمال الذكر ، وهذه من صفات الداعيه الناجح.
قال تعالى لموسى وهارون ( اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى )( سورة طه الاية 42 و 43 ).


لم يقل لهما ربنا طالما أنتما مؤيدان لي فأقتلا فرعون حيث أدّعى الألوهية وإنما قال ( فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّه يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى )( سورة طه الاية 44 ) ، وهنا تسائلا موسى وهارون كيف نذهب إلى هذا الطاغية ونطعنه في عقيدته ثم لايفرط علينا ويطغى ؟ ( قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى )( سورة طه الاية 45 ).
فلم يقل لهما ربنا إن طغى عليكما فأقتلاه وأنا أنجيكما !! وإنما طمأنهما مع الالتزام بالأمن والسلام واللين في الحديث ( قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى )( سورة طه الاية 46 و 47 ).
ولما طغى فرعون بالفعل أمر الله موسى بأن يسري بعباد الله حيث أنهم متبعون فما عليهم إلا أن يهاجروا فراراً بعقيدتهم من الطغيان والطغاة ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ )( سورة الشعراء الاية 52 ).
وهكذا جميع الانبياء والرسل أضطروا إلى الهجرة بعقيدتهم وخوفاً من بطش الجبابره وكان أخر الانبياء هجرة خاتم النبيين ومن أشهر المهاجرين آبونا إبراهيم قال عنه الرحمن ( فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )( سورة العنكبوت الاية 26 ).
فالداعية يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة فإن تركوه وشأنه فهو يشكر لهم هذا السكوت عنه وإن آذوه وتحاملوا عليه هاجر إلى ربه يبغي الأمان والإستقرار.
ولا يتفق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الإرهاب بأي صورة كانت.
فالذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر داعية سلام ، فكيف يأمر بالإرهاب وهو يقرأ كلام الله والنور المبين ؟ ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ )( سورة الكهف الاية 29 ) وقال أيضاً ( اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )( سورة فصلت الاية 40 ) وقال أيضاً ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )( سورة فصلت الاية 34 ) وقال أيضاً ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ )( سورة الاسراء الاية 53 ).
والمشركون هم الذين أعتدوا على رسول الله ، وهم الذين أخرجوه ومن معه من ديارهم ، وهم الذين ذهبوا إلى يثرب ليحاربوه.
فلابد من الدفاع عن النفس وعن الوطن ، ورغم هذا الدفاع الذي أذن الله به لهم إلا أنه أمر رسوله فقال ( وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ )( سورة التوبة الاية 6 ).
تدبر يا أخي ثم أبلغه مأمنه أي سلام في دين الله أكثر من ذلك.
وأما عن الكفر والأيمان فلا أكراه في الدين ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )( سورة البقرة الاية 256 ).
كل هذا النور المبين يبثه القرآن في نفس المؤمنيين ليعاملوا الناس بالحسنى ( وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً )( سورة البقرة الاية 83 ).
فالذي يتمسك بالقرآن وحده فلابد وأن يتخلق بخلق القرآن ويكون صورة من خاتم النبيين يتآسى به في تمسكه بالقرآن العظيم حيث قال ربه له ( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )( سورة الزخرف الاية 43 ) وقال له أيضاً ( فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ )( سورة النمل الاية 79 ).
ونحن نعرف أن أبانا إبراهيم لم يؤمن به سوى لوط ولما جاءه ضيف في صورة بشر إستقبلهم بكل ترحاب وذبح لهم عجلاً سميناً ظناً منه أنهم بشر ، وقد كانوا ملائكة من عند الله ، ولما رفضوا الطعام خاف منهم وأوجس في نفسه خيفة.
فهل نجد من يحسن إلى البشر مثل هذا النبي الكريم ؟
لقد جاءه من يظنهم سائحين مجهولين الهوية فأحسن إليهم إحساناً بليغاً لم يذبح لهم كبشاً أو تيساً وإنما ذبح عجلاً سميناً.
ولكننا نجد من الإرهابيين من يقتلون السياح ظناً منهم أنهم بهذا العمل يعملون بسنة النبي.
فسنة النبي التي سنها له ربه في القرآن هي أن تذبح للسياح عجلاً سميناً ولا يهم أن تعرف من أي بلداً هم ، فالدين الحق يأمرك بإكرام بني البشر دون أن تسأل عن جنسيتهم وبذلك تكون من الدعاة الناجحين الذين يؤلفون القلوب بإطعام الطعام والمعاملة الحسنة.
فكلنا بما فينا خاتم النبيين مطالبون بإتباع ملة إبراهيم ( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )( سورة النحل الاية 123 ) فهذا النبي جعله ربنا إماماً للناس ، وأنظر إلى أخلاقه وحلمه ورأفته ببني البشر لما عرف أنهم ملائكة وبشروه بغلام عليم حاول أن يشفع في قوم لوط ولكنهم قالوا كما أمرهم الله ( يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ )( سورة هود الاية 76 ) أي إكرام لبني البشر يفعله رجل مثل هذا الرجل المؤمن بربه وقال عنه ربه ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ )( سورة هود الاية 75 ).
ولكن أقطاب مسجد الضرار يأبون هذه الأخلاق الربانيه ويصرون على الإرهاب ، ويفترون على رسول الله أحاديثاً ما أنزل الله بها من سلطان تدعوا إلى ارهاب الناس ، وإني أربا إلى نفسي من ذكرها وقد مُلئت بها الكتب الصفراء فقارنوا بينها وبين القرآن العظيم وهذه عينة من تلال أحاديث فهناك كلام يدّعى للنبي يقول " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن قالوها عصموا مني دمائهم إلا بحقها ".
سبحانك يا ربنا هذا الحديث يطعن في أكثر من عشر آيات في القرآن وهذه عينة من الآيات ( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ )( سورة يونس الاية 99 ) وقوله تعالى ( قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ )( سورة الاسراء الاية 107 ) وقوله تعالى ( فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ )( سورة الرعد الاية 40 ) وقوله تعالى ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ )( سورة الكهف الاية 29 ) وقوله تعالى ( لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ )( سورة الغاشية الاية 22 ).
أيّ الكلام خير حديث مسجد الضرار أم حديث الله العظيم ؟!! يقول ربنا لرسوله ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )( سورة الشعراء الاية 215 ) فإن رفضوا الايمان لم يقل له فقتلهم وإنما ( فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ )( سورة الشعراء الاية 216 ).

أما الحدود التي شرعها رب العزة في القرآن الكريم فإنها متروكة للحاكم المسلم ، والذنب فيها على الحكام لأن الله يقول عنها ( مَن لَّمْ يَحْكُم ) فهل يملك الفرد العادي أن يحكم ؟ فلابد أنه من يحكم يكون في يده سلطة يحكم بها.
والذي جعل حكامنا ينفرون من حكم الله في القرآن الكم الرهيب الذي جاء في المصدر المفترى على الله.
فالحدود التي جاء بها القرآن واضحة وتتناسب مع كل المجتمعات فلو كان الحكم بها وحدها لأجتمع عليه العالم أجمعون.
والحدود الإسلامية هي
أولاً : حد القتل.
من يقتل نفساً يقُتل بهذه النفس اذا كان القتل عمداً.
وفي حالة القتل الخطأ فتحرير رقبة ودية إن كان من نفس العشيرة او إن كان من قوم بينهم موده وميثاق.
أما إن كان من قوم عدو فتحرير رقبة تكفي ، وفي حالة عدم وجود الدية وتحرير الرقبة فالصيام شهرين متتابعين ( تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا )( سورة النساء الاية 92 ).
ثانياً : حد الحرابه.
يقام حد الحرابه على من يحارب الله ورسوله.
فالذي يحارب الله يحارب كتابه ، والذي يحارب رسوله فإنه يحارب العامل بالكتاب.
فذلك جزاءه إما أن يقتل أو يصلب أو يمثل به أو ينفى من الأرض.
وهناك فرق كبير بين الكافر الذي لايحارب الله ورسوله أي كتاب الله والقائم عليه من المؤمنين والذي يحارب بكل جهد لينال من الكتاب العظيم ومن الذين يقومون على هذا الكتاب.
فالمسالم لا جرم عليه ولكن المحارب والمفسد لابد أن يكون أرتكب جرائم المحاربه الفعليه ؛ وليس مجرد النقد فالنقد لا يعد محاربه ولكن الله سماه محاورة فالمحاورة او المجادله بالحسنى هدفها الوصول إلى الحق.
ولكن المفسد والمحارب هو المستبد الذي يرهب الناس ويخوفهم بأفعاله الإجرامية ، وحسبنا في ذلك أن إمرأة جادلت رسول الله وحاورته ولم يصبها آذى بل دخلت التاريخ وهكذا شتان بين النقد والرأي والرأي الأخر وبين محاربة الله ورسوله الذي يستحق من يفعله إقامة الحد.
فأوجه المحاربة هي ( سفك الدماء – إرهاب الناس – الإفساد في الأرض ) فهذا من يقام عليه حد الحرابه.
قال تعالى ( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )( سورة المائدة الاية 33 ).
هذا هو حد الحرابه فمحاربة الله هي محاربة كلامه ومحاربة رسوله هي الوقوف في وجه من يدعوا إلى الله بالقرآن العظيم.
والإفساد في الأرض له صور عديده يعرفها أولوا الأمر فالله هو الذي يعطي الملك للحكام والحكام عادةً يكونون من الطبقة الزكية التي تقدر الأمور في نصابها وإلا ما كان الله ليعطيهم هذا الملك.
ثالثاً : حد السرقة.
وهو قطع يد السارق وقطع اليد يحدده ولي الأمر حسب حجم الجريمة ، والمعروف في قطع اليد قد يكون جزاءاً بسيطاً او قد يكون جزاءاً كبيراً فهناك مجرد جروح سماها الرحمن تقطيع للأيدي ( فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ )( سورة يوسف الاية 31 ).
فلا يعقل أن يكون هذا التقطيع أكثر من جروح وقد يكون جرح قطعي كما يسميه الطب الحديث.
فلا يعقل أن يعامل الذي يسرق دجاجة مثل الذي يسرق جملاً مثل الذي يسرق سيارة مثل الذي يسرق بنكاً مثل الذي يسرق دولة بأكملها.
لابد من وضع النقط على الحروف وهذه الحروف يصنعها المسلم المنيب إلى الله ويحكم بما أنزل الله فقطع اليد يبدأ بالجرح القطعي وينتهي بقطع اليد حتى أخرها كلاً حسب جريمته أليس كذلك.
رابعاً : حد الزنى.
قال الله سبحانه ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ )( سورة النور الاية 2 )
أسلفنا أن الحكم لله وحده ، وضربنا مثلاً بما فوض الله فيه الحكم لولي الأمر فموضوع السرقه جعل الله ولي الأمر يحدد حجم القطع ولم يحدد ربنا كيف يقطع لان حجم السرقة يبدأ من دينار إلى مئات المليارات من الدنانير فلا جرم من معاملة الحاكم ورؤيته طالما أنه يتقي الله في شعبه.
أما حد الزنى فقد شرعه الله ولم يترك فيه أي تشريع لأحد غيره سبحانه.
فجريمة الزنى الواحدة حددها الله بمائة جلده وأن تكون على الملاء وليس في الخفاء.
واأسفاه فإن أقطاب مسجد الضرار يأبون أن تكون حدود الله فعالة فيرفضون تشريع القرآن ، ويذهبون إلى رجم الزاني المحصن ذكراً كان أو أنثى وينسبون هذا التشريع لرسول الله ، ورسول الله لا يشرع شيئاً من عنده ، بل يتحججون ويقولون أن هناك آية نزلت في القرآن ويأتون بها وهي ركيكة المعنى واللغه "الشيخ والشيخة إذا زنيا فأرجموهما" ويدّعون أنها نسخت قرأةً وبقيت شرعاً.
واأسفاه إنها عودةً إلى قصة المعراج حيث يبدل الله كلامه تسع مرات ، وهنا يبدل كلامه فينزل قرآناً ثم يستحي من عرضه فيمنع قرآته ( لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا )( سورة مريم الاية 89 و 90 ).
ثم ما حكاية الشيخ والشيخة فالشيخ رجل عجوز قد طعن في السن فلو كان شاباً محصناً فهل لا يقام عليه حدود على إطلاقه.
ولم يذكر لفظ الشيخ في القرآن العظيم سوى مرةً واحدةً في قصة موسى قال تعالى ( قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ )( سورة القصص الاية 23 ).
والقارئ النابه يعرف لأول وهلة أن هذه الألفاظ ركيكة ولايمكن أن ينزل قرآن بهذا الاسلوب الذي لا إعجاز فيه على أي حال.
وفي نفس سورة النور كانت بقية الحدود فعلى من يرمي المحصنات أي يتهم بنات الناس بغير شهداء ثمانين جلدة فماذا لو كان هذا الرامي محصناً ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )( سورة النور الاية 4 ).
ثم الذي يتهم زوجته إنها زوجته أليست محصنة وهي زوجة قطعاً محصنة ، وقد لا يكون معه أربع شهداء يطالبه الشرع الحكم بأن يحلف بالله أربعة شهادات إنه صادق والخامسة عليه اللعنة إن كان كاذباً ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ )( سورة النور الاية 6 و 7 )
بعد أن شهد الرجل على زوجته وأصبح عليها العقاب فإذا أستأنفت الحكم فعليها أن تحلف مثله أربعة وخامسة فهل قال الله بعدها وأبعدوا عنها الرجم اذا حلفت أم ماذا قال ( ويدرؤا عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ )( سورة النور الاية 8 و 9 ).
فكما قال الله أولاً عن الحد ( وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ).
وقال أخراً في نهاية الكلام عن الحدود ( ويدرؤا عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ ).
عذاب وليس قتل بالرجم !!
بذلك يتبين لنا أن الحد هو الجلد فقط كما حدده الرحمن وحسبي أيضاً ان الله حذر نساء النبي من الوقوع في الفحشاء وقال ( يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ )( سورة الاحزاب الاية 30 ) فهل ترجم مرتين إذا ما قدر الله وحدث دلوني كيف يكون الرجم أي القتل مرتين ولكن الحقيقة أنها تجلد مائتين جلدة.
وهناك زانية عليها نصف الحد وهي الفتاه التي احصنت ولها ظروفها ( فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ )( سورة النساء الاية 25 ) نأخذ من هذه الآية عبرتين الأولى فلو كان حد الرجم على المحصنة قائم فهل على هذه المحصنة ذات الظرف الاجتماعي نصف موت وكيف يحدد نصف الموت أما العبره الثانية فإن الله قال ( فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ) اذاً فعلى المحصنات عذاب وليس عليهن رجم ما قولكم أيها المؤمنون.
أليس أقطاب مسجد الضرار هم الذين دعوا الناس إلى الإرهــاب في كل شئ أليس هم المسئولون عن شبابنا الذين إنساقوا وراء الأحاديث المضلله وتركوا القرآن وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ، وأرهبوا أهلهم وأوطانهم.
ثم عن الناسخ والمنسوخ فالنسخ هو الكتابة وليس الشطب فقد استعمل مسجد الضرار معنى النسخ بالشطب ليلغي آيات من القرآن وليضيف جديداً ويقول أنها نسخت قرأةً وبقيت شرعاً علماً بأن النسخ هو الكتابة فالله يقول ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا )( سورة البقرة الاية 106 ) ننسخ أي نكرر هذه الآية أكانت كونية أو قرآنية وننسها أي نتركها على ماهي عليه آيةً دون شبيه لها وتبقى آيةً آحاديةً وهكذا في القرآن آيات كثيرةً مكررة وأيضاً آيات كثيرةً غير مكررة ولو سلمنا جدلاً أن النسخ هو الشطب فهل نأخذ بالآية التي شطبت ونرفض الآيات المكتوبة !!!
أنبئوني بعلم إن كنتم صادقين.
خامساً : حد الظهار.
ومنه نأخذ العبرة قال تعالى ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ )( سورة المجادلة الاية 1 ) تأتي إمرأة تجادل رسول الله ، وتحاوره ، ويحاورها ، ورسول الله لا يملك أن يفتي إلا إذا جاءه الوحي ، ولكنها تشتكي إلى الله ، وتستغيث به لكي ينزل لها شرعاً ، وأستجاب وذكرها في القرآن ، وأنزل حد الظهار.
فهل يملك رسول الله أن يحّد أي حّد ؟ فهو لا يملك أن يحد حداً للظهار ، وهو مجرد تحرير رقبة أو إطعام مساكين أو صيام شهرين.
فهل الذي لا يملك هذا الحق البسيط يشرع لنا قتل الزاني ؟
لا أدري بأي منطق نقبل هذا الإفتراء الذي برأ الله رسوله منه وقال له ( إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ).
ثم هناك حدود أخرى خاصة بالزواج والطلاق لا يسمح المجال بذكرها وإذا بقينا على الدنيا سنفرد لها مذكرات والله المستعان على أقطاب مسجد الضرار الذين ضلوا وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ).
القاهرة في 1988

اجمالي القراءات 15813

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (5)
1   تعليق بواسطة   محمد الحلبى     في   الأربعاء ١٦ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[24548]

عندك حق

فانا ايضا اعتقد انه لا يمكن ان يكون  الايمان من الاخر   بالخوف  والترهيب


 


حتى انه لو امن  


فسوف يكون ايمانه ظاهريا فقط


 


وليس من داخل قلبه


 


2   تعليق بواسطة   Abo Al Adham     في   الخميس ١٧ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[24567]

الأستاذ محمد الحلبي

السلام عليكم أخي الكريم.

وأشكر مروركم وتعليكم على المقال ، الإكراه والخوف والترهيب في الدين يؤدون إلى النفاق والرياء.

فلا أكراه في الدين ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )( سورة البقرة الاية 256 ).


3   تعليق بواسطة   Abo Al Adham     في   الخميس ١٧ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[24568]

هل حقاً الإرهاب لا دين له ؟

الأخوة الأفاضل هناك سؤال يطرح نفسه حيث نسمع كثيراً أن الإرهاب لا دين له.

اتمنى المشاركة من الجميع للإجابة على هذا التساؤل.

هل حقاً الإرهاب لا دين له ؟



ملحوظة : ستجد الإجابة خلال قرأتك للمقال.

وهذه دعوة ليعلم العالم أجمع من هو المسئول الأول عن الإرهاب العالمي.

هيا لنحارب الإرهاب والإرهابيين ونبرئ الإسلام من هؤلاء القتلة.


4   تعليق بواسطة   الفرزدق التميمي     في   الخميس ١٧ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[24570]

الاستاذ يوسف

اشكرك على المقالة وانا انضم اليك لنحارب الارهاب بلا هوادة ولنطهر ديننا منه فكريا قبل الحرب العسكرية وانا اصلا وضعت مقالاتي فى هذا الموقع لكي انزع من الارهاب وقوده الفكري وتاصيله الديني وشكرا


5   تعليق بواسطة   سامر الغنام     في   الخميس ٠٧ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[25347]

بارك الله بك اخ يوسف

هكذا وبأيدي المسلمين انفسهم  صار الرسول محمد زعيم الارهاب وزعيم النساء بعد ان عملوا منه اول خلق الله وان الدنيا خلقت لاجله وعملوا منه مشرعا مع الله متناسين ان الله لايشرك في حكمه احدا اي لايشرك في تشريعه احدا وبعدها ترانا نخرج بمظاهرات ضد الدانيمارك وغيرهم لنساعدهم على بيع اكبر عدد من المجلات والصحف 


مشكور اخي الكريم لمقالك وقد اعجبني جدا تدبرك لموضوع ما ينسخ من اية 


والسلام عليكم


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
بطاقة Abo Al Adham
تاريخ الانضمام : 2007-08-02
مقالات منشورة : 21
اجمالي القراءات : 454,099
تعليقات له : 154
تعليقات عليه : 153
بلد الميلاد : United State
بلد الاقامة : United State